أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج
صناع القرار في انتظار تدفق الأموال العربية والأجنبية الراغبة في شراء الأصول المصرية بثمن بخس وبرخص التراب.
حذار من عودة الأموال الساخنة التي مثلت عبئا شديدا على الموازنة العامة وسوق الصرف الأجنبي قبل انسحابها بداية 2022.
أعين صناع القرار وكبار المسؤولين معلقة على الخارج بانتظار الفرج لاحتواء أزمة الاقتصاد الحادة والتغلب عليها ولو مؤقتا أو ترحيلها لسنوات مقبلة.
اهتمام المسؤولين الأكبر ينصب على الغير لحل أزمة الاقتصاد، أي الحصول على مزيد من القروض العاجلة من الدائنين الدوليين، أو مساعدات واستثمارات دول الخليج.
لا تصور حقيقي ولا برنامج واقعي لاحتواء الأزمة يوقف الاقتراض الخارجي وتنمية موارد الداخل وزيادة الإنتاج وتعزيز التصدير والصناعة والاستفادة بموقع مصر الاستراتيجي وثرواتها الضخمة.
* * *
المتابع لأزمة مصر الاقتصادية الحالية والحلول المطروحة بشأنها يلحظ أن عيون صناع القرار وأفئدة كبار المسؤولين في الدولة ومن يدور في فلكهم باتت معلقة على الخارج، وفي انتظار وصول الفرج منه لاحتواء تلك الأزمة الحادة والتغلب عليها ولو مؤقتا أو على الأقل ترحيلها لسنوات مقبلة.
وشاهد العيان يلحظ أن الاهتمام الأكبر لهؤلاء بات ينصب على الاعتماد على الغير لحل المعضلة الاقتصادية، سواء في شكل الحصول على مزيد من القروض العاجلة من الدائنين الدوليين، أو مساعدات واستثمارات دول الخليج.
أو عودة الأموال الأجنبية الساخنة التي مثلت عبئا شديدا للموازنة العامة وسوق الصرف الأجنبي قبل انسحابها كليا في بداية عام 2022، أو في انتظار تدفق الأموال العربية والأجنبية الراغبة في شراء الأصول المصرية بثمن بخس وبرخص التراب.
وللأسف وبدلاً من أن يعمل صانع القرار على صياغة خطط عاجلة واستراتيجية متوسطة وطويلة الأجل للتعامل مع الأزمة الاقتصادية قبل استفحالها وتحولها إلى ظاهرة عصية على الحل، بات الخارج وحده فقط هو من سيخفف حدة الأزمة من وجهة نظر هؤلاء، ويعيد الهدوء لسوق الصرف المضطرب، ويكبح الدولار الهائج، ويخفف من حدة الغلاء الذي تعاني منه الأسواق على مدى شهور طويلة، ويوفر السيولة الدولارية، ويغطي العجز في أصول البنوك من النقد الأجنبي والتي تجاوزت 27 مليار دولار.
ببساطة يرى هؤلاء أن بداية حل الأزمة الاقتصادية الحادة يبدأ من الخارج لا من الداخل، ولذا فإن الرهان على التالي:
1. إنجاز المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بسرعة لانتزاع موافقته على ضخ مزيد من مليارات الدولارات في خزانة مصر الخاوية من السيولة بالنقد الأجنبي، وإقرار طلب الحكومة زيادة قيمة القرض المطلوب من 3 مليارات إلى 7 مليارات وربما 10 مليارات دولار، والإفراج عن الشريحتين الثانية والثالثة من القرض الأول والبالغة قيمتهما نحو 700 مليون دولار.
2. يعقب قرار صندوق النقد فتح خزائن الدائنين الدوليين والإقليميين لاغتراف المزيد من مليارات الدولارات منها، سواء البنك الدولي أو البنك الأوروبي ومؤسسة التمويل الدولية والبنك الأفريقي للتنمية والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد والبنك الإسلامي للتنمية وغيرها من المؤسسات المالية الدولية.
3. الدخول في مفاوضات عاجلة مع دول الخليج الثرية لضخ مزيد من الودائع والقروض المساندة وبمليارات الدولارات لزيادة احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي المصري وسد الفجوة التمويلية، وبالتالي تراكم الديون الخليجية والعربية والمستحقة على مصر، والتي تقترب قيمتها من 50 مليار دولار.
4. طرح مزيد من أصول مصر للبيع على المستثمرين الخليجيين والدوليين، سواء كانت شركات أو بنوكا وأراضي، وهذا الأمر يضر بالموازنة المصرية وإيرادات الدولة بقوة ليس فقط على المديين المتوسط والبعيد، بل على المدى القصير حيث يجفف موارد الدولة.
5. الإسراع في مفاوضات مع مستثمرين إماراتيين للاتفاق على تنفيذ مشروعات كبرى، ومنها مشروع مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالي، والذي تراهن السلطات على تجاوز قيمة الاستثمارات به 22 مليار دولار.
6. معاودة الاقتراض من الخارج عبر طرح سندات خزانة في الأسواق الدولية وبسعر فائدة يفوق العائد على الدولار، وهو السيناريو الذي جمعت الحكومة من خلاله عشرات المليارات من الدولارات في السنوات الأخيرة.
7. محاولة إعادة الأموال الساخنة للسوق المصرية للاستثمار في أدوات الدين المحلية، سواء أذون الخزانة والسندات أو البورصة المصرية، وتكرار كوارث ما قبل 2022 حيث اغترفت بنوك الاستثمار والصناديق الدولية عبر تلك الأموال مليارات الدولارات من خزانة مصر وخلال سنوات معدودة.
8. لن أعلق هنا على مزاعم تتعلق بعروض دولية منح مصر 250 مليار دولار مقابل الموافقة على تهجير أهالي غزة والفلسطينيين لسيناء، وهو الأمر الذي جاء على لسان إعلاميين محسوبين عل السلطة الحاكمة.
يحدث هذا السيناريو في حين لم نسمع عن تصور حقيقي وبرنامج واقعي لاحتواء الأزمة الاقتصادية يقوم على وقف نزيف الاقتراض الخارجي، واستغلال موارد الداخل وزيادة الإنتاج، والاهتمام بقطاعات حيوية مثل التصدير والصناعة، والاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي والثروات الضخمة التي تعوم عليها الدولة.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر الخارج التهجير الاقتراض الاقتصاد المصري أزمة الدولار الأموال الساخنة رأس الحكمة تعويم الجنيه قرض صندوق النقد أزمة الاقتصاد ملیارات الدولارات ملیار دولار من الخارج مزید من
إقرأ أيضاً:
أزمة محمد صلاح مع ليفربول تتصاعد.. علامات استفهام حول مستقبله في النادي
يشهد نادي ليفربول حالة من التوتر المتصاعد بعد اندلاع أزمة حادة بين النجم المصري محمد صلاح والمدير الفني الهولندي أرني سلوت وقد جاءت هذه الأزمة عقب سلسلة من القرارات الفنية التي أبعدت صلاح عن التشكيل الأساسي للمباراة الثالثة على التوالي مما دفع صلاح إلى التعبير عن استيائه بوضوح في تصريحات أثارت جدلا واسعا داخل النادي وخارجه.
بدأت شرارة الخلاف عندما جلس محمد صلاح على مقاعد البدلاء خلال مواجهة ليدز يونايتد ضمن الجولة الخامسة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق وقد عبر اللاعب عن غضبه مؤكدًا أنه قدم الكثير للنادي خلال السنوات الماضية ولا يعرف سبب استبعاده المتكرر وأوضح صلاح أن تراجع مستوى الفريق لا يتحمله وحده وأنّ علاقته بالمدرب باتت تفتقر للتقدير والاحترام مما جعل احتمالات رحيله في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة أمرًا مطروحًا بشدة.
رد فعل إدارة ليفربول على تصريحات صلاحلم تمر تصريحات محمد صلاح مرور الكرام إذ اتخذت إدارة النادي قرارًا فوريًا باستبعاده من مباراة ليفربول أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا والتي انتهت بفوز الريدز بهدف دون مقابل وقد مثّل هذا القرار مؤشرًا واضحًا على عمق الأزمة وعدم رغبة الإدارة في التصعيد الإعلامي من جهة اللاعب.
مستقبل مشاركة صلاح في المباريات المقبلةوفقا لتقارير شبكة TEAMtalk فإن حظوظ محمد صلاح في المشاركة أمام برايتون تضاءلت بصورة كبيرة إذ يعتزم أرني سلوت الاستغناء عنه في اللقاء القادم لعدم تقديمه أي اعتذار عن تصريحاته الأخيرة وأشارت الشبكة إلى أن الأجواء داخل الفريق تؤكد أنّ الأزمة لا تزال بعيدة عن الحل وأنّ مشاركة صلاح تبدو شبه مستحيلة في ظل استمرار التوتر بين الطرفين.
اتجاه ليفربول للسماح برحيل مبكر إلى معسكر المنتخبتذهب بعض المصادر داخل النادي إلى أن ليفربول قد يسمح لصلاح بالانضمام المبكر إلى معسكر منتخب مصر استعدادًا لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي ستنطلق في المغرب يوم الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري ويرى اللاعب أنّ ما قاله كان تعبيرًا طبيعيًا وصريحًا عما يشعر به ولا يرى ضرورة للاعتذار عنه بينما تعتقد إدارة النادي أنّ النجم المصري لن يقدم على هذه الخطوة مما يترك الأزمة مفتوحة أمام احتمالات كثيرة في الأسابيع المقبل.