متابعة للتطورات حول أزمة الدينار الليبي
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
رسالة محافظ ليبيا المركزي الموجهة إلى مجلس النواب أضافت بعدا آخر إلى الخلاف حول إدارة إيرادات الدولة وأوجه صرفها، كما أنها كشفت عن مزيد من التسييس للأزمة الاقتصادية في البلاد.
تحدث محافظ المصرف المركزي الليبي في رسالته إلى مجلس النواب عن الوضع المالي والاقتصادي المختل بسبب ما اعتبره زيادة مفرطة في الإنفاق العام خلال السنوات الماضية، وقدر المحافظ العجز في موازنة العام 2024م بنحو 12 مليار دولار، وأن ذلك سيكون على حساب الاستدامة المالية والاستقرار النقدي، مطالبا مجلس النواب بفرض ضريبة على بيع العملات الأجنبية بنحو 27% وذلك لجني قرابة 12 مليار دينار ليبي خلال العام 2024م، توجه لسداد بعض الدين العام وتنفيذ مشروعات تنموية.
يوجد، ماليا واقتصاديا، ما يبرر للمحافظ موقفه، ذلك أن النفقات العامة تضاعفت مرات خلال العقد المنصرم، فالمرتبات التي كانت في حدود 19 مليار دينار العام 2014م بلغت نحو 65 مليار دينار العام 2023م، والدعم بمختلف إشكاله الذي لم يتخط 12 مليار العام 2013م تجاوز 60 مليار دينار العام 2023م، ولا مؤشر على كبح جماح هذا االارتفاع المقلق في الإنفاق العام، والمتوقع مزيد من الارتفاع خلال السنوات القادمة، وهذا يراكم الضغوط على الاحتياطي النقدي ويهدد بالفعل الاستدامة المالية.
غير أن اضطرابا لحق بيانات المصرف المركزي كان أساسا لتوجيه انتقادات لسياساته، خاصة القيود التي فرضها على بيع العملات الأجنبية، ومطالبته البرلمان بفرض ضريبة على بيعها للأغراض الشخصية والاعتمادات المستندية.
بيان المصرف المركزي للإيرادات والنفقات خلال العام 2023م أكد أن العجز بالدولار بلغ نحو 10 مليار، وأن العجز بالدولار المتوقع نهاية العام 2024م سيصل إلى 12 مليار. بالمقابل، فإن البيانات التي تضمنتها النشرة الاقتصادية التي تصدر شهريا عن المصرف المركزي تشير إلى أن العجز لم يتجاوز 2 مليار دولار العام 2023م، وأن فائضا بلغ أكثر من 6 مليار دولار قد تحقق العام 2012م.
اختار المحافظ أن يتجه إلى البرلمان لفرض ضريبة وكان قد تعاون مع المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني في فرض رسوم على بيع العملات الأجنبية بلغت 183% العام 2018م، ومضت الأمور بشكل طبيعي، ولأن المحافظ لم يكشف عن دواعي قانونية أو إدارية لإدارة ظهره للرئاسي والحكومة واتجاهه للبرلمان، فإن الدافع قد يكون سياسيا.هذا الارتباك في البيانات المالية للدولة فتح الباب أمام التكنهات من أن أسبابا غير اقتصادية ولا مالية قد تكون خلف اتجاه المصرف المركزي في فرضه قيود على بيع العملات الأجنبية ومطالبة مجلس النواب بفرض ضريبة على بيعها.
اختار المحافظ أن يتجه إلى البرلمان لفرض ضريبة وكان قد تعاون مع المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني في فرض رسوم على بيع العملات الأجنبية بلغت 183% العام 2018م، ومضت الأمور بشكل طبيعي، ولأن المحافظ لم يكشف عن دواعي قانونية أو إدارية لإدارة ظهره للرئاسي والحكومة واتجاهه للبرلمان، فإن الدافع قد يكون سياسيا.
حكومة الوحدة الوطنية عرف عنها الهدر والإنفاق غير المخطط له على أساس علمي، وقد تساهل المصرف المركزي معها في السنتين الأوليين بعد تشكلها، ويرصد مراقبون تحولا في موقف المصرف من حكومة الوحدة بعد تقاربه مع مجلس النواب وتسييله أموال للحكومة المكلفة من قبله والتي يترأسها أسامة حماد، وقد يكون الإنفاق المزدوج (تسييل أموالا للحكومتين في الغرب والشرق) أحد دوافع المصرف المركزي لزيادة الإيرادات العامة من خلال فرض رسوم على بيع الدولار.
ولا ننسى أن هذا التغير في العلاقات بين الأجسام السيادية وما ترتب عنه من إجراءات ألقت بظلالها على الاقتصاد وعلى سعر صرف العملات الأجنبية في السوق الموازية يأتي في إثناء زخم الدفع باتجاه إحداث تغيير حكومي يحركه مجلس النواب وأنصاره.
ولأن السياسة تأخذ حيزا في توجيه خيارات الأطراف المختلفة، ولأنها عامل أساسي من عوامل التأثير على الاقتصاد، تحركت أطراف محلية وخارجية على خط النزاع الجديد، فبعض الأطراف النافذة على الأرض تخوفت من تطور العلاقة بين المركزي ومجلس النواب والحكومة التابعة، وفي تدخل المبعوث الأمريكي الخاص لليبيا ومحاولته تفكيك الخلاف بين الحكومة المصرف ما يشير إلى قلق من أن يتطور الوضع بشكل يعمق من الأزمة السياسية والاقتصادية بل احتمال الانزلاق إلى مواجهات مسلحة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا الاقتصادية ليبيا اقتصاد أنفاق رأي مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على بیع العملات الأجنبیة المصرف المرکزی مجلس النواب ملیار دینار العام 2023م
إقرأ أيضاً:
النواب الأمريكي يقر مشروع قانون شامل للسياسة الدفاعية بـ 900 مليار دولار
صوت مجلس النواب الأمريكي، على إقرار مشروع قانون شامل للسياسة الدفاعية، يُجيز تخصيص 900 مليار دولار لبرامج عسكرية، تشمل زيادة رواتب الجنود وإصلاحا شاملا لآلية شراء وزارة الدفاع للأسلحة، كما تشمل 400 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا.
وأوضحت وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية، اليوم الخميس، أن إقرار مشروع القانون، بأغلبية 312 صوتًا مقابل 112، يأتي في ظل تصاعد التوتر بين الكونجرس ذي الأغلبية الجمهورية وإدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن إدارة الجيش.
ويحظى قانون تفويض الدفاع الوطني السنوي عادة بدعم الحزبين، وقد أشار البيت الأبيض إلى "دعمه القوي" لهذا التشريع الضروري، مؤكدا أنه يتماشى مع أجندة ترامب للأمن القومي. إلا أن مشروع القانون، الذي يزيد عن 3000 صفحة، يتضمن عدة بنود تُعارض وزارة الدفاع، منها المطالبة بمزيد من المعلومات حول هجمات الزوارق في منطقة البحر الكاريبي، ودعم الحلفاء في أوروبا، مثل أوكرانيا.
وبشكل عام، يدعو مشروع القانون الشامل إلى زيادة رواتب العديد من العسكريين بنسبة 3.8%، بالإضافة إلى تحسينات في المساكن والمرافق في القواعد العسكرية.
كما أنه يمثل حلا وسطا بين الحزبين السياسيين، حيث يخفض جهود مكافحة تغير المناخ والتنوع بما يتماشى مع أجندة ترامب، مع تعزيز الرقابة البرلمانية على البنتاجون وإلغاء العديد من تفويضات الحرب القديمة. ومع ذلك، أعرب المحافظون المتشددون عن استيائهم من عدم اتخاذ مشروع القانون إجراءات أكثر فعالية لخفض التزامات الولايات المتحدة في الخارج.
وقال النائب مايك روجرز، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب عن الحزب الجمهوري: "نحن بحاجة إلى قوة قتالية جاهزة وقادرة وفعالة، لأن التهديدات التي تواجه أمتنا، أصبحت أكثر تعقيدا وتحديا من أي وقت مضى خلال الأربعين عاماً الماضية".
وأشار المشرعون المشرفون على الجيش إلى أن مشروع القانون سيغير آلية شراء البنتاجون للأسلحة، مع التركيز على السرعة بعد سنوات من التأخير من جانب صناعة الدفاع. كما أنه يمثل أولوية رئيسية لوزير الدفاع بيت هيجسيث.
ووصف النائب آدم سميث، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة، مشروع القانون بأنه "أكثر خطوة طموحة لإصلاح نظام التسلح التي اتخذناها".
ومع ذلك، أعرب سميث عن أسفه لأن مشروع القانون لا يحقق ما يطمح إليه الديمقراطيون لكبح جماح إدارة ترامب، لكنه وصفه بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة تأكيد سلطة الكونجرس".
وقال: "أكبر مخاوفي هو أن البنتاجون، الذي يديره الوزير هيجسيث والرئيس ترامب، لا يخضع للمساءلة أمام الكونجرس أو القانون".
ويُحال التشريع الآن إلى مجلس الشيوخ، حيث يعمل القادة على إقراره قبل مغادرة المشرعين واشنطن لقضاء عطلة الأعياد.
وانتقد العديد من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين مشروع القانون لعدم كفايته في تقييد الرحلات الجوية العسكرية فوق واشنطن. وكانوا قد ضغطوا من أجل إجراء إصلاحات بعد حادث تصادم جوي وقع هذا العام بين مروحية تابعة للجيش وطائرة ركاب، وأسفر عن مقتل جميع الركاب الـ 67 الذين كانوا على متن الطائرتين بالقرب من مطار رونالد ريجان الوطني في واشنطن.
وأدرج المشرعون بندًا يقضي بخفض ميزانية سفر هيجسيث بمقدار الربع إلى حين تزويد البنتاجون الكونجرس بمقاطع فيديو غير محررة للغارات التي استهدفت قوارب يُزعم أنها تحمل تهريب مخدرات قرب فنزويلا. ويؤكد المشرعون دورهم الرقابي بعد غارة جوية في الثاني من سبتمبرالماضي عندما أطلق الجيش الأمريكي النار على ناجيين اثنين كانا يتمسكان بقارب مدمر جزئيًا.
كما يطالب مشروع القانون هيجسيث بالسماح للكونجرس بمراجعة أوامر تنفيذ هذه الغارات.
وكان دعم ترامب المستمر لأوكرانيا وحلفائها الآخرين في أوروبا الشرقية موضع شك خلال العام الماضي، إلا أن المشرعين أدرجوا عدة مواقف تهدف إلى الحفاظ على الدعم الأمريكي لمواجهة العدوان الروسي في المنطقة.
ويلزم مشروع قانون الدفاع البنتاجون بالإبقاء على ما لا يقل عن 76 ألف جندي ومعدات رئيسية متمركزة في أوروبا، ما لم يتم التشاور مع حلفاء الناتو والتأكد من أن هذا الانسحاب يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
ويتواجد عادة ما بين 80,000 و100,000 جندي أمريكي على الأراضي الأوروبية كما يُجيز القانون تخصيص 400 مليون دولار لكل عام من العامين المقبلين لتصنيع أسلحة تُرسل إلى أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن القانون بندًا يُبقي القوات الأمريكية متمركزة في كوريا الجنوبية، ويحدد الحد الأدنى المطلوب بـ 28,500 جندي.
وأفادت لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أن مشروع القانون يُخفض الإنفاق المتعلق بتغير المناخ بمقدار 1.6 مليار دولار. وقد خلصت تقييمات الجيش الأمريكي منذ فترة طويلة إلى أن تغير المناخ يُشكل تهديدًا للأمن القومي، حيث تتعرض القواعد العسكرية لأعاصير مدمرة أو فيضانات متكررة.
وأضافت اللجنة أن مشروع القانون سيوفر أيضًا 40 مليون دولار من خلال إلغاء مكاتب وبرامج وتدريبات التنوع والإنصاف والشمول. فعلى سبيل المثال، سيتم إلغاء منصب كبير مسؤولي التنوع.
ويُنهي الكونجرس رسميًا الحرب في العراق بإلغاء قرار تفويض غزو عام 2003. ويؤكد المؤيدون في مجلسي النواب والشيوخ أن الإلغاء ضروري لمنع انتهاكات مستقبلية وتأكيدا على أن العراق شريك استراتيجي للولايات المتحدة.
كما قرر الكونجرس رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا نهائيًا، بعد أن رفعت إدارة ترامب مؤقتًا العديد منها.
وكان المشرعون قد فرضوا عقوبات اقتصادية مُرهقة على سوريا عام 2019 لمعاقبة الرئيس السابق بشار الأسد على انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 14 عامًا.