أشرف غريب يكتب: «الحشاشين».. البحث عن جذور ما يحدث اليوم
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
ليس بالضرورة أن تكون العبرة بالخواتيم.. للبدايات أيضاً سحرها، وغلاف الكتاب ينبئ عن مضمونه ومستواه، ثم إن «الجواب يبان من عنوانه» كما يقول مثلنا الشعبى، وهو ما ينطبق على الوجبة الدرامية الدسمة التى أعدتها الشركة المتحدة لشاشة رمضان هذا العام، فرغم أننا فى الأيام الأولى من الشهر الفضيل فقد كشفت تلك البدايات عن مستوى فنى متميز يليق بالموسم الرمضانى، الذى ينتظره المتلقى التليفزيونى كل عام، وأبرز ما كرسته الأمتار الأولى من السباق الرمضانى الشرس هو تصدر مسلسل «الحشاشين» للمؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج بيتر ميمى هذا السباق، وأظنه سوف يستمر فى المقدمة حتى بلوغ نقطة النهاية، ولا أبالغ إذا قلت إن «الحشاشين» -وفق ما شاهدت من حلقات- سوف يمثل نقلة نوعية كبرى فى الدراما المصرية سيكون لها أثرها فى المستقبل أو هكذا أتمنى.
يكفى القول إنه مع تتابع المشاهد والحلقات تتداعى فى النفس مجموعة من الخواطر والأفكار يجدر التوقف أمامها، منها:
أولاً: أننى كنت طوال الأعوام الماضية أشعر بالغيرة من المستويات الفنية المتقدمة التى حققها الإنتاج الدرامى التاريخى فى أكثر من دولة بالمنطقة، متسائلاً كيف تكون لدينا كل هذه الإمكانيات الفنية والقدرات البشرية، ونحن أصحاب الريادة الفنية، ثم نترك التميز لغيرنا؟! فإذا بالشركة المتحدة تفاجئنا بهذا العمل الرائع من حيث المحتوى والتنفيذ تحت قيادة مخرج بارع أجاد اختيار عناصره الفنية التى نفذت له ما أراد على النحو الذى رأيناه على الشاشة.
ثانياً: حسناً فعل مؤلف «الحشاشين» عبدالرحيم كمال أن كتب العمل باللهجة العامية السهلة حتى لا تستعصى الرسالة على البسطاء دون أن ينفر منها أولئك الذين يأخذون موقفاً من الأعمال التاريخية، فضلاً عن الاختيار الذكى لبطل الحلقات كريم عبدالعزيز، الذى يعيش حالياً أفضل سنوات نضجه الفنى وحظوته الجماهيرية.
ثالثاً: رغم كل تلك الكتابات الاستباقية عن المسلسل قبل عرضه والتى أنعشت الذاكرة العربية ودفعت بالكثيرين للبحث عن تاريخ تلك الفرقة أو الطائفة التى روعت العالم القديم وأرهبته فإن الغاية الأكثر عمقاً من وراء الحلقات هى ربط التاريخ باللحظة الراهنة، وكشف جذور «أسلمة» السياسة أو تسييس الدين لخدمة أهداف دنيوية، ونشوء ظاهرة الإرهاب المنظم المتدثر برداء الدين، تماماً كالذى يعرفه العالم الحديث حالياً والذى تناولته العديد من الأعمال الدرامية فى السنوات الأخيرة مثل الاختيار بأجزائه الثلاثة، الكتيبة 101، هجمة مرتدة، العائدون، القاهرة كابول، بطلوع الروح، وغيرها، وكأن «الحشاشين» هو التأصيل الدرامى لكل ما سبق من أعمال تناولت هذا الملف الشائك.
رابعاً: حتى يتصور الجميع الأثر الذى تركته فرقة الحشاشين وزعيمها حسن الصباح فى زمانها وبعد زمانها فقد اشتقت الكثير من اللغات الأجنبية كل ما يتعلق بالاغتيالات السياسية من اللفظ «حشاشين»، فالاغتياليون أو المغتالون بالإنجليزية هم «Assassins» والفعل نفسه هو «Assassinate» وعملية الاغتيال ذاتها هى «Assassination» ولذلك كانت فكرة ذكية وموفقة من جانب الجهة المنتجة فى اختيار هذا الموضوع، وما دام الغرب يعرف من هم الحشاشون فإننى أرجو من الشركة المتحدة ترجمة هذا العمل المهم والسعى إلى تسويقه للمجتمع الغربى ودول وسط آسيا، خاصة أنه ذو مستوى فنى وفكرى مشرف لا سيما أن أحداثه تدور فى كثير من دول المنطقة إلى جانب بعض البلدان الأوروبية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحشاشين بيتر ميمى الدراما المصرية المتحدة كريم عبدالعزيز
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة: تكافل وكرامة يعالج جذور المرض والتمييز وليس مجرد دعم اجتماعي
قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، إن الصحة بشكل عام لا تبدأ بالمستشفيات أو بالعلاج الدوائي، ولكنها تبدأ فى المنزل والمدرسة ومكان العمل والمجتمعات.
وأضاف خلال فعاليات احتفالية مرور عقد "10 سنوات" على برنامج تكافل وكرامة، إن برنامج تكافل وكرامة ليس فقط نموذج لحماية اجتماعية، ولكنه يعالج جذور المرض والتمييز.
وتابع أن هناك مشاريع قومية ضخمة أقامتها الدولة المصرية خلال السنوات الماضية حسنت من صحة المواطنين، لافتا إلى أن نجاح تكافل وكرامة هو نجاح للمجتمع المصري كله.