الرأي اليوم

 

رسمياً اليوم أعلنت حكومة بورتسودان ووزارة خارجيتها المختطفة من الجماعة، رفع شكوى رسمية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي* متهمتاً لها بالتدخل في حربه الداخلية بين القوات المسلحة والدعم السريع بالدعم اللوجستي في مذكرة مطولة لمجلس الأمن تحتوي عدداً من النقاط في تصعيد جديد بين البلدين للدفع في اتجاه القطع النهائي للعلاقات وما يترتب عليها من مضاعفات.

بعد تصعيد اليوم *الخطوة الطبيعية المتوقعة سحب السفراء من البلدين وقطع العلاقات وعودة رعايا الدولتين إلى بلادهم* بالاختيار الطوعي.

أو الإبعاد القسري باعتبار دولة الإمارات العربية المتحدة دولة معادية، وفي حالة حرب مع البلاد، هذا السيناريو ليس جديداً علينا، فقد تكرر خلال الثلاثين عام الرابعة، ووصل إلى مستوى الإعلان أن العالم تحت جزمتي.

لقد أعادت هذه القرارات الهوجاء من حكومة بورتسودان أجواء ومناخات حرب الخليج الأولى وتحت قيادة ذات الجماعة التي سيرت المظاهرات في الخرطوم.

تهتف ضد آل سعود، *يهود آل سعود وخيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود*، نفس أجواء ومناخات التطرف والعداء مع دول الجوار وذات الاتهامات وُجِّهَت إلى دولة يوغندا مع الحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق، وأعلنت ضدها عمليات الأمطار الغزيرة في جنوب السودان وما صاحبها من تحشيد وتعبئة وحملات إعلامية، انتهت هذه المرحلة بعزلة السودان عن محيطه الإقليمي والدولي ودفع الشعب السوداني ثمن المواجهات العبثية في انقطاع التعاون الدولي وإدانة البلاد تحت قوانين الإرهاب وتجميد علاقاتها مع كل مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، مما ترك جروحاً غائرة في بنية البلاد الاقتصادية نعانيها إلى اليوم، نفس الجماعة ونفس السيناريوهات الممجوجة كرةً أخرى بلا عِظة ولا اعتبار من الماضي القريب.

لقد تدخلت قيادات السودان السياسية لاحتواء آثار حرب الخليج الأولى ممثلة في حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي كأحزاب مجتمعية لدى الملوك والأمراء في الخليج للتمييز بين موقف حكومة الأقلية الانقلابية في الخرطوم وتوجهات وطبيعة مواقف الشعب السوداني المعروفة بالحكمة والمسؤولية في احتواء الأزمات، فقد كان لهذا التدخل الأثر والفضل في حماية مصالح المغتربين وأسرهم في الخليج وداخل البلاد، اليوم يجب أن تنهض قيادة الحزبين ممثلة في اللواء فضل الله برمة والمهندس عمر الدقير د. سليمان صندل وقيادة تقدم ممثلة في الدكتور عبدالله حمدوك لحماية مصالح أبناء وبنات السودان المغتربين بدولة الإمارات العربية المتحدة، حتى لا يضاروا بالعواصف الدبلوماسية التي وضعت مصالحهم تحت عجلاتها لخدمة أهداف الجماعة المتحكمة في وزارة الخارجية بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م بقيادة الفريق البرهان، هل سيعيد التاريخ نفسه، دون أن نتعلم ونتعظ في كيفية إدارة خلافاتنا الإقليمية والدولية. ختامة

لقد وضعت هذه التصرفات الهوجاء مصالح أبناء وبنات الشعب السوداني في مهاجرهم الخليجية يواجهون خطر الإبعاد وإنهاء الأعمال *الجماعة نفسها وضعت المهاجرين والمغتربين تحت عجلات مصالحها وتوجهاتها بالأمس، وهاهى تفعل نفس التصرف اليوم، ولا تلوي على شيء.

*لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم*

*وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا*

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"

أعلنت قوات الدعم السريع مقتل 45 شخصا غالبيتُهم من طلاب المدارس وجرحَ آخرين في هجوم شنه الجيش السوداني بطائرة مسيّرة على منطقة "كمو" في جبال النوبة .

ووصفت قوات الدعم السريع الهجوم بأنه انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني جريمة حرب تستوجب المساءلة والمحاسبة، معتبرة أن استهداف المؤسسات التعليمية والتجمعات المدنية هو تعدٍّ مباشر على حقوق الإنسان.

بدورها دانت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ما أسمته بالمجزرة التي ارتكبها الجيش السوداني بحق الطلاب في منطقة "كمو" مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد بقوة على انتهاكات الجيش السودان.

وتتفاقم مأساة السودان يوما بعد يوم، فيما تحوّلت الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، مع تجاوز عدد النازحين واللاجئين أربعة عشر مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة ومنظمات دولية.

وفي تقرير مؤلم، كشف المجلس النرويجي للاجئين أن أكثر من 400 طفل وصلوا خلال شهر واحد إلى مخيم "طويل" للاجئين من دون آبائهم.

كثير منهم يعاني صدمات نفسية وسلوكيات عدوانية نتيجة ما شاهدوه، فيما وصف العاملون الوضع بأنه “هش للغاية”، وأن المخيم لا يمنحهم سوى “الملاذ الآمن الوحيد المتاح”.

هذه الشهادات تعكس جانباً صغيراً من كارثة إنسانية أكبر، في ظل تقطّع شبكات الإنترنت وانعدام أمن العاملين، ما يجعل حجم المعلومات المتوفرة أقل بكثير من حجم المأساة الحقيقية داخل السودان.

مقالات مشابهة

  • الجماعة الإسلامية في بنغلاديش.. حركة الفكرة حين تتحول إلى قوة دولة
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: البرهان يستخدم تكتيكاً جديداً
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: أمن المعلومات واستراتيجية إعادة البناء
  • الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"
  • الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"
  • تصنيف «الإخوان» منظمة إرهابية يفاقم ارتباك الجماعة بالسودان
  • رئيس الوزراء السوداني يبحث مع المبعوث الأممي علاقات التعاون
  • وزير خارجية الكويت: مجلس التعاون الخليجي قلق بسبب القتال وتدهور أوضاع السودان
  • عربستان… الدولة التي أُطفئ نورها غدرًا: مئة عام على جريمة سياسية غيّرت وجه الخليج
  • وزير الخارجية يلتقي بوزيرة خارجية دولة فلسطين