على #قارعة ” #الرصيف “
م. #أنس_معابرة
إذا أردت أن تتفكر في حال أهل #غزة اليوم؛ لن تجد مقولة تشرح حالهم وتصفه بدقة أكثر من مقولة غسان كنفاني حين قال: “يسرقون رغيفك، ثم يعطونك منه كِسرة، ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم، يا لوقاحتهم”.
تخيل ماذا يحدث هناك! سأروي لك القصة باختصار، قام الكيان الصهيوني بهجوم بربري على قطاع غزة، وعجزت جميع الدول عن إيقاف هذا الهجوم، أو حتى التوصل إلى هدنة إنسانية، ونقص الغذاء والدواء والماء في قطاع غزة، وأضحى على مشارف مجاعة كبيرة لأكثر من مليونين من البشر، فما هو الحل لإغاثتهم؟
مقالات ذات صلة جولة رمضانية بسوق عماّن… العين بصيرة واليد قصيرة.. 2024/03/12
جلس العالم على ركبتيه أمام قوة الاحتلال الغاشمة، يرجو منهم الموافقة على ادخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ولكن الاحتلال أدار لهم ظهره، وطردهم جميعاً، وأعلن تمرده على جميع القوانين الدولية والعرفية، ورفض ادخال المساعدات أو حتى إيقاف الهجوم على القطاع المكلوم.
هنا؛ وجدت بعض الدول طريقة سحرية لإدخال المساعدات إلى القطاع، فهم لا يستطيعون السكوت على جوع إخوانهم في القطاع، وكانت الطريقة تتمثل في الانزال الجوي، إذ تقوم طائرات عسكرية متخصصة بألقاء المساعدات من الجو، وذلك طبعاً في غفلة من العدو الصهيوني الذي لا يعلم بذلك الامر، ولا ينظر إلى سماء قطاع غزة المحاصر من البر والبحر والجو.
ولكن الدول المشاركة في عمليات انزال المساعدات وجدت أن الطريقة غير مجدية، لان كميات المساعدات قليلة، ويسقط العديد منها في البحر، بل سقطت كميات منها في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، فما هو الحل؟
الحل يأتي من العم سام، الأب الرحيم والأم الرؤوم لدولة الاحتلال، الذي يقرر تحريك جنوده وقواته وامكانياته المادية والعسكرية لبناء رصيف بحري ملاصق لبحر غزة، من اجل ادخال المساعدات الإنسانية، وفي غفلة من العدو الصهيوني طبعاً.
المساعدات ستتجمع في جزيرة قبرص، ثم تتحرك إلى غزة لمسافة تتعدى 350 كليو متراً، ولرحلة بحرية تحتاج إلى أكثر من يوم كامل. تخيل! هم عاجزون عن ادخال المساعدات المتراكمة في معبر رفح المصريّ، أو من خلال المعبر القريب من الضفة الغربية، ولكنهم قادرون على احضارها من جزيرة قبرص.
هل تعلم أن الولايات المتحدة الامريكية التي دمرت فيتنام وأفغانستان والعراق وسوريا واليمن والسودان والصومال، ووقفت إلى جانب الكيان باستخدام “الفيتو” ضد وقف الحرب، اليوم يتدفق الحنان في قلبها ناحية أهل غزة، فتلقي لهم المساعدات تارة، وتبني لهم رصيفاً بحرياً تارة أخرى.
و هل تعلم أن الدول المشاركة في القاء المساعدات، هي ذاتها الدول التي تساعد في اطباق الحصار على غزة، وتمرر القوافل الكبيرة عبر الطريق البري الواصل إلى دولة الاحتلال، وهنا ندرك أن عملية القاء المساعدات ما كانت إلا عبارة عن عمليات “تلميع” لشخصيات وأنظمة ثبت تورطها في الدم المراق في قطاع غزة.
إن فيلم “الرصيف” الجديد، هو ثمار جهود مشتركة بين الاحتلال الصهيوني، والولايات المتحدة الامريكية، ودول اقليمية لا تريد لحماس أن تبقى، وتريد تصفية قضية القطاع بأسرع وقت ممكن، حتى يتسنى للاحتلال تصفية قضية الضفة، والعيش بأمان في ظل دولته اليهودية.
إن اليد التي تمتد إلى أهل غزة برغيف من الخبز، واليد الأخرى تمتد إلى جيش الاحتلال بأطنان من الذخيرة والصواريخ والقنابل، هي أيدي نجسة خبيثة، لا نرجو منها خيراً.
إن الهدف من “الرصيف” ما زال تحت الدراسة، ولكن المؤكد بأنه ليس لصالح أهل غزة، فإما أن يكون بهدف اطباق الحصار عليهم، أو بهدف التمهيد لاستخراج الغاز الموجود قبالة شواطئ غزة، أو بقصد ترغيب اهل غزة وتشجيعهم على الهروب إلى قبرص ومنها إلى دول أوروبا، بعد رفضهم الذهاب إلى رفح المصرية.
إن كان الخيار الأخير هو الصحيح؛ فهو ينطوي على مغامرة كبيرة، فأوروبا التي أغلقت أبوابها أمام السوريين وأعادتهم إلى الحدود التركية دون ملابس، وتركت عدة الاف منهم يموتون في البرد أو غرقاً في البحر، لن تفتح أذرعها لاستقبال أهل غزة، بل مهي مكيدة صهيو-امريكية للتخلص من اهل غزة في البحر.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قارعة الرصيف غزة ادخال المساعدات قطاع غزة أهل غزة
إقرأ أيضاً:
“الإعلامي الحكومي” في غزة: مؤسسة GHF ذراع للاحتلال “الإسرائيلي” تسببت باستشهاد أكثر من 130 شخصا
الثورة نت /..
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن مؤسسة GHF ذراع للاحتلال “الإسرائيلي” وليست جهة إنسانية وقد تسببت باستشهاد أكثر من 130 شخصا و1000 جريح من المُجوَّعين في أسبوعين، وتبث أكاذيب رخيصة.
وقال في بيان : تواصل ما تُسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)” ترويج الأكاذيب المعلّبة، وتدّعي زيفاً أن المقاومة الفلسطينية تهدد طواقمها وتمنعها من توزيع المساعدات، بينما الحقيقة الصارخة أن هذه المؤسسة نفسها ليست سوى واجهة دعائية لجيش الاحتلال “الإسرائيلي”.
وأضاف أن هذه المؤسسة يقودها ضباط ومجندون أمريكان و”إسرائيليون” من خارج قطاع غزة، بتمويل أمريكي مباشر، وبتنسيق عملياتي مع الجيش “الإسرائيلي” الذي يرتكب جريمة إبادة جماعية متواصلة ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وقال “إن الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني هي أن الاحتلال “الإسرائيلي” هو الطرف الوحيد الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ قرابة 100 يوم متواصل، بإغلاقه المتعمد لكل المعابر في قطاع غزة، ومنعه أكثر من 55 ألف شاحنة مساعدات من الوصول إلى العائلات المنكوبة على مدار المائة يوم الماضية، وتقييده حركة عشرات المؤسسات والمنظمات الأممية العاملة في المجال الإغاثي.
وأردف البيان : لقد أكدت ذلك صراحة الأمم المتحدة، والصليب الأحمر، ومنظمة أوتشا، ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها، بأن الاحتلال هو المعيق الأول والأخير للمساعدات، وهو الذي يمنع وصولها إلى المجوعين والسكان المدنيين في قطاع غزة.
وقال “لقد كانت “GHF” وما زالت شريكة في جريمة منظمة تستهدف المدنيين عبر طُعْم المساعدات: حيث توثق الوقائع الميدانية أن هذه المؤسسة، عبر فرقها التي ترعاها قوات الاحتلال، تسببت -خلال أسبوعين فقط من عملها- في استشهاد أكثر من 130 شهيداً من المدنيين برصاص مباشر أثناء محاولتهم الوصول إلى طرود غذائية على حواجز الإذلال والقهر، وأصيب قرابة 1000 مدني آخر، بينما لا يزال 9 فلسطينيين مفقودين بعد أن اجتذبتهم هذه المؤسسة “الإسرائيلية” الأمريكية لمناطق يُتحكم بها عسكرياً جيش الاحتلال. هذه جرائم مكتملة الأركان يُحاسب عليها القانون الدولي.
وأكد ان مؤسسة GHF تفتقر بشكل تام لمبادئ العمل الإنساني ممثلة في الحياد حيث تتعاون ميدانياً مع جيش الاحتلال، وتنفّذ توجيهاته، وهو الذي يقوم بإصدار الإعلانات للمُجوَّعين من السكان. كما تفتقر إلى عدم الانحياز حيث تعمل ضمن أجندة أمنية “إسرائيلية” واضحة، وتخدم أهداف الاحتلال “الإسرائيلي” في إخضاع السكان. وتفتقر أيضا إلى الاستقلالية حيث تتلقى تعليماتها وتمويلها من مصادر حكومية أجنبية ومن جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، كما تفتقر إلى الإنسانية حيث لم تكن يوماً في صف الإنسان، بل كانت أداة ضغط وتجويع وقتل ضد السكان المدنيين.
كما أكد أن أي مؤسسة تزعم أنها إنسانية بينما تنفذ مخططات عسكرية وتدير نقاط توزيع ضمن مناطق “عازلة” تشرف عليها دبابات الاحتلال، لا يمكن اعتبارها جهة إغاثية، بل هي جزء من أدوات الإبادة الجماعية، وشريك فعلي في جريمة الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي “كل العالم بألا يخضعوا لتضليل هذه المؤسسة التي تمارس الإجرام المنظم والممنهج، فالمقاومة الفلسطينية لا تهدد أحداً، بل تحمي حق شعبها في البقاء، في وجه مؤسسات زائفة تمارس القتل تحت لافتات مزيفة، وعلى المجتمع الدولي أن يكف عن الانحياز الأعمى، وأن يُنهي فصول هذه المأساة الأخلاقية، وأن يسمح بإدخال عشرات آلاف الشاحنات لمؤسسات الأمم المتحدة التي تعمل منذ عقود في إغاثة اللاجئين والسكان المدنيين، والتي تتمتع بالكفاءة وتلتزم بمبادئ العمل الإنساني”.