ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر: الرحمة تنشر المحبة والمروءة بين الناس فيتوحد المجتمع
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر فعاليات ملتقى الظهر (رمضانيات نسائية)، برواق الشراقوة، تحت عنوان" الإسلام دين الرحمة"، شارك فيه أ.د/ هبة عوف، أستاذ مساعد بقسم التفسير بجامعة الأزهر، ومنى يونس، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.
قالت أ.د. هبة عوف، إنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن رمضان هو شهر الرحمة، والإسلام مبني على الرحمة وتحقيق الألفة بين الناس، والرحمة خلق حميد، وهي تعني الرأفة والرقة واللين في التعامل مع الكائنات التي يعيش معها الإنسان، فهي خلق كريم، وصفة نبيلة، تصدر من قلب شفاف يفيض بالعطاء، فيشمل كل كائن حي بالحب والعطاء، والعون والمساعدة، والمشاركة في الأفراح والآمال والآلام.
وأوضحت الأستاذ المساعد بقسم التفسير بجامعة الأزهر، أن الرحمة تنشر المحبة والمروءة بين الناس، فيتوحد المجتمع ويُصبح مُجتمعًا واحدًا، كما تزيد من قوة الترابط الأسري، وإيجاد مجتمع متراحم متعاون يدعو إلى نشر وتحقيق السلام العالمي، والراحمون يحبهم الناس، ويألفونهم، ويودون الاقتراب منهم، ومن آثار الرحمة التحلي بأخلاق الأنبياء والمرسلين، فضلا على أن الرحمة ركيزة من أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع، فهي تساعد على توطيد علاقة أبناء المجتمع الواحد.
من جانبها بيّنت منى يونس، أن الله بعث رسولنا الكريم محمد ﷺ ليتمم مكارم الأخلاق ومن ضمن هذه الأخلاق خلق الرحمة فقال ﷺ " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ"، فخلق الرحمة مبدأ إسلامي وإنساني في الوقت ذاته، وهي خلق فطري قال تعالي : " وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " ، ولقد جاء رسول الإسلام بالرحمة فقال تعالي في كتابه الكريم : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " أي أن الرحمة لم تقتصر علي رحمة الإنسان بأخيه الإنسان فقط بل شملت الإنسان والحيوان والطيور بل والنباتات.
وأضافت عضو المركز العالمي للفتوى اننا نرى هذه الرحمة مسطرة في مواقف من سيرة النبي محمد الشريفة المطهرة فرحمته بالبشر سطرها موقفه مع أهل مكة يوم فتحها ، وأما عن رحمته بالحيوان أن الجمل بكي للرسول ﷺ من شدة ما يشق عليه صاحبه، ومن رحمته بالطير أنه نهي أن يحول بين طير وولدة ودليل ذلك «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا»، وأما رحمته بالجماد أنه احتضن جزع النخل الذي كان يخطب إليه قبل انتقاله إلي المنبر.
من جهتها بدأت الدكتورة حياة العيسوي حديثها بقول الله- تعالى-: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "، موضحة أن الكل يعطي غيره شيئا من النصائح تُعينه على أداء مهمته على أكمل أوجه، فما بالك إنْ كانت الرحمة من الخالق الذي خلق الخلق؟ وما بالك إذا كانت رحمة الله لخير خَلْقه سيدنا محمد ﷺ؟ إنها رحمة شاملة شافية راضية مرضية عامة لجميع العالمين، وهذه منزلة كبيرة عالية ؛ لأنه ﷺ أشرف الأنبياء وأكرمهم وخاتمهم، فلا وَحْي ولا رسالة من بعده، ولا إكمال.
وبيّنت الباحثة بالجامع الأزهر أن الله خاطب سيدنا محمد ﷺ بقوله: " وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ "، فرحمة الله تعالى بمحمد ليست رحمة خاصة به، وهذه منزلة كبيرة، ومن رحمة الله عز وجل أن جعل لنا تشريعاً؛ لأنه لو تركنا لاتبعنا أهواءنا ولذلك يقول الحق: " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ الله..."، فقد جاء التشريع الإسلامي لينمي في صاحب الفطرة السليمة فطرته أو يؤكدها له.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات إلى ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بالجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
ماذا نفعل حتى لا نصاب بالسحر؟.. أمين الفتوى يجيب
هل السحر حقيقة؟ وماذا نعمل حتى لا نصاب به؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وأجاب مجدى عاشور عبر صفحته الرسمية عن السؤال قائلا : إن السحر ذكر في قول الله تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانَ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسِ السحر) [البقرة : 102] ، وفي قوله سبحانه : ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) [ الفلق : 4] والنفاثات هنا : الساحرات . وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "اجتنبوا السبع الموبقات (أي المهلكات) وذكر منها "السحر" [متفق عليه] .
وتابع: لذلك فهو من المنكرات العظيمة، ومن كبائر الذنوب ، ومن يفعله يرتكب إثما عظيما، ولا يُقبل منه عمل.
وأضاف: لكننا ننبه أن كثيرا من الدجاجلة يوهمون الناس بالسحر ، ليأخذوا منهم الأموال أو لينالوا الظهور والشهرة بين الناس. وما يذكرونه دجل وكذب ، وكلام عن الغيب بالباطل .
وأشار إلى أنه على المسلم الحقيقي ألا يلتفت لهذا ولا ينساق وراء هؤلاء المشعوذين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل وعليه أن يحصن نفسه بقوة الإرادة وبأن النافع والضار هو الله سبحانه ، وأن يتقي السحر وغيره بقراءة سورتي الفلق والناس كثيرا ، ولن يضره شيء إن شاء الله .
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن السحر موجود لكنه من كيد الشيطان، ولكن كيد الشيطان ضعيف، فلا يوجد سحر يستمر لمدة طويلة من الزمن.
وأضاف أمين الفتوى، في تصريح له، أن السحر ينحل بقراءة الفاتحة على الشخص المسحور وآية الكرسي وخواتيم البقرة والمعوذتين، ولابد من اللجوء إلى الله، وعلى المسلم المصاب بهذا الأمر أن يطرد من نفسه وتفكيره هذه الوساوس.
وتابع: ينبغي علينا ألا نعالج النار بالنار ، ولا نذهب للمشعوذين ولا الدجالين، ونستبدل ذلك بالذهاب إلى الطبيب النفسي ، لأن العلاج النفسي له دور في الشفاء من هذه الأزمة.
دعاء الشعراوي لفك السحركشف الإمام الراحل محمد متولى الشعراوي، في حلقة مسجلة نادرة له عن دعاء فك السحر، مؤكدًا أن السحر لا يصيب الإنسان إلا إذا أراد الله تعالى ذلك.
وأوضح الشيخ الشعراوي في تفسيره قول الله تعالى: «وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» (سورة البقرة: 102)»، أنه ما دام البشر سيتعلمون ذلك، إذن كيف يحمي الحق سبحانه وتعالى خلقه من هذه المسألة؟، يكفي أن تعلم أن الله يقول «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ»، فلو أنك تتبعت هؤلاء لاستذلوك، واستنزفوك، وتركك الله لهم، لأنك اعتقدت فيهم.
فك السحروأضاف كاشفًا دعاء فك السحر: أما إن قلت: «اللهم إنك أقدرت بعض عبادك على السحر والشر، ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر، فأعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه بحق قولك الكريم: «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ».
وتابع: بعد أن تقول دعاء فك السحر لايمكنهم الله منك، لكن إن استجبت لهم وذهبت لهم، يقولون: سنحل لك، وبالفعل يحل لك مرة، لكن إن ابتعدت عنه "يعقد لك" حتى تذهب إليه مرة ثانية».