الساحة مزدحمة ب 17 مقعدا، في المعركة على أعلى منصب في السنغال لكن يبدو أن رجلين هما السياسي المعارض باسيرو ديوماي فاي الذي أطلق سراحه مؤخرا ووريث الحزب الحاكم أمادو با من المرجح أن يفوزا بالناخبين في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم الأحد.

ويدعم التنافس بينهما انقساما هائلا وتضاربا في التوقعات في البلاد، التي تعتبر عادة منارة للديمقراطية في غرب أفريقيا، خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

والانتخابات مهمة متسرعة، حيث تم الإعلان عن الموعد قبل أقل من ثلاثة أسابيع، بعد شهر من الارتباك والاحتجاجات العنيفة.

ويبدو أن ما يوحد معظم السنغاليين هو الغضب الموجه إلى الرئيس المنتهية ولايته ماكي سال الذي حاول تأجيل الانتخابات، التي كان من المقرر إجراؤها في 25 فبراير - حتى ديسمبر.

وقال سال، لبي بي سي إنه تحرك لحماية نزاهة التصويت بعد مزاعم فساد وخلافات حول أهلية بعض المرشحين للرئاسة.

لكن منتقدين اتهموه بالسعي لتمديد فترة ولايته أو وقف عقارب الساعة لإعداد مرشحه بشكل أفضل وهو ما ينفيه.

وأدى ذلك إلى اضطرابات سياسية، وتدخل المحكمة الدستورية، وموافقة الرئيس على ترك منصبه الشهر المقبل عندما تنتهي ولايته رسميا، وتحديد موعد جديد للانتخابات.

ثم في الأسبوع الماضي، أطلق سراح بعض أشد منتقديه - أولئك الذين شاركوا في الاحتجاجات السياسية على مدى السنوات القليلة الماضية - في عفو رئاسي من أجل تهدئة التوترات.

وشمل ذلك زعيم المعارضة المتشدد عثمان سونكو، الذي جاء في المركز الثالث في الانتخابات الأخيرة ويحظى بشعبية كبيرة بين الشباب المتلهفين للتغيير.

لكن الرجل البالغ من العمر 49 عاما ممنوع من الترشح هذه المرة ، بسبب سلسلة من الاتهامات التي يقول إنها ذات دوافع سياسية.

وبدلا من ذلك، يلقي نفوذه الكبير وراء فاي، الذي يعمل مثله مفتشا سابقا للضرائب وأطلق سراحه من الاحتجاز في نفس الوقت - كان ينتظر المحاكمة بتهمة التشهير ونشر أخبار مزيفة.

والتقى الاثنان أثناء عملهما في مكتب الضرائب، وكان فاي، الذي سيبلغ من العمر 44 عاما في اليوم التالي للانتخابات، أمينا عاما سابقا لحزب باستف الذي يتزعمه سونكو، والذي حلته الحكومة العام الماضي بسبب مزاعم بأنه دعا إلى التمرد.

انتشر شعارهم "سونكو هو ديوماي ، ديوماي هو سونكو" على وسائل التواصل الاجتماعي في الأسبوع الماضي

ويدفع الاثنان - اللذان استقبلهما عند إطلاق سراحهما من خلال الاحتفال بالحشود - برؤيتهما المناهضة للمؤسسة للإصلاحات المؤسسية. إنها أجندة أفريقية وقومية ، بما في ذلك خطط لإعادة التفاوض على عقود التعدين والطاقة في البلاد.

ويريد فاي أيضا أن تتوقف السنغال عن استخدام الفرنك الأفريقي، وهو العملة الموحدة في غرب أفريقيا المربوطة باليورو، بدعم مالي من وزارة الخزانة الفرنسية، والتي يعتبرها أنصاره من بقايا الحقبة الاستعمارية.

ووصف معارضوه الاقتراح بأنه غير مسؤول، على الرغم من أن سونكو سعى إلى تهدئة هذه المخاوف بالقول إنهم سيسعون إلى إصلاح العملة الإقليمية أولا ولن يفكروا في إدخال عملة وطنية إلا إذا فشل ذلك.

وعلى النقيض من هذا المسار الراديكالي، يسعى با، رئيس الوزراء حتى استقالته لخوض الانتخابات، إلى تمثيل الاستمرارية والاستقرار.

وفي تجمعاته الانتخابية، هاجم الرجل البالغ من العمر 62 عاما الثنائي السابق من باستف، واصفا إياهما بأنهما "قطاع طرق" وقال إن التصويت له هو تصويت من أجل "مزيد من السلام والازدهار".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السنغال الانتخابات الرئاسية غرب أفريقيا ماكي سال

إقرأ أيضاً:

الانتخابات ومفهوم التغيير

15 يونيو، 2025

بغداد/المسلة:

محمد الكعبي

الإنتخابات ممارسة جماهيرية ودستورية تمارسها اغلب دول العالم رغم ما عليها من ملاحظات حول كيفيتها وقوانينها إنما نحن نناقش العملية بما هي هي فان من اهم الاشكالات هي ان يتم ترشيح شخصيات غير كفوءة بل قد يكونوا من اسوء الناس ولكنهم يحصدون أغلب اصوات الناخبين بسبب ارثهم الاجتماعي أو من خلال شراء الذمم بالمال او من خلال ثغرات القانون الانتخابي الذي يشرع على مقاييس خاصة لمجموعة دون اخرى فيهمش الكفوء ويترأس الرذيل فضلا عن التلاعب  والتزوير واستغلال المال السياسي وغيرها من المشاكل والاخطاء

والتي قد يغيب فيها  صوت الأكثرية التي تمتنع عن ممارسة دورها الانتخابي لأسباب يطول شرحها في هذه العجالة.

رغم ما تقدم فان الإنتخابات لاتخلو من حسنات فكثير من الدول تقوم بممارسة عملية  الإنتخابات حتى وصلت إلى مراحل متقدمة في النضج الانتخابي والبناء السياسي والتنمية والتطور وسبقتنا باشواط ومراحل طويلة وما نجده ونلمسه هناك خير دليل  حيث تقوم الجهة الفائزة بتشكيل الحكومة والجهة الاخرى تكون في المعارضة تقوم  العملية السياسية وتشارك بسن القوانين والتشريعات  وتعمل على مستوٍ عالٍ من المسؤولية من خلال المراقبة والمحاسبة وليس كما موجود في الانظمة الحديثة  أو المراهقة أو الطفيلية التي ليس لها هم الا الابتزاز والفساد والتمرد والسرقة والمحاصصة والمحسوبية والاستحواذ على المناصب والامتيازات واقصاء النخب والكفاءات فالكثير لايعي قيمة العملية الإنتخابية من خلال تنافس يبتني على النزاهة والشرف والكفاءة وليس على قدر الولاء يكون العطاء ، لذا نجد التنمية والازدهار والبناء والاستقرار والسيادة في الدول التي تحترم التشريعات وتسيد القانون بل هناك دول لم تمارس العملية الانتخابية لكن تتعامل وفق القوانين والتشريعات وتعمل على مستو عال من المسؤولية حيث وصلت ببعض الانظمة والحكومات  مراحل بالتطور عالية جدا
اما تلك الانظمة الفاشلة الرجعية التي تعيش العقد والازمات والتخوين نجدها تعتاش على تجهيل المجتمع وتحطيم القيم واسقاط كل رمز  وابعاد المثقف والكفوء لانها طفيلية حقيرة لا تستطيع الحياة الا بالمستنقعات الاسنة فان العيون الصافية لا يمكنهم ان يشربوا منها، لان من تعود على الخيانة والتبعية لا يبني امة. ان  المعيار في التنافس هو حجم الخدمة المقدمة من قبل النخب والأحزاب للمواطنين وليس بكثرة المؤتمرات والندوات والظهور التلفزيوني والتلميع الكاذب لان اي نجاح مرهون بحجم المنجز مع الحفاظ على القيم والمبادئ السامية والتداول السلمي للسلطة وتوزيع عادل للثروات وتحقيق المكتسبات وتطوير المنجزات وتمكين الانسان من اخذ دوره في بلده و ان يقدم ما يملك من العطاء ويبدي رايه ويساهم في بناء بلد حظاري كل بحسبه، الانتخابات عملية تنافسية شريفة بعيدا عن الاستغلال الوظيفي والاقصائية فالفرص متاحة للجميع بلا تمييز لانها تعتمد على تقديم الافضل من خلال البرامج التنموية والاقتصادية والسياسية وترسيخ مفهوم الحرية المنضبطة وحاكمية القانون وارساء مبدأ العدالة، ولكن الواقع يحدثنا خلاف ذلك حيث تتحكم بعض الاحزاب والشخصيات بالعملية السياسية وتفرض نفوذها على الاخرين حتى تصل النوبة إلى القتل والاقصاء والتكفير وحجب كل فرص تسمح للاخر من ممارسة دوره الدستوري حيث برزت الدكتاتوريات السياسية والحزبية، مع ان اغلب الجماهير لاتعي قيمة هذه العملية الديمقراطية فنجد الكثير تابع للاعلام واسير للقبيلة والحزب فحبس عقله في سجن شيخه وعشيرته وباع صوته فلم يفكر بالمنجز بل كل همه كيف يهتف ويرقص للمسؤول والزعيم فكانت النتيجة برلمان عاجز، فلا خدمات  ولا تنمية  وتفشي البطالة والفقر والجريمة والمرض وانتشار الفساد والمحسوبية حيث اصبحت الجريمة والسرقة ثقافة عند البعض، اليوم نعيش ديمقراطية عرجاء، بل اصبح للكلمة ثمن باهض جدا قد يصل إلى الموت انه قانون الغاب فلا مكان للمثقف والمتكلم فكل الفرص والامتيازات للاقزام والمتسلقين والانتهازيين.

ان التحالفات والائتلافات والترشيح غايته بناء وطن وليس للتحكم والسيطرة والنفوذ  فلا عيش كريم ولا استقرار ولا سيادة بلا عدالة ان القانون هو السيد والحاكم والا فلا ، نعم هناك بصيص امل  ونور في داخل النفق المظلم يريد ان يتسع وينضج بسواعد المخلصين من ابناء البلد الشرفاء ممن نذر نفسه لخدمة امته لتبديل الواقع المظلم  وهمهم التغيير وهم بحمد الله اليوم يزدادون مع زيادة الوعي الجماهيري انها محورية الخير امام محورية الشر انه صراع النزاهة مع الخسة صراع الحق مع الباطل، اننا نعول على التغير بيد ابناء الوطن الاصلاء واننا اليوم نعيش حالة من الوعي العام وبدأ الكثير يطالب بالمنجز وليس بالالقاب والزعامات وتعليق الصور فان الزمن سيتلفها وتسقط في قارعة الطريق وتداس بالأقدام.

لا ياتي التغيير من الخارج بل نحن من يغير بارادتنا وتصميمنا واختياراتنا الصحيحة فهي مسؤولية جماعية ومشاركة الجماهير هي من تحدد بوصلة التغيير بشرط ان نختار الاصلح والافضل،  اننا اليوم بامس الحاجة إلى المشاركة الجماهيرية الفاعلة والواعية وعلينا أن ندرك حجم التحدي وفاعلية التغيير وهذا لايكون الا بمشاركتنا في الانتخابات والإدلاء باصواتنا للمستحقين والا فلا.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عاجل | مندوبا عن الملك وولي العهد…العيسوي يعزي آل مرعي
  • الانتخابات ومفهوم التغيير
  • البورصة المصرية تجري انتخابات مجلس إدارتها الأسبوع المقبل
  • أمين عام حماة الوطن: لدينا رصيد شعبي لحصد نسبة كبيرة من مقاعد الشيوخ في الانتخابات المقبلة
  • لؤي مشعبي: سندعم من سيفوز في انتخابات رئاسة الاتحاد .. فيديو
  • بعد التصعيد الإقليمي.. ائتلاف العبادي يعلن موقفه من الانتخابات العراقية
  • الغاز والرواتب يعكران صفو العلاقة بين بغداد واربيل قبيل الانتخابات
  • تشكيل اللجنة العليا لـ«انتخابات مجلس الشعب».. خطوة حاسمة في مسار الديمقراطية السورية
  • ولي العهد ورئيسة الوزراء الإيطالية يبحثان تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة
  • رئيس وزراء إسبانيا يطلب من مواطنيه الصفح على خلفية فضيحة فساد جديدة