"الجارديان" تسلط الضوء على عزم أوروبا تدشين ممر بحري للمساعدات لإنقاذ سكان غزة من المجاعة
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على اعتزام الدول الأوروبية تدشين ممر بحري من أجل تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة لإنقاذهم من المجاعة بسبب الحرب التي نشبت في القطاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته جوليان بورجر وجاسون بورك وهيلينا سميث، أن الدول الأوروبية سوف تقوم بإرسال تلك المساعدات من قبرص إلى غزة، مضيفا أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت أنه سوف يتم إرسال شحنة مساعدات تجريبية اليوم السبت ولكنها لم تحدد أين سترسو سفينة الشحن وأين سيتم تفريغ حمولتها كما أنها لم توضح كيفية توصيل تلك المساعدات لأهالي القطاع.
ولفت المقال إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن منذ عدة أيام عن اعتزامه تدشين ممر بحري من قبرص لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لأهالي قطاع غزة في محاولة لإنقاذهم من مجاعة محققة بسبب الظروف المعيشية القاسية التي يعيشون فيها جراء الحرب الضروس المشتعلة حاليا في القطاع.
وأشار المقال إلى تصريحات فون دير لاين خلال تفقدها لميناء لارناكا في قبرص والتي عبرت فيها عن سعادتها بقرب تدشين ممر بحري لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة والذي يبدأ مهمته غدا /الأحد/ على أن يتم إرسال شحنة على سبيل التجربة اليوم /السبت/.
وأضافت المسؤولة الأوروبية أن قطاع غزة يشهد حاليا مأساة إنسانية حقيقية معبرة عن تعاطفها مع المدنيين الأبرياء من سكان غزة.
وأوضح المقال في هذا السياق أن المفوضية الأوروبية والعديد من دول العالم مثل ألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، أكدوا في بيان مشترك أمس الجمعة دعمهم لفكرة تدشين ممر بحري لإنقاذ أهالي غزة من المجاعة، وأكدوا عزمهم ضمان وصول تلك المساعدات للمتضررين من الحرب في القطاع في أقرب وقت ممكن.
وأشار المقال كذلك إلى تصريحات وزير خارجية بريطانيا دافيد كاميرون التي أكد فيها عزم بلاده المشاركة في تقديم المساعدات من خلال الممر البحري، لافتا إلى أن بلاده مستمرة في بذل جهودها مع الجانب الإسرائيلي من أجل السماح بدخول كميات أكبر من المساعدات الإنسانية للقطاع عن طريق البر في أقرب وقت ممكن.
وعبر كاميرون في الوقت نفسه، كما يشير المقال، عن إحساسه بالإحباط بسبب رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لكل المناشدات الدولية للسماح بفتح المزيد من المعابر لدخول المساعدات الإنسانية.
ويلفت المقال في هذا الصدد إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ عدة أيام التي أكد فيها عزم الجانب الإسرائيلي اجتياح مدينة رفح في جنوب القطاع على الرغم من جميع الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي للحيلولة دون قيام إسرائيل بتلك الخطوة.
ويوضح المقال أن مدينة رفح أصبحت تضم في الوقت الراهن ما يزيد على مليون فلسطيني ممن نزحوا عن ديارهم في مناطق متفرقة من القطاع هربا من ويلات القصف الإسرائيلي منذ عدة أشهر.
ويشير المقال في الختام إلى تقديرات المراقبين الذين عبروا عن مخاوفهم من أن أي هجوم من جانب القوات الإسرائيلية على مدينة رفح المكتظة بالسكان سوف ينجم عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة وسوف يؤدي إلى زيادة حدة العنف وتفاقم الحالة الأمنية في المنطقة بأسرها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رفح إسرائيل بريطانيا غزة المساعدات الإنسانیة
إقرأ أيضاً:
المجاعة في غزة: وفاة رضيعة بسوء التغذية تُجسّد تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع
دُفنت في غزة الرضيعة زينب أبو حليب (5 أشهر) بعد وفاتها بسوء التغذية، في مؤشر على تفاقم الأزمة الإنسانية. وثّقت وزارة الصحة وفاة 85 طفلًا و42 بالغًا خلال 3 أسابيع. حيث يعيق الحصار المستمر دخول المساعدات، ولا تزال الشاحنات التي تدخل القطاع يوميا وعددها 69 دون الحد الأدنى المطلوب أي 500 شاحنة اعلان
في مشهد مأساوي يعكس عمق الأزمة الإنسانية في غزة، تُضاف يوميًا أسماء جديدة إلى قائمة الضحايا الذين يفقدون حياتهم جراء نقص حاد في الغذاء والدواء، بينهم عشرات الأطفال والنساء وكبار السن، نتيجة الحصار المشدد المفروض على القطاع منذ أشهر. وسط تقارير طبية تُوثق ارتفاعًا مقلقًا في حالات الوفاة الناتجة عن سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية.
ودُفنت، السبت، في قطاع غزة، الرضيعة زينب أبو حليب (5 أشهر) بعد وفاتها جراء سوء التغذية الحاد، وهي آخر حالة تُضاف إلى سلسلة متزايدة من الوفيات الناتجة عن تدهور الوضع الإنساني في القطاع، وسط تحذيرات طبية من تحوّل الأوضاع إلى مجاعة شاملة.
وكانت زينب التي وُلدت قبل خمسة أشهر بوزن 3.2 كيلوغرام، قد وصلت الجمعة إلى قسم طب الأطفال في مجمع ناصر في حالة خطيرة، لكنها فارقت الحياة قبل بدء العلاج. عند وفاتها، لم يتجاوز وزنها كيلوغرامَين، في مؤشر صارخ على تدهور حاد في صحتها بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية.
في مشرحة المستشفى، كشف العاملون عن جسد الرضيعة الهزيل، حيث بدت عظام صدرها بارزة، وكاحلها أضيق من إبهام أحد الموظفين بحسب تعبيره. وقد نُقل جثمانها إلى فناء المستشفى ملفوفًا بكفن أبيض، حيث شارك في جنازتها أفراد من العائلة وسكان المخيم.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، يوم السبت بوفاة 85 طفلًا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب أسباب مرتبطة بسوء التغذية، إلى جانب وفاة 42 بالغًا في نفس الفترة.
أوضح الدكتور أحمد الفرح، رئيس قسم طب الأطفال في مجمع ناصر الطبي، أن زينب كانت بحاجة إلى نوع خاص من الحليب الصناعي لعلاج حساسيتها تجاه حليب البقر، لكنه لم يكن متوفرًا.
وأضاف أن الرضيعة لم تكن تعاني من أمراض مزمنة، لكن نقص التغذية تسبب بإسهال مزمن وقيء مستمر، أدى إلى ضعف مناعتها، ثم إصابتها بعدوى بكتيرية وتسمم دموي، ما جعلها غير قادرة على البلع أو الاحتفاظ بالطعام داخل البطن.
وأشار الفرح إلى أن القسم، المخصص لاستيعاب 8 حالات فقط، يعالج حاليًا نحو 60 طفلًا مصابين بسوء التغذية الحاد، مع وضع فرش إضافية على الأرض لاستيعاب المرضى. كما تستقبل العيادة المتخصصة في المستشفى ما متوسطه 40 حالة أسبوعيًا.
Related برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ أيامسفينة "حنظلة" تتحدى الحصار وتقترب من قطاع غزة وسط ترقب إسرائيليغزة: شحّ الغذاء وتفاقم الأزمة الإنسانية يدفعان رجلاً إلى بيع خاتم زوجته لشراء الطعام لأطفالهوتعيش عائلة زينب في مخيم للنازحين، مثل مثل آلاف العائلات النازحة في غزة. وقالت والدتها، إسراء أبو حليب، التي تعاني هي الأخرى من سوء التغذية، إنها أرضعت ابنتها طوال ستة أسابيع قبل أن تضطر إلى استخدام الحليب الصناعي، لكنها فشلت في توفير النوع المناسب.
وأضافت: "مع وفاة ابنتي، سيتبعها آخرون. أسماؤهم على قائمة لا ينظر إليها أحد. أصبحنا مجرد أرقام. أطفالنا، الذين حملناهم تسعة شهور وربيناهم، أصبحوا الآن مجرد أرقام."
وتشير تقارير طبية وإنسانية إلى تزايد حاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة تحت ظروف حصار مطول. وقد قطعت إسرائيل دخول الغذاء والدواء والوقود والمساعدات إلى غزة بالكامل لمدة شهرين ونصف بعد انهيار الهدنة في مارس الماضي، بذريعة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وفي مايو، خففت إسرائيل الحصار جزئيًا تحت ضغط دولي، وسمحت بدخول نحو 4500 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، تضمنت 2500 طن من أغذية الرضع والأغذية عالية السعرات. لكن متوسط 69 شاحنة التي تدخل القطاع يوميًا لا يزال دون الحد الأدنى المطلوب، الذي يجب أن يكون ما بين 500 و600 شاحنة يوميًا بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأشارت المنظمة إلى صعوبات كبيرة في توزيع المساعدات، نتيجة اقتحام جماعات من الجياع للشاحنات عند وصولها. كما أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 1000 فلسطيني منذ مايو أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، معظمهم قرب مواقع توزيع المساعدات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة