صراحة نيوز:
2025-07-31@09:41:25 GMT

ضلال الكِلاب .. أم ضلال التشريعات

تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT

ضلال الكِلاب .. أم ضلال التشريعات

صراحة نيوز ـ عوض ضيف الله الملاحمة

أحياناً تُقدِم بعض الحكومات الأردنية على سن تشريعات غريبة ، بل لا تصدق عندما تسمع بها . هل أصبحنا بلد الغرائب ، والعجائب ؟ هل أصبحنا بلد اللامنطق !؟ هل علمتم يا أردنيين ، أيها النشامى ، هل علمتم ان لدى بلدكم قانوناً يمنع قتل الكلاب الضالة !؟ وان هذا القانون يحظر عليك قتل الكلب الضال حتى لو هاجمك وأشبعك عضاً ، ونهشاً ، وتغذى على ما طالته أنيابه من جسدك ، يحظر عليك أيها الأردني الأبي ان تقتل الكلب الضال حتى لو نهشك ، او حتى قتلك ؟ ونحن نعرف ان الكلاب الضالة قد نهشت أطفالاً وأدت الى موت بعضهم ، بل ان كلباً ضالاً إنتزع كامل فروة رأس أحد الأطفال قبل بضع سنوات .

وها هو قانون حماية الكلاب الضالة ، الذي يمنع قتلها حتى لو هاجمتك وارادت قتلك ، فليس من حقك ان تقتلها ، لكن ان تقتلك هي فلا ضير في ذلك . وها قد أدى تطبيق القانون الى (( سجن )) نعم سجن ، ومن الذي تم سجنه وما الرتبة التي كان يحملها ؟ انه ليس اكثر من مواطن أردني ، برتبة عميد متقاعد ، نعم عميد متقاعد ، يعني شو هالرتبة المتواضعة ؟ يعني تاج وثلاثة نجم ، بس !؟

أقسم بالله العلي العظيم انني قد تصببت عرقاً من خجلي ، وكأنني انا من إشتكى عليه ، وراجعت نفسي ، وتراجعت خجلاً من ان يُسجن قائد عسكري ، حمل رتبة على اكتافة لو ( فرطتها ) الى رتب أصغر لحصلت على عدد من القادة العسكريين . الا تعرفون كيف ، ومتى ، وماذا عمل حتى وصل هذا القائد العسكري الفذ الى هذه الرتبة العسكرية المهيبة !؟

لا أدري من هي الجهة التي أوعزت لإحدى الحكومات الأردنية لتتبنى تشريعاً معيناً خاصاً بمنع قتل الكلاب الضالة في الأردن !؟ ومن المستفيد من هكذا تشريع ؟ ولماذا ؟ ومن هي الجهات الخارجية التي تدعم وتساند وتغدق الأموال ؟ ومن المتكسب ؟

وهل الإستسلام هو الحل ؟ الا يمكن الرجوع عن هكذا قانون ؟ لنحمي الأردنيين كباراً وصغاراً من هجماتها الوحشية ؟

هل يمكننا معرفة عدد هجمات الكلاب الضالة سنوياً ؟ وكم كلفة المطعوم الواقي من داء الكَلَبْ ؟ الم يفكر احد بمعاناة الناس الذين يأخذون المطعوم ؟ ومدته التي تستمر لشهور . وما النتيجة التي يمكن ان تحصل لمن تعرض لهجوم من كلب ضال فيما لو لم يأخذ المطعوم الواقي من داء الكَلَبْ ؟ وما هو داء الكَلَبْ ، وما هي أعراضه ، وما الوضع الصحي الذي سيؤول اليه المصاب فيما لو لم يحصل على العلاج ، او حدث خلل وعدم التزام دقيق لتناول العلاج ؟ الا يعلمون ان مكان اعطاء الإبر في عضلة بطن المصاب ، الا يعلمون مدى المعاناة والألم ؟

وللعلم داء الكلب : هو فايروس (( مميت )) ، نعم مميت ، ينتقل الى البشر من لعاب الحيوانات المصابة بالعدوى ، وعادة ما ينتقل فايروس داء الكَلَبْ عن طريق العض . وحين تبدأ مؤشرات داء الكَلَبْ واعراضه في الظهور على شخص ما ، فتقريباً في كل الحالات ينتهي الأمر (( بالوفاة )) . ولهذا السبب ، يجب على اي شخص يكون قد تعرض للإصابة بداء الكَلَبْ تلقي لقاحات داء الكَلَبْ على سبيل الوقاية .

واليكم أعراض داء الكَلَبْ ، التي تظهر على الإنسان الذي تعرض لعضة من الكلاب الضالة :— الحمى / الصداع / الغثيان / القيء / الهياج / القلق / الإرتباك / فرط النشاط / صعوبة البلع / فرط افراز اللعاب / الخوف عند محاولات شرب السوائل ، نظراً لصعوبة ابتلاع الماء / الخوف عند هبوب الهواء في الوجه / الهلاوس / والأرق / والشلل الجزئي .

تصوروا ان أعراض داء الكَلَبْ هي ( ١٥ ) خمسة عشر عرضاً ، والنهاية الحتمية هي ( الموت ) ، نعم الموت للإنسان المصاب ، وليس للكلب ، الذي يطلق سراحة ليمارس نهش الأردنيين بحرية تامة ، للإلتزام بهدفٍ سامٍ يتمثل في وجود قانون يمنع قتل الكلاب الضالة . اما ان تقتل تلك الكلاب الضالة الأردنيين فلا ضير في ذلك .

ولنفرض انه تم ارتكاب هكذا خطأ تشريعي ، الا يمكن الرجوع عنه وإلغاؤه !؟

هناك تساؤل هام جداً : من يقف وراء هذا التشريع ؟ من يدعم ويحمي الكلاب الضالة التي تسرح ، وتمرح ، وتسيطر ، وتغطي كافة حارات المملكة ليلاً ، وتكمن وتترصد للمارة ليلاً ونهاراً .

عميدنا المتقاعد ، يامن كان من يحمل رتبتك قبل عقود كان يُسمى (( زعيماً )) ، ليس بمقدوري الا ان أعبر لك عن خجلي مما حصل لك . ستبقى زعيماً وعميداً في قلوب الشرفاء من أبناء وطنك . والإهانة الكبيرة ، العظيمة ، المعيبة التي تعرضت لها مسؤولة عنها الحكومة التي أُقر في ولايتها هذا القانون ، وكل الحكومات المتعاقبة التي لم تتجرأ على إلغائه .

سيدي عميدنا المتقاعد ، يامن لفحت شمس الصيف وجهك وتركت سمرته كتاج فخار على جبينك ، ويامن قرصك برد الشتاء وتشققت شفاهك وأطراف أصابعك وانت تعرض نفسك للخطر لتحفظ وطنك من المخاطر وتحافظ عليه آمناً ، أعذرنا ، فعلى ما يبدو ان أعظمنا تضحية للوطن ، الكلاب الضالة أهم منه .

على حد علمي ، انه تم اتخاذ اجراءات خاصة في كافة الوزارات بتحديد مسار خاص للمراجعين العسكريين لتمييزهم عنا نحن المدنيين البسطاء ، لتجنب وقوفهم في طوابير الإنتظار حفظاً لهيبتهم ، وتقديراً لخدمتهم للوطن . فتبين ان حياة الكلاب الضالة أهم من كافة الأردنيين مدنيين وعسكريين . شيء يضع العقل في الكف والله .

وأختم وأقول : لست حقوقياً ، ولا قانونياً — مع انني درست الحقوق لسنة واحدة في ثمانينات القرن الماضي — لكن للضرورة ، ولإعمال العقل ، وإبراز التناقض أحياناً في بعض تشريعاتنا ، سأسرد لكم نص قانون العقوبات على حق الدفاع الشرعي ، وذلك في المادة رقم ( ٢٤٥ ) :— [[ لا عقوبة مطلقاً على من قتل غيره او أصابه بجراح او ضربه أثناء إستعمال حق الدفاع الشرعي عن نفسه او ماله او عن نفس غيره ]] . تصوروا انه إذا أقدم إنسان على قتل إنسانٍ آخر وهو في حال الدفاع عن نفسه او ماله او عن نفس غيره لا عقوبة عليه مطلقاً . أما ان يهاجمك كلباً ضالاً فان عقوبتك السجن اذا قتلته وانت تدافع عن نفسك !؟ والله إنني خَجِلٌ من أُردنيتي في هكذا موقف مُعيب .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الکلاب الضالة داء الک ل ب

إقرأ أيضاً:

ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟

رغم تمتعه بإمكانية الوصول إلى أقوى شبكة لجمع المعلومات في العالم، يحرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استقاء معلوماته مما يشاهده عبر التلفزيون، وفق مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية.

وبحسب الكاتب في الصحيفة ديفيد غراهام، فإن ذلك كان سببا في تغيير ترامب لقناعته إزاء سياسة التجويع الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أقرّ بها في حديثه للصحفيين، قبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في أسكتلندا، الاثنين الماضي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست تسأل جمهورها عن قضية إبستين ودور ترامبlist 2 of 2أفغانستان المجني عليها في الإعلامend of list

وسأل أحد الصحفيين ترامب إن كان يتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يصر على نفيه "وجود مجاعة" في غزة، ليجيب "بناء على ما أراه في التلفزيون، أقول لا، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين جدا"، مضيفا "هذا مجاعة حقيقية، أرى ذلك، ولا يمكن تزويره".

يقول مساعدو ترامب السابقون إنه لا يقرأ ولا ينتبه أثناء الإحاطات الإعلامية، ويشك بشكل خاص في أجهزة الاستخبارات، لدرجة أنه يصدق كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدلا منها، وهذا يعني أنه على الرغم من حصوله على معلومات عالية الجودة عما يجري في غزة، فإنه لا ينتبه لها إلا عندما تظهر على شاشة التلفزيون.

بواسطة أتلانتك

ويعلق غراهام بأن نتنياهو سياسي ماكر، لكنه لا يستطيع إضعاف علاقة ترامب بالتلفزيون، ولذلك تختلف وجهات نظر الزعيمين مرة أخرى حول غزة، مضيفا أن التلفزيون يساعد ترامب على رؤية الأخبار من نفس منظور عامة الناس، الأمر الذي مكنه من تحقيق نجاحه السياسي، لكنه أيضا يضيّق أفقه، ويجعله عرضة للتلاعب.

"قوة الصورة" غيّرت قناعة ترامب

ولم يعلق الرئيس الأميركي كثيرا على مسألة التجويع في غزة حتى انتشرت في وسائل الإعلام، حيث توضح صور البالغين والأطفال الهزيلين ذوي البطون المنتفخة هذه الحقيقة بشكل أكثر واقعية من أي إحصائيات، وفق أتلانتك، في حين ساعد انتشار مقاطع الفيديو والصور في جذب الانتباه إلى هذه القصة، تماما كما ساعد ذلك في تغيير الرأي العام الأميركي ضد الحرب في غزة، إذ يقول أقل من ربع الأميركيين الآن إن الأعمال العسكرية الإسرائيلية "مبررة تماما".

إعلان

ويقول الكاتب إن إجلال ترامب للتلفزيون يتفاعل بشكل خطير مع شكوكه تجاه أي شخص يمثل خبرة مستقلة، مستحضرا قوله في عام 2015: "أنا أعرف عن داعش أكثر مما يعرفه الجنرالات".

ويقول مساعدو ترامب السابقون إنه لا يقرأ ولا ينتبه أثناء الإحاطات الإعلامية، ويشك بشكل خاص في أجهزة الاستخبارات، لدرجة أنه يصدق كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدلا منها، وهذا يعني بالنسبة لغراهام أنه على الرغم من حصوله على معلومات عالية الجودة عما يجري في غزة، فإنه لا ينتبه لها إلا عندما تظهر على شاشة التلفزيون.

القناة التي يفضّلها ترامب

وبحسب الكاتب الأميركي، يمثل ما وصفه بالتدفق الضيّق للمعلومات مشكلة، لأن التلفزيون ليس مصدرا جيدا للمعلومات بحد ذاته، بل يجب أن يُستهلك كجزء من نظام إخباري متوازن. وينطبق هذا تحديدا على القناة التلفزيونية التي يبدو أن ترامب يستهلكها أكثر من غيرها، وهي قناة فوكس نيوز، التي قام الباحث الليبرالي مات جيرتز بتوثيق العلاقة المباشرة بين برامجها وتغريدات ترامب خلال ولايته الأولى. وقد وجدت العديد من الأبحاث على مدى سنوات عديدة أن مشاهدي فوكس نيوز أقل اطلاعا من مستهلكي الأخبار الآخرين.

ويعتبر اعتماد ترامب على الأخبار التلفزيونية هدفا سهلا لأي شخص يحاول التأثير عليه، كما يؤكد بحث جيرتز، فقد اعتمد السيناتور ليندسي غراهام، من ولاية ساوث كارولينا، إستراتيجية الظهور على التلفزيون لمحاولة إيصال رسائل إلى ترامب، وقد سأل أحد المذيعين السيناتور غراهام خلال مقابلة: "هل نقلت هذا شخصيا إلى الرئيس؟" ليجيب الأخير: "لقد فعلت ذلك للتو".

وحاول السياسيون الذين يسعون للحصول على دعم ترامب استخدام التلفزيون أيضا، إذ نشر النائب الجمهوري توماس ماسي، إعلانات في فلوريدا أثناء ترشحه لإعادة انتخابه في عام 2020 لكي يراها ترامب، وكذلك فعل معارضو ترامب الذين يرغبون في استفزازه.

ويعلق الكاتب، "حقيقة أن الرئيس يمكن إقناعه بسهولة تثير القلق بحد ذاتها، وتساعد في تفسير التقلبات السياسية خلال فترتي رئاسته، لكنها تشكل خطورة خاصة في عصر المعلومات المضللة".

ويضيف غراهام أن الاعتقاد الساذج لدى ترامب بأن ما يراه على التلفزيون "لا يمكن تزويره" يتناقض مع العديد من الصور المزيفة المؤثرة التي تنتشر على فيسبوك، وفيما يتعلق الأمر بغزة، فإنه لديه إمكانية الوصول إلى أدلة وتحذيرات أكثر موثوقية عبر خبراء حقوق الإنسان، ولكن يبدو أن هذه الأدلة والتحذيرات لا تؤثر عليه.

مقالات مشابهة

  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • تعقيم الكلاب الضالة بالغردقة لحماية الصحة العامة
  • محاكمات الشجرة (يوليو 1971): مهرجان الكلاب الجائعة
  • الأمير الذي نام طويلاً.. واستيقظت حوله الأسئلة
  • ندوة بصنعاء بعنوان “الآثار المنهوبة بين التشريعات وآليات الاسترداد”
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • ما الذي يُمكن تعلّمه من أحداث السويداء؟
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)