توقف المطابخ الشعبية يفاقم معاناة السودانيين
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
انعكست أزمة انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت في السودان للأسبوع الرابع بسبب المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، على المطابخ الشعبية في الخرطوم.
وأعلنت غرفة طوارئ ولاية الخرطوم، عبر صفحتها على منصة "إكس"، عن ارتفاع عدد المطابخ الجماعية المتوقفة عن العمل في العاصمة إلى 221، محذرة من زيادة حالات الإصابة بسوء التغذية والموت بسبب الجوع.
إلى جماهير شعبنا الصابرة الصامدة
إلى كل من يهمه تخفيف المعاناة عن أهلنا
ننقل إليكم ماوصل إليه الحال في ولاية الخرطوم، فنحن نعاني اليوم من أزمةٍ إنسانيةٍ خطيرة نتيجة توقف عددٍ كبيرٍ من التكايا والمطابخ التكافلية المشتركة والتي كانت تقدم الطعام للمحتاجين…. pic.twitter.com/u3BNa75j09
— غرفة طوارئ ولاية الخرطوم (@ERR_Khartoum) March 3, 2024
وكانت المطابخ الشعبية قد وفرت حلا بديلا لأزمة الطعام للمحتاجين في ولاية الخرطوم، والتي كانت توفر الوجبات الرئيسية لهم وسد حاجة آلاف الأسر من الطعام.
وأثارت الأخبار القادمة من السودان حالة من الاستياء بين رواد منصات التواصل بسبب حجم المعاناة، وقال مغردون إن الأخبار اليومية القادمة من هناك تفوح منها رائحة الموت والدمار.
صارت من الأخبار اليومية وفاة أهالينا من الجوع ????
تبرعوا لأخواننا في السودان فهم في حاجةhttps://t.co/HH07Gxf9KY https://t.co/44aiJPOV3p
— بُدور (@11________111) March 5, 2024
لا تزال الإتصالات والإنترنت خارجة عن الخدمة لليوم الثاني و العشرون في ولاية الخرطوم، الجزيرة، و اقليم دارفور و اقليم كردفان.
آخر تواصل مع الاهل و المعارف في امدرمان كان قبل ٣ اسابيع و المعاناة مستمرة بسبب الجوع و انعدام الدواء.#السودان_خارج_التغطية#KeepEyesOnSudan pic.twitter.com/h5MrmWv82s
— Bakh (@notbakhmoe) March 1, 2024
وشبه نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي حال المواطنين في السودان بحال أهل قطاع غزة الذين يموتون جوعا كل يوم بالقول إن "السودان كمان ناسه محتاجة جدا لإنزال جوي لمساعدات إنسانية، البلد دخلت في مجاعة والناس بتموت من الجوع والرصاص".
السودان كمان ناسه محتاجة جدا لإنزال جوي لمساعدات انسانية، البلد دخلت في مجاعة والناس بتموت من الجوع والرصاص و التحويلات البنكية اغلبها مش شغال عشان الاتصالات والانترنت مقطوعين بقالهم ٢١ يوم عن اغلب البلد.
— ????كائن لاسع (@mennahesham247) February 27, 2024
وبسبب ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، كشف نشطاء عن وفاة طفلين جوعا في منطقة جبل أولياء بجنوب الخرطوم خلال الأيام الماضية.
وحذر عاكف مختار عضو غرفة طوارئ بحري في حديث لـ"راديو دبنقا" من كارثة إنسانية قد تحدث مع حلول شهر رمضان الكريم، وهذا في حال استمرار انقطاع الاتصالات والإنترنت وعدم تسهيل المساعدات الإنسانية.
وتعالت الأصوات على منصات التواصل لإنقاذ السودانيين من واقعهم، وإخبار العالم بما يحدث في السودان من مأساة.
الأطفال في السودان بتموت بسبب الجوع
الأطفال في السودان بتموت بسبب الجوع
الأطفال في السودان بتموت بسبب الجوع
الأطفال في السودان بتموت بسبب الجوع
الأطفال في السودان بتموت بسبب الجوع
الأطفال في السودان بتموت بسبب الجوع
الأطفال في السودان بتموت بسبب الجوع pic.twitter.com/Axha04UpSd
— نُسَيبة. (@_Nosayba_) March 5, 2024
ونشر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عبر صفحته على منصة "إكس" تحذيرا قال فيه "ما لم يتوقف القتال، فإن حرب السودان قد تصبح أكبر أزمة جوع في العالم.
وفي الوقت الحالي، يواجه 90% من الأشخاص مستويات حادة من الجوع في السودان، وهم عالقون في مناطق لا يستطيع برنامج الأغذية العالمي الوصول إليها.
النزاع في #السودان
????دفع الجوع إلى مستويات قياسية
????خلق أكبر أزمة نزوح في العالم
????خلق كارثة إنسانية تؤثر على المنطقة
يدعو برنامج الأغذية العالمي إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من التدهور وعدم الاستقرار. pic.twitter.com/LxyjfgKFil
— برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (@WFP_Arabic) March 5, 2024
ويشهد السودان، منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفرت عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وتسببت في أزمة إنسانية واسعة، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات برنامج الأغذیة العالمی ولایة الخرطوم من الجوع pic twitter com
إقرأ أيضاً:
هل تُمهّد استعادة الخرطوم الطريق لنهاية الحرب في السودان؟
في تطوّر عسكري لافت، أعلن الجيش السوداني يوم الثلاثاء استكمال ما وصفه بـ"تطهير كامل لولاية الخرطوم" من قوات الدعم السريع، بعد أسابيع من معارك ضارية شهدتها العاصمة ومحيطها. اعلان
قالت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في بيان إن الولاية، التي تضم الخرطوم وأم درمان ومدينة بحري، باتت "خالية تمامًا من المتمردين"، في إشارة إلى القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وجاء هذا الإعلان في إطار عملية عسكرية واسعة بدأت قبل أسابيع لاستعادة السيطرة على آخر معاقل الدعم السريع في جنوب وغرب أم درمان، ولا سيما منطقة صالحة. وأوضح المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، أن العمليات شملت مناطق متعددة من العاصمة ومحيطها، وتواصلت حتى إحكام السيطرة الكاملة عليها.
يمثل استرجاع الجيش للخرطوم ومحيطها، بما في ذلك القصر الجمهوري ومطار الخرطوم، نقطة تحوّل رمزية وعسكرية في الحرب التي تدخل عامها الثالث. ففي آذار/ مارس الماضي، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن "الخرطوم حرة"، بعد ساعات من استعادة المطار الرئيسي في العاصمة، رغم تواصل الاشتباكات المحدودة مع عناصر من قوات الدعم السريع.
وفي المناطق التي أجبرت فيها هذه القوات على التراجع، لجأت إلى تكتيكات التخريب، مستخدمة طائرات مسيّرة لاستهداف بنى تحتية حيوية، من بينها منشآت للطاقة في الخرطوم وبورتسودان.
كما تستمر المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إضافة إلى اشتباكات على محور كردفان.
ورغم الانتصارات الأخيرة للجيش، لا تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بنفوذ واسع في إقليم دارفور وأجزاء من جنوب البلاد.
تعيين رئيس وزراء: خطوة نحو الاستقرار؟بالتوازي مع التقدّم العسكري، شهدت الساحة السياسية خطوة جديدة، مع إصدار البرهان مرسومًا دستوريًا يقضي بتعيين الدبلوماسي السابق كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزراء في أيار/ مايو 2025، خلفًا لدفع الله الحاج الذي شغل المنصب لفترة قصيرة.
ويمثل ذلك أول خطوة رسمية نحو تشكيل سلطة تنفيذية منذ اندلاع الحرب، ويأتي تنفيذًا لتعهد سابق من البرهان بتشكيل حكومة انتقالية تقودها شخصية تكنوقراطية غير حزبية.
ويعكس هذا التعيين رغبة واضحة من المؤسسة العسكرية في تقديم إشارات إلى المجتمع الدولي والداخلي حول إمكانية استعادة العمل المؤسسي وبناء مسار سياسي، رغم استمرار القتال في أجزاء من البلاد.
هل نحن أمام نهاية وشيكة للحرب؟استعادة الخرطوم وتعيين رئيس وزراء جديد يرسلان رسائل أولية نحو احتمال تهدئة الصراع وتدشين مرحلة انتقال سياسي.
لكن الواقع الميداني والأمني لا يدعم بالضرورة سيناريو نهاية قريبة للحرب. فالمواجهات لا تزال مشتعلة في دارفور، والطائرات المسيّرة التي تستخدمها قوات الدعم السريع في بورتسودان توحي بقدرتها على نقل المعركة إلى جبهات غير متوقعة.
كما أن الدعم الخارجي الذي تتلقاه هذه القوات، فضلًا عن غياب توافق دولي حاسم، يعقّدان فرص التهدئة. وحتى الآن، لم تتبلور مبادرة سلام فعّالة قادرة على وقف إطلاق النار بشكل شامل، في ظل انقسام دولي حيال الملف السوداني وتراجع مستويات الضغط الدولي.
Relatedالبرهان يعيّن كامل إدريس رئيسًا للحكومة وسط استمرار الحرب في السودانتصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته الجوية والدعم السريع يردّ بمسيّراتتصاعد التوتر بين السودان والإمارات بعد إبعاد دبلوماسيين من دبيورغم آمال البعض بأن تُبدي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتمامًا أكبر بإنهاء النزاع خلال العام الجاري، إلا أن غياب الإرادة الجماعية والتعقيدات الميدانية والإنسانية قد تجعل من هذا الطموح رهانًا غير مضمون.
من هنا، فإنّ نهاية الحرب التي اندلعت بالسودان في نيسان/ أبريل 2023 تبقى رهينة بتوازنات داخلية شديدة التعقيد، وتدخلات إقليمية ودولية متشابكة، وأزمة إنسانية متفاقمة، رغم المكاسب العسكرية والسياسية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة