باحثة عراقية تدرس رؤية الذات في روايات غالية آل سعيد
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
العُمانية: يلقي كتاب «رؤية الذات في روايات غالية فهر تيمور آل سعيد» للباحثة العراقية الدكتورة أماني جميل الشبيبي الضوءَ على المنجز الروائي لصاحبة السمو السيدة الدكتورة غالية بنت فهر بن تيمور آل سعيد. ووفقا للباحثة، بدأت السيدة غالية الكتابة بشكل مبكر نسبيا، على اعتبار أنَّ بداية الكتابة النسائية كانت مع بدرية الشحي في رواية «الطواف حيث الجمر» التي صدرت عام 1999، وتبعتها جوخة الحارثي في «منامات» التي صدرت عام 2004، وفي عام 2005 أصدرت السيدة غالية آل سعيد رواية «أيام في الجنة».
وتشير الباحثة إلى أن توالي إصدارات السيدة غالية الروائية دفع إلى الاهتمام بمنجزها الإبداعي، لتميّز عالمها الخاص بمعالجة قضايا مختلفة نوعًا ما عمّا أنتجته بقية الكاتبات العمانيات، فـ«الموضوعات التي تكتب عنها لا تخصّ المرأة فقط، ولا تقتصر على التعبير عن عالم المرأة ومعاناتها وقضاياها الخاصة، إذ تتناول القضايا الإنسانية العامة التي يشترك بها الجميع».
وتوضح أن السيدة غالية تميزت بأنها «صاحبة لمسة مختلفة ومغايرة في مجال الرواية النسائية في عُمان، حيث الاختلاف في البناء والرؤية، لهذا كانت لها بصمةٌ خاصة في السَّرد الروائي العُماني، وخير مثال على ذلك روايتها (حارة العور) التي جاءت مختلفة من عدة نواحٍ؛ أولها أنها ترجع إلى أرض الوطن عُمان، وتتحدث عن حارة فيها، وتصف أُناسها وعاداتها وتقاليدها العُمانية الأصيلة، كما أنّها تسلم مفاتيح السرد للمرأة، فهي البطلة، وهي الساردة، وهي صاحبة الرؤية تجاه العالم».
درست الشبيبي عالمَ السيدة غالية الروائي دراسة ثقافية من جوانب متعددة؛ إذ يشتمل الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» بالأردن على ثلاثة فصول؛ مهدت لها الباحثة بإطلالة على رواية المرأة في عُمان، وتعريف بالسيدة الدكتورة غالية آل سعيد.
وركز الفصل الأول على «رؤية الذات من منظور أنطولوجي»، وتناول رؤية الذات إزاء الكون والوجود، وطرح أسئلة عن طريقة تشكيل العالم. وقُسِّم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث، تناول الأول رواية التكوين وأسئلة الذات، وعاين الثاني رؤية الذات من منظورٍ جندري، وخُصِّص الثالث لثقافة العنف التي تناولتها الكاتبات بشكل عام، وبخاصة العنف ضد المرأة، والعنف المتمثل بعنف المركز تجاه الهامش، والعنف النابع من الاختلال النفسي.
وفي الفصل الثاني فصّلت الباحثة موضوع «رؤية الذات من منظور أيديولوجي»، مشيرة إلى أنه «كي نفهم الذات لا بدّ أن نفهم طبيعة العلاقة بينها وبين الأيديولوجيا التي تستند إليها، وتتبناها في طريقة عيشها وتعاملها مع الآخر»، مشيرة إلى أن كلّ ذات محمَّلة بأيديولوجيا معينة؛ تتشكَّل من خلالها رؤيتها لنفسها وللعالم وللآخر.
وقُسِمَ هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث، تناول الأول «الصورلوجيا» (التنميط الثقافي للآخر)، وقدم الثاني «رؤية الذات من منظور الآخر»، حيث تحدد رؤية الذات من منظور الآخر الكثيرَ من الانطباعات والانفعالات والرؤى لدى الذات من خلال الآخر الذي يهيمن عليها إما جسديا أو نفسيا أو فكريًّا؛ فتنتج ذوات جديدة خاضعة ومستضعَفة تحت وطأة الآخر المركز المتسلط القوي، وتناول المبحث الثالث «آليات الفهم والاختلاف» من خلال دراسة رواية «حارة العور».
وفي الفصل الثالث عملت الباحثة على تحليل الكتابة الأُنثوية وتمثيلات العالم الروائي، موضحة «إنَّنا نقف على رؤية الكاتب بوصفه سلطةً مهمةً ذات دور فاعل في الكتابة والتكوين الإبداعي للمنجز نفسِه، وسلطة تتمركز في القصّ الذي يُبدعه ». وقُسِم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث، تناول الأول «رؤية الكاتب»، وتناول الثاني «اللغة وتمثيلاتها السردية»، وتناول الثالث «تداخل الأجناس الأدبية».
ويكشف الكتاب ما قدمته السيدة الدكتورة غالية آل سعيد من رؤية واضحة المعالم تجاه الذات والآخر، وكيف عبّرت عن قضايا ورؤى وخيال خاص بالنص ذاته، حيث أنتجت الكاتبة رؤية عامة من خلال نصوصها مجتمعة، فكل نص يكمل الآخر، ويكشف عن خصوصية الكتابة لديها، وتميزها عن غيرها من الكتّاب.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
شبكة بي بي سي: ترامب ودول الخليج.. ما الذي يريده كل طرف من الآخر؟
مع الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج هذا الأسبوع، سينصب التركيز الأساسي على تأمين استثمارات جديدة كبيرة للاقتصاد الأمريكي.
وتقول الخبيرة الاقتصادية كارين يونغ، الزميلة في معهد الشرق الأوسط للدراسات: "يريد الرئيس ترامب الإعلان عن تدفق المزيد من الأموال الخليجية للولايات المتحدة".
وتضيف: "يريد ترامب تعليق ملصق كبير خلال الاجتماعات التي سيعقدها، ليُوضِح من خلاله الوجهة المحتملة لهذه الاستثمارات، وتقدير تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي من حيث قدرتها على خلق فرص العمل، أو التصنيع المحلي الذي يدعمه بشكل كبير".
ومن المقرر أن يصل ترامب إلى العاصمة السعودية، الرياض، يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار الجاري، للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ومن المتوقع أن يحضر ترامب قمة زعماء الخليج في الرياض في 14 مايو/أيار، قبل أن يسافر إلى قطر في اليوم نفسه، ثم ينهي رحلته التي ستستمر ثلاثة أيام في الإمارات، في 15 مايو/أيار.
وتتجلى الأهمية الاقتصادية للمنطقة بالنسبة لترامب، في أن زيارته إلى السعودية كانت من المفترض أن تكون أول زيارة خارجية له خلال ولايته الثانية في البيت الأبيض، وذلك قبل أن تُجبره وفاة البابا فرنسيس على حضور الجنازة في روما أواخر أبريل/نيسان الماضي.
المملكة العربية السعودية كانت كذلك أول دولة يزورها ترامب خلال فترة ولايته الأولى، مخالفاً بذلك العُرف المستحدث لدى رؤساء الولايات المتحدة، الذين بدأت زياراتهم بالمملكة المتحدة أو كندا أو المكسيك.
إن تأمين استثمارات جديدة في الولايات المتحدة من دول الخليج، وخاصة من صناديق الثروة السيادية المدعومة من حكوماتها، من شأنه أن يساعد ترامب في توجيه رسائل إلى الداخل الأمريكي بأن أجندته المتمثلة في شعار "أمريكا أولاً" تؤتي ثمارها.
وستجذب الزيارة الرئاسية كبار المستثمرين في وول ستريت ووادي السيليكون إلى السعودية، حيث سيُعقد منتدى استثماري سعودي أمريكي في 13 مايو/أيار في الرياض، بمشاركة رؤساء تنفيذيين من شركات بلاك روك، وبالانتير، وسيتي غروب، وآي بي إم، وكوالكوم، وألفابت، وفرانكلين تمبلتون.
وتأتي هذه الدفعة في ظل رياح اقتصادية معاكسة، حيث أدت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب على الواردات إلى إرباك التجارة العالمية، وهزّت الثقة في الاقتصاد الأمريكي نفسه. إذ انخفض الناتج الاقتصادي الأمريكي في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وهو أول انخفاض له منذ ثلاث سنوات.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، صرّح الأمير محمد بن سلمان بأن السعودية ستستثمر 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة. إلا أن ترامب سبق وأن صرّح بأنه يرغب في أن يرتفع هذا المبلغ إلى تريليون دولار، بما يشمل شراء المزيد من المعدات العسكرية الأمريكية.
ويقول علي الشهابي، وهو كاتب ومعلق سعودي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الحكومة السعودية، إنه من المقرر أن يتم توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية خلال زيارة ترامب.
ويضيف الشهابي: "ستؤدي هذه الصفقات إلى مزيد من التكامل بين الاقتصادين السعودي والأمريكي، ومزيد من المشاريع المشتركة في السعودية والولايات المتحدة، وشراء أسلحة وسلع أمريكية".
ولدى صندوق الاستثمارات العامة السعودي - الذي يسيطر على أصول بقيمة 925 مليار دولار - استثمارات عديدة بالفعل في الولايات المتحدة. وتشمل هذه الاستثمارات شركة "أوبر"، وشركة ألعاب الفيديو "إلكترونيك آرتس"، وشركة السيارات الكهربائية "لوسيد".
أما الإمارات، فقد التزمت مسبقاً باستثمار 1.4 تريليون دولار أمريكي في الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر المقبلة، في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والتصنيع. وقد أعلن البيت الأبيض عن ذلك في مارس/آذار الماضي بعد لقاء جمع مستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، بالرئيس ترامب في واشنطن.
مع ذلك، ترى يونغ من معهد الشرق الأوسط للدراسات، أن حجم هذه الاستثمارات غير واقعي على المدى القصير. لكنها خطوات استراتيجية طويلة الأجل، مشيرة إلى ضرورة التعامل مع هذه الأرقام "بحذر ورَوِيّة".
وفيما يتعلق بالصفقات المحددة التي يمكن الإعلان عنها خلال زيارة ترامب، تشير التقارير المتداولة على نطاق واسع إلى أن المملكة العربية السعودية ستوافق على شراء أسلحة أمريكية ومعدات عسكرية بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار.
ويُقال إن هذه الأسلحة ستشمل الصواريخ وأنظمة الرادار وطائرات النقل.
ولطالما كانت الولايات المتحدة بمثابة مورّد أساسي للأسلحة إلى السعودية، لكن في عام 2021، أوقفت إدارة بايدن بيع الأسلحة الهجومية للرياض، على خلفية مخاوف بشأن دورها في الحرب باليمن.
كما أشارت تقارير إلى أن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 كان عاملاً مؤثراً في ذلك. إذ ذكر تقرير أمريكي أن الأمير محمد بن سلمان أعطى موافقة على تصفيته.
واستأنف البيت الأبيض في عهد بايدن بيع الأسلحة الهجومية إلى السعودية العام الماضي. وفي حين أشارت واشنطن إلى أن السعودية أوقفت هجماتها على اليمن، قال بعض المعلقين إن الولايات المتحدة كانت تسعى للحصول على المساندة السعودية في إنهاء الصراع في قطاع غزة ودعم إعادة إعماره مستقبلاً.
ويقول الشهابي إن المملكة السعودية ستسعى للحصول على ضمانات من البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة ستقيم "نظام مشتريات أكثر كفاءة"، ما يمكّن الدولة الخليجية من الوصول إلى الذخيرة والمعدات العسكرية بسرعة وسهولة أكبر.
ويضيف الشهابي أن "إدارة ترامب بدأت إجراءات لتسهيل هذه الصفقات"، متوقعاً أن "تتحسن هذه العملية بشكل فوري".
وسيكون الذكاء الاصطناعي الموضوع الآخر الذي سيهيمن على جدول أعمال زيارة ترامب. ومن المتوقع أن تركز المحادثات على جذب استثمارات خليجية أكبر في شركات التكنولوجيا الأمريكية، وتعزيز قدرة المنطقة على الوصول إلى أشباه الموصلات الأمريكية المتطورة.
وتستثمر كلٌّ من الإمارات والسعودية بمليارات الدولارات في قطاعي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في محاولة لتنويع اقتصاداتهما بعيداً عن النفط.
ويتطلع الإماراتيون، على وجه الخصوص، إلى ترسيخ مكانتهم كمحور عالمي للذكاء الاصطناعي.
وفي الأسبوع الماضي، ألغت إدارة ترامب اللوائح التي وضعتها إدارة بايدن بشأن قطاع الرقائق، والتي فرضت قيوداً على صادرات الرقائق الأمريكية المتطورة إلى أكثر من 120 دولة، بما في ذلك دول الخليج.
ومن المتوقع أن يقوم البيت الأبيض بصياغة قواعد جديدة من شأنها أن تتضمن مفاوضات مباشرة مع دول مثل الإمارات العربية المتحدة.
وتقول يونغ: "بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، يُعد هذا أمراً بالغ الأهمية. فهم يعملون جاهدين على بناء قدراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي. لذا، يُعدّ الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لهم ليكونوا الأفضل في هذا المجال".
وفي حين سيكون القدر الأكبر من الاهتمام منصباً على سعي ترامب إلى جذب رأس المال الخليجي إلى الولايات المتحدة، فإن المملكة العربية السعودية تركز بالقدر نفسه على جذب الاستثمارات الأمريكية إلى برنامجها الطموح المتمثل في "رؤية 2030".
وبفضل مشاريع البناء العملاقة، مثل إنشاء مدينة "ذا لاين"، تشكل رؤية 2030 عنصراً أساسياً في الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة السعودية لتنويع اقتصاد البلاد بعيداً عن النفط.
وهذا يعني أيضاً ضخ الموارد في قطاعات الترفيه، والسياحة، والتعدين، والرياضة.
ومع ذلك، انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة العربية السعودية للعام الثالث على التوالي عام 2024، مما يعكس التحديات المستمرة لجذب رأس المال الأجنبي.
كما تسبب انخفاض أسعار النفط العالمية منذ بداية العام في زيادة الأعباء المالية على الرياض، مما زاد الضغوط عليها من أجل رفع الديون أو خفض الإنفاق لدعم أهدافها التنموية.
وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات وسط مخاوف متزايدة من أن تؤدي الحرب التجارية إلى إضعاف النمو الاقتصادي العالمي.
وتفاقمت نسبة الانخفاض بعد إعلان مجموعة الدول المنتجة للنفط، أوبك بلاس، عن خطط لزيادة الإنتاج، إذ إن المملكة العربية السعودية عضو في المجموعة.
وقال بعض المعلقين إن قرار زيادة الإنتاج كان يهدف بشكل جزئي إلى إرضاء ترامب، الذي دعا إلى خفض أسعار النفط.
فيما ذهب محللون آخرون إلى إن السبب وراء ذلك هو أن أوبك بلاس لا تزال واثقة من نمو الاقتصاد العالمي.
ويُعد مجلس الأعمال الأمريكي السعودي منظمة تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
وتأمل المنظمة أن تدفع زيارة ترامب الشركات الأمريكية إلى استكشاف المزيد من الفرص في المملكة العربية السعودية، وخاصة في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والتعليم.
وقالت هُثام الجلال، رئيسة مكتب المنظمة في الرياض، لبي بي سي: "تتطلع الحكومة السعودية بقوة للاستثمار في هذه القطاعات. وهناك رغبة كبيرة لدى الشركات السعودية للتعاون مع الشركات الأمريكية".
ويُقال إن المسؤولين السعوديين واثقون من إمكانية تأمين بعض الصفقات في هذه القطاعات خلال زيارة ترامب.
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، ترتبط زيارة ترامب بتعزيز العلاقات مع حليفها الغربي الأقدم، وهي علاقات توترت خلال عهد بايدن. أما بالنسبة للرئيس ترامب، فتهدف الزيارة إلى إبرام صفقات استثمارية يمكن اعتبارها نصراً لأجندته الاقتصادية.
ويقول الشهابي: "يبحث الرئيس ترامب عن عنوان عريض للاستثمارات الكبرى في الولايات المتحدة، وسيحصل على ذلك خلال هذه الزيارة".