زنقة20ا عبد الرحيم المسكاوي

لا يزال ترقيم إناث الماشية بالمغرب يراوح مكانه، رغم التوجيهات والتعليمات الملكية الواضحة قبل شهرين، وهي التعليمات التي شددت على ضرورة حماية القطيع الوطني وضمان استدامته، خاصة في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه القطاع الفلاحي.

مصادر جريدة Rue20 كشفت بأن البواري عاجز عن توفير “حلقة” ترقيم الماشية، خاصة وأن الوزارة لم تطرح بعد أي طلبات عروض للحصول على العدد الكافي من هذه “الحلقات” الصفراء الموحدة لترقيم أعداد كبيرة من الماشية، وحصرها وبالتالي التحكم في القطيع الوطني تبعاً للتوجيهات الملكية.

حما شددت مصادرنا على أن الإجتماع الأخير بحضور وزير الداخلية، تبين أن وزير الداخلية يعيش في عالم آخر، ولا يملك أية معطيات حول القطيع الوطني ولا الترقيم ولا حتى أرشيف للسنوات الماضية، التي تهص عمليات الترقيم.

وفي الوقت الذي يفترض فيه أن تكون عملية ترقيم الإناث — من أغنام وماعز وأبقار — قد انطلقت فعلياً، لا يزال أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، متأخراً في طرح الصفقة المتعلقة بهذه العملية الحيوية، ما يهدد بتحقيق نتائج عكسية، على رأسها استمرار ذبح الإناث وتراجع خصوبة القطيع، وبالتالي المسّ المباشر بأمن المغرب الغذائي واستقراره القروي.

هذا التأخر المقلق يأتي في وقت يستمر فيه ذبح أعداد متزايدة من إناث الماشية بسبب غياب آليات التتبع والضبط، وهو ما يفرغ السياسات الفلاحية من محتواها، ويقوض الجهود الملكية المبذولة لتحقيق السيادة الغذائية، رغم إعلان الوزارة عن برنامج طموح يهدف إلى ترقيم أكثر من 8 ملايين رأس من إناث الأغنام والماعز في أفق ماي 2026.

وكان وزير الفلاحة قد كشف، خلال اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب يوم الثلاثاء 18 يونيو الجاري، أن الوزارة خصصت غلافاً مالياً يناهز 3.6 مليار درهم لمواكبة عملية الترقيم، مشيراً إلى أن المربين سيستفيدون من دعم مالي مباشر يُقدر بـ 400 درهم عن كل رأس مرقّمة لم تُذبح بحلول ماي 2026، كما أشار إلى اعتماد حلقات إلكترونية بتقنية RFID لتحديد وتتبع إناث الماشية، في خطوة تروم رقمنة القطاع وتعزيز حكامته.

غير أن هذه التصريحات تصطدم بواقع غياب تفعيل فعلي لهذا الورش، وسط تساؤلات متزايدة حول الجدول الزمني لإطلاق الصفقة، والجهة التي ستشرف على تنفيذها، خصوصاً بعد تصريح سابق للوزير أعلن فيه أن العملية ستسند إلى الأطباء البيطريين الخواص، دون أن يتم توضيح حيثيات التنسيق والتنفيذ أو آجالهما.

ووفق ما يتداول في أوساط المهنيين، فإن استمرار تأخير إطلاق عملية الترقيم يضعف الثقة في عمل وزارة الفلاحة، وينذر بعدم بلوغ الهدف المحدد والمتمثل في حماية ملايين الإناث من الذبح، ما سيفرغ برنامج الدعم من محتواه، ويُهدد القطيع الوطني الذي يعد أحد ركائز التنمية القروية.

وفي ظل هذا الوضع، تتصاعد الدعوات إلى التسريع بإطلاق هذه الصفقة وتأمين الشفافية والفعالية في تنفيذها، ضماناً للاستجابة للرهانات الاستراتيجية التي يضعها المغرب اليوم، وعلى رأسها السيادة الغذائية والعدالة المجالية في دعم الفلاحين والمربين.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: القطیع الوطنی

إقرأ أيضاً:

النزاهة: اعتبار التجاوزات البيئية “جرائم فساد” وشمولها بأولويات التحقيق

7 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، اليوم الأحد، عن تفاصيل المرحلة الثانية من مشروع “تعزيز التحكيم ومكافحة الفساد من أجل العدالة البيئية”، مؤكدة عزمها إدراج التجاوزات البيئية ضمن أولويات التحقيق باعتبارها “ممارسات فساد” تقع ضمن اختصاصها الجنائي.

وقال النائب الأول لرئيس هيئة النزاهة مظهر الجبوري: إن “مشروع تعزيز التحكيم ومكافحة الفساد من أجل العدالة البيئية يكتسب أهمية قصوى كونه يعالج تحديات وجودية تواجه العراق، تتعلق بملفات البيئة والمياه والتغيرات المناخية”، مبيناً أن “الهيئة، وفي خطوة متفردة، ستعمل على تكييف التجاوزات البيئية قانونياً لتكون ضمن قضايا الفساد التي يحاسب عليها القانون”.

وأضاف، أن “انطلاق المرحلة الثانية يأتي استكمالاً لنجاح المرحلة الأولى، حيث ستركز الهيئة جهودها على الأسباب الداخلية التي فاقمت المخاطر البيئية، وفي مقدمتها الممارسات الفاسدة”، مشيراً إلى أن “تجاهل رأي وزارة البيئة وعدم الاستحصال على موافقاتها الأصولية عند إنشاء بعض المشاريع الصناعية، يُعد أحد أشكال الفساد التي ستتصدى لها الهيئة بحزم وتضعها في صدارة أولوياتها التحقيقية”.

وأوضح، أن “الربط بين التغيرات البيئية وعمل الهيئة جاء لوجود مؤشرات على أسباب تتعلق بالفساد الإداري والمالي”، كاشفاً عن أن “وزارة البيئة حركت أكثر من 300 دعوى جزائية تتعلق بالتجاوزات، وتسعى الهيئة حالياً لمعالجة هذه القضايا بخصوصية عالية وتسليط الضوء عليها، لترسيخ مفهوم أن الإضرار بالبيئة هو ممارسة فاسدة تخضع للمساءلة القانونية الصارمة”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • "النقل والاتصالات" تعقد حلقة عمل عُمانية صينية
  • الدفاع المدني بغزة يبدأ ترقيم الشهداء المجهولين وأخذ عينات” DNA”
  • الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج ينظّم فعالية “هايكنج اليوم الدولي للجبال” بالباحة
  • توفير شقق بديلة.. وزير الإسكان يكشف عن جهود الدولة في ملف الإيجار القديم
  • النزاهة: اعتبار التجاوزات البيئية “جرائم فساد” وشمولها بأولويات التحقيق
  • الأمن الوطني يكشف التدابير التنظيمية لتأمين “الداربي”
  • “الغارديان”: أزمتان تهددان وزير الحرب الأمريكي “المتهور”
  • اعتقال 20 طبيباً بعدما هزت تركيا فضيحة “التقارير الصحية المزورة”
  • “مالية النواب” تناقش موازنة وزارة الداخلية والدوائر التابعة لها
  • شاهد بالصورة والفيديو.. سودانية تظهر بــ”تشيرت” المنتخب الوطني وتهدي لاعبي صقور الجديان أجمل “زغرودة” وزوجها يحمسها: (أبشري بالخير)