بوابة الوفد:
2025-12-13@10:58:06 GMT

الكنافة زينة الملوك وطقوس شهر رمضان بالمنيا

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

 

بمجرد أن تبدأ أولي أيام شهر رمضان ، حتي يسارع  المنياوية  إلي بائعي ومحلات الكنافة والقطايف ، تلك الحلويات التي تُعد أحد أهم الطقوس والعادات التي ارتبطت بشهر رمضان المبارك ، وأضحت جزء لا يتجزأ منه  ، ورغم توارث أجيال المحروسة عبر العصور، واصبح طبق الحلو الشهي على الموائد الرمضانية .

 

ومازال يدور في العقل سر ارتباط الكنافة ، وكذلك القطايف بشهر رمضان ، شوارع المدن والقرى تزدحم بالأفران الآلية والنصف آلية واليدوية ، لصناعة الكنافة والقطايف ، خلال الشهر الكريم ، ارتبطت بالمنياوية وارتبط المنياوية بوجودها ضيفا محببا على موائدهم .

 

قديماً كانت الكنافة تُعرف بـ"زينة موائد الملوك والأمراء"، وإحدى الروايات التاريخية ، تؤكد أن أحد صانعي الحلويات في بلاد الشام ، قام بإختراعها خصيصاً كي تُقدم لـ"معاوية بن أبى سفيان"، عندما كان والياً على الشام ، وذلك بعد أن اشتكى لطبيبه من شعوره بالجوع في نهار رمضان  ، فوصفها له الطبيب لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به ، ومن ثم ارتبط اسمها بأسمه، وكان يطلق عليها اسم "كنافة معاوية".

 

 

وروايات أخرى ، تؤكد إن المصريين عرفوا الكنافة قبل بلاد الشام ، وظهرت لأول مرة في العصر الفاطمي ، وتحديداً عند دخول الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" إلى القاهرة ، حيث كان ذلك في شهر رمضان المبارك ، وخرج الأهالي لإستقباله بعد الإفطار وقدموا له الهدايا ، والتي كان من بينها الكنافة ، والتي انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار، ثم أصبحت بعد ذلك من الطقوس المرتبطة بشهر رمضان ، خلال العصور التاريخية المختلفة ، بل واكتسبت طابعاً شعبيًا.

 

 

أما بالنسبة للقطايف ، فالبعض يؤكد ظهورها في العصر الفاطمي ، والبعض الأخر يقول أنها ظهرت في العصر المملوكي ، أو العصر الأموي ، وأوائل العباسي  تسميته  ، وإن كان البعض يعتقد أن سبب تسميتها بالقطايف يرجع إلى أن ملمسها يشبه ملمس قماش القطيفة ، فالقطايف والكنافة هما نوعان من الحلويات الشرقية التقليدية، ولهما أصول عريقة في المنطقة العربية والشرق الأوسط. 

 

والقطايف يُعتقد أنها قد نشأت في العصور القديمة في بلاد الشام ، (المنطقة التي تشمل لبنان وسوريا وفلسطين والأردن) ، وكانت تُعرف بشكلها الأصلي باسم "قطايف الشام" ، تتكون القطايف من عجينة رقيقة تُصنع من السميد (القمح المطحون)، وتُحشى بالجوز أو الفستق أو اللوز، وتُغلف بشرائح العجينة ثم تُخبز حتى تصبح ذهبية اللون. يتم تقديمها مع شراب السكر أو العسل.

 

وتعود أصول الكنافة إلى العصور القديمة في بلاد الشام أيضًا ومصر، وهي شهيرة في العالم العربي والبلقان والشرق الأوسط ، تتكون الكنافة من خيوط رقيقة من العجينة تُصنع من السميد ، وتُشكل في طبقة قاعدية ، ثم تُحشى بالجبنة الشهية مثل الأكثر شيوعًا هي الجبنة النابلسية ، تُغطى الجبنة بطبقة أخرى من العجينة وتُخبز حتى تتحول إلى اللون الذهبي بعد ذلك ، يتم سكب شراب السكر أو العسل الحار فوق الكنافة لإكمال التحضير.

 

بمرور الوقت ، انتشرت القطايف والكنافة في جميع أنحاء العالم العربي ، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تقاليد المناسبات والأعياد في المنطقة ، وتعتبر هاتين الحلويتين شهية ومحبوبة لدى الكثيرين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكنافة والقطايف شهر رمضان أخبار محافظة المنيا

إقرأ أيضاً:

في العصر الرقمي تتغير التعريفات

آخر تحديث: 11 دجنبر 2025 - 11:38 ص د. عبد الجبار الرفاعي مع كل ثورة تكنولوجية كبرى يولد الإنسان من جديد، ويعيد تعريف ذاته ومعنى وجوده. حتى لو قاوم هذه الثورة أو أوهم نفسه بالانفصال عنها، فإنها تفرض حضورها على الإنسان حيثما وأنى كان.وإن كانت آثارها تتفاوت من مجتمع لآخر، إلا أنها بوصفها قدرًا لا مهرب منه، تعيد إنتاج الواقع بكل ما فيه، وتعيد تشكيل وعي الإنسان ورؤيته للعالم ونمط عيشه، وتفرض عليه أن يصير تابعًا لها، ما لم يمتلك أدوات الفهم والتمثل والتكيف، كي يواكبها ويقطف ثمراتها. بقدر ما يمتلك الإنسان التكنولوجيا يمتلك إمكانية التحرر منها، وإن عجز عن ذلك استعبدته، وتحولت إلى سجن يصادر حريته ويبتلع وجوده. التكنولوجيا لا تهمش الإنسان، بل تتيح له فرصًا للارتقاء بذاته وتوسيع آفاق حياته، متى ما كان قادرًا على الإصغاء لتحولاتها، واستثمار هذه الفرص بما ينسجم مع ولادته الجديدة.  الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل أشد هذه الثورات عمقًا وتأثيرًا في إعادة تشكيل الحياة البشرية، وخلخلة مفاهيم الإنسان وتعريفه لذاته والعالم من حوله. مَن يستوعب هذا التحول ويدرك أبعاده الوجودية والنفسية والعاطفية والروحية والقيمية والاجتماعية والثقافية، ويتمكن من بناء مهارات تتناغم مع ايقاعه المتعجل، وقدرة على توجيهه توجيهًا خلّاقًا، يستطيع أن يحول هذا التحدي إلى إمكان للتحرر والإبداع والابتكار والتطور. أما مَن يعجز عن ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي لن يكون بالنسبة له ولمجتمعه سوى قوة منفلتة، تتغذى على ضعفه، وتتحول إلى تهديد دائم لسلامه الشخصي والمجتمعي وأمنه، وتزلزل كيفية عيشه وعلاقاته ونمط حياته. في العصر الرقمي تتغير التعريفات وتتبدل، فمثلًا يتغير تعريف الزمن ويجري اختزله، تبعًا لما ينجزه هذا الذكاء من إنتاج اقتصادي وابتكار علمي وابداع معرفي وتطور تكنولوجي واثراء ثقافي وبناء قيمي، فلم يعد القرن يعني مائة سنة، ولا العقد يعني عشر سنوات، ولا السنة تعني اثني عشر شهرًا، ولا الشهر يعني ثلاثين يومًا، ولا اليوم يعني أربعًا وعشرين ساعة، إذ غدا الزمن مضغوطًا تتراكم فيه الأحداث والاختراعات والمعارف وتتلاحق بسرعة فائقة، كما لو أنها تتزاحم في لحظة واحدة. وصار الإنسان يعيش في تيار متعجل من التحولات لا يمنحه فسحة للتأمل أو المراجعة، بعدما انتقل الزمن من كونه وعاءً للأحداث إلى كونه طاقة خلّاقة تبتكر الإيقاع والمعنى في آن واحد، فصار الحاضر يتسع للماضي والمستقبل معًا، وصار الوجود الإنساني يقاس بما ينجزه المرء في لحظته لا بما تمضي عليه من سنوات، حتى أصبح التحدي الأكبر في هذا العصر هو استعادة المعنى الإنساني للزمن، قبل أن يتحول الإنسان إلى ظل يركض خلف سرعة الذكاء الاصطناعي وما تحققه الروبوتات. شركات الذكاء الاصطناعي اليوم هي الأغنى رأسمالًا من كل الشركات عبر التاريخ، رأسمالها ينمو باستمرار. لم يشهد الاقتصاد تراكمًا لرأسمال بهذه الوتيرة من السرعة الفائقة وبهذه الأحجام، بنحو صار يتضاعف بمرور الزمن سريعًا، فمثلًا بلغت القيمة السوقية على وفق تقارير متعددة، لشركة إنفيديا (NVIDIA) 4.54 تريليون دولار أمريكي، في 5 ديسمبر 2025، ما جعلها الشركة الأعلى قيمة في العالم. وذلك يتماشى مع تقارير حديثة تشير إلى أن إنفيديا أصبحت أول شركة مدرجة علنًا تصل إلى هذا الإنجاز التاريخي، مدفوعة بالطلب القوي على رقائق الذكاء الاصطناعي. والقيمة السوقية لشركة أبل (Apple) تقدر بحوالي 4.20 تريليون دولار أمريكي، في 5 ديسمبر 2025، مدفوعة بالتقدم في الذكاء الاصطناعي، وزيادة الطلب على أجهزة آيفون. وبلغت القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت (Microsoft) حوالي 3.574 تريليون دولار أمريكي، في 5 ديسمبر 2025. وفي التاريخ ذاته بلغت القيمة السوقية لشركة Amazon نحو 2.454 تريليون دولار أمريكي، بينما وصلت القيمة السوقية لشركة Alphabet (Google) إلى ما يقارب 3.84 تريليون دولار أمريكي، أما شركة Meta فكانت قيمتها السوقية في ذلك الوقت بحدود 1.54 تريليون دولار أمريكي. وهذه الأرقام تعكس موقع هذه الشركات في قمة الاقتصاد الرقمي العالمي خلال تلك الفترة.  يتضخم عاجلًا رأسمال الشركات الكبرى المنتجة للرقائق والفاعلة في الذكاء الاصطناعي حتى تخلق سلطة تخضع لها الحكومات والسلطات السياسية، إذ تتدخل في رسم صورة الدولة وتوجيه اقتصادها وسياساتها من الداخل، وتمتلك قدرة واسعة على التأثير في هندسة إدارة الحكم ومرافقه وبناء الدولة وفقًا لما يحقق أهدافها، وفي تشكيل وعي المؤسسات التي ينهض عليها تدبير الشأن العام. ويغدو رأسمالي مثل ايلان ماسك قادرًا على التأثير في سياسة بلده وسياسات بلدان أخرى بمقدار ما يتيحه رأسماله من نفوذ، وما تمنحه شركاته من فاعلية في الاقتصاد، فيتسع أثره على صناعة القرار، ويتغلغل في مسارات الاقتصاد والثقافة والتربية والاعلام، ويتحول حضوره الى قوة تتجاوز حدود السوق لتلامس حدود الدولة والمجتمع، حيث يتخذ رأس المال موقعًا مرجعيًا في توجيه الحياة العامة، وفي إعادة تشكيل شخصية الفرد وبناء الجماعة وفق ما يحقق أقصى عائد ممكن.  تتمدد هذه الشركات من الاقتصاد والتقنية إلى بناء التربية والتعليم، والثقافة والاعلام، والقيم والسلوك، فتتدخل في صياغة العلاقات الدولية والاقليمية، وتعيد ترتيب مواقع الدول وفق مصالحها، وتشكيل المجتمع والفرد معًا، من خلال منظومات رقمية تعيد تعريف حاجات الإنسان وطريقة عيشه، وتتحكم بميول الإنسان وخياراته، وتفتعل احتياجات فائضة عن اللزوم. تقترب هذه الشركات من موقع السلطة المتسيدة بسبب حجم رأسمالها الهائل، وقوة حضورها في البنية التحتية للدول، فتعمل ببراعة على توجيه العالم نحو ما يحقق لها أعلى قيمة من الأرباح، عبر كل وسيلة تراها مناسبة، مشروعة أو غير مشروعة، من دون أن تنشغل بالأثر الروحي والاخلاقي والجمالي والقيم التي تتطلبها حياة الإنسان، كأن الإنسان يتحول بواسطتها الى مجرد رقم في سوق مفتوح تعاد صياغته باستمرار بما يخدم مصالحها الخاصة.   وسائل التواصل وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لم تعد أدوات محايدة، بل غدت بيئات قيمية تصوغ معاييرها الخاصة، وتنتج نمطًا جديدًا من العلاقات الاجتماعية لا يشبه ما ألفته أجيال الأمس. لم تعد هذه الوسائل مجرد أدوات للتواصل، بل تحولت إلى منظومات تصوغ السلوك، وتعيد تشكيل إدراك الإنسان لذاته وللآخرين، وتؤسس لعالم مختلف في الإحساس بالعلاقة بالآخر، وتكييف منابع المعنى. وعي الآباء بهذه التحولات، وتفهمهم لما تفرضه هذه الوسائل من أنماط مختلفة في التفكير والسلوك لم يعد ترفًا أو خيارًا، بل ضرورة تمليها التحولات العميقة في العلاقة بين جيل الآباء وجيل الأبناء. المسافة بين الجيلين لا تتسع فقط بسبب العمر، بل تتعمق بفعل الفجوة الرقمية، وتباين مصادر المعرفة، وتغاير المرجعيات التي يتشكل منها الوعي. وسائل التواصل اليوم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي تملك تأثيرًا سحريًا فائقًا، لا لأنها تحجب الواقع أو تغلفه فقط، بل لأنها تصنع واقعا موازيًا يزاحم الواقع ويتغلب عليه، ويتقدمه أحيانًا، ويغدو المصدر الأول لتشكيل رؤيتنا للعالم. في هذا الواقع المصطنع تصاغ معتقداتنا، وتعاد تعريفات مفاهيمنا، وتتشكل آراؤنا، وترسم خرائط سياساتنا، وتنتج رموزنا، وتبنى مواقفنا، وتحاك أحلامنا. نحن نعيش في عالم هجين يمتزج فيه الواقعي بالافتراضي، وتتفشى فيها المحاكاة، ويتداخل فيه الحضور الفيزيائي بالوجود الرمزي. هذا الواقع الهجين يفرض على التربية أن تعيد بناء رؤيتها، وأن تؤسس لقيم جديدة في فهم العلاقة بين الأجيال، تتلاءم مع بنية الوعي المتحولة، وتستجيب لتحولات التأثير، ومصادر تشكيل الوعي والوجدان والهوية.  يتغير معنى القيم والدين والأخلاق والعلم والمعرفة في العصر الرقمي، لأن البيئة التي تولد فيها المفاهيم تبدلت جذريًا؛ فالقيم تنتقل من منظومات ثابتة إلى قيم تشكّلها الخوارزميات والبيانات وثقافة المنصات، فتتحول الخصوصية إلى سلعة، والوقت إلى عملة، والاعتراف الاجتماعي إلى ظهور رقمي. ويتراجع الدين المؤسسي لصالح التجارب الدينية الفردية المفتوحة على تفسيرات لا نهائية للنصوص الدينية، وتنتشر الروحانيات التي تمنح الإنسان علاقة شخصية مع الغيب تتجاوز احتكار المفسرين في المؤسسات الدينية. وتتشكل الأخلاق بوصفها مسؤولية تصميم تكنولوجي لا مجرد حكم عقل عملي بالحسن والقبح، وتتزحزح المعاني المتعارفة للحقوق والجرائم والجنايات والعقوبات، إذ تظهر أسئلة لم يعرفها التاريخ، مثل: مسؤولية السيارة الذاتية القيادة عن القتل، أو تأثير الخوارزميات الموجهة في إنتاج خطاب الكراهية، وأمثال ذلك. ويتحول العلم من التجريب المختبري إلى التجريب الحسابي عبر المحاكاة والذكاء الاصطناعي الذي يفك ألغاز البروتينات، ويكتشف ويطور أدوية أمراض السرطان وأمراض عجز الطب من قبل عن اكتشاف لقاحات وعلاجات فاعلة لها.  في هذا الواقع يغدو الإنسان محتاجًا الى فلسفة جديدة توقظ وعيه، وتمنحه قدرة على التمييز بين الحقيقة والوهم، وتعينه على اكتشاف كيفية تشكل الحقيقة في العصر الرقمي، حيث تتدفق البيانات بلا انقطاع، وتتحول عبر الخوارزميات إلى صور ومعانٍ تعيد ترتيب وعيه ومفاهيمه الأساسية على نحو مستمر. في هذا الفضاء يتبدل إدراك الإنسان للعالم مع كل مرحلة من مراحل المعالجة الرقمية، فيحتاج ذهنه الى دربة فكرية، وشعوره إلى استعداد لإعادة بناء صلته بالمعنى، يقيه من الانجراف مع ما تصنعه الآليات الذكية من أوهام، حتى يستعيد الإنسان موقعه الفاعل، ويغدو قادرًا على أن يميز ما ينير ذهنه مما يشتته، ويميز ما يوسع أفقه الوجودي مما يصادر حريته ويطمس وعيه.

مقالات مشابهة

  • زاهي حواس يرد على شائعات وادي الملوك (فيديو)
  • زاهي حواس يرد على شائعات وادي الملوك .. فيديو
  • طريقة عمل حمص الشام في المنزل زي الكافيهات والمحلات
  • الدبيبة: «المتحف الوطني» يمثل ذاكرة الوطن الكامل عبر العصور
  • عاصفة شرق المتوسط: مصر خارج دائرة الخطر وبايرون تدخل بلاد الشام
  • الفدائي: (الحصان الأسود)
  • العاصفة بايرون تصل بلاد الشام.. ماذا ينتظر لبنان؟
  • في العصر الرقمي تتغير التعريفات
  • بيكيه يكشف خطط التوسع لدوري الملوك في أمريكا قبل كأس العالم 2026
  • “جيرارد بيكيه” يعلن من “بريدج 2025” توسع “دوري الملوك” عالمياً