قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، إنَّ المصريين ليس من السهل خداعهم، كما أنَّ وعيهم وإدراكهم للأمور من الصعب تزييفه، مؤكدا أنه لا يغلب رأيهم و«عمرهم ما ينخدعوا في إنسان».

المصريون يعرفون الصادق من الكاذب المخادع

وأضاف «الأزهري»، في ببرنامجه «ومن الحب حياة»، المُذاع على شاشة «الناس» طوال شهر رمضان، أنَّ المصريين يعايشون الإنسان فيعرفون الصادق من الكاذب كما يعرفون المتجرد من الدنيا حقا ممن يريدها ويكون راغبا فيها.

مشهد لوفاء المصريين ودليل عدم قدرة خداعهم

وتابع: «لأجل هذا ظهر أعظم مشهد من مشاهد وفاء المصريين وتقديرهم لإنسان في مشهد الوفاة والوداع الأخير، يقصد بذلك الإمام الشعراوي».

واستطرد: «المشهد الذي لا يمكن التعبير عنه إلا بأنه مشهد جارف لصورة الحب هو مشهد جنازة الشيخ الشعراوي، فالملايين تجمعوا لتشييع جثمان إمام الدعاة إلى مثواه الأخير وهو مشهد يرج القلب من جلاله وجماله».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإمام الشعراوي وفاء المصريين الوفاء قناة الناس

إقرأ أيضاً:

"جنازتان في يوم واحد تهزّ الترامسة.. حكاية يوسف ونوال أبكت النيل شرقا و غربا

في صباح الجمعة، لم تكن الشمس قد أشرقت بعد، حين بدأ الحزن يُلقي بظلاله الثقيلة على قرية الترامسة، غرب نيل قنا. استيقظت القرية على نبأ وفاة أحد أعمدتها، الرجل الطيب يوسف دياب (44 عامًا)، الذي قضى نحبه بعد صراع دام أسابيع مع إصابة خطيرة في الرأس، إثر حادث سير لم يشفَ منه تمامًا.

رحل يوسف فجرًا، تاركًا خلفه زوجة محبة وثلاثة أطفال في عمر الزهور، لم يعرفوا بعد ما تعنيه كلمة "يُتم"، لكنهم سيتعلمونها مبكرًا، وبأقسى الطرق.

كان يوسف أبًا هادئًا، يملأ بيته دفئًا وطمأنينة، ويملأ قلوب جيرانه محبة واحترامًا. حين أُعلن خبر وفاته، خرجت الترامسة عن بكرة أبيها، الكل حضر، من يعرفه ومن لا يعرفه، فالوجع لا يحتاج إلى دعوة.

في جنازة مهيبة، حمل الرجال جسده على الأعناق، والدموع تُبلل وجوه الرفاق، أما زوجته نوال علي (35 عامًا)، فكانت جالسة هناك، في صمتٍ موجع، تنظر إلى النعش وكأن روحها تسير معه.

لم يكن يعلم أحد في القرية الحزينة أن الجنازة ستُعاد في المساء.. بنفس المشيعين، بنفس الوجع، ولكن بجثمان هذه المرة الركن الثاني للأسرة الصغير ة

فبعد دفن يوسف، وبينما النساء يواسِين نوال في ركن العزاء، سقطت فجأة دون صوت. لا صراخ، لا عويل، فقط سكون تام، كما لو أن القلب اختار أن يودّع الحياة دون مقاومة.

تم نقلها على الفور إلى مستشفى قنا العام، وهناك لفظت أنفاسها الأخيرة. الأطباء قالوا: "أزمة قلبية مفاجئة". لكن القرية كلها كانت تعرف السبب الحقيقي: "القلب انكسر، فمات."

لم تمضِ سوى ساعات من جنازة الزوج، حتى اجتمع الناس مرة أخرى، يشيعون نوال إلى نفس القبر، إلى جوار من أحبّت وعاشت معه حلو الحياة ومرّها. خرجت الترامسة في جنازة ثانية لا تقل وجعًا عن الأولى، نساء يحملن الألم، ورجال يجرّون أقدامهم بالحزن.

في كل بيت من بيوت الترامسة، عُلّقت حكاية يوسف ونوال على الجدران، لا بالصور، بل بالدموع. "كانا مثالًا للستر والسكينة، كانا عاشقين بصمت، لا يستعرضان مشاعرهما، لكن الحياة بينهما كانت مليئة بالتفاهم والمودة. وحين اختار أحدهما الرحيل، لم يحتمل الآخر الغياب، فاجتمعا من جديد.. تحت التراب.

الزوجان رحلا في نفس اليوم، وتركوا خلفهم ثلاثة أطفال، كتب عليهم القدر أن يعرفوا قسوة الحياة مبكرًا. لكنهم في المقابل، سيحملون إرثًا لا يملكه كثيرون:

في يومٍ واحد، تغيّر شكل الحياة بالكامل في ذلك المنزل الصغير، الذي كان يومًا يعجّ بالضحك والصوت والحنان. الآن، صمت ثقيل يسكنه.. وثلاثة أيتام ينامون وحولهم دعوات الناس، وعين الله.

لم تتشح الترامسة غرب النيل بقنا وحدها بالسواد، بل امتد الحزن شرقًا وغربًا. على ضفتي النيل، بكت النساء والرجال، الشيوخ والشباب، وكأن الجميع فقد جزءًا من روحه. وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي سرادق عزاء لا ينتهي، كلماتهم واحدة: "اللهم اجمع بينهما في الجنة كما جمعتهما الحياة على الوفاء."

وعبر أحد أصحاب الصفحات بقوله بأنه لم أرَ مشهدًا كهذا في حياتي.. كأن السماء بكت معنا، وكأن الأرض ضاقت بهذا الرحيل المفاجئ."

وستظل الجمعة التي مات فيها يوسف، ثم لحقت به نوال، محفورة في ذاكرة القرية إلى الأبد.ليس لأنها مأساة فقط، بل لأنها شهادة على أن الحب الحقيقي لا ينتهي بالفقد، بل قد يبدأ به.

"عاشا معًا.. وماتا معًا" هكذا لخص أهل القرية قصتهما.

لكن القصة لم تنتهِ هنا، بل بدأت في قلوب الجميع، كأجمل ما كُتب عن الوفاء، وأصدق ما قيل عن الموت حين يصبح بابًا إلى اللقاء لا إلى الفراق.

مقالات مشابهة

  • المصريون يحتفلون بمولد سيدي احمد البدوي.. مزار ديني وتاريخي في قلب طنطا
  • للفرج العاجل إذا ضاق صدرك.. اتبع طريقة الشعراوي لتفريج الكرب
  • قيادي بـحماة الوطن: قمة شرم الشيخ تجسيد لحكمة الرئيس السيسي وريادة مصر في دعم السلام
  • التونسي رشاد العرفاوي: غزل المحلة لا يدافع فقط والدليل مانشستر سيتي
  • التونسي رشاد العرفاوي: هدفنا التواجد ضمن السبعة الكبار.. وغزل المحلة لا يدافع فقط والدليل مانشستر سيتي
  • "جنازتان في يوم واحد تهزّ الترامسة.. حكاية يوسف ونوال أبكت النيل شرقا و غربا
  • شوقي علام: المنهج الأزهري الأشعري حمى مصر من التطرف الفكري
  • للمهموم .. دعاء الشعراوي لفك الكرب مكتوب
  • دراسة تكشف لغز معبد الكرنك: كيف اختار المصريون موقعه قبل آلاف السنين؟
  • الصادق: لإلغاء المعاهدة مع سوريا تشريعياً