ما حقيقة إعدام مخاتير عائلات على يد الأجهزة الأمنية في غزة؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن إعدام مختار لإحدى العائلات الكبيرة في غزة، على خلفية اتصالات يجريها لتولي مسؤولية حماية وتوزيع المساعدات في شمال قطاع غزة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس في غزة، أعدمت خلال الأيام الماضية أفرادا من عائلات في شمال قطاع غزة، بينهم مختار في إحدى العائلات الكبيرة.
فيما انتشرت تقارير على مواقع محلية، أن عملية الإعدام جرت على خلفية احتكار بعض التجار من هذه العائلة للبضائع، وسرقة المساعدات القادمة نحو شمال القطاع تحت تهديد السلاح، في ظل انتشار الجوع ونقص المواد الغذائية.
وتزامن ما أوردته الصحافة الإسرائيلية مع انتشار وتداول واسع لهذه التقارير على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لشهادت يقول أصحابها إن مقربين منهم تعرضوا بالفعل للسرقة والقتل من بلطجية ينتمون لعائلات محددة في غزة، في إطار سياسة الفوضى التي تحاول قوات الاحتلال نشرها في غزة، باستحداث طرق جديدة لإدارة القطاع عبر بوابة العشائر.
نفي حكومي
ونفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة هذه التقارير وقال في بيان له: "ننفي ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت وتناقلته عدد من وسائل الإعلام ذات الأجندة المشبوهة، حول مزاعم بعدام مخاتير عائلات على يد الأجهزة الأمنية في غزة".
وأضاف: "إن نشر مثل هذه المزاعم يأتي في سياق محاولات الاحتلال المتواصلة لزعزعة جبهتنا الداخلية وإحداث فوضى".
وشدد قائلا: "الأجهزة الأمنية تؤدي واجبها وفق القانون، وتربطها بجميع عائلات شعبنا علاقة متينة أساسها الاحتكام للقانون والود والاحترام المتبادل".
خطة إسرائيلية
وتواصل قوات الاحتلال حربها الوحشية على قطاع غزة، بهدف القضاء على حركة حماس، لكنها تحاول بالتوازي خلق ظروف مواتية لتمكين إدارات محلية تدير القطاع، بمعزل عن الحركة، في خطة يعتبرها الفلسطينيون "خبيثة" وتهدف إلى إذكاء الفتنة في القطاع الذي يتعرض للعدوان والتجويع.
وكشفت قناة "كان" العبرية مؤخرا أن خطة "الجيش الإسرائيلي" لما بعد الحرب في غزة، تتضمن تقسيم القطاع إلى مناطق ونواح تحكمها العشائر، وتتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية، بحيث تسيطر كل عشيرة على منطقة.
وأوضحت أن هذه "العشائر المعروفة لدى ’الجيش’ وجهاز الأمن العام ’الشاباك’، ستقوم بإدارة الحياة المدنية في غزة لفترة مؤقتة (دون تحديد المدة)".
والخطة التي وضعها وزير الحرب، يوآف غالانت تحت عنوان إنشاء "لجنة مدنية" تابعة لـ"الجيش الإسرائيلي"، تشرف على قطاع غزة مهمتها الأساسية إبعاد حركة حماس عن الإدارة المدنية الفلسطينية ومنعها من السيطرة على المساعدات التي تدخل القطاع في ظل الحرب.
وغالانت الذي قدم الخطة إلى وزراء حكومة الاحتلال ومجلس الحرب، اعتبرها تجربة أولية على أن يتم الشروع في تطبيقها في شمال ووسط القطاع، وتُنفَذ أولا في حي الزيتون بمدينة غزة.
وكشف مصدر عشائري لـ"عربي21" أن مكتب منسّق حكومة الاحتلال، الذي يترأسه الضابط في "الجيش" غسان عليان، تواصل مع شخصيات من بعض العشائر في قطاع غزة، في محاولة للدفع قدما في خطة حكم المناطق التي تتواجد فيها، إلا أنه لم يلق تجاوبا حتى الآن.
ولفت المصدر إلى أن "عليان" الذي يتحدث اللغة العربية، يركز في تواصله على عشائر بعينها، وتحديدا في منطقة الصبرة والزيتون والشجاعية، جنوب وجنوب شرق مدينة غزة، خاصة من تلك التي كان لها خلافات مع "حماس" على خلفية نزع سلاح العائلات في أعقاب أحداث الانقسام عام 2007.
وتستعين حكومة الاحتلال بأطراف دولية للتواصل مع العشائر، تحت غطاء حماية المساعدات، حيث قال المصدر، إن جهات دولية موجودة في غزة، اجتمعت بالفعل مع بعض العشائر خلال الأيام الماضية، بهدف تمكين تطبيق الخطة الإسرائيلية، لكنها لم تلق تجاوبا.
"حماس" تتابع
وعلمت "عربي21" من مصدر موثوق أن حركة حماس على علم بتحركات الاحتلال ووكلائه الدوليين بخصوص تمكين العشائر، خصوصا في مناطق جنوب وجنوب شرق غزة، وأنها تتعامل مع هذا الأمر بحزم.
وقال المصدر، إن قياديا كبيرا في الجناح العسكري للحركة كلف بمهمة متابعة هذا الملف مع العشائر والعائلات في شمال قطاع غزة، وإن الحركة بالفعل شكلت لجانا خاصة للتعامل مع هذا الموضوع، بهدف عدم إتاحة الفرصة للاحتلال لإعادة حالة الفوضى والفلتان إلى قطاع غزة.
بدوره، قال مفوض عام العشائر الفلسطينية في قطاع غزة، عاكف المصري، إن "جيش الاحتلال حاول التواصل مع العشائر في غزة حول توزيع المساعدات وإدارة شؤون القطاع، ولكن العائلات رفضت التعاطي مع هذا الطلب".
موقف العشائر
وقال المصري في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن"الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة لديها موقف واضح وصريح، وهو عدم التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي بخصوص أي ترتيبات في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "إدارة القطاع هي شأن فلسطيني داخلي ولا أحد يحدد مصير قطاع غزة غير الفلسطينيين".
وشدد المصري على أن "قوات الاحتلال تحاول عبر حصار العائلات إرغامهم على التعامل معه مستخدما في ذلك سلاح التجويع بجانب القصف والقتل وقنص المواطنين على طوابير استلام المساعدات".
ودعا المصري في حديثه لـ"عربي21" كل الأطراف الفلسطينية إلى الإسراع في إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل عاجل إلى حين إجراء الانتخابات العامة، لتفويت كل الفرص على مخططات الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إعدام غزة حماس العشائر الفلسطينيون فلسطين حماس غزة إعدام العشائر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأجهزة الأمنیة فی قطاع غزة فی شمال فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل.. إدخال 126 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم
صرح مصدر مسئول بميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء، اليوم الثلاثاء، بأنه تم إدخال 126 شاحنة مساعدات إنسانية متنوعة إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، عن طريق منفذ كرم أبو سالم جنوب شرقي القطاع.
وقال المصدر إن الشاحنات تحركت من ميناء رفح البري إلى معبر كرم أبو سالم، وتم إدخالها في اليوم الثالث من استئناف إدخال المساعدات بريا إلى القطاع عقب خضوعها لتفتيش قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الشاحنات تحمل مواد غذائية والدقيق وألبان الأطفال لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة.
ويشرف الهلال الأحمر المصري على عمليات التنسيق والتجهيز، حيث يتولى عملية تسلُّيم المساعدات وتنظيم آليات دخولها، بالتعاون مع الأطراف الدولية المعنية، لضمان إيصالها إلى سكان القطاع.
يُذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل إلى اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريًا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة، ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.. وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.
وأعلن جيش الاحتلال «هدنة مؤقتة» لمدة عشر ساعات «يوم الأحد 27 يوليو 2025» وعلّق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما يبذل الوسطاء «مصر وقطر والولايات المتحدة» جهودًا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين.
اقرأ أيضاًالخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في قطاع غزة غير كافية ونعمل على زيادتها
ارتفاع حصيلة شهداء الاستهداف الإسرائيلي من طالبي المُساعدات في غزة إلى 16 شهيدًا
سائق يحمل دعمًا لـ غزة: نقل الغذاء لإخواننا في القطاع فرحة لا توصف | فيديو