الصحة تعزز الوعي المجتمعي بتبني عادات غذائية صحية
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
اختتمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع حملتها التوعوية حول تحفيز وتشجيع أفراد المجتمع على تناول الخضراوات والفواكه في وجباتهم اليومية من خلال تزويدهم بالإرشادات اللازمة لاتخاذ خيارات صحية بشأن نظامهم الغذائي.
وتأتي الحملة في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى الارتقاء بجودة الحياة الصحية وحرصها على تعزيز الوعي المجتمعي بتبني عادات غذائية صحية.
وتضمنت الحملة التي استمرت لمدة شهر تقديم النصائح حول كيفية دمج الفواكه والخضراوات في الوجبات اليومية الخفيفة وكيفية تخطي التحديات لتناول الغذاء الصحي حيث استهدفت تشجيع أفراد المجتمع على تناول خمس حصص من الخضراوات والفواكه لاحتوائها على العناصر الغذائية الأساسية والفيتامينات والمعادن المهمة التي تعتبر حيوية ومهمة للحفاظ على صحة جيدة فضلاً عن التشجيع على استهلاك الخضراوات والفواكه من مصادر محلية مستدامة.
أخبار ذات صلةوأقيمت فعاليات الحملة في كل من مركز تسوق "راك مول" في رأس الخيمة و"كورنيش قدفع" في الفجيرة و"سيتي سنتر" في عجمان و"سيتي سنتر الزاهية" في الشارقة و"الخوانيج ووك" في دبي.
وأكد الدكتور حسين عبدالرحمن الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة أن الحملة التوعوية التي أطلقتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتناول الخضراوات والفواكه في الوجبات اليومية تأتي في إطار استراتيجيتها الهادفة لإدارة البرامج الصحية الوقائية والمجتمعية الداعمة لجودة الحياة الصحية ورفع مستوى الصحة العامة في المجتمع، مشيراً إلى أن أهمية هذه الحملة تكمن في استهدافها مختلف أفراد المجتمع من خلال تقديم المعلومات الصحيحة والنصائح العملية لتغذية صحية وتحفيزهم على تناول الخضراوات والفواكه في وجباتهم بشكل يومي لاحتوائها على العناصر الغذائية الأساسية بما يؤسس لنمط حياة صحي وتبني عادات غذائية سليمة ومستدامة.
وقالت نوف خميس العلي مديرة إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع إن أهمية هذه الحملة تأتي انطلاقاً من دورها في زيادة الوعي المجتمعي بإتباع نظام تغذية صحي بما في ذلك أهمية تناول الخضراوات والفواكه في الوجبات اليومية وخصوصاً أن إطلاق الوزارة لهذه الحملة جاء بعد دراسة أظهرت أن 83 % من أفراد المجتمع لا يتناولون الخضراوات والفواكه ما يؤكد أهمية تشجيعهم على اتخاذ الخيارات الصحية السلمية وتزويدهم بالمعلومات والإرشادات اللازمة لدمج الخضراوات والفواكه ضمن الحصص الغذائية اليومية.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وزارة الصحة ووقاية المجتمع العادات الغذائية أفراد المجتمع
إقرأ أيضاً:
اللغة القانونية وتأثيرها في الوعي الجمعي
عيسى الغساني
القانون أيًّا كان موضوعه، يتكون من مجموعة نصوص قانونية يطلق عليها مواد أو بنود قانونية، وهذه النص يحمل في جوهرة فكرة يسعي النص الي تبليغها الى عقل ووعي المخاطب بها وكل من له صلة او اطلاع او تأثر او تأثير، فكما هو معلوم، ان نصوص القانون أداة لبناء الوعي وتشكيل السلوك الفردي والجمعي. وبمعني اخر تجيب على تساؤل ماهي صورة القانون في الوعي الجمعي؟ وما الطريقة التي يفهم بها المجتمع العدالة، والحق والتزام.
الكلمة القانونية تختزل قوة مضاعفة وهي قوة النص وقوة الجهة المصدرة للنص فعندما يقال يجب، يلتزم فان اللغة هنا تتجاوز الدلالة اللفظية لتصنع توجيها سلوكيا بوجدان الفرد والمجتمع الذي بمرور الوقت يكون العادة وعند ثبات العادة تصبح ثقافة.
ولعلة من المدرك والمعلوم أن اللغة القانونية تبني وتزرع أهم قيمة معنوية للوعي الجمعي وهي مفهوم وصورة العدالة، والكلمة والوعي ثنائي مترابط، ذلك أن الكلمة خيال وصورة وشعور فعند وضوح الكلمة تتضح الدلالة، هذه المقدمة تقتضي بالضرورة وضوح النص القانوني وبعدة عن الغموض او البعد عن الواقع، فالغموض القانوني يُشوِّه العدالة، وهذا شرط اجتماعي ونفسي ليس لإنتاج الثقة؛ بل لصحة النص القانوني.
كيف يكون النص القانوني غامضا؟ يقاس النص القانوني بالغموض عندما يكون للنص اكثر من تفسير بحيث يوجه نحو غايات واهداف بعيدة عن غايات التشريع او القانون او اللائحة التي ينتمي اليها هذا النص. وأقرب مثال لذلك نفس الحالة القانونية الاولى تعامل بالإيجاب والأخرى بالسلب دون سبب معلوم هنا يتولد الغموض المعطل لبناء لثقة في النص القانوني. وهذا الغموض يولد الخوف من التعامل مع القوانين، وهن الثقة، دور أكبر للوسطاء، وعنصر نفسي هو تقلص الشعور بالمساواة امام القانون.
بيمنا اللغة القانونية والنص القانوني الواضح تجعل القانون متاحا أكثر انتشارًا وقبولًا، وهناك ثلاث مسافات لغوية للصياغة القانونية، أولًا: مسافة القاموس: استخدام مصطلحات صعبة لا توجد في الثقافة الاجتماعية وغير مفهومة وهذا غموض غير منتج اذ يشكل فراغ بين القانون والمتلقي. ثانيًا: مسافة الطبقة وهي احتكار المشتغلين بالقانون لحق المعرفة ولفهم وانهم الوحيدون فقط من لهم حق فهم وتفسير القانون وهذا ينشي الانفصام بين النص القانوني والمتلقي والمخاطب، وهنا ينشي الفراغ المعرفي يملي بأدوات اخري نفسية واجتماعية لا تنسجم مع اهداف وغايات القانون ومنها محاولة بناء أدوات سلوك التحايل على القانون. وثالثًا: مسافة الواقع وهي ابتعاد القانون عن الواقع المعاش وكلما زادت هذه المسافة قل ارتباط المجتمع بالقانون.
والقاعدة هي أن القانون يتحدث والمجتمع يستقبل؛ فالكلمات القانونية تمثل تأثيرًا خفيًا على الوعي، فعندما يسمع الناس كلمات مثل النظام العام والمصلحة العامة والخير العام تتشكل صورة أن القانون جزء من النظام الاجتماعي وأحد مكونات الرعاية والتماسك الاجتماعي والضبط الاجتماعي.
اللغة القانونية ليست مجرد لغة؛ بل أداة تقنية تبني الثقة او تهدما، تخلق القبول او الرفض، تقرب القانون من المجتمع او تبعده عنهم، والاهم تحول العدالة من نص مكتوب الى تجربة اجتماعية وواقع معاش.
وأخيرًا.. هل يمكن قياس النص القانوني قبل صدوره؟ الجواب أن هناك العديد من الأنظمة القانوني تستخدم اختبار الصدمة لقياس مدى الأثر قبل صدور القانون بحيث يُعدَّل النص ويُطوَّر قبل صدوره لتقليل أي أثر سلبي وتعزيز عناصر قوة القانون؛ فاللغة القانونية ليست حيادية؛ بل فاعل اجتماعي، ووعي المجتمع بالقانون يبدأ من وعيه بلُغته.
رابط مختصر