قرارات عاجلة من النيابة في واقعة "فتاة البراجيل" بعد إنهاء حياتها بمادة سامة (مستند)
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
قررت نيابة شمال الجيزة، في القضية رقم ١٧٦٨ لسنة ٢٠٢٤ إداري مركز أوسيم بنقل جثمان فتاة البراجيل "رحاب رشدي" إلي مصلحة الطب الشرعي (دار التشريح القاهرة )، لانتداب الطبيب الشرعي لكتابة تقرير مفصل عن جثمان المتوفاة.
قرارات النيابةوطالبت النيابة العامة، تقرير واف عما إذا كان يوجد شبهه جنائية في الوفاء من عدمه وبيان عما إذا كانت توجد له إصابات حيوية في الجثمان من عدمه وفي الحالة الأولى بيان تاريخ وسبب وكيفية حدوث الوفاء وبيان أيضا عما إذا كان يوجد ثمة أسلحة أو أدوات استخدمت في إحداث تلك الإصابات إلى الوفاء من عدمه مع بيان السبب المباشر المؤدى إلى الوفاه تحديدا مع أخذ عينة من دماء المتوفية إلى رحمة مولاها وأيضا أخذ عينة من قليمات أظافر المتوفاه لتحليلها لبيان عما إذا كانت تلك العينة تحتوي على ثمة خلايا بشرية لغير المتوفية إلى من عدمه وبيان عما إذا كان يوجد تلك العينة ثمة آثار المقاومة أو تعدي من عدمه من استخلاص الحامض النووي DNA والاحتفاظ بالنتيجة لحين توافر ركن المقارنة وكذا أخذ العينة الحشوية وكذا أخذ كافة العينات الأزمة لبيان عما إذا كانت تحوي على ثمة مواد مخدرة أو مسكرة أو سامة من عدمه وفي الحالة الأولى بيان نوعها والجدول المدرجة به وبيان عما إذا كانت تم تناول تلك المواد أن وجدت عنوة من عدمه مع إعداد تقرير مفصلا بكل ما تقدم بقررنا بورد إلينا ويعرض علينا في حينه لإرفاقه بالتحقيقات.
واستعجلت النيابة أيضا تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، عما إذا يوجد شبهة جنائية في وفاة المتوفيه من عدمه.
أقدمت فتاة تدعى رحاب على التخلص من حياتها بتناولها مادة سامة عقب نشرها مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تقول وصيتها الأخيرة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في قرية البراجيل في أوسيم.
وثقت فيديو قبل وفاتهاووثقت الفتاة رحاب المتوفاة في مقطع فيديو مدته 30 ثانية، عبر التيك توك، قائلة: باعتبار إني بكرة هموت في حادثة، قولوا لأمي في جنازتي متصوتيش، وقولوا لإخواتي انتم كنتم أعز شيء في حياتي وفي وجودي ومماتي، وبلغوا صحابي أنهم يقفوا على قبري وميصوتوش، ويطلوا كل شوية على أمي وميعيطوش.
وتم نقل جثمان المتوفاة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي انتدبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد أسباب الوفاة وإعداد تقرير وافٍ حول الواقعة
IMG-20240329-WA0003المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعي فتاة البراجيل مواقع التواصل مصلحة الطب الشرعي واقع التواصل الاجتماعي من عدمه
إقرأ أيضاً:
قابس التونسية..غيوم سامة وإرث صناعي قاتل يدفع الولاية بأكملها إلى حافة الهاوية
في قابس، بات من المستحيل على السكان إغلاق نوافذهم بإحكام. فالرائحة الخانقة الناتجة عن غبار نفايات الفوسفات السامة تتسلل إلى كل زاوية، ممزوجة بالهواء الذي يتنفسه نحو 400 ألف شخص. وتقول إحدى الشهادات ليورونيوز بعد اجتياح الغازات السامة فناء منزلها: "هذا الهواء يقتلنا تدريجيًا.. نعيشه نهارًا وليلًا". اعلان
مجدداً، سجلت ولاية قابس جنوب تونس حالات اختناق إثر تسرب غازات سامة من المجمع الكيميائي المحلي، وفق خير الدين ديبة، المتحدث باسم حملة "أوقفوا التلوث". وأوضح ديبة أن نحو 20 طالبًا في مدرسة بمنطقة شطّ السلام تعرّضوا للاختناق. وتظهر مقاطع فيديو تداولها الأهالي على وسائل التواصل الاجتماعي طلاب يلهثون بحثًا عن الهواء، فيما تدخلت فرق الإسعاف لنقلهم إلى المستشفيات. وتكررت هذه الحوادث عدة مرات خلال الأسابيع الماضية، وكان آخرها في سبتمبر الماضي، حين أُصيب أكثر من 40 تلميذًا بحالات اختناق مماثلة.
ولم يتأخر رد فعل السكان، إذ خرج العشرات إلى الشوارع احتجاجًا على تكرار الحوادث، وأغلقوا الطرقات وأشعلوا الإطارات المطاطية، مطالبين بـ"وقف انبعاثات الغازات السامة" و"تفكيك الوحدات الصناعية الملوثة".
وفي تصعيد جديد، اقتحم المتظاهرون المجمع الكيميائي يوم أمس.
وتقول إحدى الشهادات ليورونيوز: "قابس لم تعد سوى مدينة موت.. نكافح يوميًا من أجل نفسٍ واحد، ونشهد ارتفاعًا مرعبًا في حالات السرطان وهشاشة العظام بفعل هذا التلوث الذي لا يرحم..لم يعد من المقبول أن تواصل هذه المنشآت قتلنا ببطء.. نطالب بإغلاقها فورًا". وأضافت : "لم يكتفِ هذا التلوث بتشويه جمال شواطئنا، بل أباد الكائنات البحرية واحدة تلو الأخرى، وحوّل بحرنا الذي نعشقه إلى مقبرة مائية".
من مصنع للتنمية إلى مصدر للتلوثمدينة قابس، التي كانت تشتهر سابقا بغناها البيئي الساحلي،تشهد تدهورا مستمرا في قطاع صيد الأسماك، الذي كان يشكل مصدر رزق أساسي للعديد من سكان المنطقة.
وأُنشئ المجمع الكيميائي في منطقة غنوش سنة 1972 لمعالجة الفوسفات وتحويله إلى منتجات صناعية لدعم الاقتصاد الوطني. لكن بعد عقود، تحوّل إلى أحد أبرز مصادر التلوث في تونس، نتيجة الانبعاثات الغازية السامة والنفايات الكيميائية التي تُلقى في البحر والهواء دون معالجة فعّالة.
وتُعد مادة الفوسفوجيبس من أخطر المخلفات الناتجة عن المصنع، إذ تنتج عن معالجة الفوسفات وتحتوي على معادن ثقيلة ومواد إشعاعية مثل اليورانيوم والثوريوم والراديوم، بالإضافة إلى سموم كيميائية متراكمة. ويُلقى بهذه المخلفات يوميًا بكميات هائلة في خليج قابس، مما يؤدي إلى تلوث واسع للبحر، وتدهور الثروة السمكية، وتلوث التربة والمياه الجوفية والهواء.
وتشير التقديرات إلى أن المجمع الكيميائي في قابس ينتج آلاف الأطنان من الفوسفوجيبس يوميًا، يُصرف جزء كبير منه مباشرة في البحر دون أي معالجة، خصوصًا في شاطئ شطّ السلام القريب من المنطقة الصناعية.
وبالإضافة إلى النفايات الصلبة، تطلق وحدات المعالجة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت وغازات ملوثة أخرى، ما أسهم في ارتفاع معدلات الأمراض التنفسية والجلدية والسرطانية بين السكان.
وقد أظهرت دراسة أجراها مختبر "جيوسيانس إنفيرونمان" في مدينة تولوز الفرنسية أن مصنع قابس يطلق مستويات مرتفعة من الملوثات السامة، والتي ترتبط بتشوهات خلقية وأمراض في القلب والرئتين والكبد والكلى والدم.
وتتطلع تونس إلى استخراج 14 مليون طن سنويا من مادة الفوسفات بحلول عام 2030 بحسب تقارير إعلامية، وهو معدل إنتاج غير مسبوق منذ افتتاح المصنع.
تعهدات عام 2017 تتهاوى..في عام 2017، تعهدت الحكومة التونسية بإنهاء سكب مادة الفوسفوجيبس في البحر، وذلك في إطار قرار حكومي. وقد نص القرار على إيقاف إلقاء هذه المادة السامة في خليج قابس، وتفكيك الوحدات الصناعية الملوثة، وتعويضها بوحدات حديثة تحترم المعايير البيئية.
وكان هذا القرار نتيجة لضغوطات كبيرة من المجتمع المدني، الذي حدد يوم 30 يونيو 2017 كموعد نهائي لتنفيذه. وقد شارك في هذه الضغوطات العديد من الجمعيات البيئية والخبراء الدوليين، الذين أكدوا على ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة الفوسفوجيبس، التي تهدد صحة السكان والبيئة في قابس.
وعلى الرغم من هذه التعهدات، إلا أن تنفيذها تأخر بشكل كبير، مما دفع الأهالي إلى تجديد مطالبهم في السنوات الماضية.
وفي مارس 2025، فوجئ سكان قابس بقرار حكومي جديد يقضي بحذف الفوسفوجيبس من قائمة النفايات الخطرة، وهو ما اعتبروه تراجعًا عن التعهدات السابقة. وقد اعتبر الناشط البيئي خير الدين دبية أن هذا القرار يُهدّد صحة المواطنين ويزيد من التلوث في قابس، ويُعيد المنطقة إلى نقطة الصفر في معركتها ضد التلوث الصناعي.
وفي السياق نفسه، أعلن وزير البيئة حبيب عبيد خلال زيارة ميدانية إلى ولاية قابس في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن تونس تتجه نحو تثمين مادة الفوسفوجيبس وتسويقها، مع التوقف تدريجيًا عن تصريفها في البحر، دون أن يوضح تفاصيل العملية أو آليات تنفيذها.
جدير بالذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد قد قال خلال الأسبوع الماضي إن قابس تعرضت منذ سنوات طويلة "لاغتيال للبيئة والقضاء عليها" بسبب اختيارات قديمة وصفها بأنها "جريمة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة