تستمر الصحافة العالمية في تسليط الضوء على تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وآثارها الداخلية والإقليمية، إذ تناولت الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون بغزة في شهر رمضان وتطورات إيصال المساعدات إليهم.

وفي افتتاحيتها، تساءلت صحيفة لوتان السويسرية عن القوة التي تمكن أهالي غزة من الصيام خلال رمضان وهم وشك الموت جوعا، وتقول إن الإجابة تكمن في صمودهم الذي يشير إلى جميع وسائل المقاومة غير العنفية، حسب تعبير الصحيفة، بما في ذلك الحفاظ على التقاليد والفرائض الدينية مثل الصيام.

أما صحيفة لوموند الفرنسية فتحدثت في مقال لها عما وصفتهما بالنشاز والفوضى اللذين يحيطان بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واعتبرت ما يحدث بداية غريبة لعملية إنسانية واسعة النطاق من المفترض أن تحمي سكان القطاع من المجاعة التي تهددهم بعد 5 أشهر من الحرب والدمار والحرمان.

وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الجهات الإنسانية اتفقت على مدى الحاجة الملحة إلى إغراق غزة بالمساعدات، وأن الطريق البري هو الأنسب لذلك.

بدورها، انتقدت افتتاحية صحيفة هآرتس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلة إنه يواصل إغراق إسرائيل ودفعها نحو الهاوية.

وفي هذا السياق، قالت إن "الرهائن يقبعون في أسر حماس بغزة، وعائلاتهم توصف بأنها عقبة في طريق النصر الكامل (..)، ونتنياهو يرفض مناقشة الوضع في فترة ما بعد الحرب (..)، والعالم ينظر إلى إسرائيل بعين الكراهية".

وفي السياق ذاته، تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الانتقاد الذي وجهه السيناتور تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى نتنياهو، ونقلت عن مشرعين ومساعدين تحدثوا إلى الرئيس الأميركي قولهم إن جو بايدن غاضب لأن نتنياهو رفض علنا إصرار إدراته على تقييد حملات القصف الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

تصعيد مرعب في شمال فلسطين.. حزب الله يدفع “إسرائيل” إلى الهاوية

يمانيون – متابعات
في خضم الصراع المستمر والمتصاعد على الحدود اللبنانية مع الكيان المحتل، يبدو أن المنطقة تتجه نحو منعطف حاسم وخطير.

حزب الله، بقدراته العسكرية المتقدمة، واستراتيجيته الجديدة، يدفع إسرائيل إلى حافة الهاوية، فالتوترات بلغت ذروتها بعد اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد طالب سامي عبد الله “أبي طالب”، مما أدى إلى تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

الرد العنيف من حزب الله، والذي تضمن قصفاً متواصلاً على المواقع الإسرائيلية، يثير المخاوف من اندلاع حرب شاملة لن تكون كسابقاتها، بل قد تكون الأكثر تدميراً في تاريخ النزاع بين الطرفين.

وفيما تستنزف إسرائيل مواردها العسكرية، والاقتصادية بسبب العمليات المستمرة في غزة، تتزايد التساؤلات حول مدى استعدادها لمواجهة قوة حزب الله المتنامية، التي تشمل ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة، وقدرات متقدمة في التشويش والرصد.

صحيفة معاريف الإسرائيلية، وصفت اغتيال القيادي “أبي طالب” بأنه الحدث الذي قد يقلب الطاولة في الشمال، مشيرة إلى أن رد حزب الله سيكون قوياً وسيستمر في الساعات المقبلة.

وفي ظل هذا التصعيد المرعب، يبقى السؤال المطروح: هل إسرائيل مستعدة لتحمل تبعات حرب شاملة مع حزب الله؟

الولايات المتحدة، التي تراقب الوضع بقلق بالغ، تحاول جاهدة منع تحول العنف المتصاعد إلى صراع شامل، وسط مخاوف من تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.

تكتيكات حرب الحدود بين حزب الله، والكيان تغيرت بعد أن غيرت اسرائيل استراتيجيتها من المواجهة إلى اغتيال قيادات في الحزب آخرها اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد طالب سامي عبد الله «أبي طالب»، الأمر الذي رفع من وتيرة التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة في ظل تصاعد شدة العمليات العسكرية بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

في الأثناء يواصل حزب الله القصف المتواصل على الكيان مستهدفاً عدة مواقع، وثكنات، وقواعد عسكرية للعدو عبر توسيعه نطاق الرد باتجاه مدن ومستوطنات الشمال، وذلك بعشرات الصواريخ والمسيرات في تصعيد غير مسبوق، بالمقابل يواصل طيران العدو الاسرائيلي شن غاراته على الجنوب اللبناني بلا توقف.

أمام هذا التصعيد غير المسبوق منذ عملية السابع من أكتوبر يبدو أننا نقترب من حرب شاملة بين حزب الله والكيان الإسرائيلي.

حرب مدمرة

هذه المعركة في حال اندلعت لن تكون كسابقاتها مطلقاً، فحزب الله لديه ترسانة صاروخية ذات قدرات تدميرية عالية، وبإمكان الحزب ضرب كل الأهداف التابعة للكيان في كل المدن الفلسطينية المحتلة، وكذلك الكيان المحتل، ما يعني هذه الحرب ستكون مدمرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما مدى استعداد اسرائيل للدخول في حرب شامله مع حزب الله ؟

الحقيقة أن الكيان الصهيوني يشهد مخاوف متزايدة من احتمال الدخول في حرب شاملة مع حزب الله؛ نظراً للقدرات العسكرية المتقدمة التي يمتلكها الحزب، بما في ذلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى قدراته في التشويش والرصد، حيث تتزايد هذه المخاوف في ظل الظروف الحالية التي تواجهها إسرائيل من استنزاف مواردها العسكرية والاقتصادية جراء العمليات المستمرة في غزة.

قدرات حزب الله

يمتلك حزب الله أكثر من 150 ألف صاروخ، بعضها ذو دقة عالية، وقادر على إصابة الأهداف الحيوية في عمق إسرائيل.

وتشمل هذه الصواريخ أنواعاً بعيدة المدى قادرة على استهداف المدن الكبرى، والمنشآت العسكرية والمدنية.

الطائرات المسيرة: أثبتت الطائرات المسيرة لحزب الله فعاليتها وقدرتها على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، حيث فشلت إسرائيل في صد هذه الطائرات، مما يزيد من تعقيد مواجهة الحزب في حال اندلاع نزاع شامل.

تحييد الطائرات الإسرائيلية: أظهرت التقارير قدرة حزب الله على تحييد طائرات F-16 الإسرائيلية، مما يضعف القوة الجوية الإسرائيلية التي تعد أحد الأعمدة الأساسية في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية.

قدرات التشويش والرصد لحزب الله: التشويش على وسائل المراقبة والرصد، حيث تمكن حزب الله من تعطيل نظم المراقبة والرصد على الحدود الشمالية بشكل كبير، بما في ذلك السياج الحدودي، ومنطاد المراقبة جنوب طبريا، وقاعدة المراقبة والتحكم التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في جبل ميرون.

هذا يضعف القدرة الإسرائيلية على رصد التحركات والتجمعات العسكرية للحزب.

قدرات المراقبة والاكتشاف: يمتلك حزب الله قدرات متقدمة في مراقبة واكتشاف نقاط التجمع الجديدة والمستحدثة للجيش الإسرائيلي، مما يمنحه ميزة استراتيجية في أي مواجهة محتملة.

هذا إلى جانب أن اسرائيل استنفدت الكثير من مجهودها الحربي، وذخائرها في العمليات المستمرة في غزة.

هذا الاستنزاف يشمل القوات الاحتياطية التي تقاتل منذ شهور، مما يضعف قدرتها على فتح جبهة جديدة مع حزب الله

استنزاف الدعم الدولي: شهدت إسرائيل تآكلًا في رصيد الدعم الدولي خلال حرب غزة، مما يجعل من الصعب الحصول على دعم دولي كبير في حال اندلاع حرب جديدة مع حزب الله.

الوضع الاقتصادي: تعاني إسرائيل من وضع اقتصادي صعب، وحرب واسعة مع حزب الله من شأنها أن تؤدي إلى انهيار اقتصادي.

سيؤدي النزاع إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص إضافي، وسيجبر إسرائيل على إخلاء مدن مثل حيفا ونهاريا وعكا، مما يزيد من الضغط على الموارد الاقتصادية.

يبدو سيناريو الحرب الشاملة مع حزب الله كارثياً بالنسبة لإسرائيل.

الدخول في حرب تحت هذه الظروف يمكن أن يؤدي إلى تدمير كبير في البنية التحتية، خسائر بشرية ضخمة، وانهيار اقتصادي.

من الواضح أن إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بتحمل تبعات مثل هذا النزاع في الوقت الحالي، مما يجعل من مصلحتها تجنب التصعيد.

وبالنظر إلى القدرات العسكرية المتقدمة لحزب الله والظروف الحالية التي تواجهها إسرائيل، يبدو أن مصلحة إسرائيل تكمن في تجنب الدخول في حرب شاملة، وهذا ماتراه الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق بالغ من العنف المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل وتحوله إلى حرب شاملة، وإنها تسعى جاهدة لمنع حدوث ذلك.

ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين أن بلادهم قلقة من اندفاع إسرائيل إلى حرب مع حزب الله، أو الانجرار إليها دون إستراتيجية واضحة أو النظر في الآثار الكاملة للصراع.

– المسيرة نت: كامل المعمري -صحفي متخصص بالشؤون العسكرية

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: نهاية الحرب في غزة ليست نهاية القتال وبايدن أمام خيارين
  • منظمة إسرائيلية متشددة تعيق وصول المساعدات لغزة
  • صحيفة إسرائيلية : أمام بايدن 3 خيارات لإنهاء حرب غزة
  • هآرتس: نتنياهو مخادع وأمام بايدن 3 خيارات لإنهاء الحرب على غزة
  • حسابات معقّدة أمام هجوم إسرائيلي واسع على حزب الله اللبناني
  • صحيفة: لا إسرائيل ولا أمريكا تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة
  • تصعيد مرعب في شمال فلسطين.. حزب الله يدفع “إسرائيل” إلى الهاوية
  • وجدي زين الدين: أمريكا تعيش حالة شيزوفرينيا تجاه حرب غزة.. ونتنياهو يقود إسرائيل للهاوية
  • غوتيريش يؤكد التزامه بإيصال المساعدات لغزة رغم التحديات
  • صحف عالمية: اليوم التالي للحرب لن يأتي دون اتفاق على وقف نهائي للقتال