عربي21:
2024-06-12@06:33:16 GMT

الحرب المجمدة في سوريا تتوسع بسبب حرب غزة

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

الحرب المجمدة في سوريا تتوسع بسبب حرب غزة

نشرت مجلة "ناشونال انترست" مقالا لألكسندر لانغولويس قال في فيه إن حالة عدم الاستقرار في سوريا تنتشر في ظل حرب غزة. وقال إن النزاعات في غرب آسيا تتوسع وسط تركيز الانتباه الدولي على غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة.

ولعل أهم ضحية غير معترف بها للحرب المستمرة في غزة هي قدرة العالم على تخفيف ومعالجة النزاعات الأخرى.

وتقدم سوريا حالة للدراسة وتوضح هذه الدينامية وتثبت أن الحروب "المجمدة" أو السماح بها قد تتفاقم وبآثار كارثية محتملة، وبخاصة عندما يستخدم لاعبون خبثاء عدم الاستقرار لتعزيز مصالحهم.

وقد عبر الكثير من الخبراء والمسؤولين عن قلقهم من توسع الحرب في غزة. وحددوا عددا من المخاطر الحقيقية المبررة وبخاصة عند مراقبة صعود جوهري في حوادث العنف بسوريا ومنذ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وبالتأكيد فقد اتخذ المشاركون في الحرب السورية التي مضى عليها 13 عاما خطوات لتعزيز مصالحهم في سوريا وبظل الحرب الإبادية الواضحة التي تقوم بها "إسرائيل" في غزة والاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينيية.


وزادت تركيا من هجماتها ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة المستقلة في شمال- شرق سوريا. ويهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية في شمال-شرق سوريا مهما كانت "التهديدات" التي منعت عمليات سابقة، في إشارة لروسيا والولايات المتحدة التي منعت عمليات أخرى في شمال- غرب وشمال- شرق سوريا.

وتعمل إيران بجد من أجل توسيع مصالحها في سوريا، ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر قامت مع ما يطلق عليه محور المقاومة بتوسع جوهري في معظم أنحاء البلاد. واستخدمت المصادر المحلية، مما يعطي فكرة أن إيران وسعت من منشآتها العسكرية في البلاد ومن خلال الحرس الثوري الإسلامي.

وبالتوازي مع الجهود الإيرانية، هاجمت الميليشيات الداعمة لإيران المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا والأردن حوالي 180 مرة  وفي علامة تضامن مع فلسطين. وتواصل الولايات المتحدة الرد على هذه الهجمات وضد نفس الجماعات في سوريا.

والأمثلة كثيرة، فقد زاد الأردن من غاراته ضد خلايا تهريب الكبتاغون في جنوب سوريا وسط زيادة تهريب المادة التي يحظى توزيعها وتهريبها بدعم من النظام السوري وإيران والميليشيات المسلحة.

وهناك "إسرائيل" التي تضرب بشكل منتظم مواقع لمحور المقاومة في أنحاء سوريا، بما في ذلك منشآت مدنية مثل مطاري حلب ودمشق، وبذريعة أن الحرس الثوري يستخدمهما لنقل الأسلحة.

وتواصل قوات النظام هجماتها ضد المعارضة في شمال- غرب سوريا. ويفهم كل لاعب واقع سوريا ضمن السياق الجيوسياسي الأوسع، مع أن كل واحد منهم يرفض توسع الحرب في غزة.

ويزعم البعض، وبخاصة إيران أن الهجمات هي للتضامن مع فلسطين، حيث تستخدم الجماعات الموالية لها لاستهداف القوات الأمريكية، بدون أن تدفع هي الثمن. وتعمل هذه الهجمات على تعزيز شعبية محور المقاومة في الشرق الأوسط، كما ظهر من عمليات الحوثيين في اليمن ضد الملاحة التجارية.


ويرفض الكثير من صناع السياسة في الغرب والمحللين ربط هذه الحوادث بحرب غزة. ومع ذلك فإن المنطق الحقيقي وراء هذه الهجمات لا معنى له مقارنة مع ما تسعى الجماعات هذه لتحقيقه عبر أقوالها وأفعالها.

وفي حالة إيران، فالتضامن مع فلسطين هو وسيلة لتقويض منافسيها في غرب آسيا وتحديدا الولايات المتحدة، على أمل انسحابها من المنطقة. وتظل سوريا في جوهر السياسة الجيوسياسية، لكن تم التقليل من أهميتها على حساب قضايا أخرى. فرغم مقتل أكثر من نصف مليون شخص في الحرب، إلا أن خفض التوتر في السنوات الماضية وتجمد الصراع حرف انتباه العالم لنزاعات أخرى مثل اليمن وأوكرانيا والآن غزة.

وأصبحت الإستراتيجية التي يتبناها صناع السياسة هي "تجميد" النزاع. وبسبب تزايد النزاعات حول العالم، ومعها عدم الاستقرار فقد مال القادة نحو حل وحيد يفشل في تحقيق السلام أو خفض التصعيد. وبهذه المثابة أصبحت إدارة النزاع هي عنوان المحاولات بدلا من تحديد أسباب عدم الاستقرار في غرب آسيا.


ونشأ هذا الواقع ليس بسبب غياب البدائل، ولكن غياب الشجاعة من القادة الذين سمحوا ببقاء الوضع القائم في سوريا وبناء على أهداف غامضة. والوجود العسكري الأمريكي في شمال- شرق سوريا مثال واضح، فلا أحد يعرف لماذا تبقى القوات الأمريكية هناك بعد هزيمة مقاتلي تنظيم الدولة. وتزعم واشنطن التي لا تملك استراتيجية حقيقية في سوريا وتزعم أن قواتها ضرورية لمنع عودة تنظيم الدولة، مع أن انتشار القوات هناك مرتبط بمرحلة ما بعد أحداث 9/11 والحروب الدائمة- أي الحد من التأثير الإيراني وكسر الهلال الشيعي الممتد من إيران إلى لبنان.

ومن هنا أصبحت سوريا اليوم ساحة حرب لا تنتهي يقوم كل لاعب فيها بتوسيع مصالحه الإقليمية عبر وسائل تصعيد عسكري وعلى حساب الحل الدائم، مما يطيل أمد الحرب وسط موضوعات إقليمية ودولية جديدة، بشكل يقيد قدرة أصحاب المصلحة في الحرب على معالجة نزاع واحد.

وتتزايد مشكلة عدم الاستقرار في سوريا بسبب القرارات الانتهازية لكل لاعب، مما يعني غياب منظور السلام في البلد ومناطق أخرى، بشكل يوسع  من المعاناة الإنسانية. وفي مرحلة ما يجب على القادة اتخاذ قرارات صعبة لتخفيف ومنع انزلاق النزاعات وتوسعها بالمنطقة وحول العالم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سوريا غزة النزاعات سوريا غزة نزاع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عدم الاستقرار شرق سوریا فی سوریا فی شمال فی غزة

إقرأ أيضاً:

بسبب الحرب على غزة.. 2.7 مليار دولار عجزًا في ميزانية إسرائيل خلال مايو

أسفرت الحرب الصهيونية على غزة عن عجز في ميزانية دولة الاحتلال قدره 10 مليارات شيكل تعادل 2.7 مليار دولار في مايو، حسب بيان وزارة المالية الذي أوضح أن العجز جاء نتيجة ارتفاع الإنفاق على الحرب التي تخوضها ضد الشعب الفلسطيني في غزة وبعض المناطق الأخرى.

وارتفع العجز إلى 7.2% من الناتج المحلي الإجمالي في مايو مقابل 7% في إبريل، متجاوزا الهدف البالغ 6.6% لعام 2024 بأكمله. وبلغ الإنفاق على الحرب، التي بدأت في أكتوبر الماضي 70 مليار شيكل تعادل 18.9 مليار دولار.

في المقابل، قفزت إيرادات الضرائب في مايو 19.3%، وارتفع الدخل من الضرائب 0.3% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2024. وقالت مالية الاحتلال إنه بسبب عطلة عيد الفصح في إبريل، تم تحويل قرابة خمسة مليارات شيكل من مدفوعات الضرائب إلى مايو.

إلى ذلك، تكبد الاقتصاد الصهيوني في أول 7 أشهر منذ الحرب على غزة خسائر بالغة، كلفت احتياطاتها من النقد الأجنبي نحو 5.6 مليار دولار، ما دفع تل أبيب إلى البحث عن بدائل لتغطية عجز الموازنة المتوقع بلوغها 8 مليارات دولار خلال العام الحالي 2024، من بينها زيادة الضرائب.

وحسب البنك المركزي الإسرائيلي تراجع احتياطي النقد الأجنبي في البلاد نهاية إبريل 5.63 مليا دولار، إذ وصل إلى 208 مليارات، فيما تراجعت الاحتياطيات بحوالي 41% نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي.

بلغت ديون دولة الكيان الصهيوني نحو 43 مليار دولار عام 2023 بسبب الحرب على غزة وامتدت إلى عام 2024 وفق وزارة المالية حيث شملت:

304 مليارات دولار إجمالي الدَّين العام الإسرائيلي حتى نهاية 2023.21 مليار دولار ديون إضافية.6 مليارات دولار إجمالي القروض عام 2022.بلغت نسبة الدَّين إلى الناتج المحلي حوالي 62.1%.توقعات ببلوغ هذا الدَّين مستوى 67% عام 2024.إسرائيل جمعت 8 مليارات دولار من بيع سندات دولية منذ أكتوبر حتى إبريل الجاري.

ويتوقع مراقبون أن يكون عام 2025 ضائعًا اقتصاديًا، مع ارتفاع عجز الموازنة وهو ما سيفضي في النهاية إلى مزيد من التدهور في نسبة الدين العام مقارنة بالناتج المحلي، وربما مزيدًا من خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل.

اقرأ أيضاًبسبب حرب غزة.. إسرائيل تخسر الموسم السياحي وقطاع الطيران المدني يواجه أزمة

مبيعات مصرية وعربية تهبط بقطاعات البورصة نهاية تعاملات اليوم

بعد الطرح الثانوي.. الحكومة السعودية تسيطر على 97.62% من «أرامكو»

مقالات مشابهة

  • العقوبات الغربية: جدية أم وسيلة للضغط؟
  • أعضاء في «الوطني»: قرارات مجلس الوزراء تعزز الاستقرار الاجتماعي
  • أعضاء في «الوطني»: تعزز الاستقرار الاجتماعي
  • صحفي: تركيا أكبر خاسر في الحرب السورية!
  • وسط تصعيد مع حزب الله.. إسرائيل تشن حملة خفية في سوريا
  • أول تعليق من إيران على استقالة جانتس من حكومة الحرب الإسرائيلية
  • معاناة خرساء.. حتى الحيوانات تدفع ثمن ويلات الحرب
  • العاصفة الكاملة في الشرق الأوسط
  • بسبب الحرب على غزة.. 2.7 مليار دولار عجزًا في ميزانية إسرائيل خلال مايو
  • الملك عبد الله الثاني.. 25 عامًا من الاستقرار والإنجاز