عربي21:
2024-06-13@04:13:10 GMT

معبر رأس اجدير.. تمظهر الأزمة واتجاه الحل

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

الأزمة التي شهدها معبر رأس اجدير الحدودي بين ليبيا وتونس هي إحدى عناوين النزاع الليبي وبعض من تمظهراته، فهي تعبير جلي عن الاختلالات التي تشهدها البلاد بسبب ضعف سلطة الدولة وتضخم نفوذ المناطق والقبائل والمجموعات المسلحة الخاصة في المدن التي توجد بها مؤسسات ومرافق حيوية.

فشل الحكومات المتعاقبة في الاستدراك على الفراغ الذي وقع بعد سقوط نظام القذافي فسح المجال لتوسع صلاحيات الجهويات والمناطق والقبائل، ونشأت قوى مصلحية خارج السلطة تتورط في أعمال خارجة عن القانون، وقد كشفت أزمة المعبر الأخيرة حجم التجاوزات وأثارها على الجانبين، الليبي والتونسي، فأن تنتعش محطات الوقود في مدن الساحل الغربي بعد إغلاق المنفذ، وتتعطل أرتال القادمين عبر الحدود لمزاولة الأنشطة التي الكثير منها غير قانوني، فهو مؤشر على الفوضى في المعبر والخلل في العلاقة بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية.



عمق الأزمة وحدية الخلل لا تقف عند حالة عدم التوازن المقنن بين الحكومة والمحليات، بل تتعداها إلى العقول، فقد شهدت وسائط التواصل الاجتماعي معارك اصطف أصحابها على طرفي نقيض، بين من يبرر الخلل من منطلق عدم صواب الوقوف ضد طرف أو مكون ومحاولة سلب نفوذه على مرفق من مرافق الدولة وتجاهل الآخرين، أو القول بأن الجغرافيا الليبية والتركيبة الاجتماعية والثقافية تستلزم هذا الوضع وينبغي التسليم به، في مقابل الموقف الرافض لتعدد السلطات والرايات في البلاد وضرورة فرض سلطة الدولة عبر الحكومة على كافة المرافق الحيوية، وليكن معبر رأس اجدير البداية.

وفي خضم هذا التأزيم تلوح بارقة أمل، ذلك أن تخطي الوضع الراهن الذي تشهده البلاد يحتاج إلى حوار حتى لو كان المنخرطون فيه مختلفون، كما يحتاج إلى تسليط الضوء على خطر الاستمرار في هذا السيناريو، وضرورة أن يكون هناك حل لهذا التداعي، وبالتالي تكوين رأي عام مستوعب لأي إجراء حكومي بهذا الخصوص وداعم له.

إن استمرار المظاهر السلبية التي تكرس ضعف الدولة وعجز الحكومة وتعزز من نفوذ المجموعات المحلية وتوسع مساحة الأعمال غير القانونية من تهريب وغيره نهايتها فرض واقع جغرافي واجتماعي وأمني لا يمت لمشاريع بناء الدولة بصلة، بل هو من أبرز التحديات أمامه، وهذا هو الاتجاه الصحيح في تقييم الحالة، بعيدا عن أي محركات أخرى جهوية أو مناطقية أو شخصية.

وقع تعدي من قبل أطراف ضمن مدينة زوارة، ينبغي أن يكون هذا محل جدل، وانجرت أطراف ضمن المكون الأمازيغي من المفترض أنها تنحاز للوضع الطبيعي والقانوني وليس الاستثنائي السلبي، وهو وضع لا يمكن تبريره، غير أن مقاربة الحكومة لمعالجة الخلل المتعلق بضعف سلطتها على المعبر لم تكن مدروسة، لهذا وقع ما شهدنا الأسبوع الماضي من مواجهات قرب المعبر.

إن استمرار المظاهر السلبية التي تكرس ضعف الدولة وعجز الحكومة وتعزز من نفوذ المجموعات المحلية وتوسع مساحة الأعمال غير القانونية من تهريب وغيره نهايتها فرض واقع جغرافي واجتماعي وأمني لا يمت لمشاريع بناء الدولة بصلة، بل هو من أبرز التحديات أمامه، وهذا هو الاتجاه الصحيح في تقييم الحالة، بعيدا عن أي محركات أخرى جهوية أو مناطقية أو شخصية.عدم القبول بالوضع الراهن المختل هو منطلق سليم للتصحيح، غير أن مقاربة المعالجة لا ينبغي أن تقفز على الواقع وتتجاهل ملابساته، فالقفز على هذا الواقع بتعقيداته قد تنتهي إلى وضع أشد تأزيما، وهو ما حاولت الحكومة الاستدرك عليه من خلال خطة تأخذ في الاعتبار الإشكاليات الجهوية والمناطقية في المنطقة الغربية وتقاربها بوسيلة مختلفة، وقابل ذلك موقف واعي ووطني من قبل المكونات الرسمية والمجتمعية في زوارة، فوقعت التهدئة وتم الاتفاق.

غير أن الوصول إلى اتفاق بين الحكومة والسلطات المحلية في زوارة لا يعني أن الأعمال غير القانونية ستنتهي، فهناك هامش لا يمكن احتواؤه، كما أن الوضع السياسي غير المستقر في البلاد والذي قد يقود إلى تغيير حكومي يمكن أن يفتح الطريق لعودة حالة الفوضى.

هناك عامل يمكن أن يكون محفزا لتجاوز أي تفاهمات بين الحكومة والسلطات المحلية في المعبر، هو عدم التعاطي مع الأزمات والمشكلات المشابهة في معابر أخرى، أو مؤسسات تسيطر عليها مجموعات مسلحة وتستغلها لتعظيم نفوذها ومصالحها، فكل الحلول الجزئية ستنتهي إلى إخفاق إذا لم يتم معالجة الاختلالات في كافة صورها وفي جميع المناطق دون استثناء، وهنا يأتي الربط بين الأزمة الجزئية والأزمة الكلية الأساسية، ويتأكد الحاجة إلى الحل الشامل كأساس لمعالجة الأزمات المحدودة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأزمة معبر ليبيا رأي ليبيا تونس أزمة رأي معبر مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین الحکومة

إقرأ أيضاً:

البقاء أم الاستبدال أم الحل.. كيف سيكون شكل حكومة نتنياهو بعد استقالة غانتس؟

تساؤلات حول إدارة الحرب في غزة بعد استقالة غانتس

بعد استقالة رئيس حزب "معسكر الدولة"، بيني غانتس، الأحد، من حكومة بنيامين نتنياهو، بدأت تثار في الكيان تساؤلات حول إدارة الحرب في غزة من الآن فصاعدا. وهل سيعود ليبرمان وساعر كوزراء، وهل سيكون قانون التجنيد بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير؟

اقرأ أيضاً : بن غفير: انسحاب غانتس فرصة لتحقيق النصر وطالبت كل الوقت بتفجير غزة

وفيما يلي أبرز السيناريوهات المطروحة على الطاولة، وحسب تقرير لصحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، هناك 3 سيناريوهات مطروحة على الطاولة الآن:

أولا، استقالة غانتس مع بقاء حكومة نتنياهو. ووفقاً لكل المؤشرات، فإن هذا هو السيناريو الأكثر واقعية والذي من المرجح أن يحدث قريباً. فقد حدد بيني غانتس، في الأسابيع الأخيرة، هدف الاستقالة الوشيك من الحكومة، وهو يسعى منذ ذلك الحين إلى تحقيق ذلك من أجل تمهيد الطريق له بالشكل الذي يناسبه.

فقد استقال غانتس، ليس لكي يكون ناشطاً مركزياً في المعارضة، بل لمحاولة تحقيق تقدم في الانتخابات المقبلة والإطاحة بالحكومة. ومع استقالته، ستزداد قوة المعارضة، وكذلك الحركة الاحتجاجية والمظاهرات ضد الحكومة في شارع كابلان بتل ابيب. لكن، بحسب ما تبدو عليه الأمور في الوقت الراهن، فإن هدف إسقاط الحكومة لا يزال بعيداً. وحالياً، سيحاول نتنياهو الاستمرار بالمحافظة على ائتلافه الحكومي المكون من 64 مقعداً، والموجود تحت تصرفه من أجل النجاح في الدورة الحالية للكنيست، وربما أكثر.

ثانيا، عودة ساعر وليبرمان لحكومة نتنياهو. لا شك أن هذا هو السيناريو المفضل لدى نتنياهو الذي سيسعى إلى تحقيقه.

وخروج غانتس من الحكومة قد يحمل أخباراً جيدة لمعسكر اليمين، وتفكيراً جديداً ومختلفاً في حكومة الحرب. وعلى الرغم من المصلحة المشتركة لساعر وليبرمان وغانتس في إسقاط الحكومة، إلا أنه لا يوجد اتفاق بين الطرفين على طريقة إدارة الحرب، وعلاوة على ذلك، فإن غانتس هو الذي عرقل أي محاولة لإضافة أعضاء جدد إلى حكومة الحرب المحدودة، ومن بينهم ليبرمان وساعر، وفي الوقت نفسه، فإن التقدير هو أن الوقت قد نفد بالنسبة لليبرمان وساعر وأنهما يفضلان البقاء خارجاً.

ثالثا، سقوط حكومة نتنياهو. على الرغم من أن انسحاب "معسكر الدولة" سيترك للائتلاف أغلبية برلمانية قوية ومتجانسة من المفترض أن تسمح للحكومة بمواصلة عملها. لكن من الممكن أن يؤدي حدث أو آخر، مثل قانون التجنيد أو قضية أخرى، إلى هز الحكومة ويؤدي في النهاية إلى حلها. ورغم أن لا أحد من أعضاء الحكومة لديه مصلحة في حلها، إلا أن الأحداث يمكن أن تحدث، والأكثر من ذلك أنها ستأتي على خلفية صور الاحتجاج التي ستزداد قوة.

مقالات مشابهة

  • ليبيا وتونس تتفقان على إعادة فتح معبر حدودي رئيسي
  • الإدارةُ الأمريكية.. مستنقعُ الجريمة الدولية
  • معبر رأس اجدير يفتح أبوابه يوم 20 يونيو، بعد اتفاق أمني مع تونس
  • الاحتلال يغلق معبر كرم أبوسالم أمام المساعدات القادمة من مصر.. فيديو
  • توقعات بسماح فيتنام للشركات باستيراد الذهب لأول مرة منذ سنوات
  • بعد الاحتجاجات التي دامت لأربع أشهر..الحكومة تقدم مقترحات وسط لحل أزمة كليات الطب والصيدلة
  • اجتماع ليبي تونسي لبحث إعادة فتح معبر رأس اجدير وناشط حقوقي يكشف مصدر الخلافات بين الجانبين
  • البقاء أم الاستبدال أم الحل.. كيف سيكون شكل حكومة نتنياهو بعد استقالة غانتس؟
  • عبد الكبير: تشابه الأسماء والإفراج عن الأموال المجمدة من أسباب إغلاق معبر رأس اجدير
  • بوخزام: الانفلات الأمني في ليبيا هو السبب الرئيسي وراء إغلاق معبر رأس اجدير