فساد ونهب منظم.. الحوثي يدفع مصنع إسمنت عمران للإفلاس
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
من طاقة إنتاجية كلية وصلت إلى مليون و600 ألف طن سنويا إلى الصفر، هذا حال مصنع "إسمنت عمران" (أحد أكبر وأقدم المصانع الوطنية في اليمن) الذي تعرض لعملية نهب منظمة مارسته قيادات حوثية بارزة بحق إيرادات المصنع وأصوله وممتلكاته خلال الفترة الماضية.
فساد مالي وإداري ممنهج تم انتهاجه من قبل الميليشيات الحوثية على يد القيادي يحيى حميد الدين الذي تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الإسمنت.
وفقاً للمعلومات تكبد المصنع خلال الإدارة الحوثية خسائر مالية كبيرة، وأصبح يقبع تحت الديون الكثيرة للمصارف والبنوك التجارية بعد ما كان المصنع يدر أموالا ضخمة لخزينة الدولة. ووصلت إدارة المصنع إلى اقتراض مبلغ يقدر بأكثر من 40 مليار ريال من أحد البنوك التجارية بفوائد باهظة دون القدرة على السداد بسبب تراجع الإنتاج إلى مستويات متدنية جدا.
وفند الإعلامي فارس الحميري جملة من تفاصيل الفساد المالي والإداري الذي مارسته القيادات الحوثية بحق مصنع إسمنت عمران. وكيف أصبح أحد أكبر وأقدم المصانع في اليمن في حافة الإفلاس والتوقف الكلي عن الإنتاج بسبب الميليشيات الحوثية.
وفقا لمصادر خاصة ومطلعة فإن المصنع تعرض منذ تعيين قيادات حوثية لإدارته لتدمير ونهب منظم، وأصبحت الديون المتراكمة عليه أكثر من 60 مليار ريال، خاصة الديون من قيمة الفحم وقطع غيارات لشركات تجارية. مشيرة إلى أن القيادي الحوثي المعين في منصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الإسمنت، قام بتحويل أكثر من مليار ريال من مخصصات مصنع أسمنت عمران إلى حسابه الخاص في غضون 8 أشهر.
وأضاف الحميري إن القيادي الحوثي وجه بصرف كميات كبيرة من أكياس إسمنت عمران باسم وزارة الدفاع وهيئات أخرى تابعة للحوثيين تحت مسميات مساعدات ومعونات. في حين قام قيادي حوثي آخر يدعى (ع. س) عينته الجماعة مديرا عاما لمصنع إسمنت عمران، بالاستيلاء على مخصصات مالية كبيرة.
وأشار الإعلامي إلى أن المصنع تعرض لعملية نهب منظمة لممتلكاته، حيث استولت جمعية (نبراس الخيرية) وهي جمعية وهمية يديرها "توفيق المشاط" شقيق رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط، على أكثر من 7 آلاف لبنة من الأراضي والمحاجر الخاصة بالمصنع، تحت ذريعة إقامة مشاريع خيرية. في حين قام قيادي حوثي يدعى (أبو هاشم الكبسي) بالاستيلاء على باقي الأراضي والمحاجر، حيث تشير المعلومات التقديرية إلى أنه استولى على نحو 1000 لبنة تابعة للمصنع في مديرية بني حشيش صنعاء.
وبحسب الحميري فإن محاجر التربة الطينية الخاصة بالمصنع والتي تم الاستيلاء عليها كانت تشكل نسبة من أصول وممتلكات المصنع ويُستفاد منها في الإضافات الإنتاجية لعملية إنتاج الإسمنت.
مصنع إسمنت عمران يضم أكثر من 1500 عامل، وتعتمد أكثر من عشرة آلاف أسرة (عائلها يعمل في الخدمات اللوجستية كالنقل وغيرها) على إيرادات المصنع بشكل غير مباشر، وهناك مخاوف من تسريح كافة العاملين.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مصنع إسمنت عمران أکثر من
إقرأ أيضاً:
خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي؟
أكد مقال مطول نشرته واشنطن بوست أن النزعة العالمية نحو امتلاك السلاح النووي في تصاعد، وقد يتضاعف عدد الدول النووية في العقدين المقبلين، فمع أن هناك 9 دول نووية فقط حاليا، هناك عشرات الدول القادرة تقنيا على تطوير ترسانات نووية.
وأشار المقال إلى أن سباق التسلح النووي سيحدث سواء طورت إيران برنامجها النووي أم لا، ولكن رؤية دول نووية مثل إسرائيل والولايات المتحدة تهاجم دولة غير نووية مثل إيران قد تدفع دولا أخرى إلى التفكير بامتلاك أسلحة نووية لحماية نفسها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين أفيرز: إسرائيل تسعى لغزة بلا غزيين والعالم مشغول بحرب إيرانlist 2 of 2لوفيغارو: هل ما زال ممكنا إنقاذ الأمم المتحدة؟end of listوأضاف أن الولايات المتحدة سعت منذ 80 عاما لمنع انتشار الأسلحة النووية عبر الدبلوماسية والحوافز والاتفاقيات وحتى التدخل العسكري أحيانا، غير أن الهجوم الأميركي الأخير قد يدفع القادة الإيرانيين إلى تسريع مشروعهم النووي، باعتباره الوسيلة الوحيدة للحفاظ على النظام الإيراني.
كما يساهم تراجع الثقة بالحماية الأميركية، خاصة في ظل النزعة الانعزالية والسياسات المتقلبة التي تنتهجها واشنطن، في دفع حلفائها إلى مراجعة خياراتهم الدفاعية، بما في ذلك تطوير قدرات نووية مستقلة تحميهم من التهديدات المتصاعدة، خاصة من الصين وروسيا، حسب المقال.
ولفت المقال إلى أن الردع النووي لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل على المصداقية السياسية، وهي العامل الذي بات مهددا اليوم.
وأعد المقال مدير فريق المخاطر العالمية في اتحاد العلماء الأميركيين، جون ولفستال، إلى جانب هانز كريستنسن ومات كوردا، وهما المدير والمدير المساعد لمشروع المعلومات النووية في الاتحاد نفسه.
وحصر المقال الدول التي قد تسعى للحصول على القنبلة في 3 مجموعات، أولها حلفاء الولايات المتحدة، خاصة في أوروبا وآسيا، وتشمل هذه القائمة دولا مثل ألمانيا وبولندا وفنلندا وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.
إعلانوتملك هذه الدول المعرفة والتقنية والموارد الكافية لتطوير سلاح نووي، وقد تفقد ثقتها في الالتزامات الأمنية الأميركية، خاصة في ظل السياسة الانعزالية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أما المجموعة الثانية فتشمل دولا في الشرق الأوسط، وتحديدا السعودية وتركيا وربما مصر، فهذه الدول تراقب عن كثب ما إذا كانت إيران ستنجح في حيازة القنبلة لأن ذلك سيغيّر ميزان القوى الإقليمي.
وذكر المقال أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صرّح في 2023 لشبكة فوكس نيوز بأن بلاده "ستضطر" إلى امتلاك سلاح نووي إذا فعلت إيران ذلك.
وأوضح المقال أن المجموعة الثالثة من الدول قد تشمل تلك المتأثرة مباشرة بالمجموعتين السابقتين، والتي قد تجد نفسها مهددة إذا تحوّل جيرانها إلى دول نووية.
وذكر التقرير أن كل دولة سعت إلى السلاح النووي في الماضي دفعت دولة أخرى لتسير في الطريق ذاته، كما حدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، ومن ثم الهند وباكستان.
وأضاف المقال أن صُنع قنبلة نووية لا يتم بين ليلة وضحاها، بل يتطلب سنوات من العمليات الصناعية المعقدة، ويكلف مليارات الدولارات.
وحذر من أنه من المتوقع أن يصاحب تطور البرامج النووية عالميا تفكك القوانين والاتفاقيات الدولية ومعاهدة الحد من الانتشار النووي، التي التزمت بها معظم الدول منذ 1968، مضيفا أن امتلاك كل دولة للسلاح النووي يعني ارتفاع احتمال وقوع استخدام خاطئ أو غير مقصود، أو حصول عمليات سرقة أو فقدان للسيطرة.
ولفت إلى أن السلاح النووي لا يمنع الحروب التقليدية أو الهجمات المفاجئة، ولن يقلل المخاطر عالميا، إذ لم يمنع السلاح النووي هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، ولا النزاعات بين الهند وباكستان.
ويتوقع كتّاب المقال أن تكون الفترة ما بين اتخاذ قرار السعي نحو السلاح النووي وتحقيقه من أخطر الفترات، حيث ستسود العالم حالة من عدم الاستقرار، وقد يؤدي أي تحرّك مفاجئ إلى إشعال صراع إقليمي واسع.
وخلص المقال إلى أن السبيل الأفضل لتجنب كارثة مستقبلية هو تعزيز الجهود الدبلوماسية، والاستثمار في الردع التقليدي وتفعيل الشراكات والتحالفات السياسية، وليس فقط الاستناد إلى الردع النووي.