دينا محمود (عدن، لندن)

أخبار ذات صلة الشرطة الإسرائيلية تكثف انتشارها بالقدس عشية أول جمعة في رمضان «سنتكوم»: تدمير مسيّرات و18 صاروخاً بالستياً مضاداً للسفن باليمن

حتى التمر ربما سيفقد مكانه المعتاد على مائدة الإفطار اليمنية خلال شهر رمضان هذا العام، بفعل ما تشهده أسواق البلاد من ارتفاع كبير لأسعار المواد الغذائية، تزامناً مع تقلص المعروض منها من الأصل، بجانب تدهور القدرة الشرائية لملايين المنكوبين بالصراع الدائر في اليمن منذ عقد كامل من الزمان، فضلاً عن آثار الهجمات التي تشنها جماعة «الحوثي» حالياً، على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.


فالتبعات الناجمة عن هذه الاعتداءات وتواصل الصراع، تزيد الضغوط الملقاة على كاهل اليمنيين، ممن تراجعت قدرتهم على تدبير احتياجاتهم الأساسية خلال شهر الصوم الذي بدأ لتوه، وذلك بسبب عجز كثيرين منهم عن كسب قوت يومهم، أو عدم تقاضي آخرين رواتبهم، جراء الشلل الذي يضرب العديد من المؤسسات، على وقع استمرار الأزمة الداخلية، منذ أواخر عام 2014. 
وتتفاقم معاناة ملايين السكان، إثر تأثر كمية البضائع الواردة بحراً إلى اليمن، مع تصاعد الاعتداءات الحوثية على السفن المارة في مضيق باب المندب، دون اكتراث بتردي الوضع المعيشي والإنساني لليمنيين الذين أفاد تقدير أممي صدر الشهر الماضي، بأن نصفهم تقريباً، أو ما يزيد على 17.5 مليون منهم، سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، خلال العام الحالي.
وفي ظل الانهيار المستمر في قيمة العملة المحلية، إلى حد جعل سعر صرف الدولار الأميركي الواحد يصل قبل أيام قليلة إلى ما يُقدر بـ 1640 ريالاً يمنياً في بعض المناطق، بات شراء احتياجات رمضان تحدياً حقيقياً بالنسبة للكثير من اليمنيين، الذين اضطرت الغالبية العظمى منهم إلى الاكتفاء بشراء المواد الضرورية للغاية، واستغنى بعضهم عن مستلزمات طالما شكلت صنفاً رئيساً على المائدة الرمضانية، ومن بينها التمر.
فبحسب التقديرات، ارتفعت أسعار الغذاء في الأسواق اليمنية مؤخراً، بنسبة تصل إلى 15%، ما قاد إلى أن يزيد سعر اللتر الواحد من زيت الطعام ليصل إلى ما يوازي دولاريْن أميركييْن، في حين أصبح الدقيق، يُباع بأكثر من دولار واحد لكل كيلوجرام، وذلك في وقت لا يتجاوز فيه متوسط الدخل الشهري في اليمن 60 دولاراً.
وأدى ذلك إلى أن يلجأ عدد لا يُستهان به من المستهلكين في مدن يمنية مختلفة إلى شراء احتياجاتهم من بعض المواد الغذائية الأساسية، بمئات الجرامات لا بالكيلوجرامات، كما كانوا يفعلون من قبل، بجانب تركيز الكثيرين منهم على البحث عن أي عروض متاحة في بعض محال البقالة، لبيع المنتجات بأسعار مُخفضة.
ووسط هذه الأجواء، يشكو مواطنون يمنيون من ارتفاع جنوني للأسعار، خلال رمضان الحالي تحديداً، مشددين على أن ذلك يجعل الأسر ذات الدخل المتوسط، غير قادرة سوى على توفير النفقات اللازمة للحصول على الأساسيات، دون القدرة على التفكير في أي سلع كمالية، كانت من بين السمات المتعارف عليها لشهر الصيام.
تكلفة
شدد هؤلاء، في تقرير مصور بثته شبكة «دويتشه فيله» الإخبارية الألمانية على موقعها الإلكتروني باللغة الإنجليزية، على أنهم أصبحوا الآن يشترون ما يستطيعون تحمل تكلفته من المنتجات الغذائية، مثل المعكرونة وبعض المواد القليلة الأخرى، بغض النظر عما كانوا يريدون الحصول عليه بالفعل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليمن رمضان الأمن الغذائي

إقرأ أيضاً:

إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية

قال الإعلامي السعودي زيد كمي نائب المدير العام لقناتي العربية والحدث إن التحركات الأحادية التي نفذها المجلس الانتقالي في حضرموت قبل أيام محاولة لخلف واقع يتجاوز المجتمع المحلي وتوازناته ويتجاهل الطبيعة الخاصة بهذه المنطقة، التي طالما حافظت على مسافة سياسية عن مراكز التوتر.

 

واعتبر كمي في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "ماذا يجري في حضرموت" إن تلك التطورات تفسر الحزمَ الذي أظهرته السعودية في بيانها، واعلانها بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، وعدّت ذلك خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح.

 

وقال الكاتب إن ما يجرِي في حضرموتَ اليومَ لا يمكنُ قراءتُه بمعزلٍ عن تاريخٍ طويلٍ من التشكّل السّياسي والاجتماعي في جنوب اليمن، وأن جنوب اليمن لم يكن يوماً كتلةً سياسية واحدة، بل فضاءٌ واسع من الشَّبكات المحلية والولاءات والمراكزِ المتعددة، معتبرا هذه الخلفية تجعلُ أيَّ محاولةٍ لفرض السَّيطرة عَنْوَةً على محافظةٍ بحجم حضرموتَ مجردَ اصطدامٍ بتاريخ لا يقبل الهيمنةَ المفاجئةَ ولا التحولات القسريَّة.

 

وأكد أن الموقف السعودي وإصراره على إخراج قوات درع الوطن ليس مجرد إجراءٍ عسكري، بل محاولةٌ لقطع الطّريق أمام تكرار نماذجِ انفلاتٍ مشابهة شهدها اليمنُ خلالَ العقد الماضي، ولمنعِ انزلاقِ حضرموتَ إلى فوضَى لا طاقة لها بها.

 

وقال إن اختزالَ القضية الجنوبية في شخصٍ أو فصيل واحد لا ينسجم مع تاريخِ الجنوب ولا مع طموحاتِ شعبه، والقضية ـ كما تراها الرياض ـ تخصُّ أبناءَ الجنوب بكلّ تنوّعهم، ومن غيرِ المقبول تحويلُها إلى ذريعةٍ لفرض السّيطرةِ أو تغيير الوقائعِ بالقوة.

 

وحمل الكاتب السعودي المجلس الانتقالي مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة، وقال بأنها أفعالٌ مقلقة وتتقاطع مع ممارساتِ جماعة الحوثي، ما يجعلُ رفضَ الرياض قاطعاً لأي محاولة لاستنساخِ هذا النموذج في الجنوب أو الشرق.

 

واعتبر كمي ما حدثَ في حضرموتَ ليس مجردَ تنازعٍ على السيطرة، بل اختبارٌ حقيقي لمدى قدرةِ اليمنيين على احترام رواسب تاريخهم، ولقدرتهم على بناءِ استقرار لا يقوم على فرض القوة، والعمل على منع تكرار أخطاء الماضي، وإعادة اليمن إلى مسار سياسي يضمن للجميع شراكةً عادلةً تحفظ الأمنَ، وتعيد رسمَ مستقبلٍ لا مكان فيه للمغامراتِ العسكريةِ ولا لمحاولات إعادةِ هندسةِ الجغرافيا السياسية عَنوَةً.


مقالات مشابهة

  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • مياه الأمطار تغمر خيام النازحين في غزة.. شتاء قاس يزيد معاناة المدنيين
  • شتاء قاس يزيد معاناة سكان غزة.. القاهرة الإخبارية تكشف التفاصيل
  • شعبة المواد الغذائية: السلع متوفرة بكميات كبيرة.. ولا داعي للتكالب قبل رمضان
  • شعبة المواد الغذائية: جميع السلع متوفرة وبعض الأسعار انخفضت
  • شعبة المواد الغذائية: 75 يوما على رمضان وجميع السلع متوفرة
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • شهداء الطقس.. المنخفض الجوي يزيد معاناة أهالي غزة
  • إتلاف ١٨٠ طناً من المواد الغذائية منتهية الصلاحية في أمانة العاصمة
  • مكتب الاقتصاد في الأمانة يتلف 180 طناً من المواد الغذائية منتهية الصلاحية