تظاهر اليوم الأحد آلاف الهولنديين والناشطين من الجاليات العربية والمسلمة وسط العاصمة الهولندية أمستردام، تنديدا بمشاركة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في افتتاح "المتحف الوطني للهولوكوست"، وذلك في وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 156 يوما.

ومن قلب هذه المظاهرات، قال رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا أيمن نجمة إن أعدادا غفيرة تتجاوز الآلاف تشارك في هذه المظاهرة، ويشكل اليهود والمؤسسات اليهودية ركيزة أساسية للمشاركين، بالإضافة إلى أبناء الجاليات العربية والمسلمة والهولنديين الذين يتضامنون مع الحق الفلسطيني.

وأضاف نجمة -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن "حكومتنا الهولندية لم تكتف بالدعم وإرسال السلاح لهذا الكيان الغاشم، وإرسال المساعدات والدعم السياسي في أروقة المؤسسات الدولية، ولكنها اليوم تستقبل بحفاوة مجرم الحرب هنا، وسط العاصمة أمستردام".

وأيمن نجمة هولندي من أصول فلسطينية ينحدر من بلدة صفورية، وانتخب مؤخرا رئيسا للجالية الفلسطينية في هولندا.

تأثير المظاهرات

وعن تأثير هذه المظاهرات في السياسة الهولندية، قال نجمة إن "الأحزاب في هولندا تنظر بعين الاهتمام لهذا الحراك الذي يمتد زمانيا ومكانيا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وبدأنا نشعر في الفترة الأخيرة باختلاف الخطاب السياسي الهولندي، وهناك تغير كبير في الرأي العام لدى الهولنديين".

وأضاف "أننا اليوم نتحدث عن نسبة كبيرة تمثل ما يزيد على 70% من الشباب الهولندي الذين بدؤوا يهتمون بحقيقة ما يجري في فلسطين بعد أن كانوا مغيبين عن هذه القضية، لأن تأثير اللوبي الإعلامي الصهيوني في هولندا كبير ومهم".

"متحف الهولوكوست"

ويضم الحي اليهودي التقليدي في العاصمة أمستردام عدة مؤسسات تتعلق بالوجود اليهودي في هولندا، مثل المتحف اليهودي الصغير والمعبد اليهودي البرتغالي وموقع الهولوكوست التذكاري، بالإضافة إلى "المتحف الوطني للهولوكوست".

ويأتي افتتاح هذا المتحف بعد نحو 79 عاما من الحرب العالمية الثانية، وكان من المقرر أن يفتتح العام الماضي، بتكلفة تزيد على 28 مليون دولار، وهولندا تعد من آخر دول أوروبا الغربية التي تفتتح مثل هذه المنشأة.

المتحف التاريخي يقع ضمن الحي اليهودي الثقافي في أمستردام ويضم مخطوطات وصورا عن تاريخ اليهود (خرائط غوغل)

ومن المقرر أن يفتتح الملك الهولندي وليام ألكسندر المتحف، بحضور عدة مسؤولين دوليين، ومن بينهم الرئيس الإسرائيلي الذي يمثل "الناجين الهولنديين من المحرقة" الذين هاجروا إلى إسرائيل بعد الحرب العالمية، كما أنه يمثل المؤسسات الإسرائيلية التي أتاحت الوثائق والصور الفوتوغرافية ومواد الفيديو للمتحف.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية والوضع الإنساني، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

كما تعرض الرئيس الإسرائيلي نفسه لانتقادات دولية الأشهر الأخيرة، وذلك بعد قوله -عقب وقت قصير من العدوان الإسرائيلي على غزة- "إنه لا يميز بين المدنيين في غزة ومقاتلي حماس".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الإسرائیلی فی هولندا

إقرأ أيضاً:

الآلاف يتظاهرون ضد تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا

شدد آلاف المتظاهرين في ساحة الباستيل بالعاصمة الفرنسية باريس على وجوب أن تكون محاربة الإسلاموفوبيا في قلب أي سياسة مناهضة للعنصرية تنتهجها الدولة، وأي مجهود مناهض لما يصفونه بالمد الفاشي الذي يجتاح فرنسا والدول الأوروبية.

ورفعت خلال التظاهرة التي شارك فيها اليوم الأحد ممثلو حزب "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) الذي يتزعمه جان لوك ميلانشون والنائبان لوي بويار وإريك كوكريل، لافتة كُتب عليها "العنصرية تبدأ بكلمات وتنتهي بمثل ما حصل لأبي بكر".

وفي الشهر الماضي، أقدم مهاجم على طعن أبو بكر سيسيه عشرات المرات، ثم صوّره بهاتف محمول وردد شتائم ضد الإسلام، في قرية لا غران كومب بمنطقة غارد بجنوب فرنسا.

ووجهت لوزير الداخلية برونو ريتايو انتقادات على خلفية موقفه في هذه القضية، اعتبر أن وزارته لا تستخدم مصطلح الإسلاموفوبيا لارتباطه أيديولوجيا بـ"الإخوان المسلمين"، إلا أن رئيس الوزراء فرانسوا بايرو دافع عن استخدام المصطلح في هذه القضية.

زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون يشارك في مظاهرة بباريس ضد الإسلاموفوبيا (الفرنسية) إلغاء قوانين

وترددت أصداء هذا النقاش في تظاهرة الأحد إذ رُفعت في ساحة الباستيل لافتة كُتب عليها "ليسوا إسلاموفوبيين، هم فقط لا يحبون المسلمين".

إعلان

وأكد المتظاهرون اليوم الأحد أن ما اعتبروه فشل السلطات الفرنسية في التصدي لظاهرة معاداة الإسلام والمسلمين سيوفر أرضية خصبة لارتكاب جرائم جديدة ضد المسلمين وأماكن عبادتهم.

وطالب المتظاهرون بإلغاء ما يصفونها بقوانين تغذي العداء للإسلام والمسلمين في فرنسا، على غرار قانون مناهضة النزعة الانفصالية. واعتبر المتظاهرون أن الجرائم المرتكبة بحق المسلمين في فرنسا لم تكن لتقع لولا تشريعات تستهدف المسلمين بالإقصاء منذ عشرين عامًا، بسبب انحرافات في النظام العلماني للبلاد.

واستنكر المتظاهرون حل الجماعات المناهضة للإسلاموفوبيا في البلاد، كما نددوا باستمرار بعض وسائل الإعلام في تشويه الإسلام والمسلمين لغايات سياسية وأيديولوجية.

وشهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام تزايدا بنسبة 72% للأعمال العدائية تجاه المسلمين، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق مع تسجيل 79 حالة، وفق تعداد لوزارة الداخلية.

مقالات مشابهة

  • يابانيون يتظاهرون ضد زيارة وزير خارجية العدو الإسرائيلي
  • كيف تعامل اللوبي اليهودي مع استبعاد إسرائيل من زيارة ترامب للمنطقة؟
  • لن يعلمنا الأخلاق.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي
  • للنساء فقط.. ما قصة حفل نانسي عجرم في هولندا؟
  • مسير ووقفة مسلحة لقوات التعبئة العامة في الحديدة تأكيداً للجاهزية ودعماً لفلسطين
  • نانسي عجرم تُقبّل طفلة صغيرة على المسرح في هولندا.. فيديو
  • الرئيس تبون يزور القصر المتحف بمنطقة بردو في سلوفينيا
  • استشهاد فلسطينية بعد استئناف الجيش الإسرائيلي قصفه لغزة
  • السليمانية.. مزارعو قمر تلي يتظاهرون احتجاجاً على تغيير جنس أراضيهم
  • الآلاف يتظاهرون ضد تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا