الجزيرة:
2025-12-12@10:08:40 GMT

ماذا تنتظر إسطنبول من رئيس بلديتها المقبل؟

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

ماذا تنتظر إسطنبول من رئيس بلديتها المقبل؟

إسطنبول تتجه الأنظار نحو مدينة إسطنبول مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية المرتقبة في نهاية مارس/آذار المقبل، نظرا لوزنها السياسي والاقتصادي المهم، حيث تفوق في تأثيرها حتى العاصمة أنقرة، وتصبح ساحة لتنافس حاد بين الأحزاب التركية في انتخابات قد ترسم خارطة المستقبل السياسي لتركيا.

ولعل إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداده لحملة انتخابية جديدة بهدف استعادة بلدية إسطنبول عشية فوزه بالانتخابات الرئاسية في مايو/أيار الماضي يأتي برهانا على الأهمية التي تمثلها المدينة بالنسبة للحزب الحاكم وأحزاب المعارضة على حد سواء.

يخوض حزب "العدالة والتنمية" الانتخابات المحلية لمدينة إسطنبول بالتنسيق مع حزب "الحركة القومية" عبر مرشحهما المشترك مراد قوروم، في منافسة شرسة مع أحزاب المعارضة -وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري ومرشحه رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو– على رئاسة البلدية لـ5 سنوات قادمة.

تعرضت إسطنبول -التي تجاوز عدد سكانها 16 مليونا- لأزمات متعددة في ظل إدارة رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو الذي كانت أنظاره متجهة نحو آفاق سياسية أوسع تتمثل في السعي للسيطرة على حزب الشعب الجمهوري والطموح إلى منصب نائب رئيس الجمهورية ضمن تحالف الطاولة السداسية المعارض خلال الانتخابات الرئاسية 2023.

مع اقتراب الانتخابات المحلية المرتقبة ترصد الجزيرة نت من خلال تتبعها أبرز ما عانت منه إسطنبول خلال الفترة الماضية وعبر سلسلة من المقابلات مع عدد من سكانها بعضا من توقعات الناخبين وتطلعاتهم لرئيس البلدية المقبل.

صورة تجمع مراد قوروم (يسار) ووزير المواصلات والبنية التحتية نشرها الأول على حسابه في موقع إكس (مواقع التواصل) أزمة المواصلات

مراد يلباش -الذي يدير بقالة صغيرة في قلب إسطنبول- تحدث عن أزمة الازدحام المروري، والتي تجسد أحد أكبر التحديات في المدينة قائلا "كل صباح أواجه معضلة حقيقية، إما أن أعلق في الازدحام المروري لساعات عندما أقود سيارتي أو أتعرض لمخاطر تأخير وأعطال الحافلات العامة".

وأرجع يلباش ذلك إلى سببين، أولهما العدد الكبير للمقيمين في المدينة ما بين أتراك وأجانب وسياح، الأمر الذي يشكل ضغطا على وسائل النقل في ظل غياب الرقابة المستمرة، بالإضافة إلى إهمال البلدية أعمال صيانة وتحديث حافلات النقل العام.

وأعرب يلباش عن أمله الشديد في أن يقوم الرئيس المقبل لبلدية إسطنبول بجعل تطوير قطاع المواصلات أولوية قصوى في أجندته، وألا يكون ذلك على حساب رفع تكاليف المواصلات العامة التي اعتبرها مرتفعة في الأصل.

وعانى قطاع المواصلات في إسطنبول من مشاكل حقيقية خلال السنوات الماضية، إذ بات تعطل الحافلات العامة أو حتى احتراقها أمرا شائعا يحدث بشكل متكرر، الأمر الذي يعكس حاجة ماسة لإصلاحات جذرية في نظام المواصلات العامة.

"أتمنى ألا نغرق كلما أمطرت"، بهذه الكلمات انتقد المواطن التركي حسن تشيفشي إدارة بلدية إسطنبول الحالية بسبب تقصيرها في صيانة ومتابعة أعمال الصرف الصحي التي تتسبب بإغلاق الكثير من الشوارع الرئيسية في مناطق متعددة من المدينة.

وعانت المدينة خلال السنوات الماضية من العديد من حالات السيول الجارفة وتراكم الثلوج، والتي كانت سببا في شل حركة المدينة لأيام، ولعل من أبرز تلك الحوادث العاصفة الثلجية الشهيرة التي ضربت المدينة في شتاء عام 2022، والتي أدت إلى تعطل حركة المرور وبقاء الناس عالقين في الشوارع قرابة يوم كامل، إلى أن تدخلت الحكومة وفتحت الطرق.

الزلزال والكلاب

من جهة أخرى، تعبر شيماء إيرسين -وهي ربة منزل وأم لـ3 أطفال- عن قلقها العميق من زلزال إسطنبول المرتقب، والذي بات يؤرق بال الكثيرين في المدينة.

تقول إيرسين "الخبراء يحذرون من زلزال كبير محتمل في إسطنبول، وأنا قلقة حقا عما إذا كنا مستعدين بما يكفي، أتمنى أن يتم وضع خطط وقائية تنفذها البلدية للتخفيف من آثار الزلزال، خاصة بعد الدمار الذي شهدناه في المناطق التي ضربها زلزال كهرمان مرعش".

كما ربطت بين مخاوف الزلزال والارتفاع الكبير في إيجارات المنازل في المدينة، مما يجعل العيش في مناطق آمنة وبعيدة عن خطر الزلزال أمرا بعيد المنال للعديد من العائلات، مطالبة بتسريع أعمال التحول الحضري في جميع المناطق المعرضة لخطر الزلزال.

أما مشكلة الكلاب الضالة فقد برزت باعتبارها إحدى المشاكل التي يجمع عليها أغلبية سكان مدينة إسطنبول، إذ تجاوز عدد الكلاب الضالة في تركيا أكثر من 10 ملايين كلب تتسبب بعشرات الوفيات والإصابات الخطيرة كل عام عند محاولة الناس الهروب منها.

وبحسب منظمة "مشكلة الكلاب الضالة"، فإن 33 شخصا لقوا حتفهم خلال عام 2022 عند هروبهم من كلاب ضالة، وهو الأمر الذي شكل هاجسا لدى المواطنين سرعان ما تحول إلى مطالبة رسمية بحل الأزمة.

رئيس بلدية إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو (الأوروبية) كيف ستختار إسطنبول رئيسها؟

أما بخصوص توجهات الناخبين فيقول الأكاديمي في العلوم السياسة بجامعة أنقرة بيلجن يلماز في حديثه للجزيرة نت إن من الطبيعي أن يصوت الناخبون بناء على انتماءاتهم الحزبية المبنية على أحداث وانطباعات سابقة، لكن في الوقت نفسه ينتظر الناخب من حزبه حلولا ملموسة للأزمات التي يعاني منها على مدار السنوات الماضية.

وأشار يلماز إلى أن الناخب التركي بات أكثر إدراكا ووعيا اليوم بضرورة تقديم المصلحة على العاطفة، ولا سيما أن نتائج الانتخابات المحلية تنعكس على حياة المواطن بشكل مباشر ويومي، في حين أن العاطفة والانتماء قد يكون لهما مساحة أكبر في الانتخابات الرئاسية.

وطالب الأكاديمي الأحزاب السياسية التركية بضرورة إدراك مشاكل المدينة الآخذة في الازدياد، وأن للناخبين متطلبات وتوقعات يأملون حلها بشكل سريع، مشيرا إلى أن مقابلة عواطف الناخبين بخطوات إيجابية تنعكس على حياتهم تضمن استمرارية العلاقة بين الناخب والحزب لمدة أطول.

كما أشار إلى أن التغيرات والمتطلبات في إسطنبول باتت سريعة ودائمة، فعلى سبيل المثال لم تكن مشكلة الحيوانات الضالة بين أجندة المواطنين خلال الانتخابات الماضية ولم يتطرق لها أي من المرشحين، لكن مع ظهورها كمشكلة يتحتم على الأحزاب مواكبة مشاكل ناخبيهم والعمل وفقا لها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی المدینة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ائتلاف المالكي:رئيس الوزراء المقبل قريب جداً على “المقاومة الإسلامية الحشدوية”!!

آخر تحديث: 10 دجنبر 2025 - 1:56 م بغداد/ شبكة أخبارالعراق- كشف عضو ائتلاف دولة القانون، زهير الجلبي،الأربعاء، عن تطورات سياسية حساسة تسبق مرحلة حسم تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً أن المشهد ما زال معقداً بفعل الخلافات داخل الكتل الفائزة والتدخلات الخارجية المتصاعدة.وقال الجلبي في تصريح  صحفي، إن “المحكمة الاتحادية قد تتجه خلال الفترة القريبة المقبلة إلى استبعاد شخصية مهمة من الفائزين بالانتخابات البرلمانية، وهو ما سيزيد من تعقيد المشهد السياسي وتوزيع المقاعد داخل البرلمان”. وأضاف أن “التأخير الحاصل في اختيار رئيس الجمهورية بدأ ينعكس سلباً وبشكل مباشر على ملف ترشيح رئيس الوزراء، الأمر الذي يؤجل خطوات تشكيل الحكومة”.وأشار الجلبي إلى أن “التطور الأبرز حالياً هو حسم الإطار التنسيقي لخياره بعدم منح ولاية ثانية لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، وأن المرشح المقبل سيكون اسماً قريباً من الكتل الفائزة داخل الإطار، بما يضمن توافقاً أوسع وقدرة على ضبط المرحلة القادمة”.وبين أن “المرحلة المقبلة تتطلب رئيس وزراء يحظى بثقة فصائل المقاومة والكتل السياسية الفائزة، خصوصاً أن التحديات الأمنية والاقتصادية تحتاج قيادة متفقاً عليها داخل البيت الشيعي وباقي المكونات”.واتهم الجلبي “الولايات المتحدة وبعض اللوبيات السياسية بالتدخل السافر في مسار اختيار رئيس الوزراء المقبل”، مؤكداً أن “هذه الضغوط تمارس لمحاولة تغيير مسار التفاهمات الداخلية، وهو ما ترفضه القوى الوطنية التي تصر على قرار عراقي خالص”.وأكد الجلبي أن “الأيام المقبلة ستشهد حراكاً مكثفاً لحسم منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء”، مشدداً على أن “تجاوز التدخلات الخارجية والتوصل إلى توافق داخلي سيحدد شكل الحكومة المقبلة ومسارها السياسي خلال السنوات الأربع القادمة”.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تم من تطوير بمستشفى قصر العيني وأهم التحديات؟..رئيس جامعة القاهرة يجيب
  • رئيس الناتو يحذر الحلفاء من خطر روسيا خلال 5 سنوات.. ماذا قال؟
  • تركيا.. اعتقال رئيس تحرير قناة خبرترك بتهمة المخدرات
  • رئيس ديوان المظالم يتفقد محاكم المدينة ويوجه بسرعة معالجة طلبات المستفيدين
  • ائتلاف المالكي:رئيس الوزراء المقبل قريب جداً من “المقاومة الإسلامية الحشدوية”!!
  • ائتلاف المالكي:رئيس الوزراء المقبل قريب جداً على “المقاومة الإسلامية الحشدوية”!!
  • حث على مضاعفة الجهود للارتقاء بخدمة المستفيدين.. رئيس ديوان المظالم يتفقد محاكم المدينة المنورة
  • مفوضية الانتخابات: السبت المقبل موعد لإجراء الانتخابات في 9 بلديات
  • رئيس الوفد السعودي في حضرموت: نرفض إدخال المدينة في صراعات جديدة
  • افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا