دون إكراه.. مفتي الجمهورية: تعويد الأطـفال على الصوم والصلاة شيء مستحب
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن تعويد الأطفال على الصوم والصلاة شيء مستحب بهدف التدريب والتعويد ولكن بدون إجبار، فكان عليه الصلاة والسلام يتعهَّد أهله ويحسن إليهم في رمضان، بل كان في مهنة أهله يساعدهم، وكان يوفيهم حقهم من المعاشرة، ولم يكن يعنفهم ولا ينهرهم وكان يعامل الأطفال بالحكمة والرحمة، بل يدخل السرور في نفوسهم، يأكل مما وجد، فإن أحبه أكل منه وإن كرهه لم يأكل من غير أن يعيبه.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا أن النبي القدوة يؤسس في هَدْيِهِ الرمضاني لفهم عالٍ لطبيعة التشريع، القائم على التيسير، وجلب المنافع للبشر، ويؤسس كذلك لعلاقةٍ بين العبد وربه قائمة على المحبة والقرب، ويؤسس لعلاقات مجتمعية قائمة على الود والتراحم والتكافل.
وفي ردِّه على سؤال حول تكليف الأطفال والصبيان غير المكلفين بالصيام قال فضيلته: إنَّ التكليف عمومًا مرتبط بالقدرة عليه، وهذا مرتبط بالبلوغ والعقل، ومن المحبَّب أن نعوِّد الأطفال قبل البلوغ على الصلاة والصيام دون إكراه، أو عنف؛ فالعقاب البدني -وهو ما يطلق عليه "العنف الأسرى"- مرفوض شرعًا، ويجب على جميع البشر الوقوف ضده، وممارسة العنف الشديد ضد الزوجة أو الأبناء لا علاقة له بالإسلام، بل المصادر التشريعية للمسلمين تحث على الرحمة والمودة في الحياة الأسرية ولا تدعو بحالٍ إلى ضرب النساء وظلمهنَّ ولا لضرب الأطفال ضربًا شديدًا والذي أكدت الدراسات التربوية والنفسية على ضرره البالغ والذي قد يؤدي أحيانًا لكثير من الأمراض النفسية كالوسواس القهري وغيره.
كما أن العنف الأسرى يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة، ومن ثَمَّ تحويلها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية، فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء.
واختتم المفتي حواره بالرد على سؤال لأحد المشاهدين عن حكم الصوم عن والده في أيام لم يصمها بسبب المرض قائلًا: الأمر فيه سَعة فقد ورد في المسألة عدة أقوال، أما الصلوات التي فاتت المتوفَّى فلا يُلزَم أحد بأدائها عنه لأنها عبادة بدنية، وأما الصوم والزكاة فتجوز على قول بعض أهل العلم، فضلًا عن الديون.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الاطفال الصوم الصلاة
إقرأ أيضاً:
مفتي القاعدة السابق: أميركا منعت تحول بن لادن من الجهاد للسياسة
وخلال برنامج "مع تيسير"، أكد ولد الوالد أن أسامة بن لادن بدأ التوجه نحو الدعوة والتربية والإعلام، بل السياسة من خلال مجموعة بيانات أصدرها في هذا الشأن، قبل أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لإعادته عن هذه الطريق.
وكان بن لادن يتوقع أن يحظى هذا السلوك بقبول من الأميركيين تحديدا، لأنه لم يكن قد أعلن القتال عليهم علنا، لكن ما حدث كان عكس ذلك حيث مارست الولايات المتحدة والسعودية ضغوطا على الحكومة السودانية آنذاك، لإبعاده من البلاد.
في تلك الفترة، بدأ بن لادن التفكير في افتتاح إذاعة، ويبحث عن طريقة للتشويش على الفضائيات التي تبث مواد هدامة بالمنطقة الإسلامية، وقد اتخذ خطوات في هذا الاتجاه، حسب كلام ولد الوالد.
ولمزيد من التحول، سحب بن لادن مدربيه من الصومال، وعزز أنشطة التنظيم الدعوية والإعلامية، وتوقف عن إصدار بيانات سياسية استجابة لطلب سعودي تم عبر الحكومة السودانية، ومع ذلك طُلب منه الخروج من السودان.
ولم يكن قرار إبعاد التنظيمات الجهادية من السودان وليد لحظته، كما يقول ولد الوالد، لكنه ظل قيد البحث لسنوات، ثم وقعت بعد الأحداث المتتالية عام 1995، فدفعت حكومة الخرطوم نحو اتخاذه.
ومن بين الأحداث التي يقول ولد الوالد إنها دفعت السودان لإبعاد بن لادن وبقية التنظيمات الجهادية: تفجير السفارة المصرية في إسلام آباد، ومحاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا، وإعلان الجهاد ضد معمر القذافي في ليبيا.
إعلانورغم أن هذه الأمور كلها لم يكن لزعيم القاعدة يد فيها ولا مشاركة بل رفضها من الأساس، فإنها كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر العلاقة بينه وبين النظام السوداني، الذي كان بن لادن يثق فيه بشكل مفرط.
وكان ولد الوالد ينتقد هذه الثقة الزائدة من بن لادن في حكومة عمر البشير آنذاك، وكان يرى أن الثقة يجب أن تكون على قدر الحاجة، بينما كان بن لادن يقول إنه نظام إسلامي لا خوف منه.
لكن هذه الثقة انقلبت على القاعدة لاحقا، عندما قدم السودان كل ما لديه من معلومات وتفاصيل عن التنظيم وقادته وأعضائه لأجهزة استخبارات أخرى، مما أدى لاعتقال البعض ووضع بعضهم الآخر على قوائم الاعتقال، كما يقول ولد الوالد.
وبدأت الضغوط السودانية على القاعدة بطلب إخراج المقاتلين الليبيين المنضوين تحت راية التنظيم إلى أي بلد آخر، وذلك بسبب ضغوط كبيرة مارسها القذافي على الخرطوم.
واستجاب تنظيم القاعدة للطلب وأخرج كثيرين من أعضائه، ثم طلبت الحكومة من بقية أعضاء الجماعة الإسلامية الليبية الخروج وعرضت مساعدتهم في ذلك فتعهدوا لها بالخروج.
لكن الأمن السوداني فوجئ لاحقا بوجود مجموعة ممن ظن أنهم غادروا البلاد في أحد البيوت التابعة للجماعة، وكانت بحوزتهم كميات من الأسلحة، فقامت بتسليمهم للقذافي في سابقة يقول ولد الوالد إنها أعطت مؤشرا خطيرا على ما يمكن أن يحدث لاحقا.
بعد ذلك، طلب السودان من بقية الجماعات كالجهاد المصرية وعدد من المجاهدين الأفراد مغادرة البلاد، ثم في 1996 تلقى بن لادن اتصالا من ضابط سوداني يطلب منه البحث عن بلد آخر يعيش فيه غير السودان.
دور عسكري في القرن الأفريقي
وقبل هذه المرحلة، مرحلة التحول من العمل العسكري إلى السياسي، كان لتنظيم القاعدة وجود مبكر في منطقة القرن الأفريقي حتى قبل انتقاله إلى السودان، وقد أرسل قبل هذه الفترة مدربين لمساعدة الصوماليين في إقليم أوغادين، وفق ما أكده مفتيه السابق.
إعلانواستولت إثيوبيا على إقليم أوغادين الصومالي، الذي يسكنه مسلمون، وهو ما دفع مؤسس القاعدة أسامة بن لادن لدعم المقاتلين الصوماليين في هذا الإقليم مطلع التسعينيات، حسب ما قاله ولد الوالد في برنامج "مع تيسير".
وسبقت القاعدة الأميركيين إلى الصومال، وكان بن لادن -في ذلك الوقت- يتبنى فكرة عدم الاصطدام بالقوات الأجنبية في دول المنطقة حتى لا تتحول المواجهات إلى مواجهات مع حكومات هذه الدول، لكنه دعم بعض الفصائل الصومالية التي كانت تواجه الأميركيين الذين قادوا تحالفا لغزو هذا البلد المسلم، حسب ولد الوالد.
ولم تشارك القاعدة بشكل مباشر إلى جانب الرئيس الصومالي محمد فرح عيديد، الذي وجه ضربة مهينة للأميركيين في أكتوبر/تشرين الأول 1995، ودفعهم لتفكيك التحالف والانسحاب من بلاده.
لكن بن لادن كان يدعم بعض الفصائل التي قاتلت إلى جانب القوات الحكومية في هذه المعركة، التي دفعت واشنطن لمراجعة موقفها من عيديد، حتى إنها ألغت قرار القبض الذي كان صادرا ضده من مجلس الأمن، حسب ما أكده ولد الوالد.
وعندما خرج الأميركيون من الصومال، بقيت القاعدة التي كانت موجودة أيضا في كينيا وجيبوتي وتنزانيا وفي بعض مناطق الساحل الأفريقي، بهدف رصد الأهداف التي يمكن ضربها مستقبلا.
ومن بين الأهداف التي تم رصدها خلال هذه الفترة -كما يقول ولد الوالد- السفارات الأميركية في نيروبي وتنزانيا إلى جانب أهداف إسرائيلية ومنتجعات السياحية في كينيا، وأهداف فرنسية في جيبوتي.
وكان جمع المعلومات محصورا في كبار قادة القاعدة العسكريين، لكن هذه الأمور عرفت لاحقا عندما ضربت بعض هذه الأهداف لاحقا، ومنها سفارتا واشنطن في نيروبي ودار السلام، وفق ولد الوالد.
14/5/2025