سلطان بن أحمد القاسمي يشهد تخريج الدفعة الثالثة لمبادرة قادة المستقبل بجامعة الشارقة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، صباح أمس الأول، حفل تخريج الدفعة الثالثة من الطلبة المشاركين في مبادرة قادة المستقبل الإماراتيين، وذلك في منتدى الطلاب بجامعة الشارقة.
وقدمت الطالبتان فاطمة الشامسي وآمنة النقبي، في بداية الحفل، عرضاً بعنوان “دروس من مخيم قادة المستقبل في جامعة مالاي في ماليزيا”، تناولتا فيه تجربة الطلبة في المخيم، والفوائد العديدة التي خرجوا بها من هذه التجربة المتميزة؛
وكانت جامعة الشارقة قد نظمت المخيم، بالتعاون مع جامعة مالاي في ماليزيا، لمدة أسبوع بمشاركة 14 طالبا وطالبة، وذلك استكمالاً لبرنامج قادة المستقبل الذي يستمر لمدة 6 أشهر من التدريب وورش العمل والمحاضرات.
وتناول المخيم التدريبي الذي نظمه معهد القيادة في التعليم العالي بجامعة الشارقة، عدة موضوعات هامة مثل الحوكمة والقيادة التحويلية واستشراف المستقبل، قدمها العديد من الخبراء والمدربين المتخصصين، كما تخلل المخيم زيارات ميدانية للعديد من المؤسسات والشركات الحكومية والجامعات ومؤسسات التدريب ومجمعات الصناعات والتكنولوجيا المتقدمة، وذلك للاطلاع على المشروعات المبتكرة التي تعالج التحديات المحلية والعالمية في المجالات المختلفة.
وقدم الطلبة الخريجون، خمسة مشروعات مبتكرة تبرز رؤيتهم حول الإسهام في نمو المجتمع، تناولت عدداً من المقترحات المستقبلية حول التدريب والتأهيل عبر تأسيس أكاديمية متخصصة، ومساعدة الطلبة الجدد من خلال تنظيم معرض جيل المستقبل الوظيفي، وتطبيقات مبتكرة الأول منها يقدم حلاً مقترحاً لإنقاذ الأرواح وتوظيف متخصصي الرعاية الصحية، والثاني لوقف هدر ألعاب الأطفال المستعملة، بينما يسعى التطبيق الثالث للحفاظ على مستويات تعلم اللغة العربية لدى الأطفال.
وأبرزت المشروعات المتنوعة التي قدمها الخريجون، المهارات العديدة التي أكتسبها الطلبة خلال التحاقهم بالبرنامج والتي تنوعت ما بين توظيف التكنولوجيا، والابتكار والاستفادة من الأهداف الإدارية والتعليمية والعملية، ودعم مواهب الطلبة في الجوانب الإبداعية والفنية والتنظيمية والبحثية وحل المشكلات وحُسن إدارة الوقت والتعاون كفريق عمل، وتقديم أفكار جديدة لمعالجة التحديات.
وتفضل سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، في نهاية الحفل، بتكريم خريجي وخريجات المبادرة، الذين بلغ عددهم 36 طالباً وطالبة من كليات جامعة الشارقة المختلفة.
وتهدف مبادرة قادة المستقبل التي تنظمها جامعة الشارقة للسنة الثالثة على التوالين إلى دعم التوطين في الدولة، وتحقيق مبدأ المسؤولية الاجتماعية للجامعة، وبناء القدرات والمعارف المهنية والعملية للطلبة المشاركين، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لبناء مهاراتهم وتعزيز قدراتهم على التكيف مع متطلبات سوق العمل من خلال ورش العمل والإرشاد الوظيفي والزيارات الميدانية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
العقولُ الناشئة... مورد وطني يصنع المستقبل
في ساحة نابضة بالحياة والمناقشات والتوجيهات التقنية وحروف ورموز البرمجة وصرير حركة الروبوتات في زوايا الأولمبياد الوطني للابتكارات العلمية والروبوت والذكاء الاصطناعي للعام الدراسي 2025/2026 المقام بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
بدا المشهد كمختبر وطني مفتوح تُختبر فيه أفكار ورؤى الطلبة، وتصاغ فيه معادلة المستقبل بأيادي جيل ناشئ يمتلك الجرأة على التفكير خارج الإطار المعتاد.
وأقولها من زاوية الزائر لا المحكم أو المقيم، بمجرد الوصول إلى ساحة الأولمبياد فأنت لا تحتاج كثيرًا من الوقت لتتيقن أن أمامك جيل غير مكتفٍ بالاستهلاك، فهو ممحص للتقنية ومطلع وارتقى بتطلعاته للإبداع والاختبار وصنع مسارات جديدة.
-جيل يخطو بثقة في فضاءات التقنيات الناشئة:
ما يكشفه الأولمبياد كعادته السنوية وإن كان هذا العام بمستوى أكثر وضوح أن الطلبة وموجهيهم مدركين بأن الذكاء الاصطناعي ليس أوسع من التقنيات الناشئة من الروبوتات إلى الأنظمة الذكية، إلى الحلول الرقمية المتقدمة والجدران السيبرانية وما بين ذلك من مجالات تتنامى بسرعة في العالم.
في الحقيقة سبق أن أكدنا - والآن نراه ماثلًا - أن التقنية ليست عنوانًا واحدًا يُختزل في الذكاء الاصطناعي وحده؛ بل هي طيف واسع يطغى فيه الآن الذكاء الاصطناعي، ولكنه لا يلغي ولا يطفئ بريق التقنيات الأخرى التي تشكل النسيج العام للتكنولوجيا. لذلك فإن انخراط الطلبة في هذه الطيفية الواسعة يعني أن وعيهم التقني ناضج ومتشكل بواقعية أكبر غير منساق وراء الموضة التقنية، بل تتعامل مع التقنية كمنظومة مترابطة تحل المشكلات وتفتح مسارات.
-الإبداع يطلب مساحة... والحقوق تطلب حماية:
المبادرات الطلابية التي حضرت تفاوتت في مراحل نضجها بين الناضج كفكرة والسائر إلى النضج تقنيًا وبين الناضج تقنيًا وغابت عنه الفكرة، وهذا يضعنا أمام حقيقة لا نستطيع تجاوزها بالإنكار: "العقول موجودة وراغبة، ولكنّ البيئة المثيرة أو الحاضنة تحتاج إلى توسعة. لماذا؟ ببساطة لأن المبتكر الناشئ لا يحتاج إلى الإشادة وحدها، إنما إلى منصة للظهور وتوجيه وإيصال ابتكاره وعصارة أفكاره إلى المسار الذي يليق به مع حفظ حقه الكامل بدأ من الفكرة إلى المنتج. ببساطة نقول إن تسجيل الأفكار والابتكارات بملكية فكرية لأصحابها وخاصة الناشئين، وتبني الجهات المختصة لمسارات تطويرها هو استثمار في العقل العُماني.
-منصة التحديات... بوابة مفتوحة نحو حلول واقعية:
لا يخفى على الجميع أننا في فترة تتسارع فيها التكنولوجيا أسيًا، وهذا يفرض أن يكون لدينا مركز ننطلق منه ونعود إليها ونعاير من خلاله تقدمنا، وهو ما يمكن أن يكون منصة وطنية للتحديات والمشكلات الحقيقية والأفكار تمثل احتياجات المؤسسات الحكومية والخاصة، وتعرضها بلغة يقرؤها المبتكرون، فيستلهمون منها الحلول، ويبتكرون نماذج ذات مرجع واقعي يجد طريقة نحو التطبيق والتبني أو تصحيح المسار، لا مجرد تصورات مدرسية مؤقتة تختفي باختفاء الحدث الذي ظهرت فيه.
قيمة المنصة التي نتحدث عن إمكانية وجودها وربطها بالمؤسسات تتلخص في أنها ستكون مركز لكشف المواهب واستقطابها وتوجيهها، وكخزان وطني للمشكلات والتحديات وللطاقة الإبداعية، ومهد لتأسيس شركات تقنية ناشئة تنطلق من المدارس والجامعات والمجتمع الذي هو خارج المؤسسات التعليمية نحو السوق بأفكار ومنتجات مستندة لواقع واحتياج حقيقي وتحيط بها أطر وأغطية تحميها تتمثل في ملكية فكرية تتكفل بها المؤسسات والجهات المسؤولة أو المستفيدة.
إن الاحتفاء بالعقول لا يغني إطلاقًا عن رعاية ودعم الابتكارات؛ وذلك لأن الابتكار امتداد لوعي صاحبه ومرآة لطموحه وصوت لطاقته، وكل ذلك ليس مجزأ أو منفصل عن بعضه والحفاظ على الابتكار هو حفاظ على العقل الذي وآتى به، وسيطوره ويحوله لميزه تنافسيه عن توافر البيئة. وعليه فإن رعاية ابتكارات الطلبة وتطويرها وحمايتها ودفعها إلى مراحل التطبيق والسير بها لتكون منتجا ثم ناشئة في مجالات الاقتصاد وغيرها هو جزء أصيل من رعاية الموهبة ذاتها وتحويلها لمورد بشريّ مستدام، تتجدد فيه القيمة وتسمو كلما استثمر فيه، وتتضاعف آثاره كلما وضعت له بيئة ينمو فيها.
-ختامًا... حين يصبح الطالب صانعا للمستقبل:
وزارة التربية والتعليم فتحت الطريق ونقبت في الميدان وهذا دورها ونؤكد أنه ليس الوحيد، وتبقى على المؤسسات الأخرى أن تلتفت إلى الحراك -الظاهر في الأولمبياد وغير الظاهر - التقني لدى الطلبة وتتلقف ما ينتج ويلامس احتياجاتها ولن يحدث ذلك دون المشاركة بعيون تتبع الابتكارات والمبتكرين وأفكارهم.
وما قيل في المقال ليس تقليلًا من الجهود وإنما دعوة لرفع السقف لمواكبة التسارع والحراك العالمي الذي ينشط فيه البحث عن المواهب والمبتكرين واستقطابهم للسعي نحو المستقبل. وما نشهده اليوم من إثارة تقنية لدى الطلبة في مدارسنا نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى، هو دليل على أن مستقبلنا سيولد من داخل زوايا هذه القاعات ومن عقول اعتادت أن تسأل: كيف يمكن أن نُحسّن؟، قبل أن تسأل: ماذا سنحفظ؟ هؤلاء الطلبة ليسوا مشروع جيل قادم إنما الميزة التنافسية الحقيقية للدولة؛ وموردها الذي لا يمكن أن ينضب، وطاقتها المستدامة غير القابلة للاستنزاف عند الإيمان بها، واستثمار لا يعرف الخسارة.