أحجية دبلوماسية.. تقرير: أنقرة تسير على حبل رفيع بين واشنطن وموسكو
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
تعمل تركيا على تحسين العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، من خلال الامتثال للعقوبات المالية المفروضة على روسيا، لكنها تحاول مع ذلك الحفاظ على علاقاتها مع موسكو، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ بعنوان "تركيا تسير على حبل رفيع بين الولايات المتحدة وروسيا في أحجية دبلوماسية".
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، في واشنطن، الخميس.
يأتي هذا اللقاء، بعد أيام فقط من استضافة فيدان لنظيره الروسي، سيرغي لافروف، في تركيا.
لكن الرجل يواجه صعوبة متزايدة في تحقيق التوازن للحفاظ على العلاقات مع الدولتين، اللتين على خلاف بشأن غزو أوكرانيا على وجه الخصوص.
ومن المتوقع أن يناقش فيدان رفع العقوبات الأميركية التي استهدفت صناعة الدفاع التركية بسبب استحواذها على نظام الدفاع الصاروخي الروسي المتقدم إس-400، والذي يخشى أعضاء الناتو من أنه قد يشكل خطرا على الطائرات الحربية الشبح من الجيل الخامس من طراز إف-35.
وفي الوقت ذاته، تم استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة من طراز إف-35، وقد يحاول فيدان التفاوض من أجل سداد 1.4 مليار دولار كانت تركيا قد وضعتها سابقا في المبادرة.
وتأتي جهود الوزير التركي، في أعقاب موافقة أنقرة على توسع حلف شمال الأطلسي في السويد بعد شهور من التأخير.
وقد مهد هذا القرار الطريق أمام واشنطن للتوقيع على صفقة بيع طائرات حربية وصواريخ وقنابل أميركية الصنع من طراز إف-16 إلى أنقرة بقيمة 23 مليار دولار، وهو ما يمثل دفعة للعلاقات العسكرية بين الحليفين القدامى.
وتركيا شريك مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فقد تم استخدام القواعد الجوية في البلاد، لاسيما، "إنجرليك"، التي تستضيف الرؤوس الحربية النووية الأميركية، خلال الحرب الباردة، ولشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا، ولنقل الإمدادات للقوات الأميركية في أفغانستان والعراق.
العلاقات روسياوتأتي مساعي تركيا لتحسين العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس، رجب طيب إردوغان، إلى توسيع علاقات الطاقة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بهدف تحويل تركيا إلى مركز للطاقة لشحنات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وأصبحت تركيا أول دولة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ غزو أوكرانيا تدعو الرئيس الروسي لزيارة البلاد.
وفي نفس الوقت، تراجعت صادرات تركيا إلى روسيا بنحو 40 في المئة في الشهرين الأولين من هذا العام مقارنة بعام 2023، حيث زادت البنوك من التدقيق في المعاملات المرتبطة بروسيا لتجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية.
وقالت محطة نفط تركية على ساحل البحر المتوسط إنها لن تقبل بعد الآن الواردات الروسية بعد أن تلقت كميات قياسية العام الماضي، بحسب رويترز.
وفرضت وزارة الخزانة ووزارة الخارجية الأميركية عقوبات على أكثر من 250 شركة وفردا في الصين وتركيا والإمارات، لدعمهم المستمر لروسيا والذي كان حاسما في استمرار حربها على أوكرانيا.
المشاريع المشتركةوكان فيدان أشار إلى تفضيله الاحتفاظ بالدفاعات الجوية الروسية، حتى لو كان ذلك يعني عدم القدرة على شراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35.
وقد أكدت الولايات المتحدة وتركيا مؤخرا خططا لإنتاج مشترك لقذائف مدفعية عيار 155 ملم، التي تحتاجها أوكرانيا بشدة، بحلول العام المقبل.
وطلبت تركيا أيضا من الولايات المتحدة الإذن بالمشاركة في إنتاج محركات "GE Aerospace" المستخدمة في طائرات إف-16، بهدف استخدامها في طائراتها المقاتلة المنتجة محليا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة من طراز إف
إقرأ أيضاً:
فرنسا توقع صفقة مع فيتنام لشراء 20 طائرة من طراز إيرباص A330 نيو
شهدت العاصمة الفيتنامية هانوي، الإثنين، توقيع اتفاقيات استراتيجية بين فرنسا وفيتنام، أبرزها صفقة لشراء 20 طائرة من طراز "إيرباص A330 نيو"، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تعد الأولى لرئيس فرنسي إلى فيتنام منذ ما يقرب من عقد.
الزيارة تأتي في سياق مساعٍ فرنسية لتعزيز نفوذها في مستعمرتها السابقة، بالتوازي مع تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لاسيما بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على المنتجات الأوروبية اعتبارًا من يونيو المقبل.
شاهد | لحظة صفع بريجيت لـ ماكرون على سلم الطائرة بفيتنام
أول تعليق من ماكرون على صفعة زوجته له في فيتنام.. ماذا قال؟
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن فيتنام، التي تعتمد بشكل كبير على التصدير، وجدت نفسها تحت ضغط أمريكي لتوسيع وارداتها من الولايات المتحدة بهدف تجنب فرض رسوم جمركية تصل إلى 46%، الأمر الذي أثار قلقًا أوروبيًا من احتمال إبرام صفقات أمريكية على حساب مصالح أوروبا.
الوثائق التي اطلعت عليها "رويترز" أظهرت أن الاتفاقيات الموقعة بين فرنسا وفيتنام لا تقتصر على صفقة الطائرات فحسب، بل تشمل أيضًا مجالات التعاون في الطاقة النووية، وتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية، وتقنيات الأقمار الصناعية للمراقبة من إنتاج "إيرباص"، بالإضافة إلى اتفاقيات مع شركة الأدوية الفرنسية "سانوفي".
الاتفاق الجديد مع شركة "إيرباص" جاء استكمالاً لاتفاق سابق أبرم العام الماضي لشراء 20 طائرة من الطراز نفسه لصالح شركة الطيران الفيتنامية منخفضة التكلفة "فيت جيت".
وفي سياق متصل، أفادت مصادر رسمية بأن فيتنام أبدت استعدادها لشراء ما لا يقل عن 250 طائرة من شركة "بوينغ" الأمريكية، لصالح شركتي "فيتنام إيرلاينز" و"فيت جيت"، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتقليص الفائض التجاري الكبير مع الولايات المتحدة واسترضاء واشنطن.
من جانبهم، حذّر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي من أن تفضيل واشنطن في العقود التجارية قد يضر بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، الذي يرتبط مع فيتنام باتفاقية تجارة حرة ويُعد من أبرز شركائها التجاريين.