قد يحتار عشاق القهوة في اختيار الساعة المناسبة لاحتسائها في شهر رمضان المبارك. فما أفضل وقت؟

وجدت الدراسات أن شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ويقلل من خطر فشل القلب، وقد يساعد في إنقاص الوزن.

ويعد شرب القهوة في الوقت المناسب أمرا ضروريا لأن تناولها في الوقت الخطأ من شأنه أن يؤثر على جسمك، فالقهوة تحفز إفراز حمض المعدة، وفي بعض الحالات قد تسبب الجفاف أثناء ساعات الصيام.

وأول وقت يمكن أن نفكر به لشرب القهوة هو بعد الإفطار مباشرة، لكنه ليس وقتا محبذا، إذ يمكن أن يزيد بشكل كبير من حمض المعدة لدى الشخص، مما يؤدي للحرقة.

أما على السحور فالقهوة مدرة للبول، لذلك قد تؤدي إلى الجفاف خلال النهار.

لذلك، الوقت الأفضل لشرب القهوة هو بعد الإفطار بساعة أو ساعتين، أي بعد العودة من صلاة التراويح.

متى لا تشرب القهوة؟

بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون للقهوة آثار سلبية أكثر من الآثار الإيجابية. على سبيل المثال، قد تلاحظ أن القهوة أحيانا تجعلك تشعر بالقلق أو التوتر. وقد تؤثر القهوة على صحتك بطريقة غير معروفة لك تماما.

وفي الحالات التالية لا ينصح بشرب القهوة أو ينصح بتناول كمية قليلة منها:

1- القولون العصبي

يمكن للكافيين أن يزيد من حركة الأمعاء، بما في ذلك زيادة الإسهال، وهو أحد الأعراض الرئيسية لمتلازمة القولون العصبي.

لذلك إذا كنت تعاني من القولون العصبي، فمن المستحسن الحد من أو تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

2- الغلوكوما

يرتفع ضغط العين لدى المصابين بالغلوكوما عند تناول القهوة، لذلك ينصح بالحد من تناولها أو تجنب تناولها.

وفقا لبحث أجرته شركة ماونت سيناي، فإن شرب كميات أكبر من الكافيين يزيد من خطر الإصابة بالغلوكوما لدى أولئك الذين لديهم بالفعل استعداد لزيادة ضغط العين، وفقا لتقرير في موقع إيت ذيس نُت ذات.

3- فرط نشاط المثانة

يمكن أن يؤدي تناول الكافيين إلى زيادة تكرار التبول، لذلك الأشخاص المصابون بفرط نشاط المثانة ينصحون بتجنبها.

4- أمراض القلب

نظرا لأن الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يسبب زيادات مؤقتة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، فمن المهم لأي شخص يعاني من أمراض قلبية موجودة مسبقا أن يتحدث مع طبيبه حول ما إذا كانت القهوة آمنة للاستهلاك، وما الكمية المسموح له بشربها.

5- الحامل

الكلية الأميركية لأمراض النساء والتوليد توصي الحوامل بالحد من الكافيين إلى 200 ملليغرام (نحو فنجانين من القهوة) يوميا من أجل تقليل خطر الإجهاض والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة.

ومع ذلك، خلصت مراجعة بحثية عام 2020 منشورة في المجلة البريطانية للطب إلى أنه لا يوجد مستوى آمن لتناول الكافيين أثناء الحمل. ويجب على الحوامل مناقشة تناولهن الكافيين مع طبيبهن.

6- المرضع

بما أن الكافيين منبه ومدر للبول، فقد تكون الأم المرضعة معرضة لخطر الجفاف. وتقترح جمعية الحمل الأميركية تجنب الكافيين قدر الإمكان أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية.

7- القلق

الكافيين منبه، وهذا يعني أنه قد يؤدي إلى تفاقم القلق لدى بعض الأفراد. إذا كنت تعاني بانتظام من القلق أو نوبات الهلع، فقد ترغب في التفكير في تجنب أو تقليل تناول القهوة التي تحتوي على الكافيين.

وجدت الأبحاث التي أجراها المستشفى العام للطب النفسي أن المستويات الأعلى من الكافيين (حوالي 5 أكواب من القهوة يوميا) يمكن أن تسبب نوبات هلع لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق.

8- الإسهال

إذا كنت تعاني من الإسهال، فإن القهوة ستزعجك لأنها تحرك الأمعاء.

9- الارتجاع المعدي المريئي (جي إي آر دي)

يمكن للكافيين أن يضعف العضلة العاصرة للمريء السفلية، وهو الصمام الذي يصل بين المريء والمعدة. وهذا يمكن أن يتسبب في دخول محتويات المعدة الحمضية إلى المريء، مما يؤدي إلى أعراض ارتجاع المريء غير المريحة.

إذا كان لديك ارتجاع معدي مريئي، ففكر في تناول القهوة المنزوعة الكافيين.

فوائد القهوة

نختم مع فوائد القهوة، حيث قال الكاتب عثمان مفتو أوغلو -في مقال نشرته صحيفة “حريت” التركية- إن منها:

*بفضل محتواها من مضادات الأكسدة، فإنها تحمي الجسم من الجذور الحرة وتمنع تلف الخلايا.

*تساعد على فقدان الوزن عن طريق تسريع عملية التمثيل الغذائي.

*تعمل على تقوية الانتباه والتركيز.

*يمكن أن تساعد في تقليل مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.

*لها تأثيرات إيجابية على الجهاز الهضمي، وتخفف من مشاكل الجهاز الهضمي.

*لها خصائص مضادة للالتهابات.

*يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية من خلال دعم صحة القلب.

*يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد عن طريق حماية صحة الكبد.

*يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون.

*لها آثار إيجابية على الجهاز المناعي، ويمكن أن يزيد من مقاومة الأمراض

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

القهوة.. زرعت في اليمن فطاف اسمها العربي العالم

طقسٌ روحانيّ، أو وقودُ ثورة، أو صرعةٌ على تيك توك: القهوةُ أكثرُ بكثيرٍ من مجردِ مشروب. تاريخها الضاربَ في القِدَم يروي حكاياتٍ عن الماعز والأساطير والاستعمار فما السر العربي الكامن فيها؟

 

أصبحت القهوة منذ زمن جزءًا من ثقافة البوب من مشروب ستاربكس الشهير فرابوتشينو، الذي يحتفل هذا العام بمرور ثلاثين عامًا على ظهوره، إلى الصيحات المنتشرة على تيك توك مثل "دالغونا كوفي" أو "كلاود كوفي". لكن كل هذه الصيحات سبقتها قصة طويلة: فقد كانت القهوة تُحضّر على مدى قرون ضمن طقوس معينة، وتُشرب في الصالونات، وكانت وقودًا للثورات.

 

وفي الوقت نفسه، فإن تاريخها مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستعمار – واليوم بتغير المناخ: فنتيجة لارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، يكافح كثير من مزارعي البن من أجل البقاء، كما أن أسعار القهوة ترتفع بشكل كبير.  ومع ذلك، فإن شُرب نحو ملياري فنجان قهوة يوميًا يظهر مدى ارتباط هذا المشروب بثقافة العالم. فيما يلي نظرة سريعة على رحلة القهوة عبر الزمن والقارات.

 

القهوة بين الأسطورة والروحانية

 

وفقًا للأسطورة، اكتشف راعي ماعز إثيوبي   يُدعى كالدي، القهوة عندما لاحظ أن ماعزه بدأت تقفز بنشاط غير عادي بعد أن أكلت حبات حمراء. رغم أن القصة على الأرجح مختلقة، فإن قهوة أرابيكا تنحدر فعلًا من منطقة كافا في إثيوبيا، حيث لا تزال تلعب دورًا مهمًا في الطقوس حتى اليوم. ففي مراسم القهوة الإثيوبية التقليدية، تُحمّص الحبوب على نار مفتوحة وتُحضّر في إبريق خزفي يُعرف باسم "جيبينا" – وهي لحظة ضيافة وتواصل اجتماعي.

 

في السنغال، تعد "قهوة طوبا" أكثر من مجرد مشروب – فهي تنكّه بالفلفل والقرنفل، وتنتمي إلى التقاليد الصوفية الإسلامية ولها معنى روحي. وفي العديد من الدول العربية يُضاف الهيل إلى القهوة.

 

في  تركيا، يُغلى مسحوق القهوة المطحون ناعمًا جدًا مع الماء والسكر في إبريق نحاسي يُدعى "جزوة" – هذه هي القهوة التركية، والتي تُحضّر بالطريقة نفسها في اليونان وتُعرف هناك باسم "كافيداكي". وعندما يُشرب الفنجان حتى تبقى فقط الرواسب، تُقرأ الرواسب لاحقًا – وهي عادة عريقة في التنبؤ بالمستقبل لا تزال مستمرة حتى اليوم.

 

في إيطاليا، يقسم الناس على الإسبريسو – ويفضلونه كرشفة صغيرة زيتية سوداء في فنجان صغير سميك الجدران.

 

في البرازيل، يُعد "كافيزينيو" – وهو قهوة صغيرة محلاة – رمزًا للضيافة. وهو جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية: سواء في المنزل أو عند باعة الأرصفة. وفي عام 2020، خلال الإغلاق بسبب كورونا، أعادت كوريا الجنوبية القهوة إلى مركز الاهتمام العالمي: من خلال دالغونا كوفي – مزيج هش من القهوة الفورية والسكر والماء – والذي أصبح طقسًا منتشرًا على تيك توك – بسيط ومريح وجميل المنظر.

 

جبن وبيض على القهوة؟

 

في جميع أنحاء العالم،  هناك أنواع مبتكرة وغريبة أحيانًا من القهوة: ففي فنلندا والسويد، تُسكب القهوة على مكعبات جبن مصنوعة من حليب البقر أو الرنة – وهي عادة قديمة جدًا. في فيتنام، ظهرت "قهوة البيض" بعد الحرب العالمية الثانية بسبب نقص الحليب – وهي مزيج من صفار البيض المخفوق مع الحليب المحلى المكثف والقهوة – وأصبح اليوم من المشروبات الكلاسيكية المحبوبة.

 

وهناك أيضًا "كوبي لواك" من إندونيسيا – وهي حبوب قهوة تمر عبر الجهاز الهضمي لحيوان الزباد ثم تُجمع مجددًا. الفكرة أن التخمير يحسّن الطعم ويجعله أكثر نعومة. لكن منظمات حماية الحيوان تحذر: فالكثير من هذه الحيوانات تُحبس في أقفاص وتُجبر على الأكل. توجد شركات تزعم أن قهوتها "مجموعة من البرية" – لكن مصداقيتها غالبًا ما تكون موضع شك.

 

القهوة من مشروب مقدس إلى منتج عالمي

 

لم تكن القهوة تُنقل فقط في أكياس، بل عبر طرق التجارة، والتيارات الروحية، والحروب الاستعمارية. رغم أن النبات أصله من إثيوبيا، فإن أول زراعة موثقة له كانت في  اليمن – وهناك أيضًا حصل على اسمه "قهوة"، وهو في الأصل اسم لـ "الخمر". استخدم الصوفيون القهوة للبقاء يقظين أثناء صلواتهم الليلية. وكان ميناء المخا اليمني مركزًا عالميًا لتجارة حبوب القهوة.

 

وفقًا للأسطورة، هرب الصوفي الهندي بابا بودان في القرن السابع عشر بسبع حبات خصبة من اليمن إلى جنوب الهند – رغم الحظر العربي على تصدير الحبوب. وكان ذلك بداية زراعة القهوة في الهند.

 

سرعان ما أدركت القوى الاستعمارية الأوروبية  إمكانيات القهوة:  فزرعها الهولنديون في جزيرة جاوة، والفرنسيون في الكاريبي، والبرتغاليون في البرازيل – وغالبًا ما ارتبط ذلك بالعنف والعبودية والعمل القسري. وهكذا أصبحت البرازيل في القرن الثامن عشر أكبر منتج للقهوة في العالم.

 

حتى أستراليا، التي تأخرت في دخول عالم القهوة، لديها اليوم ثقافة قهوة مزدهرة. حقيقة طريفة: أستراليا ونيوزيلندا تدعي كل منهما اختراع "فلات وايت" في الثمانينات.

 

المقاهي كمراكز للأفكار والمناضلين

 

لطالما كانت  المقاهي أكثر من مجرد أماكن لشرب القهوة،  ففي إسطنبول القرن السادس عشر، حاول الحكّام حظرها مرارًا – خوفًا من أن تكون بؤرًا للقلاقل. وفي أوروبا خلال عصر التنوير، أصبحت المقاهي ملتقى للأفكار الثورية – ومن بين عشاق القهوة المشهورين فولتير وروسو.

 

وفي أمريكا الاستعمارية، حلت القهوة محل الشاي الذي فرضت عليه بريطانيا الضرائب – خاصة في "حانة التنين الأخضر" في بوسطن، حيث اجتمع "أبناء الحرية" لتنظيم المقاومة ضد الاستعمار البريطاني. وقد أدى ذلك إلى ما عُرف لاحقًا بحادثة "حفلة شاي بوسطن"، عندما ألقى أعضاء المجموعة مئات الصناديق من شاي شركة الهند الشرقية البريطانية في ميناء بوسطن. وكان ذلك من بدايات حركة الاستقلال الأمريكية في القرن الثامن عشر.

 

تشهد المقاهي اليوم عودة قوية كمقاهٍ للعمل المشترك – أماكن تجمع بين العمل والمنزل، حيث يمكن للمرء التواجد ببساطة. فمنذ التسعينات، بدأت العديد من المقاهي بتقديم خدمة الإنترنت، قبل أن يصبح الإنترنت اللاسلكي (واي فاي) أمرًا شائعًا في المنازل.

 

كما أصبحت المقاهي أكثر إبداعًا: ففي تايبيه عاصمة تايوان، افتتح عام 1998 أول مقهى قطط في العالم – مكان للاسترخاء مع القهوة ورفقة القطط. واليوم انتشر هذا المفهوم في كل أنحاء العالم – من طوكيو إلى برلين، يمكن لعشاق القطط مداعبة هذه الحيوانات الناعمة ومشاهدتها، وهم يحتسون فنجانًا من الموكا أو لاتيه ماكياتو أو أمريكانو أو دالغونا أو إسبريسو.

 

وسواء كطقس، أو وسيلة احتجاج، أو لمجرد التلذذ – تبقى القهوة مرآة ساحرة لعالمنا وتاريخنا. وعندما يدرك المرء ذلك، يتذوقها بمذاق أطيب.


مقالات مشابهة

  • أفضل وقت لشرب الشاي الأخضر
  • فوائد صحية لـ القهوة السادة
  • فوائد غير متوقعة لتناول كوب من القهوة السادة دون أية إضافات
  • يعقوب بوشهري يوجه نصيحة للشباب: تزوجوا وأنتم صغار.. فيديو
  • القهوة.. زرعت في اليمن فطاف اسمها العربي العالم
  • أم تقدم نصيحة: تجنبوا السفر إلى أوروبا مع الأطفال في الصيف.. فيديو
  • نجم مانشستر يونايتد السابق يوجه نصيحة راشفورد: الأولوية لصحتك النفسية
  • الفنان عبد الله أحمد يوجه نصيحة للراغبين في التمثيل
  • الثلاثاء.. إلزام المطاعم بالكشف عن مكونات الوجبات ومحتوى الكافيين والسعرات
  • عيش واستمتع على قد ما تقدر..نصيحة هيدي كرم لمتابعيها