عقد الجامع الأزهر فعاليات ملتقى الظهر (رمضانيات نسائية)، برواق الشراقوة، تحت عنوان" الإسلام دين الرحمة"، شارك فيه أ.د/ هبة عوف، أستاذ مساعد بقسم التفسير بجامعة الأزهر، ومنى يونس، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.

قالت أ.د. هبة عوف، إنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن رمضان هو شهر الرحمة، والإسلام مبني على الرحمة وتحقيق الألفة بين الناس، والرحمة خلق حميد، وهي تعني الرأفة والرقة واللين في التعامل مع الكائنات التي يعيش معها الإنسان، فهي خلق كريم، وصفة نبيلة، تصدر من قلب شفاف يفيض بالعطاء، فيشمل كل كائن حي بالحب والعطاء، والعون والمساعدة، والمشاركة في الأفراح والآمال والآلام.

وأوضحت الأستاذ المساعد بقسم التفسير بجامعة الأزهر، أن الرحمة تنشر المحبة والمروءة بين الناس، فيتوحد المجتمع ويُصبح مُجتمعًا واحدًا، كما تزيد من قوة الترابط الأسري، وإيجاد مجتمع متراحم متعاون يدعو إلى نشر وتحقيق السلام العالمي، والراحمون يحبهم الناس، ويألفونهم، ويودون الاقتراب منهم، ومن آثار الرحمة التحلي بأخلاق الأنبياء والمرسلين، فضلا على أن الرحمة ركيزة من أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع، فهي تساعد على توطيد علاقة أبناء المجتمع الواحد.

من جانبها بيّنت منى يونس، أن الله بعث رسولنا الكريم محمد ﷺ ليتمم مكارم الأخلاق ومن ضمن هذه الأخلاق خلق الرحمة فقال ﷺ " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ"، فخلق الرحمة مبدأ إسلامي وإنساني في الوقت ذاته، وهي خلق فطري قال تعالي : " وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " ، ولقد جاء رسول الإسلام بالرحمة فقال تعالي في كتابه الكريم : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " أي أن الرحمة لم تقتصر علي رحمة الإنسان بأخيه الإنسان فقط بل شملت الإنسان والحيوان والطيور بل والنباتات.

وأضافت عضو المركز العالمي للفتوى اننا نرى هذه الرحمة مسطرة في مواقف من سيرة النبي محمد الشريفة المطهرة فرحمته بالبشر سطرها موقفه مع أهل مكة يوم فتحها ، وأما عن رحمته بالحيوان أن الجمل بكي للرسول ﷺ من شدة ما يشق عليه صاحبه، ومن رحمته بالطير أنه نهي أن يحول بين طير وولدة ودليل ذلك «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا»، وأما رحمته بالجماد أنه احتضن جزع النخل الذي كان يخطب إليه قبل انتقاله إلي المنبر.

من جهتها بدأت الدكتورة حياة العيسوي حديثها بقول الله- تعالى-: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "، موضحة أن الكل يعطي غيره شيئا من النصائح تُعينه على أداء مهمته على أكمل أوجه، فما بالك إنْ كانت الرحمة من الخالق الذي خلق الخلق؟ وما بالك إذا كانت رحمة الله لخير خَلْقه سيدنا محمد ﷺ؟ إنها رحمة شاملة شافية راضية مرضية عامة لجميع العالمين، وهذه منزلة كبيرة عالية ؛ لأنه ﷺ أشرف الأنبياء وأكرمهم وخاتمهم، فلا وَحْي ولا رسالة من بعده، ولا إكمال.

وبيّنت الباحثة بالجامع الأزهر أن الله خاطب سيدنا محمد ﷺ بقوله: " وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ "، فرحمة الله تعالى بمحمد ليست رحمة خاصة به، وهذه منزلة كبيرة، ومن رحمة الله عز وجل أن جعل لنا تشريعاً؛ لأنه لو تركنا لاتبعنا أهواءنا ولذلك يقول الحق: " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ الله..."، فقد جاء التشريع الإسلامي لينمي في صاحب الفطرة السليمة فطرته أو يؤكدها له.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر-  ٣٠ درسا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات إلى ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

أزهري: الفن مسؤولية مجتمعية.. والتوبة من الهابط منه واجبة

أكد الدكتور محمد حمودة، أحد علماء الأزهر الشريف، أن للفن تأثيرًا مزدوجًا في المجتمع، إذ يمكن أن يؤدي دورًا إيجابيًا في ترسيخ القيم والأخلاق، كما يمكن أن يسهم في نشر مفاهيم مغلوطة تسبب أزمات داخل المجتمع.

وأوضح حمودة، في تصريحات تليفزيونية، أن الفن الراقي محل اتفاق بين علماء الدين، بينما يظل الفن الهابط موضع خلاف، لافتًا إلى أن مصطلح "الفن الهابط" نشأ من داخل الوسط الفني ذاته.

وأضاف أن دور الدين ليس مراقبة الفن، بل تقديم النصيحة، فيما يقع على عاتق المجتمع مسؤولية مواجهة الأعمال الهابطة التي تترك أثرًا سلبيًا على الوعي العام.

وشدد على أن التوبة من الفن الهابط تعد واجبًا شرعيًا، بينما لا يوجد خلاف على الفن الطيب.

رابط نتيجة الصف السادس الابتدائي الأزهري.. اعرف النتيجة برقم الجلوسبوابة الأزهر الإلكترونية.. اعرف الآن نتيجة الشهادتين الابتدائية والإعدادية

خطورة الأنانية 

في سياق مختلف، تحدث الدكتور أيمن الحجار، أحد علماء الأزهر الشريف، عن خطورة الأنانية، معتبرًا إياها ليست مجرد خللا سلوكيا، بل أصلًا للعديد من الصفات السلبية كالحسد، الشح، وغياب الرحمة.

 وأوضح أن الأنانية إذا تمكنت من القلب، أفسدت علاقة الإنسان بنفسه، وبالآخرين، وبربه.

وأشار الحجار، خلال ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية، إلى أن مظاهر الأنانية قد تظهر في مواقف يومية بسيطة، مثل تفضيل النفس في الطعام أو الميراث أو التعاملات اليومية، مؤكداً أن أبرز علاماتها حب الذات المفرط، والبخل في العطاء.

وأكد أن الإسلام جاء لعلاج هذه الآفة من جذورها، إذ ربى النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه على الإيثار، مستشهدًا بقول الله- تعالى-: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"، وقول النبي: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

وأضاف الحجار، أن الحسد في جوهره أنانية، حيث يرفض الحاسد رؤية الآخرين في نعمة قد تهدد شعوره الحصري باستحقاق الخير، مشيرًا إلى أن الجشع والحرص المفرط على الدنيا وغياب الرحمة جميعها مظاهر تنبع من جذور الأنانية الخفية.

طباعة شارك الفن الراقي الفن الهابط محمد حمودة علماء الأزهر القيم والأخلاق الأنانية

مقالات مشابهة

  • خطبتنا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • خطيب المسجد النبوي يوصي المسلمين بالمداومة على الحسنات وتجنب السيئات
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: من علامات القبول الاستمرار في عمل الصالحات.. وبالرحمة تطيب الحياة وتصلح المجتمعات
  • خطبتي الجمعة من المسجد الحرام و المسجد النبوي
  • «محمد» الثاني على الإعدادية الأزهرية بالشرقية: سر تفوقي القرآن الكريم وهدفي التحق بكلية الطب
  • رحمة رمضان الأولى على الشهادة الإعدادية للمكفوفين بالقليوبية: كنت أذاكر 7 ساعات يوميا
  • التحية وأثرها في النفس البشرية
  • أزهري: الفن مسؤولية مجتمعية.. والتوبة من الهابط منه واجبة
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور محمد عبد الحليم الباحث بمرصد الأزهر
  • الوازع الدّيني.. درعٌ واقٍ لتحقيق النزاهة والأمانة وحماية المال العام