قال د. محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن لغة العرب بها أوامر، فنفهم من السياقات أن هذا الأمر للندب والآخر للوجوب.

أضاف أبو سالم، خلال لقائه ببرنامج "أبواب القرآن" مع الإعلامي د. محمد الباز، المذاع عبر فضائية "الحياة"، أن القرآن فيه عموم ومرونة وفلسفة اللغة التي نزل عليها القرآن فلسفة لغة العرب، التي هي في عادتهم وطبيعتهم، معبرًا: "في استعمالاتنا اليومية بتقول لابنك اللي ما بيذاكرش تقول له أعمل ما شئت، ولا يوجد عاقل يقول إن هذا الأمر للوجوب، وإنما للتحذير".

طيعة مرنة

وتابع "اللغة العربية طيِّعة مرنة فيها التعدد والقرآن ليس غريبًا على العرب، والقرآن نزل على لغة العرب، فنوع الأوامر والنواهي، وهذا التنوع يناسب جميع البيئات والأزمنة".

واستطرد: "تصور لو أن الله سبحانه وتعالى جعل كل الأوامر في القرآن للوجوب لكان هناك إلزام صحيح، وهذا الإلزام يؤدي إلى الضيق والحرج".
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أبواب القرآن الاعلام الله سبحانه وتعالى اللغة العربية جامعة الأزهر سالم أبو عاصي

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر لـ وفد الإعلاميين العرب: الكلمة أمانة ودوركم مهمٌّ في رفع الوعي بالتحديات

أكَّد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، دور الإعلام المهم في رفع الوعي بالتَّحديات، وتعبئة الرأي العام تجاه قضايا الأمة، وتعزيز الانتماء للأوطان، والحفاظ على المنظومة القيميَّة والأخلاقية، وترسيخ الاعتزاز بالأصول لدى الشباب، خاصَّة في ظل ما يواجهه عالمنا اليوم من تحدِّيات وتصاعد خطابات الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أهمية العمل وفق استراتيجية إعلامية عربية تدافع عن قضايا الأمة وتحمي الشباب من مخاطر الاستقطاب والتِّيه، حيث تسعى بعض المنصات الرقمية لتغييبِهم عن واقع أمتهم ومجتمعاتهم.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية مفتوحة عقدها لإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، مع عددٍ من أبرز الإعلاميين في العالم العربي، وذلك على هامش المشاركة في قمة الإعلام العربي بدبي.

وأوضح الدكتور أحمد الطيب، أنَّ الأزهر الشريف يعمل على تعزيز ثقافة السلام، وهي مهمة أساسية يتم تدريسها في مناهج الأزهر منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية، مضيفًا: الأديان كلها إنما نزلت لإسعاد الإنسان، وحقن الدماء، ونشر السلام بين الجميع، لا لإشعال الحروب أو تغذية الكراهية، مشيرًا إلى مبادرات الأزهر في هذا السياق، التي من بينها تأسيس بيت العائلة المصرية، بالتعاون مع الكنائس المصرية، الذي أسهم في تقوية النسيج الوطني والقضاء على كثيرٍ من مظاهر الطائفية، مصرحًا "عندما رأى المواطن المصري القسيس بجوار الشيخ، اختفت كثير من الفتن والمشكلات".

وتطرَّق الإمام الطيب، إلى أنَّ الأزهر تنبَّه إلى ضرورة تحقيق تقارب وتفاهم إسلامي حقيقي، من خلال عقد حوار إسلامي-إسلامي، يرتكز على المصارحة والحوار وطي صفحة الماضي، والانطلاق من المشتركات التي تجمع المدارس الفكريَّة للأمة، للانطلاق منها لما يخدم وحدة هذه الأمة وتقدمها، ولذا عقد الأزهر ومجلس حكماء المسلمين مؤتمر "الحوار الإسلامي" في مملكة البحرين، وانتهى إلى توقيع وثيقة نداء أهل القبلة التي تُعدُّ وثيقة مبادئ جامعة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي المختلفة.

وأشار إلى جهود الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في تعزيز السلام العالمي، قائلًا: فتحنا آفاق التعاون مع الفاتيكان، ووقَّعت مع صديقي الراحل البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية، كما فتحنا قنوات تواصل مع مختلف الكنائس بما فيها الكنائس الشرقية ومجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري في بريطانيا.

وتعليقًا على سؤال حول حقوق الأقليات.. قال الدكتور الطيب، إن الأزهر يرفض استخدام مصطلح «الأقليات» لما يترتب عليه من ضياع الحقوق وتقسيم المواطنين بين درجات عليا ودرجات دنيا، وأكَّد ضرورة إقرار «المواطنة الكاملة»، وما يترتب عليها من تساوي الجميع في الحقوق والواجبات، ونظم العديد من المؤتمرات، وأصدر الوثائق التي تؤكد هذا المفهوم، داعيًا الإعلاميين إلى المساهمة في تعزيز هذه القيم، مشيرا إلى أن الدول يجب أن تقوم على المواطنة الكاملة والحقوق المتساوية لجميع المواطنين، دون تمييز أو تصنيف.

وفيما يتعلق بالزج بالدين باعتباره سببًا لما نشهده من صراعات وحروب.. قال: "يحب أن نفرق بين تعاليم الأديان التي تدعو إلى السلام والتعايش، وبين التفسيرات الخاطئة التي يقدِّمها البعض للقتل باسم الدين وهو منها براء، فالأنبياء جميعهم أخوة، ودين الله واحد منذ آدم وحتى محمد عليهم جميعًا الصلاة والسلام"، مضيفًا "لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير العنف باسم الدين، وما حدث هو محاولة البعض اختطاف الدين وتوظيفه في السياسة، وهو أمر مرفوض"، كما أكَّد أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي الخلط بين «الصهيونية» كشر مطلق، وبين «اليهودية» كدين سماوي، أصبح واضحًا، ولا يخفى على أحد.

وردًّا على سؤال حول ما تشهده بعض المجتمعات من دعوات لقبول «الشذوذ الجنسي» وغيره من الأمراض المجتمعيَّة، علَّق شيخ الأزهر: هذه الدعوات دليل على جنون هذه الحضارة واضطرابها، وتخطيها لكل حدود الأخلاق وتعاليم الدين، ومحاولتها المستمرة لإقصائه وتهميش دوره في حياة الناس، بل وتأليه حرية الإنسان والسعي المطلق لإشباع رغباته المادية، موضحًا أنَّ المرجعية هنا لتعاليم الأديان وليس للعقل البشري المتقلب، قائلًا: الدين هو الذي يثبت الأخلاق، ولا ينبغي إسناد المرجعية الأخلاقية إلى العقل وحده.

وحول الرسالة التي يَوَدُّ توجيهها للشباب، دعا شيخ الأزهر الشباب العربي والمسلم إلى التسلُّح بالعلم والمعرفة، قائلًا: اقرأ أولًا قبل أن تتحدث، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإسلام والعروبة والحضارة الشرقية.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. الدراسات العليا في كلية تجارة الأزهر
  • شيخ الأزهر لـ وفد الإعلاميين العرب: الكلمة أمانة ودوركم مهمٌّ في رفع الوعي بالتحديات
  • شيخ الأزهر يلتقي وفدًا من أبرز الإعلاميين العرب
  • وزير التعليم يلتقي رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج
  • وزير التعليم يلتقي رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج على هامش زيارته للمملكة المتحدة
  • وزير التعليم يلتقي الطلاب المصريين بجامعة كامبريدج.. ويؤكد: نماذج مشرفة
  • أحمد كريمة يحذر من قراءة الفنجان .. ومفاجأة بشأن الكوتشينة
  • أحمد كريمة: التنجيم والتنبؤات بالزلازل وغيرها خرافات وشعوذة
  • أحمد كريمة يحذر من قراءة الفنجان
  • " لا للتدخين صحتك أمانة فى حملة توعوية بجامعة الأزهر بأسيوط