لا تنبع أهمية المكتبة المدرسية من كونها تتضمن نفائس الكتب ونوادرها، بل من كونها المحطة المعرفية الأولى خارج المنزل التي يمكن أن يشاهدها الطفل في حياته، ويتبلور من خلالها عشقه وتعلقه بعالم الكتب والقراءة؛ فبعد أن توضع البذرة الأولى لحب القراءة داخل البيوت يأتي دور المدرسة لتروي هذه البذرة وتنميها.
فخارج الفصل الدراسي يلحظ الطالب عدة أمور؛ منها الملعب أو الملاعب الرياضية في المدرسة، والمقصف المدرسي، ووسائل الترفيه، وهنا يأتي دور المكتبة لتوحي للطفل بشكل غير مباشر أن هناك، إلى جانب ذلك، مكانًا لتغذية عقله خارج إطار المواد الدراسية.
وكلما ازداد اهتمام الهيئة التعليمية بالمكتبة أرسل ذلك إشارات واضحة للطفل بأهميتها. فكما يلاحظ الطفل أهمية الرياضة من خلال تنظيم منافسات رياضية بين فصول المدرسة، ثم يشارك فيها بحماس؛ إما لاعبًا أو مشجعًا، فإن أقل ما يمكن القيام به تجاه مكتبة المدرسة هو تشجيع الطلاب على ارتيادها، وربما تنظيم مسابقات ثقافية بين الطلاب وتوزيع جوائز، أو تنظيم ما يسمى تحدي القراءة على مستوى كل فصل ثم على مستوى المدرسة، وبعد ذلك على مستوى المنطقة التعليمية.
إن هذه الأنشطة المكتبية لا يمكن إلا أن تكون رافدًا وداعمًا كبيرًا للطلاب من مختلف المستويات التعليمية للاهتمام بالمكتبة، الذي لا شك بأنه سوف ينعكس على علاقة آحادهم بالمكتبات العامة لاحقًا بعد تخرجهم.
كما ينبغي إعطاء هذه المكتبات- رغم صغر مساحتها- أهمية محورية في العملية التعليمية، حيث يمكن توجيه الطلاب إليها حينما يصعب عليهم فهم نقطة ما في المنهج الدراسي، حيث من المفترض توفر كتب داعمة للمنهج الدراسي فيها.
يمكن لإدارة كل مدرسة توجيه طلابها إلى المكتبة في أي حصة انتظار حين غياب مدرسيها لأي سبب، مع تنظيم برامج مشوقة فيها، تمامًا كما يحصل في المنافسات الرياضية، مع وجود أمين للمكتبة لا يقتصر دوره على تنظيم إعارة الكتب بل يتجاوزه إلى تحفيزهم على القراءة وإرشادهم إلى أفضل خياراتها.
وختامًا، فإن بعض الخطوات والقرارات البسيطة يمكن أن تسهم في عودة الألق للقراءة من بوابة المدارس، حين يقتنع الطلاب بأنهم يقرؤون ما يحبون، وللمتعة والفائدة لا من باب الواجب كما هي الكتب المدرسية.
yousefalhasan@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة بنها يتفقد سير العملية التعليمية بالمعهد الفنى للتمريض
أجرى اليوم الدكتور ناصر الجيزاوى رئيس جامعة بنها جولة تفقدية لمتابعة سير العملية التعليمية بالمعهد الفنى للتمريض.
رافقه خلالها الدكتورة جيهان عبد الهادى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ،والدكتورة أمل عبد العزيز مديرة المعهد الفنى للتمريض ، ورفعت نان أمين الجامعة المساعد للشئون الإدارية ،وأعضاء هيئة التدريس بالمعهد .
وخلال الجولة تفقد رئيس الجامعة القاعات الدراسية للطلاب ، وأدارا حورا بين الطلاب ،مؤكدا أنهم أصحاب رسالة ، فمهنة التمريض تُعتبر من المِهن السامية والإنسانية؛ بسبب ارتباطها بصحّة الإنسان، والمحافظة على حياته، وتخفيف معاناته وإحساسه بالألم، ويسمى كلّ من يعمل في هذا المهنة بملاك الرحمة؛ وذلك للدور الإنسانيّ الذي يؤديه في المراحل العلاجية المختلفة ، مشيرا ان جميع قيادات الجامعة أبوابها مفتوحة للطلاب ،من أجل تفعيل قنوات التواصل مع الطلاب للتعرف على احتياجاتهم وتذليل العقبات لهم .
وأضاف الدكتور ناصر الجيزاوى ان الصحة والتعليم تأتى ضمن اهتمامات الدولة ، وبالتالي الكوادر الطبية ضمن أولويتها وتقدم لهم كافة الدعم من تحقيق رسالتهم المكلفين بها .
وخلال الجولة تفقد الجيزاوى وحدة رعاية الوافدين ، ومركز الطبع والنشر، وأعمال الصيانة ورفع كفاءة مبنى الخدمات بالجامعة .