مدير المركز الثقافي التركي: نسعى لتعريف الأتراك على الإرث التاريخي والثقافي لمصر
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
أقام معهد يونس أمره "المركز الثقافي التركي" حفل إفطار رمضاني في إحدى الفنادق الفاخرة بالعاصمة المصرية القاهرة.
شارك في الإفطار مدير المعهد "أمين بويراز"، والسفير التركي "صالح موطلو شن"، وسفير جمهورية أذربيجان "د. الخان بوكولوف"، وسفير دولة باكستان "ساجد بلال"، والقائم بأعمال السفارة البولندية "ميكال تشابروس"، إلى جانب عدد من مسئولو وزارتي الآثار والثقافة المصرية، والعديد من رواد الفن الثقافة.
وفي كلمةٍ ألقاها، أكد مدير المعهد "أمين بويراز" أن الشغف الثقافي المتبادل بين الشعبين التركي والمصري سوف يؤسس آفاقًا جديدة لتعاون مثمر بين المؤسسات التركية والمصرية في الفترة القادمة.
وأعرب بويراز، عن عزمهم على تسريع وتيرة أنشطة المعهد لتشمل شتى المجالات، وقال "أؤمن أن مساعينا سوف تكون بمثابة حلقة وصل لتعرف الكثير من المواطنين الأتراك على الإرث التاريخي والثقافي لمصر، كما أن هذا سيسهم بالطبع في ازدهار السياحة بين البلدين".
وأضاف بويراز "نواصل دون توقف مساعينا من اجل زيادة التعاون المشترك في المجالات العلمية والتكنولوجية بين البلدين من خلال دفع أكبر عدد من الأطفال والشباب المصريين للمشاركة في معرض "تكنوفيست"؛ والذي يُعد أكبر معرض للتكنولوجيا في العالم.
وأردف "سوف نسعى جاهدين لتطوير مشروعات ثقافية وتحقيق سبل تعاون مشترك في مجال السينما والمسلسلات التركية، وسوف نساهم أيضا في جمع رواد الفن والثقافة للبلدين في أعمال وفعاليات مشتركة.
من جانبه، أعرب السفير التركي "صالح موطلو شن"، خلال كلمته، عن سعادته بالحضور الكثيف في حفل الإفطار، مشيرًا أن العامل الثقافي كان ولا يزال هو الأبرز الأكثر تأثيرًا في العلاقات بين البلدين.
حضر حفل الإفطار كل من: سفير تركيا صالح موطلو شن، سفير باكستان ساجد بلال، وسفير أذربيجان ألخان بولوخوف، والقائم بأعمال سفارة بولندا ميهاو هابروص، والمستشار التعليمى لسفارة تركيا د. إبراهيم أصلان، ورئيس جالية أذربيجان فى مصر سيمور نصيروف، ورئيس القسم الإعلامى فى سفارة فلسطين ناجى الناجى، ومدير النشاط الثقافى بالمركز الثقافى الروسى شريف جاد، ورئيس المسرح القومي الاسبق الفنان احمد شاكر، والفنانة شيري عادل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر القاهره المصري المركز الثقافي تركي سفارة سفير السفير التركي
إقرأ أيضاً:
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، اسم يرن في تاريخ مصر السياسي والدبلوماسي كرمز للنزاهة والجدية والتفاني في خدمة الوطن. ولد في مدينة الإسكندرية عام 1876، في بيت معروف بالتجارة والثقافة، حيث كان والده أحمد يحيي من كبار تجار القطن، ينتمي منذ بداياته إلى حزب الوفد، وكان له موقف راسخ في خدمة وطنه.
عبدالفتاح يحيى نشأ في بيئة تجمع بين العمل التجاري والاجتماعي، ما أكسبه فهما عميقا للاقتصاد والمجتمع المصري، كما ورث عنه حب الوطن والانتماء الوطني الذي سيصنع لاحقا مسارا سياسيا غنيا بالعطاء والإنجازات.
في حياته العملية، تجسد دور عبدالفتاح باشا في شتى مناحي السياسة والدبلوماسية، فقد تقلد مناصب عديدة بداية من وزارة العدل، مرورا بمجلس الشوري، وصولا إلى رئاسة وزراء مصر.
لم يكن مجرد سياسي تقليدي؛ بل كان رجلا يرى في السياسة وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق العدالة، خلال توليه وزارة العدل، حرص على تطوير النظام القضائي وتعزيز استخدام اللغة العربية في المحاكم المختلطة، مؤمنا أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هوية وطنية يجب الحفاظ عليها ودعمها.
وقد برز اسمه بشكل أكبر عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 1933 و1934، حيث شكل حكومة كان هدفها خدمة الشعب المصري وتعزيز الاستقلال السياسي للبلاد.
كان في هذه المرحلة محوريا في سن نظام أداء اليمين القانونية للوزراء أمام الملك، خطوة رائدة عززت من شفافية العمل الحكومي ونظام المساءلة داخل الدولة.
لم يقتصر دوره على الجانب السياسي الداخلي، بل امتدت بصماته إلى السياسة الخارجية، حيث احتفظ أثناء رئاسته للوزارة بمنصب وزير الخارجية، ما أتاح له أن يمثل مصر في المحافل الدولية ويثبت مكانتها بين الأمم.
عبدالفتاح باشا لم يكن بعيدا عن هموم المواطن البسيط، فقد أصدر قرارا بتخفيض إيجار الأطيان الزراعية عام 1932 بمقدار ثلاثة أعشار قيمتها، وهو قرار يعكس اهتمامه المباشر بمصالح الفلاحين والطبقة العاملة في الريف، ويبرهن على حبه لبلده وحرصه على العدالة الاجتماعية.
كما كان له موقف حاسم من مؤسسات الإدارة المحلية التي لم تكن تعكس تطلعات المصريين، حيث قام بحل مجلس بلدي الإسكندرية الذي كان ذا صبغة دولية وأعضاؤه أجانب، مؤكدا أن مصر للأهالي وأن قراراتها يجب أن تخدم مصالح الشعب المصري أولا.
إضافة إلى ذلك، عمل على تنظيم وزارة الخارجية بشكل دقيق، محددا اختصاصات إداراتها، وهو ما ساعد على تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وفتح الطريق أمام جيل من الدبلوماسيين الذين يتطلعون لبناء مصر على أسس متينة.
كل هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤية وطنية واضحة وإيمان راسخ بأن مصر تستحق قيادة واعية ومخلصة تعمل بلا كلل من أجلها.
حين نتحدث عن عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، نتحدث عن رجل جمع بين الصرامة والنزاهة والحكمة والإنسانية، رجل لم ينس جذوره ولم يبتعد عن هموم شعبه، رجل جعل من السياسة أداة لخدمة الوطن والناس على حد سواء.
إن تاريخه يذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأن الحب الحقيقي لمصر يظهر في القرارات الصغيرة والكبيرة، في العدالة الاجتماعية، وفي الدفاع عن هوية البلاد ومصالحها.
عبدالفتاح باشا ترك إرثا عميقا في الذاكرة المصرية، ليس فقط كسياسي ودبلوماسي، بل كمواطن عاش وحلم وعمل من أجل مصر، وعلمنا أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الالتزام بحقوق الناس هو السبيل لبناء وطن قوي وكريم.
وبالرغم من مرور السنوات، يظل اسمه محفورا في صفحات التاريخ، مثالا للنزاهة، للحكمة، وللإخلاص، وللحب الحقيقي لمصر، حب يتجاوز الكلمات ويصل إلى الأفعال، لتبقى مصر دائما في المقدمة، ولتبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يحب وطنه ويعمل من أجل رفعتها.