مبارزة انتخابية بين بايدن وترامب في ولاية الحسم
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب حملتهما الانتخابية في ولاية جورجيا، التي فاز فيها بايدن بفارق ضئيل في انتخابات عام 2020 وتعتبر محورية وحاسمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل.
وينظم الديمقراطي بايدن ومنافسه مرشح الجمهوري ترامب مؤتمرات انتخابية في ولاية جورجيا السبت (بتوقيت الولاية) في أول مواجهة بينهما قبل الانتخابات العامة، وهي أول مناسبة انتخابية هذا العام يتواجد فيها المرشحان في الوقت نفسه بولاية جورجيا
وتوجه بايدن إلى أتلانتا عاصمة ولاية جورجا لتعبئة الناخبين الأميركيين من أصول إفريقية وإسبانية، وناخبي جزر المحيط الهادئ.
و"لجان العمل السياسي" هي صناديق استثمارية مرتبطة بمرشح أو حزب أو قضية أوسع، تتدخل في كافة الانتخابات الأميركية. ويعد دورها حاسما في الحملة الرئاسية الحالية التي تعتبر الأكثر كلفة في التاريخ.
ويقود معسكر بايدن حملته بشراسة وأعلن إنفاق 30 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية. وبدأ بث أول اعلان السبت على القنوات الوطنية وفي الولايات التي من المتوقع أن تكون المنافسة فيها شديدةوهي ميشيغن، وبنسلفانيا، وويسكونسن، وجورجيا، ونيفادا، وكارولاينا الشمالية.
ويتوقع أن يلقي دونالد ترامب الذي سيكون مرشح الحزب الجمهوري في مواجهة جو بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ما لم تحدث مفاجآت، كلمة أمام أنصاره خلال الساعات القليلة المقبلة بتوقيت الولاية.
ويتعرض ترامب ( 77 عاما) لملاحقات قضائية، واتهم رجل الأعمال أيضا بمحاولة قلب نتائج انتخابات 2020 في هذه الولاية لصالحه، حيث كان الفارق في الأصوات بينه وبين بايدن فيها أقل من 12 ألف صوت لصالح الأخير.
وفي عام 2020، هزم بايدن منافسه ترامب بسهولة في غالبية "الولايات المتأرجحة"، وهي الولايات الحاسمة وبينها جورجيا وميشيغان وويسكونسن التي سيتوجه اليها بايدن الأسبوع المقبل. وترجح استطلاعات الرأي ـ حتى الآن ـ فوز ترامب في غالبية "الولايات المتأرجحة".
ويقول ترامب إنه كان ضحية لعملية تزوير كبيرة في جورجيا في الانتخابات الأخيرة. ويواجه هناك اتهامات جنائية بسبب محاولته التدخل في فرز الأصوات.
ومن المتوقع أن يفوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري الثلاثاء المقبل عندما تجرى انتخابات تمهيدية في ولايات جورجيا، وهاواي، ومسيسبي، وواشنطن لنيل بطاقة الترشيح. وفقا للنظام الانتخابي الأميركي، فإن أغلبية الأصوات على المستوى الوطني لا تحسم النتيجة، بل الاصوات في كل ولاية.
ويعدّ سجل ترامب غير مسبوق في تاريخ المرشحين للانتخابات الرئاسية، اذ تم عزله مرتين خلال ولايته، وخسر بفارق سبعة ملايين صوت أمام بايدن في انتخابات 2020، ويواجه 91 تهمة حاليا في أربع محاكمات بقضايا منفصلة. على رغم ذلك، تمنحه استطلاعات الرأي أفضلية على بايدن الانتخابات المقبلة.
دعم إسرائيلأما بايدن فلا يزال يحاول السيطرة على رد الفعل العنيف في أوساط الديمقراطيين بسبب دعمه القوي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، وهو الاستياء الذي قد يظهر في التصويت في جورجيا يوم الثلاثاء.
وانتقد الرئيس الديموقراطي منافسه الجمهوري المحتمل ترامب لدعمه حظر الإجهاض ودعوته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أراضي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي لا تفي بالتزاماتها المالية.
كما انتقد سلفه الجمهوري لاجتماعه يوم الجمعة الماضي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، قائلا إن الأخير "يبحث عن الديكتاتورية". وأثار أوربان غضب حلفاء الاتحاد الأوروبي لحفاظه على العلاقات مع بوتين بعد غزو أوكرانيا.
وألقت جيل بايدن زوجة الرئيس بايدن، كلمة حماسية في الفعالية الانتخابية في مدينة فيلادلفيا، قدمت خلالها زوجها وتحدثت أيضا عن ترامب. وقالت إن "دونالد ترامب يمثل خطرا على النساء والعائلات وعلى بلدنا ولا يمكننا أن نسمح له بالفوز" في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وأشادت السيدة الأميركية الأولى بأداء زوجها خلال إلقائه خطاب حال الاتحاد. غير أن عشرات الأشخاص تظاهروا أمام مكان انعقاد التجمع الانتخابي احتجاجا على دعم بايدن لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
نيكوسور دان المؤيد لأوروبا يفوز بالانتخابات الرئاسية في رومانيا
فاز رئيس بلدية بوخارست الوسطي نيكوسور دان بالانتخابات الرئاسية التي أجريت، الأحد، في رومانيا، وفق النتائج النهائية التي صدرت الاثنين، في عملية اقتراع صبّت لصالح العلاقة مع بروكسل ودعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وفي الانتخابات التي أجريت بعد خمسة أشهر من إلغاء اقتراع سابق شابته شكوك بتدخّل روسي، نال نيكوسور دان البالغ 55 عاما، 53,6 في المئة من الأصوات بعد انتهاء عمليات الفرز.
وشكّلت هذه النتيجة مفاجأة بعدما حلّ دان ثانيا في الدورة الأولى بفارق كبير خلف خصمه جورج سيميون.
وقال دان أمام أنصاره وسط هتافات تشيد بأوروبا وتسخر من روسيا: "هذا هو انتصار آلاف الأشخاص الذين آمنوا بأن رومانيا قادرة على التغيير في الاتجاه الصحيح"، بعد حسم الفوز ليل الأحد.
ووجه أيضا كلمة لأولئك الذين لم يصوتوا له، داعيا إياهم إلى "بدء العمل" و"بناء رومانيا موحدة".
وتابع المجتمع الدولي الانتخابات الرئاسية في رومانيا.
وعقب صدور النتائج الشبه نهائية، أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين باختيار الرومانيين لصالح "أوروبا قوية"، في حين اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الديمقراطية" انتصرت "رغم محاولات تلاعب عدة".
بدوره، رأى الرئيس الأوكراني فولوديمي زيلينسكي أن نتيجة الانتخابات في رومانيا هي نجاح "تاريخي" مذكّرا "بأهمية وجود رومانيا كشريك موثوق".
"تلاعب"
وتأمل رومانيا أن تطوي الانتخابات صفحة حالة من عدم اليقين منذ فوز اليميني المتطرف كالين جورجيسكو المفاجئ في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر، علما أن منتقديه يتهمونه بأنه مؤيد للكرملين. لكن الانقسامات عميقة. وبعدما رفض بداية الإقرار بالهزيمة وندد بحصول "تلاعب" في النتائج، هنأ المرشح اليميني القومي جورج سيميون خصمه، لكنه تعهد "مواصلة القتال".
وكان سيميون الذي يبدي إعجابا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، تصدّر الدورة الأولى بفارق كبير، بحصوله على حوالي 41 في المئة من الأصوات، ضعف ما ناله منافسه.
لكن رومانيين كثرا ضاعفوا الجهود لقلب الموازين في انتخابات تم تقديمها على أنها حاسمة لمستقبل البلاد المجاورة لأوكرانيا.
وسجّلت نسبة المشاركة ارتفاعا إذ بلغت 65%، مقارنة بـ53% في الدورة الأولى.
وقال المحلل السياسي سيرجيو ميسكويو لـ"فرانس برس" إن دان استفاد من "خطوات ناقصة" قام بها المعسكر المنافس بين دورتي الاقتراع، ومن "تحشد غير مسبوق تقريبا مرتبط برد فعل مضاد من قبل مؤيدي الديمقراطية".
وأضاف: "لم يسبق لانتخابات أن كانت حاسمة بشأن مستقبل البلاد إلى هذا الحد... مع مضاعفات جيوسياسية".
ورومانيا التي يقطنها 19 مليون نسمة، هي عضو في الاتحاد الأوروبي، ودولة مجاورة لأوكرانيا اكتسبت أهمية متزايدة في حلف شمال الأطلسي منذ بدء الغزو الروسي في العام 2022.
وللرئيس صلاحية تعيين الموظفين الكبار وتمثيل بوخارست في اجتماعات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وغالبا ما انتقد سيميون "السياسات العبثية للاتحاد الأوروبي".
وكان نيكوسور دان قال الأحد: "هذه نقطة تحوّل، انتخابات حاسمة. رومانيا تختار مستقبلها ليس فقط للسنوات الخمس المقبلة، بل لفترة أطول بكثير".
وكان سيميون يطالب بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وبـ"تعويض مالي" عما تمّ تقديمه حتى الآن، داعيا إلى "الحياد"، ويدافع عن كونه "صديقا (للرئيس الروسي) فلاديمير بوتين".
وكرّر سيميون موقفه، الأحد، مجددا وقوفه مع كالين جورجيسكو الذي فاجأ الجميع بحصوله على المركز الأول في انتخابات 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.
كان مفتاح نجاح سيميون في الجولة الأولى، هو فوزه الاستثنائي بين الناخبين المغتربين بالخارج في أوروبا الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة.
وقد تظاهر أنصاره بقوة مجدداً، الأحد، حيث أظهرت النتائج الجزئية حصوله على 68.5 في المئة من الأصوات في إسبانيا و 66.8 في المئة في إيطاليا و67 في المئة في ألمانيا. كما أنه حصل على أصوات كثيرة في المملكة المتحدة.
ومع ذلك، فقد خرج المُصوتون لدان بأعداد أكبر في رومانيا وخارجها. ففي دولة مولدوفا المجاورة، أيد 87 في المئة من الرومانيين رئيس بلدية بوخارست.
ويستغل اليمين المتطرّف في رومانيا استياء السكان، خصوصا في المناطق الريفية، من "السياسيين اللصوص" الذين يمسكون بالسلطة منذ العام 1989. كما يستفيد من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها إحدى أفقر دول الاتحاد الأوروبي.