يبدوا أن اليمين المتطرف في إسرائيل لا يترك فرصة، إلا ليعبر عن عدم وجود أي معايير إنسانية في سياساته، وفى أحدث الأزمات المثارة، الجدل الكبير الذي تشهده تل أبيب، وذلك بعد عملية نقل 70 من أيتام غزة، وتسكينهم في مسكنهم الجديد في بيت لحم بالضفة الغربية، وهي الملية التي شهدت تنسيقا كبيرا بين جهات دولية، والجيش الإسرائيلي.

 

وبحسب ما نشرته صحيفة NPR الأمريكية، فإن إجلاء 68 يتيمًا من غزة إلى الضفة الغربية، أثار غضب اليمين المتطرف في إسرائيل، خصوصا أن العملية لم يتم الإعلان عنها إلا بعد أن تم نقلهم بالفعل، وهنا نرصد القصة الكاملة لنقل هؤلاء الأيتام، وإلقاء الضوء على عدد من تعتبرهم الجهات الرسمية أيتاما، ونرصد دور إحدى السفارات الأوروبية في تلك العملية، والأسباب التي دعت إليها. 

 

 

صحفية إسرائيلية تنشر الخبر

 

كانت بداية الأزمة، عندما بدأت الصحف الإسرائيلية الحديث عن الواقعة، وقد نشرت صحيفة i24news الإسرائيلية، خبرا أول أمس الموافق 11 من مارس، ذكرت فيه أن الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية وبتعليمات من مجلس الأمن القومي، أجرى عملية نقل عدد من أيتام من غزة الى الضفة الغربية، والتي استغرقت 24 ساعة من يوم الأحد حتى اليوم الاثنين، وقد صادق مجلس الأمن القومي على نقل المجموعة مع مرافقيها، والتي ضمت أيضا عشرات المرافقين البالغين من غز، من دار الأيتام SOS في غزة والذي توقف عن العمل في القطاع الى بيتهم الجديد في بيت لحم.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه تم تجنيد قوات كبيرة للجيش الإسرائيلي بغرض تنفيذ عملية النقل على طول محور حركة السير من معبر طابا وحتى شارع الأنفاق قرب القدس، وذلك للسماح للباصات التي نقلت الأيتام ومرافقيهم الوصول بأمان إلى أراضي السلطة الفلسطينية، ووفقا للتقرير في N12 لم يتلق المجلس الأمني المصغر-الكابينيت تحديثا عن العملية.

 

 

طلب من السفارة الألمانية وبموافقة الأوصياء

 

 

وتحدثت الصحيفة الأمريكية، أن العملية أشرفت عليها منظمة دولية غير ربحية، وأن تنفيذها جاء عبر طلب من السفارة الألمانية، فبمساعدة السفارة، تم إجلاء الأطفال والموظفين وعائلاتهم من قبل مجموعة قرى الأطفال الدولية SOS، ووصلوا إلى بيت لحم يوم الاثنين، وتتراوح أعمار الأطفال بين عامين و14 عامًا، ووفقًا لبيان صادر عن منظمة SOS، وتم نقلهم بموافقة أوصيائهم القانونيين، وقالت أنجيلا ماريا روزاليس، مديرة البرامج في منظمة قرى الأطفال الدولية SOS: "إن عملية الإخلاء الناجحة تعطي بصيصاً من الأمل، وفي الوقت نفسه، يظل اهتمامنا منصباً على جميع الأطفال الذين ما زالوا معرضين للخطر في غزة".

ووفقا للصحيفة الأمريكية، فتمتلك الجمعية الخيرية منشأة في رفح لرعاية الأطفال الذين تيتموا قبل الحرب، ولكن الظروف المتزايدة الخطورة في المدينة جعلت هذه الخطوة ضرورية، ويلجأ أكثر من مليون فلسطيني إلى رفح، التي تواجه، بالإضافة إلى الغارات الجوية الإسرائيلية، نقصاً حاداً في الغذاء والماء والمأوى، ويوجد حوالي 600 ألف طفل في رفح، وفقاً لليونيسف، يعيش العديد منهم في خيام مؤقتة.

 

 

اليمين المتطرف يهاجم العملية

 

 

وعقب الكشف عن العملية، هاجمها الوزيران الإسرائيليان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وفق ما كشفه إعلام عبري أمس الثلاثاء، حيث اعتبر الوزيران اليمينيان المتطرفان، في تصريحات نقلتها القناة "12" العبرية، أن اتخاذ تل أبيب إجراءات من شأنها الحفاظ على سلامة أيتام فلسطينيين من قطاع غزة بنقلهم إلى الضفة، بمثابة "عمل غير أخلاقي" بينما لا يزال هناك إسرائيليين محتجزين بقطاع غزة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

 

وقال سموتريتش للقناة العبرية: "أطالب رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) بتوضيحات حول هوية من أصدر هذا الأمر غير الأخلاقي"، وفقا لوكالة الأناضول، كما نقلت القناة عن بن غفير قوله: "ليست هذه هي الطريقة التي تسير بها الدولة التي تريد النصر المطلق"، وقد كانت القناة نقلت أيضا عن مسئول كبير في مجلس الوزراء السياسي الأمني في إسرائيل قوله إن الإجراء "يعد فضيحة وسلوكا غير أخلاقي تجاه المحتجزين في غزة وعائلاتهم".

 

 

17 ألف يتيم بقطاع غزة منذ الحرب

 

 

وستظل منشأة SOS في رفح مفتوحة، وفقًا لبيان صادر عن المؤسسة الخيرية، وتضمنه تقرير الصحيفة الأمريكية، وستستمر في قبول الأطفال الذين فقدوا والديهم في الحرب، التي كانت مدمرة بشكل خاص للأطفال، وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن ما لا يقل عن 17,000 طفل في غزة غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن أسرهم. ووفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، وهي منظمة خيرية إنسانية تركز على رعاية الأطفال، فقد قُتل ما لا يقل عن 12400 طفل هناك في أعقاب الهجوم الذي شنه مسلحو حماس على جنوب إسرائيل في العام الماضي.

 

 

التنفيذ تم بتنسيق مع الحكومة الفلسطينية في الضفة

 

 

من جانبه قال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، أحمد مجدلاني، اليوم الأربعاء، إنه تم نقل الأيتام بالتعاون مع الحكومة الألمانية، وصرح، خلال لقاء مع رئيس البعثة الألمانية في رام الله، أوليفر أوفتشا، أن عملية النقل تمت بالتعاون والتنسيق من وزارتي التنمية الاجتماعية والداخلية في رام الله، مع الحكومة الألمانية، أضاف: "الحكومة الألمانية ساعدت على نقل 70 طفلاً يتيمًا والمُعتنين بهم (مرافقيهم)، من رفح إلى مؤسسة قرى الأطفال العالمية SOS في بيت لحم، بشكل مؤقت، حتى انتهاء الحرب الحالية"، على أن تتم إعادتهم إلى رفح بعد انتهاء الحرب.

وأشار مجدلاني إلى أن الحكومة الإسرائيلية "حاولت توظيف هذه الخطوة إيجابًا لصالحها، وتسويقها على البعد الإنساني الذي تفتقر إليه، في ظل قتلها الأطفال والمدنيين وتجويعهم وحرب الإبادة التي تمارسها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة"، وأكد أنه "لولا الضغط الألماني والضغوط الدولية على حكومة الاحتلال، لما وافقت على نقل هؤلاء الأيتام إلى الضفة الغربية"، وطالب مجدلاني الحكومة الألمانية "بممارسة مزيد من الضغط على حكومة الاحتلال لوقف حرب الإبادة والتجويع".

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحکومة الألمانیة الضفة الغربیة بیت لحم فی غزة

إقرأ أيضاً:

بشاكوش و7 طعنات أنهوا حياتها داخل بيت الزوجية.. القصة الكاملة لمقـ.ـتل محفظة قرآن على يد زوجها في المحلة الكبرى

شهدت محافظة الغربية، واقعة وفاة محفظة للقرآن الكريم علي يد زوجها، بعدما تعرضت للضرب بأدوات حادة.

القصة الكاملة 

تعود أحداث الواقعة حينما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية إخطارا  يفيد بورود بلاغ من الأهالي بمقتل سيدة داخل منزلها بالقرية، إثر تعرضها لعدة طعنات نافذة في منطقة الصدر بسلاح أبيض على يد زوجها.

وانتقلت قوة من المباحث الجنائية بدائرة المركز تحت إشراف العقيد أبو العزم فتحي وتم الدفع بسيارة إسعاف، حيث تبين وفاة السيدة وتدعى "ريهام. أ"، متأثرة بإصاباتها البالغة، واتضح أن المتهم هو زوجها "حسين. ش".

تحرك أمني عاجل 
 

 تم الدفع بسيارة إسعاف لنقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بانتداب الطب الشرعي لبيان الصفة التشريحية.

تحقيق بالواقعة 

أصدر المستشار محمد صلاح الفقي، المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا الكلية بمحافظة الغربية، اليوم الثلاثاء، توجيهاته العاجلة إلى رئيس نيابة مركز المحلة بفتح باب التحقيق العاجل في واقعة وفاة زوجة محفظة للقرآن الكريم علي يد زوجها، بعدما تعرضت للضرب بأدوات حادة وطعنات غادرة أودت بحياتها داخل منزلها عش الزوجية بسبب خلافات أسرية بقرية كفر العبايدة.

كما وجه المحامي العام بسماع أقوال الزوج المتهم وحبسه 4  أيام على ذمة التحقيقات، وأخذ أقوال أسرة الزوجة الضحية واتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال الواقعة والعرض المتهم على الجهات المعنية.

وكان  ضباط مباحث مركز المحلة تمكنوا من ضبط زوج من متعاطي الشابو أنهى حياة زوجته في جريمة قتل مأساوية عقب أيام قليلة من عودتها  إلى منزل عش الزوجية عقب خلافات أسرية سابقة.

ضبط المتهم 

وبتقنين الإجراءات الأمنية وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة، تمكن الرائد محمد عمارة، رئيس مباحث المركز وقوات الأمن، من ضبط المتهم والتحفظ على أداة الجريمة.

وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن ظروف وملابسات الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

طباعة شارك محافظة الغربية وفاة محفظة للقرآن مديرية أمن الغربية

مقالات مشابهة

  • حكاية العثور على حمير وخيول مذبوحة بطريقة غير آدمية في الإسكندرية.. القصة الكاملة
  • هل اعترفت الهند بخسارة 7 طائرات و250 جنديا أمام باكستان؟ إليكم القصة الكاملة
  • القصة الكاملة لمصرع 3 أشخاص وإصابة 13 آخرين في حادث انقلاب ميني باص على الصحراوي الشرقي بالمنيا
  • اعترفت بكل حاجة.. القصة الكاملة لفتاة تدعي أنها ابنة الرئيس السابق
  • رصاصة طائشة تحول الفرح إلى مأتم .. القصة الكاملة لمصرع شاب بالدقهلية
  • من المطار إلى النيابة.. القصة الكاملة للقبض على رمضان صبحي في واقعة «غش الامتحانات»
  • تجارة أعضاء وشهرة| كيف وقعت بنت الرئيس في فخ فيديوهاتها بسبب الفنانة وفاء عامر؟.. القصة الكاملة
  • بشاكوش و7 طعنات أنهوا حياتها داخل بيت الزوجية.. القصة الكاملة لمقـ.ـتل محفظة قرآن على يد زوجها في المحلة الكبرى
  • بشاكوش و7 طعنات.. القصة الكاملة لمقـ.تل محفظة قرآن على يد زوجها بالمحلة
  • أزمة نفسية داخل الجيش الإسرائيلي.. عقوبات صارمة على جنود رفضوا العودة إلى غزة!