صحيفة صدى:
2025-05-09@11:10:49 GMT

خيال معلم وحنان أب

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

خيال معلم وحنان أب

ليس التعليم مهنة بل هو رسالة عظيمة صاحبها له مكانة وحصافة يتبوأها كلما نطق لسانه جملةً وخطت يداه حرفاً ودونت رقما ، إنه المعلم الذي تشرق النفوس بقدومه وينبثق النور من مخارج حروفه هو النموذج والأب والأستاذ والقدوة والرمز لهؤلاء الأطفال ، حين تكبر نفوسهم وتنمو طموحاتهم ومواهبهم من بين يديه ومن عمق أدائه ينبغ الأديب والطبيب والشيخ والمهندس والطيار والعظماء .

هناك معلمون مازالت أبجديات حروفهم وأرقامهم نورا نتزود بها في حياتنا ونعلم بها أبناءنا .

غرسوا العلم بمفاهيم التربية والتعليم والصدق والأمانة .

كم هي الأمنيات أن تعيدني معلما متطوعا للصفوف الأولية لأقف مبتسما في الحصة الصباحية لطلاب الصفوف الأولى الثلاثة كم هي الإنسانية والتربية العظيمة أن تجعل منك معلما يؤدي العلم بقلب أب وعقل عالم .

تمنيت أن اقف في أبواب الفصول القي التحية على الجميع وأن أصافحهم طالبا طالبا امسح على رؤوسهم واحدا تلو الآخر حتى أبث حماس العلم في نفوسهم و أن اجلس مع ضعفهم الداخلي وأبوح لهم بمقدار حبي لهذه الطفولة في أرواحهم .

وان يكون اللهو معهم أدبًا يبني الاحترام في دواخلهم وينمي مواهبهم وإبداعاتهم وأجعلها نبراسا لأهدافهم ، وأن أبني أجيالا يكون العلم شعاعا ينير الكون بوهجهم ، حتى تكون الحصص هي إنصات جميل يجذب حواسهم ويزيد من شغفهم مستمعين بأدب العلم ووقار التعليم والتربية.

وان أساعدهم في الإفطار الصباحي لأرى من يتضور جوعا وأخرسه الخجل إكراماً لبراءتهم .

أحتاج أن أتلمس حاجاتهم فالبيوت أسرارها في دواخلهم وانكساراتها في نبراتهم ، أحتاج أن أهمس في آذانهم أنني أب أقف أمامهم ، وأن يكون تعليمي غرسا يثمر أخلاقا راقية ويغرس شجر الإبداع في دواخلهم ، وأن يكون هذا البناء لبناته مصفوفة في أمنياتهم وعلى طاولاتهم قبل أسمائهم .

إنها آفاق لابد أن يعيشها المعلم والحالم في صفوف الدراسة .

كم هي الأمنيات أن اقف معهم في طابور الصباح أردد النشيد الوطني كل يومٍ حتى ينمو هذا الوطن في قلوبهم حبا وولاء وتضحية ويتسع عشقه في حياتهم خدمة وفداء .

و أن أقف لهم وأصطف معهم في أداء الصلاة لكي تكون نبراسا ونورا وصلة ربانيه تؤنس وحشتهم ، وتصقل فطرتهم أيها المعلم أنت الملهم الأول لأبنائنا وأنت أيتها المعلمة كذلك ملهمة لبناتنا أنتم آباء ومربون وتربويون ومعلمون وأساتذة قدوة في عيونهم يقتدون بكم .

كم هي الطفولة جميلة تحتاج إلى الاحتضان تحتاج إلى التوجية تحاج إلى الصبر تحتاج إلى أن يكون التعليم ثمراته إبداعا ونورا وحياة وإشراقا في مستقبل هؤلاء الطلاب ، كم أنت عظيماً أيها المعلم أيها الأستاذ القدير ، إن اردت أن تصنع جيلا وتبني وطنا وأن تكون رمزا فكن في التعليم سيدا ومربيا وعالما وإنسانا وأبا تحية إجلال وإكرام لك أيها المعلم المربي .

كلمات دونت حروفها من قلب أب صادق يراك نورا ووهجا ينير الأوطان .

ابتسم أيها الأنيق هكذا نعيش في الحياه.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

اغتيال المعلّم بدم بارد

تعاقبت النظريات التربوية على المعلّم فحرّكته أول الأمر نحو النظرية السلوكية فأصبحت عملية التعلم تحت رحمة الثواب والعقاب والمثير والاستجابة إلى الدرجة التي يتحكّم فيها المعلم بكل شيء. يمكن للمعلم أن يضرب الطالب بالعصا ضربا مبرحاً، كما هو الحال في المدارس لدينا قبل أربعين سنة. مكانه في مقدمة الصف. ولا يبدو أن هذه النظرية قد أفل نجمها رغم إعلان إفلاسها النظري في منتصف القرن الماضي على يد نعوم تشومسكي إذ أن ملاحظة بسيطة لأروقة المدرسة تكشف عن تغلغل هذه النظرية وسيطرة أشباح سكنر وشلّته السلوكية على مفاصل العملية التعليمية والدليل على ذلك تلك الاختبارات المكثفة، المحلية والإقليمية والدولية، التي تشهدها المدرسة خلال العام الدراسي.
ثم جاءت النظرية البنائية في محاولة للإطاحة بالنظرية السلوكية عن طريق سحب بعض الصلاحيات التي يتمتع بها المعلم ونقلها للطلاب الذين أصبحوا يشاركون في عملية التعلّم. أصبح دور المعلم تحت رحمة هذه النظرية منحصراً في تهيئة الظروف لدى المتعلم وتمكينه وإشراكه في تقديم المعرفة ومتابعة عملية التعلم عنده وتقديم المساعدة له عندما تغوص أقدامه في رمال المعرفة ورمضائها. المعلم، بحسب هذه النظرية، مجرد مقاول معماري يوفّر السقالات التي يرتقي عليها هؤلاء البنّاؤون لتشييد صروحهم المعرفية التي يريدونها وتتناسب مع مهاراتهم الإنشائية والمعمارية. مكانه في ناحية ما على يمين الصف أو يساره وليس مقدمته. كما هو واضح من هذه النظرية، تراجع دور المعلّم تدريجياً وأصبح مجرد مسهّل للعملية التعليمية بعد أن كان يقف أمام أبنائه ينقل الحكمة لهم والويل كل الويل لمن يعترض طريقه.
ثم جاءت فلسفة ما بعد الحداثة في نهاية القرن الماضي لتنشر فوضى تعدّد الرؤى وغموض المعنى وترويج القصص الصغيرة وإلغاء القصص الكبرى، أو بمعنى آخر الرفع من شأن الحرية الفردية وإلغاء الحقيقة المطلقة الواحدة، فأصبح المعلم نفسه تحت التهديد من هؤلاء الذين كانوا أتباعه وتحت يده. تزحزح مكانه وأصبح بالقرب من الباب. المعلم، تحت وطأة هذه الفلسفة، يتحرّك داخل مدرسته وهو خائف يتلفّت ويترقّب. لا يستطيع أن يفعل أي شيء مهما كان هذا الذي كان تحت يده يضع وشماً، أو يقص شعره بطريقة شاذة أو أن يلبس القلائد على رقبته، أو يربط شعره برباط كما تفعل النساء.
ثم جاء زلزال الذكاء الصناعي في القرن الحادي والعشرين الذي يبدو، من وجهة نظر خاصة لكاتب هذه السطور، أنه تشكّل واضح لفلسفة ما بعد الحداثة التي لم تكن تحمل اسما وقتها. انتهت مرحلة “الما بعد” وأصبح الأمر واضحاً، وتحوّلت فلسلفة ما بعد الحداثة إلى هذا الشيطان الذي يحمل اسم الذكاء الصناعي. اختفت المدرسة برمتها وأصبحت مجرد منصّة افتراضية لا وجود حقيقي لها. أصبح دور المعلم فنياً فقط بحيث يمكن استبداله بروبوت افتراضي يدرّس عبر الأثير. الله وحده يعلم المصير المحتوم الذي ينتظر هذا المعلم المغلوب على أمره الذي تم ركله خارج غرفة الصف واغتياله بدم بارد.

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • بوالرايقة: وحدوا صفوفكم أيها الليبيون واستفيقوا قبل أن يُقرأ نعي الدولة غدًا
  • وزير التعليم يشيد بالآليات الجديدة لنتيجة مسابقات وظائف المعلمين المساعدين
  • تفاصيل جديدة في واقعة اعتداء معلم علي طفلة داخل مدرسة الحرية في نبروه بالدقهلية
  • تفاصيل اعتداء معلم على تلميذه في مدرسة نبروه وتعليم الدقهلية يتخذ قرارات عاجلة
  • بينها الإعلام.. وزير التعليم العالي: الدولة تحتاج إلى كوادر مؤهلة في 10 قطاعات
  • بالرقم القومي.. رابط استخراج صحيفة أحوال معلم 2025 وطرق طباعتها
  • اغتيال المعلّم بدم بارد
  • البكيري: لا تحتاج أن يكون منافسك النصر بل الاتحاد
  • امرأة قوية مستقلة.. لا تحتاج أحدًا
  • وزير التعليم العالي: تبسيط العلوم أحد أدواتنا لبناء وعي علمي لدى المجتمع