وزيرة الهجرة: مصر تتعرض لحملة ممنهجة بادعاءات وافتراءات كاذبة تستهدف النيل من قدراتها على حفظ تراث الأجداد
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
عقدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج لقاء مع الدكتورة هالة غنيم، عضو مجلس الخبراء والعلماء التابع لوزارة الهجرة، وأستاذة فلسفة فن السياسة المرئية وعلوم التراث بالجامعة التكنولوجية في دريسدن بألمانيا، وذلك عبر «الفيدكونفرانس»، لمناقشة عدد من الأفكار والاقتراحات والمشاريع التي من شأنها الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري المصري والترويج للمنتج اليدوي والتراثي المصري حول العالم، ونشر تكنولوجيا حفظ الموروث في مصر للحفاظ على تاريخ الأجداد ونشر الوعي والفهم بين الأجيال الحديثة.
واستعرض اللقاء آليات الاستثمار في الحرف اليدوية، من خلال استهداف المرأة المصرية المعيلة لما تملكه من مقومات كبيرة في هذه الحرف وتعظيم الاستفادة منها، فضلا عن تنظيم معارض لهذه الصناعات في مختلف محافظات مصر، إلى جانب الاستفادة منها بالترويج الأمثل للحرف والمنتجات اليدوية الأصلية في مصر للحفاظ عليها من الاندثار، خاصة وأن الحرف التراثية المصرية ذات قبول عالمي واسع.
تناولت د. غنيم عرضًا لعدد من المشروعات والمقترحات التي تستهدف الحفاظ على التراث الثقافي المصري وحفظ المخطوطات من خلال التقنيات الحديثة، كونها إرث حضاري ثقافي وتراثي كبير، بالإضافة إلى المتاحف التي من شأنها ان تعبر عن عظمة الحضارة المصرية، وتقف في مجابهة الحملة الممنهجة التي تستهدف النيل من سمعة مصر وتنتشر في الدول الغربية، بهدف نشر صورة عن مصر غير عابئة بالحفاظ على حضارة الأجداد والتراث الحضاري في مقابل اجتذاب المزيد من المشروعات الحديثة التي تعمل عليها الحكومة.
وأكدت أيضا الدكتورة هالة غنيم أن هذه الحملات الممنهجة التي تستهدف الدولة المصرية في الخارج ومزاعمها بشأن هدم تراثها الحضاري من أجل تنفيذ مشروعاتها باتت تنتشر في الجامعات وبين الدوائر الاكاديمية وصانعي القرار. وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة الهجرة أن كل ما يثار عن الدولة المصرية ما هو إلا ادعاءات وافتراءات كاذبة، مشيرة إلى أن مصر تخوض مسيرة كبيرة من التنمية تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في كافة المجالات، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية المصرية والتراث الثقافي المصري، فضلا عن تطوير الأماكن التاريخية ومنها القاهرة التاريخية وما تشهده حاليا من تطور كبير شهد له العالم، موضحة أن هذه الحملة الممنهجة تستهدف النيل من الدولة المصرية في ظل التقدم والتطور الكبير الذي تشهده خاصة في البنية التحتية الكبيرة التي أشادت بها مؤسسات الاقتصاد العالمية، لافتة إلى أننا على استعداد لاستقبال الوفود الاكاديمية والعلميّة التي تثبت بالدليل القاطع كذب الادعاءات دون لغط، والتعاون مع كافة الجهات العلمية والدولية ما دام أن ما تعرضه يصب في صالح مصر وحضارتها.
وفي ختام اللقاء، رحبت وزيرة الهجرة بما قدمته الدكتورة هالة غنيم، مؤكدة أنها ستكون محل اهتمام كبير وسيتم عرضها على صانع القرار في كافة المؤسسات والجهات المعنية للاستفادة منها، مشيرة إلى أن مثل هذه المقترحات التي يقدمها علماء وأبناء مصر وخبرائها في الخارج تسهم في دعم الدولة والاقتصاد المصري، وتحقيق رؤيتها في تحقيق التقدم المستهدف.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
من ممتاز محل إلى الشعب.. كيف تحولت قصة شخصية إلى تراث عالمي؟
لم تكن ممتاز محل سوى سيدة في بلاط مغولي فخم، زوجة محبوبة لإمبراطور قوي، عاشت حياة قصيرة لكنها ملأت الدنيا بعدها حبًا، رخامًا، وأساطير. فما الذي حول قصة حبها إلى رمز عالمي؟ وكيف خرجت من قصر أغرا لتسكن ذاكرة البشرية؟
بداية القصة.. ممتاز الإنسانة لا الرمزوُلدت ممتاز محل عام 1593 باسم أرجومند بانو بيگم، في أسرة فارسية نبيلة، وتزوجت من الأمير شاه جهان في سن الرابعة عشرة.
لم تكن الزوجة الوحيدة، لكنها كانت الأقرب إلى قلبه، تشاركه في الرأي، وترافقه في السفر والحروب، ويقال إنه لم يتخذ أي قرار كبير دون استشارتها.
رحلت وهي تضع طفلها الرابع عشر، لكنها تركت في قلبه فراغًا هائلًا، دفعه لاحقًا لبناء تاج محل على قبرها ليكون شاهدًا أبديًا على حب لا يُنسى.
من ضريح خاص إلى معلم إنساني خالدفي البداية، بُني تاج محل كضريح ملكي جنائزي لتكريم ممتاز محل.
لكن ما حدث بعد ذلك كان أبعد من نوايا شاه جهان، التصميم المعماري الساحر، الزخارف الإسلامية الدقيقة، التماثل الفريد، واستخدام الرخام الأبيض النقي، جعلت من البناء أسطورة معمارية فريدة، لا يمكن حصرها في قصة حب فردية.
في عام 1983، تم إدراجه على لائحة التراث العالمي لليونسكو، ليُصبح رمزًا عالميًا للحب والفن والعمارة، وليُترجم الحزن الشخصي إلى تراث مشترك للبشرية.
الحب الذي عبر الزمن والثقافةالغريب أن قصة ممتاز محل وجدت لها صدى واسعًا خارج الهند أكثر مما هو متوقع، السياح من مختلف أنحاء العالم، خاصة من أوروبا وأمريكا، يقصدون التاج محل حاملين قصصهم، ويعتبرونه “قبلة العشاق”.
تحوّلت الحكاية من رواية محلية إلى أسطورة عالمية، تستدعي التأمل في كيف يمكن لعاطفة بشرية أن تصمد في وجه الزمن، وتتحول إلى فن خالد، ثم إلى رمز إنساني جامع.
صورة ناقصة.. لكنها خالدة
رغم أن لا صورة حقيقية وموثقة لممتاز محل بقيت حتى اليوم، إلا أن الخيال البشري رسم لها آلاف الصور، من القصائد إلى الأفلام، من اللوحات إلى الروايات، ظل وجهها حاضرًا دون أن يُعرف شكله الحقيقي.
وكأن ما خلّدها لم يكن ملامحها، بل القصة التي تركتها وراءها.
رغم الطابع الرومانسي للقصة، لا يمكن إغفال السياق السياسي والثقافي.