قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي الدكتور ليون هادار، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية: “إنه لفترة طويلة، كنت أجرى نقاشا مع أصدقائي في معسكر السلام الإسرائيلي. ومع شعورهم بالإحباط في فترة ما بعد أوسلو بسبب فشلهم في تغيير التشكك السائد بين الإسرائيليين بشأن فرص السلام مع الفلسطينيين، فإنهم يعتقدون أن الضغط من المجتمع الدولي سوف يساعد في تحول التوازن السياسي في إسرائيل، وتعزيز موقف أولئك الذين يؤيدن إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.



وأضاف، هادار "في هذا السياق، يُنظر إلى إمكانية أن تقود الولايات المتحدة -القوة العظمى الحليفة لإسرائيل- الجهود لدفع إسرائيل لقبول حل الدولتين، على أنها سيناريو واقعي. وبعبارة أخرى، يستطيع الأمريكيون مساعدة إسرائيل على إنقاذ نفسها".



وبحسب هذه الفرضية، "لا يفهم الإسرائيليون مصالحهم الحقيقية، وينتهجون سياسات يمكن أن تؤدي إلى دمار الدولة اليهودية. ويصبح دور واشنطن، كصديق، أن تضغط على تل أبيب لتغيير مسارها الدبلوماسي. وسيؤدي هذا إلى التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين ينص على انسحاب من معظم الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

وأوضح، "أن الإسرائيليين والمصريين أفشلوا هذه الخطة، حيث منعوا السوفييت من المشاركة في العملية الدبلوماسية، وتفاوضوا بشكل مباشر بوساطة أمريكية، الأمر الذي أدى إلى التوصل إلى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية والتي دعمها معظم الإسرائيليين".

وبين هادار "أن فكرة أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تنقذ إسرائيل من نفسها لكي تسعي إلى سلام عربي- إسرائيلي، هي ممارسة فكرية لا معني لها".

وتابع، "لقد وقّعت إسرائيل اتفاقية السلام التي حققت احتياجات أمنها القومي في ظل التعاون مع البيت الأبيض. وبطريقة ما، ساعدت الخطوات الإسرائيلية والمصرية المفاجئة في إنقاذ المبادرة الدبلوماسية الأمريكية".

وأردف، "من ناحية أخرى، نتجت عملية أوسلو للسلام عن مبادرة إسرائيلية بتدخل محدود للغاية من الأمريكيين وأدت العملية إلى اتفاق مع الفلسطينيين، يبرهن على أن إسرائيل لاعب دبلوماسي مستقل يتحرك وفقا لمصالحه ويستطيع تحقيق السلام مع العرب بدون منقذ أمريكي". 

وأشار إلى أن "هذا قد يبدو كفصل في العلوم السياسية. ومع ذلك، من حيث المبدأ، يتم انتخاب الرئيس الأمريكي لخدمة وتأمين المصالح الأمريكية، وليس مصالح أي دولة أجنبية أخرى، مثل إسرائيل. ولم ينتخبه المواطنون الإسرائيليون رئيسا لهم، الأمر الذي يوحي بأنه ليس لديه التزام لإنقاذهم وبالتأكيد لا يتعين عليه اتخاذ قرارات بشأن الحرب والسلام باسمهم وتتحمل الحكومة المنتخبة بواسطة المواطنين الإسرائيليين هذه المسؤولية".

وأكد، "أن الولايات المتحدة استخدمت في بعض الأحيان قوتها الدبلوماسية والاقتصادية للضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها، على سبيل المثال عندما طالب الرئيس دوايت أيزنهاور إسرائيل بسحب قواتها من سيناء عام 1956 ولكن هذا الخطوة كانت تستهدف تعزيز المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وليس إنقاذ إسرائيل من نفسها".



"وقد هدد الرئيسان جيرالد فورد وجورج بوش بخفض المساعدات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل في إطار تحركات تكتيكية لدفع إسرائيل لتغيير سياسات محددة"، وفقا للكاتب.

ويرى هادار، "أنهما لم ينظرا إلى هذه الخطوات كوسيلة لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات بشأن مصالح الأمن القومي الأساسية، مثل الموافقة على إقامة دولة فلسطينية. وكان من المفترض أن تظهر هذه التنازلات نتيجة لمفاوضات مباشرة مع الجانب العربي".

"ومن هذا المنطلق، كان الدافع الرئيسي وراء تأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هو اعتبارات استراتيجية من أجل منع إيران، راعية حماس، من توسيع نطاق قوتها في الشرق الأوسط وتهديد المصالح الأمريكية هناك"، وفقا للمحلل الأمريكي.

ورأى هادار أنه لا يوجد شك في أن بايدن كان يفضل هزيمة حماس في حرب بلا دماء وبدون مشاهد الدمار والرضع القتلى في غزة، والتي تضر بمصداقية الإدارة الأمريكية في العالم العربي وبين الناخبين الأمريكيين العرب.

ويهدف الانتقاد من واشنطن، سواء من البيت الأبيض أو أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، إلى التوضيح لأولئك المنتقدين في الداخل والخارج أن الحكومة الأمريكية “تفعل شيئا ما” لكبح جماح إسرائيل بدون اتخاذ خطوات أكثر صرامة، مثل تقليص المساعدات العسكرية.



ويعتبر هادار، فكرة تقديم بايدن المساعدة لأولئك الذين يسعون إلى الإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من السلطة، وتحديد موعد لإجراء انتخابات في إسرائيل، هي مجرد أماني من جانب السياسيين والخبراء الإسرائيليين.

وختم قائلا، "إنه يتعين على هؤلاء الخبراء الإسرائيليين أن يفهموا أنهم إذا فشلوا في إقناع غالبية الإسرائيليين بأن دولة فلسطينية مستقلة لن تشكل خطرا على إسرائيل، فإنه لن تتم إقامة هذه الدولة وإذا كانوا يريدون إنقاذ إسرائيل، فعليهم القيام بذلك بأنفسهم، لأن الأمريكيين لن يقوموا بهذه المهمة بدلا منهمك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية البيت الأبيض الحرب بايدن غزة نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال البيت الأبيض بايدن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة فلسطینیة

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”

غزة – وصفت وزارة الخارجية الأمريكية قرار الأمم المتحدة بشأن غزة الأخير، الذي يدعو إسرائيل إلى تطبيق قرار محكمة العدل الدولية بإدخال المساعدات إلى القطاع بأنه غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إن “الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت اليوم قرارا جديدا غير جاد ومنحاز، مما يظهر استمرار هيمنة التحيز ضد إسرائيل على الدبلوماسية الجوهرية في المنظمة”.

وأضافت أنه “في ظل القيادة الرشيدة للرئيس دونالد  ترامب، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2803 لإنهاء الحرب في غزة وتقديم حل حقيقي للقتال، وخلق أفق سلمي لسكان غزة والإسرائيليين والشرق الأوسط عموما. ومنذ ذلك الحين، تدفقت المساعدات على غزة، وحافظت الولايات المتحدة، إلى جانب شركائها، على زخم الجهود نحو سلام دائم. ومع ذلك، اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة طرح قرار مثير للانقسام ومسيس، قائم على ادعاءات باطلة، ويشتت الانتباه عن الدبلوماسية الواقعية”.

ولفت البيان إلى أن “القرار يؤكد على ضرورة أن تنفذ إسرائيل الاستنتاجات المضللة وغير الصحيحة لرأي استشاري غير ملزم صادر عن محكمة العدل الدولية. إن استخدام مثل هذه الآراء يعد استهزاء بالقانون الدولي. الآراء الاستشارية ليست أساسا للتشريعات، وفكرة إجبار أي دولة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة على التعاون مع أي منظمة تعد انتهاكا صارخا للسيادة. وتقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل رافضة هذا المفهوم رفضا قاطعا”.

وتابع: “علاوة على ذلك، ترفض الولايات المتحدة أي محاولة لتمكين وكالة الأونروا، وهي وكالة تابعة لحركة الفصائل، متورطة في فظائع 7 أكتوبر، وتفتقر إلى الرقابة الفعالة، وتواصل الترويج لمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب. إنها وكالة غير خاضعة للمساءلة، وفاسدة، ولن يكون لها أي مكان في غزة.

ستواصل الولايات المتحدة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2803، ساعية لتحقيق رؤية الرئيس ترامب لغزة مسالمة ومزدهرة، لا تشكل منطلقا للإرهاب لتهديد إسرائيل، حيث يستطيع سكان غزة تقرير مصيرهم بأنفسهم، بعيدا عن حكم الإرهابيين”.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • إعلامية: الدبلوماسية الأمريكية تصطدم بتصلّب روسي أوكراني رغم تحركات دفع السلام
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • مصادر لرويترز: أميركا حجبت معلومات مخابرات عن إسرائيل خلال عهد بايدن
  • أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
  • إدارة بايدن تجمد التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل بسبب جرائم حرب في غزة
  • تقارير: ملادينوف بدلا من بلير وجنرال أمريكي عمل بلبنان على رأس “قوة دولية” في غزة
  • دبلوماسي أمريكي سابق: إسرائيل تسعى لاستعادة السيطرة الكاملة على غزة إذا سنحت لها الفرصة
  • ترامب يعين جنرالًا أمريكيًا لقيادة قوات الأمن الدولية في غزة
  • دبلوماسي أمريكي سابق: نتنياهو ليس لديه اهتمام بنجاح خطة السلام
  • ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة