الاحتلال الظلم ،القتل لا يقتل روح الامة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
اذكر انني قد قلت قديما كل مكروبة بترخي ... وكل باركة بتقوم وبتمشي
ليس هنالك حرب بلا نهاية. حتى البراكين تخمد العواصف تتوقف والفيضانات تنحسر الاوبئة تنتهي الطاعون الذي قتل ربع سكان لندن صار نسيا منسيا . الجدري شلل الاطفال الذي عانى منه حتى الرئيس الامريكي روزفلت الذي يعتبرمن اعظم الرؤساء ،لم يعد له وجود الا في اماكم معزولة .
لقد اكتشف العالم جوناث سولد لقاحات لشلل الاطفال ورفض ان يكسب مالا من اكتشافه ورفض التكسب من آلام البشر . اين هذا من الكيزان ؟؟ انتشر المصل في كل العالم . عندما قدم يوناس سولك كمكتشف للقاح شلل الاطفال سمع من يسـأل ما هو شلل الاطفال ؟؟ قال العالم يومها ..... انا اليوم سعيد ويمكن ان اموت في سلام . سنكون سعداء عندما يسأل البعض يوما ما هو وباء الكوزنة . لقد انتهى وباء الجدري الذي كنا نشاهد مظاهره في اجسام العجائز خاصة الوجوه التي تمتلئ ببثور جافة خلفها وباء الجدري.كانت تلك البثور تظهر على بعض اليمنيين في الخمسينات، عندما كان الاخوة اليمنيون في كل مكان في السودان .
كان الميت المصاب بالجدري لا يغسل خوفا من العدوى يغطونه بالرماد . لهذا قالت بنونة بنت المك نمر ناعية اخاها عمارة الذي قتله الجدري .
*** ***
ما دايرالك الميته أم رمادا شح
دايراك يوم لُقاء بدميك تتوشح
لقد مر السودان في زمن الحكم التركي في بدايته بظروف اسوأ بمراحل من حكم الخليفة الا ان تلك الفترة قد تعدت . في سنة 1861 وبعد أن نفض الخديوي سعيد باشا يده من السودان ، القى بالدفاتر والمدافع في النيل ، اراد أن يسحب جيشه وموظفيه خاصة بعد موت شقيقه المعروف بابي صقورفي السودان . طلب منه السودانيون البقاء لان اختفاء الحكومة كما يحدث اليوم سيعرض السودان للفوضى والحرب الاهلية . اقترحوا على الخديوي سعيد باشا ان السودانيين سيحكمون السودان وسيدفعون له ضرائبا سنوية . عين صمويل بيكر ثم غردون ليكونا على رأس الدولة . حكم السودان الزبير باشا في بحر الغزال، ادريس ابترباشا في بحر الجبل ، الياس باشا ام بريرفي الابيض مع اولاد دفع الله الشلالي ابو نخرة وابكوكا وابسن كان حاكما على الخرطوم ومجموعة من السودانيين وحدث بعض الاستقرار كما حوربت تجارة الرقيق بواسطة القناصل الاوربيين في الخرطوم وارتاح لفترة اهل الجنوب جبال الانوبة جنوب النيل الازرق من اصطياد الرقيق . كان هنالك ما يشبه الحكومة المنظمة ، البريد التلغراف يغطي
مساحات واسعة في السودان . البواخر كانت تبحر بانتظام ولها قباطنة ، فنيين وورش لصيانتها .كانت هنالك مدارس مهنية ومدارس علمية مستشفيات الخ . الاهم انه كان هنالك قضاء وقضاة يعرفون القانون المدني والشرعي وقد تخرجوا من مدارس ومعاهد . قبل الشيخ ود البدوي المتخرج من الازهرصاحب القبة قتل الخليفة ثلاثة من رؤساء القضاء لانهم لم يلتزموا بطلباته وخرمجاته . كما شنق امير بيت المال ود عدلان لانه رفض نهب غلال وممتلكات اهل الجزيرة ولم يتركوا للكثيرين ما يسد رمقهم ومات الناس بالجوع . وهذا ما يقوم به الجنجويد اليوم وجيش الكيزان اليوم.
اتى المهدي وافرغ مدينة الخرطوم من البشر وجعلها اطلالا .المهدي قال .... انا جيت اخرب الدنيا واعمر الآخرة . المهدي وخليفته كانوا يظنون انهما ينفذان ما طلبه عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما طلب من عمرو بن العاص ان لايجعل بينه وبين المسلمين بحرا ولهذا لم يعسكر غرب النيل . وكان بناء امدرمان لأن ثقل جيش المهدية كانوا من اهل الغرب السودان وخارج السودان .الخليفة قام بقتل 60 % من سكان السودان بواسطة الحروب والمجاعات . روح السودان لم ولن تموت .وحكم الخليفة كان اسوآ من ما يحدث اليوم . نفس الشعوب التي احضرها الخليفة لتحميه من اهل السودان مثل البشير و الكيزان في المكان الاول .
السودان لن يموت . التركيبة النفسية الوجدان القيم القوانين المكتوبة والغير مكتوبة ، الثقافة الاغاني المراسم الاحتفالية المظهر العام المطبخ التعامل التلاقح الانتماء الروح القومية لن تموت . من احضرهم الخليفة من اهله ومن خلف الحدود ابتلعتهم العاصمة خاصة امدرمان، انصهروا وصاروا من اكبر المدافعين عن الحياة الامدرمانية . تمركزوا في ما عرف بحى الامراء وان كانوا في الحقيقة امراء خلاء لم يحظوا بالكثير من المدنية الا ان احفادهم صاروا من كبار المتعلمين، ونجوم مجتمع العاصمة التي هم اليوم على استعداد لحمايتها لانها وطنهم وستكون وطن احفادهم . لم يعد لهم ولاء لاوطانهم القديمة التي لم ولن يرونها .
ما احدثه الوثنيون من آسيا الى اوربا الشرق الاوسط كان صدمة غير مصدقة . الغجر الذين يتواجدون اليوم في السودان فنلندة السويد بريطانيا وحتى في امريكا هربوا من شمال الهند امام الغزو المغولي . لقد هز المغول العالم وهم من قضوا على الخلافة العباسية وما ارتكبوه في بغداد وكل العالم قد تركوا آثارا فظيعة . كانوا عبارة عن آلة ضخمة للقتل النهب الاغتصاب الخ .
المغول هم من صاروا مسلمين ونشروا الاسلام اكثر من العرب ففي الهند وحدها يوجد 200 مليون من المسلمين اندونيسا 230 مليون عدد المسلمين هم ربع سكان آسيا ، انهم مليار مسلم . عندما احتلت بريطانيا الهند فى 1858 كان آخر حاكم للهند هو محمد بادر شاه . المسلمون حكموا الهند لالف سنة ووحدوها . تاج محل المبنى الذي يعتبر احد عجائب الدنيا في زمنه والكثير من القصور المباني الفاخرة والمنشآت قد بناها المسلمون ،، المغول ،،.
اتيلا عظيم الهان استعانت به الدولة الرومانية مثل الكيزان والجنجويداليوم . انتهى به الامر كأحد الاسباب التي سببت سقوط الامبراطورية الرومانية . اضطر الرومان تحت ضربات الهان الى التراجع الى البندقية لأن الهان يتجنبون البحار الانهار لأنهم لا يجيدون السباحة . اذدهرت البندقية كثيرا في تلك الفترة لأن الرومان احتموا بها . الا يذكرنا هذا بما يحدث اليوم في بورتسودان ؟؟ اين الهان اليوم ؟ لقد اندثروا واختفوا، وان تركوا بعض المظاهر في اقليم توكاي المجري حيث يبرع الناس في ركوب الخيل ويقومن بحركات اكروباتيكية على ظهور الخيل كما كان يقوم به الهان من الانتقال من حصان الى آخر او الوقوف على سرجين في نفس الوقت والخيول منطلقة .لا تزال دماء خيول الهان التي تختلف عن الخيول الاوربية موجودة . حتى اسم اتيلا لا يزال مستخدما في المجر. لفترة تعاملت مع مجري رجل اعمال في السويد هربت اسرته في 1956 عنداكتساح الروس للمجر والعالم مشغول بحرب السويس . اتيلا قتلته الاميرة الالمانية التي تزوجها غصبا بالسم . المغول والهان لم يستطيعوا ان يغيروا او يقتلوا روح الشعوب التي اجتاحوها . النصر في النهاية دائما للشعوب .
الإمتحان اليوم وغدا يعود السودان
فى بدايه التسعينات . وعندما تفننت الانقاذ تحت ارشادات الرجل المريض الترابى . كتبت عده مواضيع عندما احسست ان البعض قد بدأ يصاب باليأس . وقلت ان الانقاذ تحمل فى داخلها بذور فنائها . وانه ليس هنالك ما يكفى من الغنائم لارضاء كل مجرمى الانقاذ ومن لم ينهب سيطالب بحقه . ومن نهب سيطالب بغنائم اكثر . وسيختلف اللصوص آجلاً او عاجلا . وسيأتى وقت يصير فيه الارهاب والتخويف غير مجدي . فالمغول اخافوا البشر فى الاول وانهارت الجيوش والحضارات امامهم بسبب الخوف والرعب . ولكن البشر تعودوا على الرعب والخوف . واتت نهايه امبراطوريه المغول . والآن لم تعد تجدى سياسه الارهاب والترويع والتخويف والتجويع . ولهذا اعيد هذا الموضوع الذى نشر فى الصحف قديماً.
ونواصل .
شوقى
shawgibadri@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
توثيق ذاتي لمفقودي جرائم الدعم السريع بمخيم زمزم
الفاشر- أين أنت يا هارون؟ سؤال يتردد، يوميا، في ذهن الشاب مبارك بشير النور، وهو يقف أمام خيمته في أحد مراكز الإيواء في مدينة الفاشر غربي السودان، بعد أن فقد شقيقه الأكبر في هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، ليتحول ألمه الشخصي إلى دافع للعمل من أجل الآخرين.
لا يمكن لمبارك -كما يقول للجزيرة نت- وصف الألم الذي يشعر به بعد فقدان هارون، "ففي كل ليلة تتجدد ذكرياته في ذهني، وأتمنى لو أعرف مصيره". ويضيف "فقدان قريب تجربة مشتركة مع كثيرين هنا، نحن نساعد أسر الضحايا في البحث عن الحقيقة وإيصال أصواتهم إلى العالم، كل حالة مفقود أو قتيل تُمثِّل جزءا من قصتنا، التي يجب أن تُروى".
وانضم مبارك إلى مجموعة من الشبان الذين أسسوا منظمة باسم "هيئة ضحايا الإبادة الجماعية في زمزم"، لتوثيق وحصر عدد القتلى والمفقودين وحالات الاغتصاب، و يعملون لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا عبر المنابر الدولية، حسب توضيحه.
توثيق ودعميقول أحد مؤسسي الهيئة، أحمد حسين هاشم، للجزيرة نت: إنهم تمكنَّوا -حتى الآن- من توثيق نحو101 مفقود و400 قتيل، خلال الهجوم على المخيم، حيث يعملون عبر قاعدة بيانات رقمية "متطورة" بمساعدة متطوعين من داخل السودان وخارجه.
إعلانويضيف هاشم، أن عمل الهيئة لا يقتصر على التوثيق فحسب، بل يشمل تنظيم جلسات دعم نفسي للأسر المتضررة وتقديم المساعدة القانونية، والتواصل مع المنظمات الدولية، إضافة إلى بناء شبكة تضامن بين النازحين. ويردف "كل حالة نُوثّقها هي قصة إنسانية، ونحن ملتزمون بمساندة الأسر في البحث عن الحقيقة ومعرفة مصير أبنائهم".
ومنذ أن كثَّفت قوات الدعم السريع هجماتها على مخيم زمزم ومدينة الفاشر، قام بعض عناصرها باستعباد العديد من الأشخاص، حسب مراقبين.
تروي النازحة حواء جمعة، قصتها المأساوية للجزيرة نت، وتقول إن زوجها وثلاثة رجال آخرين اختطفوا خلال الهجوم الأخير على المخيم، وأُجبروا على العمل رعاة للماشية تحت تهديد السلاح.
وتضيف "أُخذوا إلى مناطق نائية قرب بلدة كبكابية، وكانوا يعملون ساعات دون طعام كاف، ولم يكن أمامهم خيار سوى الطاعة أو مواجهة الموت".
ولحسن الحظ -تتابع حواء- "تمكَّن زوجي من الهرب بعد اتخاذ قرار جريء، ويقيم الآن في منطقة حدودية داخل الأراضي التشادية مع عدد من اللاجئين".
وحسب المتحدث الرسمي باسم النازحين، محمد خميس دودة، فقد وصل عدد قتلى الهجوم على المخيم إلى نحو 1500 شخص، بينما بلغ عدد المفقودين نحو 400.
وأضاف خميس دودة للجزيرة نت "الهجوم كان عنيفا، وخلَّف دمارا واسعا في المجتمع، ويجب أن تُسمع أصوات الضحايا، وأن تكون الهيئة التي تشكلت أخيرا صوتهم في هذه اللحظات العصيبة، حيث يعاني المجتمع من وجود قتلى وجرحى ومفقودين وحالات اغتصاب".
ازدواجية العالم
من جهته، أشار عضو الهيئة، سليمان مختار، إلى وجود ازدواجية معايير واضحة في التعامل مع الحرب في السودان مقارنة بالنزاعات في دول أخرى.
وأوضح للجزيرة نت، أن الاهتمام الدولي بالأزمة السودانية يفتقر إلى "الجدية والعدالة"، حيث تُعطى أولوية لبعض الصراعات على حساب أخرى، ما زاد من تهميش القضية السودانية على الساحة الدولية.
إعلانوأضاف أن بعض الأزمات تتلقى تغطية إعلامية واسعة ودعمًا دوليًا سريعًا، بينما تُترك السودان لمواجهة "مآسيها"، حسب وصفه، وشدد على ضرورة الاهتمام بالهيئة ومناصرتها في كافة المحافل.
ومن جانبها، أكدت الناشطة الحقوقية، فاطمة عبد الله، أن هذه "الازدواجية" تمتد إلى مستوى المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن السودان يعاني "نقصا حادا" في التمويل الدولي المخصص للإغاثة مقارنة بأزمات أخرى تحظى باهتمام أكبر.
وأردفت "هذا التفاوت يعني أن الأسر النازحة والمتضررة في السودان تُحرم من الدعم الأساسي، بينما تُخصص موارد ضخمة لأزمات أخرى، مما يعمق الفجوة في تحقيق العدالة".
خطوة نحو العدالةمن جانبه، يرى الخبير القانوني محمد إبراهيم نكروما، أن توثيق الانتهاكات المتعلقة بالاختفاء القسري للمفقودين في دارفور يُشكِّل خطوة أساسية نحو تحقيق العدالة.
ويقول للجزيرة نت، إن هناك "حاجة ماسة" لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات محليا وإقليميا ودوليا للحد من تفشي هذه الظاهرة، ويضيف "بات ضروريا الكشف عن أماكن الاحتجاز ومعرفة مصير المفقودين، لأن معاناة أسرهم لا تقل وطأة عن آلام من فقدوا أحباءهم قتلا".
وأكمل نكروما "يجب تقديم هذه المعلومات إلى الجهات القانونية الدولية لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. كما أن التعاون بين المنظمات المحلية والدولية يعزز فرص تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا".
ويشير مراقبون إلى أنه وفي ظل غياب المجتمع الدولي، يلعب المجتمع المدني في السودان دورا حيويا في تعزيز حقوق الإنسان خاصة في دارفور، حيث تعمل منظمات محلية على الرصد والمتابعة وتقديم الدعم للضحايا والنازحين الفارِّين من مناطقهم جرَّاء الحرب.
وتقول الناشطة شذى محمد "نعمل على توفير المساعدات الأساسية، ولكننا بحاجة إلى دعم أكبر لنكون قادرين على تلبية احتياجات المجتمع".
إعلانوأضافت للجزيرة نت، أن تضافر الجهود بين المنظمات المحلية والدولية أمر ضروري لضمان استدامة هذه المبادرات، داعية العالم للتركيز على السودان الذي بات يُمثِّل "أكبر أزمة إنسانية في العالم".
إبادةوفي ظل هذا الوضع، يعمل الناشط في مجال حقوق الإنسان، مأمون صالح، على توثيق الجرائم التي ارتُكبت خلال اقتحام المخيم عبر جمع الأدلة، ويقول "نحن لا نحمل السلاح، لكننا نخوض حربا من أجل الحقيقة، يجب أن يعرف العالم حجم الفاجعة التي تعرض لها سكان مخيم زمزم".
ويضيف للجزيرة نت، "نتنقل بين الناجين، ونجمع شهاداتهم حيث نعتمد على الهاتف لجمع المعلومات من الناجين والشهود الذين فرّوا إلى مناطق أخرى".
ولفت إلى أنهم يكتشفون المزيد من القصص "المفجعة" يوميا، وأن أسرا بأكملها اختفت، وهناك ناجون يعانون من صدمة لا توصف، وأكد أن ما حدث في زمزم ليس مجرد اقتحام للدعم السريع، بل عملية "إبادة ممنهجة" ضد المدنيين، منتقدا الصمت الدولي الذي يفاقم معاناة الضحايا أكثر، وطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم.