يعتبر ركوب الدراجات من أكثر الأنشطة السياحية متعة وصحة، حيث يتم الجمع بين الرياضة والاستكشاف والطبيعة. ويعد مسار الدراجات "فيلوديسي" في فرنسا واحدا من أطول المسارات الساحلية في أوروبا بمحاذاة ساحل المحيط الأطلسي، ويمر بالغابات والمدن التاريخية والشواطئ الذهبية، وبالتالي ينعم السياح بجولة لا تنُسى.

وكثيرا ما يتعرض السياح على الدراجات لإغراءات كثيرة تدعوهم للتوقف قبل مواصلة المسير، حيث تظهر أمامهم فرص متنوعة لالتقاط الصور، مثل منظر المحيط الخلاب والطيور البحرية ترفرف من حولهم، كما يعجب السياح بالحصون المنتشرة على الجرف الصخري، ومن خلفها يظهر المحيط الشاسع.

يعد مسار "فيلوديسي" من أطول المسارات الساحلية في أوروبا لرياضة الدراجات الهوائية (غيتي) جدار الأطلسي

وقد استغلت القوات الألمانية هذه الإطلالة المفتوحة على المحيط الأطلسي قبل أكثر من 80 عاما، وقامت بتشييد الحصون والمخابئ استعدادا للغزو المتوقع من الخلفاء الغربيين، وهو ما عرف باسم "جدار الأطلسي".

يمكن للسياح الاستمتاع بركوب الدراجات على طول المسارات التاريخية الموجودة في فيلوديسي (الجزيرة)

ولكن اليوم يمكن للسياح الاستمتاع بركوب الدراجات على طول المسارات التاريخية على الطريق الساحلي المطل على المحيط الأطلسي، ويمتد مسار الدراجات لأكثر من 10 آلاف كيلومتر بدءا من النرويج ووصولا إلى البرتغال، ويحمل الجزء الفرنسي من مسار الدراجات اسم "فيلوديسي" ويمتد على طول 1200 كيلومتر من أقصى الشمال الغربي لفرنسا إلى أقصى الجنوب الغربي مع الحدود الفرنسية الإسبانية.

ولعشاق التاريخ يعتبر الجزء الواقع بين "لي سابل دولون" و"لا روشيل" من الأجزاء المثيرة للاهتمام بشكل خاص في مسار الدراجات على طول الساحل الأطلسي لفرنسا.

فيلوديسي هو أطول مسار للدراجات الهوائية في فرنسا (الجزيرة)

ولقد كان "جدار الأطلسي" خدعة أكثر من كونه شكلا من أشكال التحصين؛ نظرا لأن معظم التحصينات والمخابئ ظلت غير مكتملة، ومع ذلك تم الاحتفاظ بكل ما تم بناؤه، وتشتمل هذه الآثار على ملاجئ محصنة على طول الساحل، ومستشفى حصين في وسط "لي سابل دولون"، والذي يتم استخدامه حاليا كمتحف.

بالإضافة إلى الحصن القديم لقلعة "سان نيكولا" الواقع عند مدخل ميناء مدينة سان نيكولا، والتي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، وقد تم دمج هذا الحصن ضمنت "جدار الأطلسي".

جانب من ساحل لاروشيل إبان وقت الجزر وهي منطقة تقع على مسار الدراجات فيلوديسي (الألمانية) حصن "بوش دو سان نازير"

كما قامت القوات الألمانية أيضا بمصادرة مزارع الخضروات القريبة من الساحل مع زرع الألغام بها. وكان حصن "بوش دو سان نازير" تحت سيطرة القوات الألمانية، ويقع هذا الحصن على مسافة 200 كلم شمال مدينة "لا روشيل"، ويعتبر آخر حصن تم تحريره من قبضة القوات الألمانية بعد استسلام ألمانيا رسميا في 8 مايو/آيار 1945.

جسر مدينة سانت نازير من أهم المحطات الموجودة في مسار لافيلوديسي للدراجات الهوائية (غيتي)

ويمكن للسياح مشاهدة ما تبقى من هذا التاريخ الألماني الفرنسي في "لي سابل دولون" بعد مرور 80 عاما؛ حيث يظهر المحيط الأطلسي على اليمين، وعلى اليسار تظهر مجموعة من الفيلات الحضرية الفخمة.

وعلى مسار الدراجات لا يحتاج السياح إلى أية وسائل مساعدة إضافية في الملاحة؛ حيث يزخر مسار الدراجات بالكثير من اللافتات والعلامات، وتهيمن غابات الصنوبر على المشهد الطبيعي، ثم يفسح المحيط المجال أمام الأراضي الرطبة.

إعلان

ويشاهد قائدو الدراجات في "سان فنسنت سور جارد" تاريخ الحروب مرة أخرى، ولكن في فترة سابقة عن أحداث الحرب العالمية الثانية؛ حيث عاش هنا رجل الدولة في الجمهورية الفرنسية الثالثة جورج كليمنصو في مزرعة كبيرة مطلة على المحيط مباشرة، والآن تحول هذا المقر إلى متحف.

شاطئ بلا نهاية

ويمتد مسار الدراجات "لفيلوديسي" من "سان فنسنت جارد" إلى "لا روشيل" لمسافة 70 كلم أخرى، وخلال هذا الجزء من المسار يمر السياح بالشاطئ الرملي "لا ترانش سور مير"، والذي يبدو بلا نهاية، ومن بعده عدد لا يحصى من السدود والقنوات، ثم عبور مصب نهر "سيفر نيورتيز"، ولقد كان هذا النهر يمثل الحد الشمالي لمنطقة "بوش دو لا باليس".

ميناء مدينة لا روشيل غرب فرنسا على ساحل المحيط الأطلسي وهو من محطات أطول طريق للدراجات في فرنسا (الألمانية)

ويمكن للسياح التوجه إلى وسط مدينة "لا روشيل" مباشرة، وهو المكان الذي شهد احتفال أسطول الغواصات الثالث، عندما لم يكن يتوجب عليهم المخاطرة تحت الماء، وقد قامت القوات الألمانية سرا ببناء مخبأ تحت أحد الفنادق المصادرة بالتزامن مع بناء قاعدة الغواصات، ولكن اليوم تحول إلى متحف يحكي ويوثق تاريخ الاحتلال والمقاومة.

وتفتخر مدينة "لا روشيل" وحدها بوجود شبكة مسارات للدراجات تمتد بطول 230 كلم، وقد تزدحم هذه المسارات خلال فصل الصيف بالسياح، وهو ما قد يزعج عشاق سباقات الدراجات الطموحين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القوات الألمانیة المحیط الأطلسی مسار الدراجات

إقرأ أيضاً:

لماذا تشعر بدوخة عند ركوب السيارات الكهربائية؟.. حقيقة علمية

رغم ما توفره السيارات الكهربائية من راحة وسلاسة وهدوء في القيادة، بدأت شكاوى الركاب، خاصة من يجلسون في الخلف، تتزايد بشأن الشعور بدوار الحركة داخل هذه المركبات الحديثة. 

وبحسب تقارير متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن بعض الركاب يشعرون بالغثيان حتى في الرحلات القصيرة. فهل هي مشكلة حقيقية؟ الإجابة: نعم، ويؤكدها العلم.

السيارات الكهربائية تغير تجربة الركوب

بخلاف السيارات التقليدية ذات محركات البنزين، تعتمد السيارات الكهربائية على محركات توفر عزمًا كاملاً وفوريًا بمجرد الضغط على دواسة الوقود. 

هذه الخاصية، رغم كونها مثيرة للإعجاب، تخلق تغيرات مفاجئة في التسارع يمكن أن تكون مربكة لجسم الراكب، خاصة في المقاعد الخلفية حيث لا يرى الشخص الطريق أمامه بوضوح.

إذا انتقل السائق حديثًا من سيارة تقليدية إلى كهربائية، فقد لا يكون معتادًا على التحكم الدقيق في دواسة التسارع. 

والنتيجة هي تذبذب في السرعة يزيد من احتمالية شعور الركاب بالغثيان. ينصح الخبراء في هذه الحالة باستخدام "وضع القيادة الاقتصادية"، الذي يقلل من استجابة السيارة لدواسة الوقود ويجعل القيادة أكثر سلاسة.

الكبح المتجدد: المسبب الخفي للغثيان

واحدة من أهم مزايا السيارات الكهربائية هي خاصية الكبح المتجدد، التي تعيد الطاقة إلى البطارية عند التباطؤ. 

لكنها، في الوقت نفسه، تخلق تباطؤًا مفاجئًا بمجرد رفع السائق قدمه عن دواسة الوقود. 

وفي حالة استخدام "وضع الدواسة الواحدة"، فإن السيارة تبدأ بالفرملة بشكل تلقائي، مما يؤدي إلى إحساس غير معتاد بالتوقف التدريجي والمستمر، وهو ما قد يشعر الركاب بالغثيان.

الدماغ يفتقد الإشارات المألوفة

جزء من المشكلة يعود أيضًا إلى أن عقولنا معتادة على مؤثرات حسية معينة أثناء التنقل، مثل الاهتزازات، وصوت المحرك، وحتى روائح الوقود، وهي إشارات غير موجودة داخل السيارات الكهربائية الهادئة. 

غياب هذه "المؤثرات المرجعية" يفقد الجسم توازنه الحسي ويزيد من فرص دوار الحركة، حتى وإن كانت السيارة تسير بسلاسة.

يُنصح السائقون الجدد بالتمهل وتجنب التسارع أو التباطؤ المفاجئ.

ومن الأفضل للركاب الذين يعانون من دوار الحركة الجلوس في المقاعد الأمامية أو النظر عبر النوافذ إلى نقطة ثابتة في الأفق.

قد يقلل تفعيل الوضع الاقتصادي للقيادة من آثار التسارع المفاجئ.

في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى أدوية خفيفة مضادة لدوار الحركة عند الضرورة.

تمثل السيارات الكهربائية مستقبل التنقل، لكن طبيعتها الخاصة تُعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع السيارة. 

وبينما تقدم تجربة قيادة محسنة من نواحٍ كثيرة، إلا أنها أيضًا تطرح تحديات جديدة على الركاب، وخاصة أولئك الذين لم يعتادوا بعد على غياب الضوضاء والاهتزازات.

طباعة شارك السيارات الكهربائية دوخة السيارات الكهربائية سيارات

مقالات مشابهة

  • لماذا يجب تجنب رشّ العطر قبل ركوب الطائرة؟ إليك أهم نصائح الخبراء
  • ليبوفيتز يخوض «المغامرة الأولى» في «طواف فرنسا»
  • إجلاء 20 ألف شخص في أوسنابروك الألمانية بسبب قنبلة
  • العاصفة الاستوائية “فلوسي” تتحول إلى إعصار قبالة ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادئ
  • أثارت مخاوف.. الصين تجري تدريبات قتالية غرب المحيط الهادئ
  • مادة شارحة: مقارنة ميزانيات دول حلف شمال الأطلسي
  • لماذا تشعر بدوخة عند ركوب السيارات الكهربائية؟.. حقيقة علمية
  • "من رعب التجربة إلى متعة الاحتمال.. هنري جولدين يعترف: بوند؟ كابوس قد لا أحتمله!
  • شاهد.. نورمحمدوف يختبر مهاراته في ركوب الأمواج