ما نصيب الفقراء في مصر من الحماية الاجتماعية بعد تعويم الجنيه؟
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
حماية الفئات الضعيفة أي الفقراء في مصر من أثار برنامج الإصلاح الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي كانت إحدى محاور المناقشات بين الطرفين، فكيف استعدت لها الحكومة المصرية وهل تعد الإجراءات التي كشفت عنها كافية في حمايتهم من الآثار المباشرة.
الآثار الأولية ظهرت سريعا؛ حيث قفز التضخم السنوي في مصر إلى 36 بالمئة خلال شباط/ فبراير الماضي قبيل التعويم، صعودا من 31.
أعلن صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، توقيع اتفاق قرض مالي على مستوى الخبراء مع مصر بقيمة 8 مليارات دولار، بدل اتفاقية القرض السابق الموقعة بين الجانبين في كانون الأول/ ديسمبر 2022، بقيمة 3 مليارات دولار.
استبق البنك المركزي المصري توقيع اتفاقية القرض مع الصندوق برفع سعر الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس (6%)، وخفض قيمة الجنيه إلى 50 جنيها بدلا من نحو 31 جنيها، وكذلك تحرير سعر صرف الدولار الجمركي على السلع.
بشأن إجراءات حماية الفئات الضعيفة، قال رئيس الوزراء المصري إن البرنامج والصندوق يؤكدان على ضرورة حماية الفئات التي يمكن أن تتأثر نتيجة أية خطوات في طريق الإصلاح الاقتصادي، لافتاً إلى أن هذه النقطة تم إعلانها بالفعل من خلال القرارات التي قامت بها الحكومة بناء على توجيه الرئيس (السيسي) بحزمة حماية اجتماعية غير مسبوقة، بدأ تنفيذها بالفعل اعتباراً من هذا الشهر.
تمثل المحور الخامس في اتفاق مصر مع الصندوق على الحاجة إلى توفير ما يكفي مستويات الإنفاق الاجتماعي لحماية الفئات الضعيفة.
في هذا الصدد، قالت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إيفانا هولار، بالإضافة إلى التوسع في برنامج تكافل وكرامة للتحويلات النقدية في عام 2023، فقد أعلنت الحكومة المصرية مؤخرًا عن حزمة حماية اجتماعية إضافية بقيمة 180 مليار جنيه للسنة المالية 2024/2025.
وأوضحت هولار أن السلطات أعلنت أنها ستواصل تقديم الدعم لضمان ظروف معيشية مناسبة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تضررت بشدة من ارتفاع الأسعار.
ما هي برامج الحماية الاجتماعية في مصر؟
رفعت مصر، قبيل التعويم، الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الحكومي 50% ليصل إلى 6 آلاف جنيه بدلا من 4 آلاف، وارتفعت قيمة الحد الأدنى للأجور إلى (193.9 دولار) شهريا لكن هذه الزيادة تلاشت بعد قرار خفض الجنيه، وأصبحت تعادل (120 دولارا) شهريا.
أما بخصوص برنامج الحماية الاجتماعي معاشات تكافل وكرامة، يبلغ عدد المستفيدين 5.2 مليون أسرة أو نحو 22 مليون مستفيد، لكن ميزانية البرنامج البالغة 36 مليار جنيه (720 مليون دولار) لا يوفر الحد الأدنى للمعيشة لأيام وليس لشهر.
"عدالة اجتماعية وليس حماية اجتماعية"
اعتبر عضو اللجنة الاقتصادية بحزب التجمع، هاني الحسيني، أن "اختزال الفقر أو الطبقات الضعيفة في معاشات تكافل وكرامة يقلل من حجم الأزمة، وفي الحقيقة فإن الحماية يجب أن تمتد للطبقات الفقيرة والمتوسطة بعد تغول الأسعار وتراجع قيمة الجنيه، والهدف منها هو تخفيف حدة الآثار التي سوف تنتج عن الاتفاق مع صندوق النقد".
وأكد في حديثه لـ"عربي21": "حجم الدعم أقل بكثير من نسب الزيادات في الأسعار والاحتياجات الأساسية للمواطنين، ونحن ندعو لمفهوم العدالة الاجتماعية وليس مفهوم الحماية الاجتماعية وهو أوسع وأشمل ويضمن توازن في التوزيع وفي نوعية الخدمات المقدمة مثل الصحة والتعليم والسكن"، مشيرا إلى أن "حزمة الزيادات الأخيرة في الأجور يتم خطفها من الناحية الأخرى وكأنها لم تكن، إلى جانب تسليع الخدمات ورفع أسعارها بشكل مبالغ فيه".
وصف الحسيني سياسة الحكومة الاقتصادية بأنها "لا علاقة لها برأسمالية الدولة بل هي رأسمالية الحكومة الجديدة أو الأقليات الجديدة، وهي تحتكر أسعار الخدمات، وفي السوق أقلية تحتكر السلع، وفي كل نشاط هناك أقليات تهيمن على كل قطاع، مثل عصر الاقطاعيين، نحن نرفض مثل هذه الاتفاقيات منذ الحديث عنها في عام 2016 ولم تثبت جدواها وفي كل مرة يزداد الوضع صعوبة".
معدلات الفقر في ارتفاع
تبلغ معدلات الفقر الرسمية في مصر طبقا لمسح الدخل والإنفاق، عام 2019-2020 نحو 29.7 بالمئة، أي أكثر من 30 مليون شخص، وهذه النسبة قبل جائحة فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها والقرارات الاقتصادية المتعلقة بخفض الجنيه عدة مرات وصولا للتعويم.
توقعت دراسة مستقلة، في وقت سابق، أن يرتفع مستوى الفقر في مصر إلى 35.7 بالمئة، في عام 2022/2023، وأشارت الدراسة إلى أن 90 بالمئة من الأسر المصرية خفضت استهلاكها من اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن، في 2023 بسبب ارتفاع أسعارها، والبحث عن بدائل جديدة أقل تكلفة مثل النشويات، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية.
وتمتد آثار الفقر إلى زيادة وتيرة الجرائم حيث تأتي مصر بالمركز الـ 65 عالميا والـ 19 أفريقيا والثالث عربيا بمعدلات الجرائم بين الدول، وفق تصنيف "نامبيو" لتقييم مستوى الجريمة ودرجة الأمان بدول العالم عن العام 2022.
الدعم بحاجة إلى إعادة نظر
يعتقد الخبير الاقتصادي، ممدوح الولي، أن "قيمة الدعم بجميع أنواعه يجب ان تزيد رغم أنه لا يشكل إلا نسبة قليلة من بنود الموازنة، على سبيل المثال فإن قيمة الدعم الغذائي (بطاقات التموين والخبز) بالغة الأهمية لتحقيق قدر من السلام الاجتماعي، في ظل ارتفاع حالة الفقر والغلاء، ولا تتجاوز 4 في المائة من الإنفاق".
وأعرب عن اعتقاده في حديثه لـ"عربي21" أن "العديد من بنود الدعم في الموازنة العامة المصرية تحتاج إلى إعادة نظر، وحري بممثلي صندوق النقد الدولي أن يوجهوا الأنظار إليها، بدلا من التركيز على تقليص الدعم الغذائي في ظل غياب الدور الرقابي للبرلمان والإعلام".
وتوقع الخبير الاقتصادي، أن "تستمر موجة ارتفاع الأسعار وخاصة الخدمات التي تقدمها الحكومة، ومعدلات التضخم خلال الفترة المقبلة وسوف يشكل ذلك عبئا إضافيا على المواطنين، كما أن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة المصرية أو ما تسميها بالحزمة الاجتماعية هي دون شك غير كافية وغير قادرة على مواجهة ارتفاع الأسعار لأنها حزمة ضعيفة بالأساس واسمية أكثر منها فعلية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر الاقتصادي السيسي مصر اقتصاد السيسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی حمایة الفئات فی مصر
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أنس المرحلة)
ويفتنون قبل عامين أو نحوها يقول أبن خلدون
(عندما تنهار الأمة يكثر فيها الكذابون والعرافون والسحرة والعيارون واللصوص والرشوة … و..)
يفتن الناس بالقول هذا لأنه معرفة تنتقل من السمع إلى المعاينة
ومثلها قالوا
إذا انعصرت الأمة ذهبت بالصفات هذه إلى الحد الأقصى
ومن ذلك .. الشعر الذي/ بحثًا عمن يسمعه / يذهب إلى الهزل
إلى حلمنتيش
وأيام الإنهيار الاقتصادي حلمنتيش شعر يخرج من جامعة الخرطوم .. ويصف أول ما يصف .. يصف خلط كل شيء بكل شيء وأوله خلط الدين بالهوس …
وكانت الجهات التي فشلت في إقناع مصر بتحديد النسل تتجه إلى السودان بدعوى أن زيادة النسل هي سبب الجوع
والشاعر/ المخموم/ يغني للهوس هذا
(يجيك الحول
وحول بي زول
والزول غول
ونحن تعابى … لا نقداً .. ولا محصول
يا قشارة ما معقول
يا فقاسة ما معقول
عليك عز دينك المعروف
المعروف وما مجهول
تضربي الجملة بالميت
قداحة فول
وعيشة تقول ضنيب أم سيسي عرض وطول
وجاز اللمبة في غلبة
وحق الفطرة للطلبة
ولو الروح بقت سلبة
ولادك ديل يمصوا المنقة من علبا
وكانت جاتنا في الرقبة
…..
يجيك الحول
وحول بي زول
وشايلة فوق الصفحة سوسو … واحد الله
الله واحد مالو تاني
وأب شنب شايل أماني
وفي البطن بنجوس يفرفر …
والقطر بي وراها صفر
عيني باردة وماني حاسد
وربنا يتم المقاصد
إلا بس شايف العمايل
رصتم بت الذين ودايرة تكتير القبايل
وأب شنب عرقو .. جداول
يلحس الكوع رغم أنفه
وينبطح لو كان مقاول
……
السعاية خشم بيوت
والرباية خشم بيوت
والمعايش ماها توت
والمعذب أخير يموت
…..
شيخنا ود الشايقي ساوي
شيخنا خريج الخلاوي
بعشق الماحي وطارو
وأب كساوي
إلا قالوا … إلا مرة
والممرات كتيرة
شيخنا صلى الصبح مرة
وبايات قصيرة
قاعد يتلو
مر بالمال والبنون .. فتبسم
وبايات الزواج … فترنم
وإذا ما شاف آية للمثنى
والثلاث
وقف الشيخ طويلًا مثلما فحل الضباع
قال يا ويلاه أني جرت في حق الكتاب
أين مني زوجة بكر فتية
أين مني السرتية المحلبية والعطور البلدية
……
القصيدة. أولها ضد الإكثار من الأبناء وآخرها دعوة للإكثار من الأولاد والمثنى .. وإلى الرباع
ويخاطب الزوجة متهمًا إياها بكثرة الولادة
لا بتحدثي لا بتقري
وإنتى يا دايتنا جري
هكذا قال المعري…
…….
الصورة هوسها يغني عن كلام مزدحم في البحث عن
: السودان …. لماذا جرجروه من بوابة الجنة إلى بوابة الجحيم
والجحيم الذي يمنع العقل من الفهم هو الفقر…
والمراحل كلها ما بين أيام (الستين) وإلى اليوم ما يسوقها هو صناعة …. صناعة نعم … صناعة الفقر
و(أيام الستين) نريد منها أن الناس في أيام الإنقاذ كان من يصنعون الفقر يطلقون بينهم
( الجنيه الآن سبعة وخمسين للدولار …. الآن ثمانية وخمسين للدولار)
ليقولوا
(أن بلغ الجنيه شارع الستين .. عندها الخراب)
والناس صدقت وطردت الإنقاذ
الجنيه الآن سعره هو
ثلاثة آلاف جنيه للدولار الواحد
ويومها جاءوا بحمدوك لإنقاذهم
واليوم جاءوا بكامل إدريس .. لإنقاذهم
….الاعتصام وين؟
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب