عربي21:
2024-06-12@04:48:45 GMT

أوكرانيا وغزة.. تهديد للزعامة الأميركية

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

للمواجهات العسكرية في أوكرانيا والحرب في غزة تأثير أكثر دراماتيكية على التحالفات العالمية والسياسة الأميركية مقارنة بتأثير الحروب في فيتنام والعراق في عصر كل منهما - حتى من دون مشاركة أي قوات أميركية بشكل مباشر في أي من الصراعين. فقد اندلعت الحرب في فيتنام في ذروة الحرب الباردة عندما كانت التحالفات العالمية راسخة إلى حد كبير، وانتهت دون حدوث أي تغييرات مهمة في هذه التحالفات.

ولكن داخل الولايات المتحدة، ساهمت الاحتجاجات الحاشدة التي أثارتها الانقسامات بشأن فيتنام والتجنيد العسكري في تفاقم السخط الاجتماعي على نطاق أوسع، وفي نهاية المطاف انهيار الثقافة السائدة منذ الحرب العالمية الثانية. وقد عبّرت الثقافة المضادة الناشئة عن نفسها في مجموعة من الحركات الاحتجاجية – الثقافية والاجتماعية والسياسية – التي تحدت السلطة على جميع المستويات. وأدت المعارضة الشديدة لفيتنام إلى تمزيق الحزب «الديمقراطي»، مما أدى إلى انعقاد «المؤتمر الديمقراطي الفوضوي» عام 1968، وأطاح في نهاية المطاف برئاسة «ليندون جونسون».

وكان للحرب على العراق في فترة ما بعد 11 سبتمبر تأثير محلي أقل. وعلى الرغم من تكلفتها في الأرواح والأموال، إلا أنها لم تغير الثقافة السياسية، ولم يكن لها تأثير كبير على النقاش الوطني. وأصبح غالبية الأميركيين يشعرون بالقلق من نشوب حروب جديدة بعد الجهود الفاشلة والمكلفة في أفغانستان والعراق، ولكن لم تكن هناك مساءلة عن الأكاذيب التي قادتنا إلى هذه الحروب أو سلوك القوات الأميركية أو وكالات الاستخبارات في القتال أو «الحرب على الإرهاب». إن كان هناك أي شيء، فهو أن خسائر حرب العراق كانت محسوسة على المستوى الدولي. وكانت النزعة الأحادية المتغطرسة لإدارة بوش سبباً في نفور بعض الحلفاء الأوروبيين ودفعت دولاً أخرى إلى التشكيك في سلوكيات الولايات المتحدة القسرية. لقد أهدرنا رأسمالنا السياسي الذي حصلنا عليه في نهاية الحرب الباردة والتعاطف مع أهوال 11 سبتمبر.

فبدلاً من كونها دولة مثيرة للإعجاب، أصبح يُنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها دولة متنمرة مخيفة. أما الوقت الحاضر، فإن الحروب في أوكرانيا وغزة تؤثر سلباً على مكانة الولايات المتحدة العالمية على الرغم من أن بذور هذا التفكك سبقت هذه الحروب، فالضرر الذي أحدثته المغامرات الفاشلة في أفغانستان والعراق، ونهج السياسة الخارجية الفوضوية من بوش إلى أوباما إلى ترامب إلى بايدن، ومراعاتنا المستمرة لمصالح إسرائيل على السعي لتحقيق سلام إسرائيلي فلسطيني عادل – كل ذلك أثر على احترام الدول الأخرى لنا. وساهم كل ذلك أيضاً في تعزيز دور الصين وتشجيع الاستقلال المتزايد للدول الأخرى عن الولايات المتحدة في الشؤون العالمية. لقد أصيب حلفاء أميركا الأوروبيون بالصدمة إزاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فأبدوا دعمهم إلى حد كبير للجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمعاقبة روسيا ودعم السيادة الأوكرانية. واتفقوا على توسيع حلف شمال الأطلسي، وتبنوا العقوبات الأميركية ضد روسيا، وقاطعوا الواردات الروسية.

لكن الدعم يتلاشى الآن. تساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً عما إذا كان الاستمرار في اتباع قيادة الولايات المتحدة في الشؤون الخارجية أمراً حكيماً، وقد توصل استطلاعنا للرأي الذي أجريناه في سبع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى أن الأغلبية في كل مكان تتفق على أن بلدانها لا ينبغي لها أن تفعل ذلك. ومع عجز الكونجرس الأميركي عن إقرار حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، فإن بعض الدول الأوروبية تشعر بالقلق إزاء استمرار مستويات الدعم التي تقدمها. وفي الوقت نفسه، وجدت روسيا حلولاً للعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، والتي اعتقدت إدارة بايدن أنها ستجعل البلاد تجثو على ركبتيها. وبدلاً من ذلك، عززت روسيا علاقاتها الاقتصادية مع الصين وإيران الخاضعتين للعقوبات الأميركية، ومع دول الجنوب العالمي غير الراغبة في السماح للإملاءات الأميركية بالتغلب على مصالحها الذاتية. وكان لتعامل إدارة بايدن مع الحرب الإسرائيلية على غزة تأثير أكبر على القيادة الأميركية. وقد أهدرت إسرائيل دعماً واسع النطاق في أعقاب الهجوم الذي شنته «حماس» يوم 7 أكتوبر، عندما شنت هجوماً فظيعاً على السكان الفلسطينيين. لقد منعت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً النداءات الدولية لوقف إطلاق النار، وعلى الرغم من دعواتها الضعيفة لإسرائيل لحماية المدنيين، فقد قاومت التدابير الرامية إلى كبح جماح التصرفات الإسرائيلية، مما أدى إلى عزلنا بشكل متزايد عن الجنوب العالمي والعديد من الحلفاء الأوروبيين المقربين.

تتباين ردود الفعل المحلية على الدور الأميركي في هاتين الحربين. وفي حين أن أقلية كبيرة من «الجمهوريين» و«الديمقراطيين» تقاوم التمويل لمزيد من تسليح أوكرانيا، فإن دعم إسرائيل يحظى بدعم «الجمهوريين» ولكنه يؤدي إلى انقسام الديمقراطيين. وبدا واضحاً أن معارضة سياسات الإدارة الأميركية امتدت إلى ما هو أبعد من المجتمع العربي، حيث انضم العديد من الشباب وذوي الأصول الأفريقية واليهود التقدميين إلى المعركة، مما خلق احتمالاً حقيقياً لاندلاع احتجاجات جماهيرية في مؤتمر شيكاغو «الديمقراطي» هذا الصيف، مثل تلك التي هزت مؤتمر عام 1968.

خلاصة القول: إن الزعامة الأميركية في العالم تتعرض للتقويض، كما يتصدع تماسكها السياسي الداخلي بسبب اتجاه تدخلنا في أوكرانيا وغزة. وفي حين أن هذه التحولات لها جذور في الإخفاقات الأميركية الماضية، فإن هذه الحروب لم تؤدي إلا إلى تسريع المسار السلبي لموقفنا في العالم وسياساتنا.

(الاتحاد الإمارتية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة امريكا غزة اوكرانيا مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

واشنطن تبرر القيود الجديدة على طالبي اللجوء: حتى يقيموا المخاطر قبل تحركهم

دافع وزير الأمن الداخلي الأميركي، أليخاندرو مايوركس، الأحد، عن  القيود الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن، على طالبي اللجوء عبر الحدود. 

وقال مايوركس في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" الأميركية، إن "الهدف من القيود الجديدة دفع الأفراد إلى تقييم المخاطر قبل ترك بلدانهم الأصلية، وأيضا حثهم على اتباع المسارات القانونية التي وفرتها السلطات الأميركية في هذا الإطار".

ولفت وزير الأمن الداخلي الأميركي، إلى أن القيود التي فرضتها إدارة بايدن على طالبي اللجوء عبر الحدود، تهدف كذلك إلى إبعادهم عن أيادي عصابات تهريب البشر.

وكان بايدن كشف الثلاثاء، عن خطط لفرض قيود فورية كبيرة على المهاجرين غير الشرعيين الذين يطلبون اللجوء على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وذلك عندما ترتفع أعداد العابرين إلى "حد مفرط".

أبرز نقاط أمر بايدن الجديد بوقف اللجوء على الحدود مع المكسيك كشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، عن وقف معالجة طلبات اللجوء على الحدود الأميركية مع المكسيك عندما يصل الدخول غير القانوني إلى عتبة يعتبرها مفرطة.

ويسمح القرار للمسؤولين بالتصدي لطالبي اللجوء والمهاجرين عندما يصل عددهم إلى 2500 يوميا. وبموجب هذا الأمر، ستتمكن السلطات من ترحيل المهاجرين الذين عبروا إلى الولايات المتحدة من دون الوثائق المطلوبة.

ويدخل حوالي 4 آلاف شخص بالفعل إلى الولايات المتحدة كل يوم، مما يعني دخول أمر بايدن حيز التنفيذ، لأن الأرقام الحالية للمهاجرين أعلى من المتوسط اليومي.

وبموجب هذا الإجراء، سيُسمح لطالبي اللجوء بالدخول مرة أخرى بمجرد انخفاض الأعداد إلى أقل من 1500 يوميا.

ويعد قرار بايدن تحولا كبيرا في سياسته بشأن قضية حاسمة في عام انتخابات مصيرية بالنسبة له، وللحزب الديمقراطي، إذ تعرّض الرئيس لانتقادات لاذعة من الجمهوريين بشأن الزيادة غير المسبوقة في أعداد الوافدين الجدد.

ويقول منتقدو القرار إنه سيعرض المهاجرين للخطر وينتهك التزامات واشنطن الدولية بتوفير ملاذ آمن للأشخاص الذين تتعرض حياتهم للتهديد، بينما تنفي إدارة بايدن ذلك.

مقالات مشابهة

  • وليد العويمر: ضغوط كبيرة على الكيان الصهيوني من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب
  • المحلل هال براندز: هكذا سيقودنا الذكاء الاصطناعي إلى الحرب العالمية الثالثة
  • الأسطول الأمريكي يتحرك في مواجهة سفن روسية.. ما القصة؟
  • زي النهارده.. تشييع جثمان رونالد ريجان الرئيس الـ40 لأمريكا
  • صحيفة: الولايات المتحدة سترفع حظر الأسلحة عن وحدة عسكرية أوكرانية
  • صحيفة: الولايات المتحدة ترفع حظر الأسلحة عن وحدة عسكرية أوكرانية
  • 6 دول تجري تدريبات عسكرية.. هل الحرب العالمية على الأبواب؟
  • الولايات المتحدة قد تتّجه نحو حرب أهلية قد تُنهي وجودها
  • عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات حوثية
  • واشنطن تبرر القيود الجديدة على طالبي اللجوء: حتى يقيموا المخاطر قبل تحركهم