في زمن التضخم، أصبح التناول اليومي للحوم الحمراء يرهق كثيرا من العائلات مع وصول أسعار الكيلو الواحد منها إلى نحو 10-14 دولارا في عدد من الدول العربية.

وفي مصر، انتشرت في الآونة الأخيرة عدد من المنتجات التي يروج لها أصحابها على أنها بدائل آمنة للحوم، لا سيما الحمراء، من حيث الطعم والملمس، لاعتمادها على فول الصويا بوصفه مكونا أساسيا بها.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4اللحوم الحمراء مهمة لصحتك ولكن بشروط.. هذه أهمهاlist 2 of 4لا لتجويع نفسك.. 7 تغييرات بسيطة في الطعام تنقص وزنكlist 3 of 4الأطعمة فائقة المعالجة "تقصف" أعمارنا.. إليك 9 علامات لاكتشافهاlist 4 of 4صلصة الصويا التي تجتاح أطعمة العالم.. فوائد ضئيلة لا تخلو من الضررend of list

وفي هذا الشأن، رأت اختصاصية الصحة العامة المصرية إيناس عبد الواحد أن الترويج للمنتجات المصنعة من بذور فول الصويا على أنها منتجات آمنة بديلة للحوم "خدعة"، ولا تعكس حقيقة مخاطر إدخال هذه البذور النباتية في عملية تصنيع تقوم بشكل رئيسي على إضافة كثير من مكسبات الطعم والمواد الحافظة والأملاح الخفية، فضلا عن عدم إمكانية أن تكون مصدرا يعوض نسب الأحماض الأمينية الحيوانية الضرورية للنمو وصحة المخ.

حساء التوفو الذي يعتمد على مكون فول الصويا (الجزيرة) عمليات تصنيع غير آمنة

وقالت إيناس عبد الواحد للجزيرة نت إن اللجوء للمنتجات المصنوعة من فول الصويا لتعويض غياب اللحوم على مائدة الطعام يفضل أن يكون "استهلاكا عابرا" مرة أو اثنين طوال الشهر بدافع التجربة، خاصة أنه في هذه الحالة لا يهتم المستهلك بالقيمة الغذائية، بل يبحث فقط عن طعم مشابه لما اعتاده عند تناول أنواع من اللحوم المصنعة أو الوجبات التي تعتمد على إضافة كثير من البهارات علي اللحوم، على سبيل المثال.

وأوضحت أن إدخال فول الصويا في عملية تصنيع يفقده فوائده الصحية، وأضافت أن "الفوائد التي يحتوي عليها فول الصويا، ومن بينها ارتفاع نسبة البروتين، يحصل عليها المستهلك عندما يتناوله في صورته الطبيعية الحقيقة، وليس بعد إدخاله في عملية تصنيع تعمل على تكسير جميع هذه الفوائد وتمنح الجسم أضعاف احتياجه من الأملاح".

وتابعت "بشكل عام، تعتمد عمليات التصنيع التي يدخل فيها فول الصويا بشكل رئيسي على إضافة كميات هائلة من المواد الحافظة والأملاح الخفية، وجميعها عناصر تضر الجسم أكثر مما تجعله مصدرا بديلا للبروتين".

وأشارت أيضا إلى أن مكسبات الطعم واللون التي تضاف إلى فول الصويا ليتحول إلى منتج ذي طعم وملمس قريب من اللحم "تسبب مشكلات صحية، بينها سرطان القولون والضغط".

فول الصويا ليس مصدرا بديلا للأحماض الأمينية المتوافرة في اللحوم (بيكسلز)

وركزت إيناس عبد الواحد -في حديثها للجزيرة نت- على صعوبة أن يكون فول الصويا مصدرا بديلا رئيسيا للأحماض الأمينية الضرورية لنمو الجسم والعضلات وصحة المخ، التي لا يمكن الحصول عليها إلا من اللحوم الحيوانية.

وأوضحت أن "اللحم يحتوي على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم، بينما يفتقر فول الصويا إلى بعضها"، ومثله أيضا جميع البروتينات النباتية الأخرى.

وفي السياق، لفتت اختصاصية الصحة العامة إلى بعض الأضرار المتفق عليها علميا لفول الصويا، ومن بينها تأثيره السلبي على هرمونات الجسم لاحتوائه على مادة ‫"إيزوفلافون" التي لها تأثير مشابه لهرمون الإستروجين الجنسي الأنثوي والذي يحمل أضرارا لبعض النساء المصابات بسرطان الثدي والذكور.

وعلى هذا النحو، تحدثت عن منتج آخر يثبت ما تشكله عمليات التصنيع من مخاطر على صحة الإنسان، وقالت إن منتجات بدائل السكر والمحليات الصناعية من أبرز الأدلة التي أثبتت أن كثيرا من عمليات التصنيع تهدد بالفعل صحة الإنسان.

وتابعت في حديثها للجزيرة نت "بعدما كنا نصف لسنوات المحليات الصناعية، كسكر السكروز، لمرضى السمنة والسكري، أثبتت الأبحاث في ما بعد أن المحليات الصناعية تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري، وبشكل خاص التي تحتوي على مركب السكارين ومركب السكرالوز".

بدائل أكثر نفعا

وباعتبار فول الصويا من عائلة البقوليات، نصحت اختصاصية الصحة العامة باللجوء إلي الحمص أو البرغل كونهما مصادر أكثر أمنا وصحة للبروتين.

وقالت إن كثيرا من الوصفات التي تعتمد على الحمص والبرغل "تكون في صورتهما الطبيعية، وهو ما يميزهما ويجعلهما أكثر توافقا مع احتياجات الجسم".

 

وأعطت مثالا بالأكلة التركية "تشي كفتة" التي صنفتها بديلا صحيا للحوم الحيوانية لعدم إدخالها في عمليات تصنيع مضرة بل تعتمد على البرغل في صورته الطبيعية مع إضافة بعض البهارات.

و"تشي كفتة" هي أكلة شهيرة في تركيا من قائمة المقبلات، تسمى "أكلة البسطاء"، وكانت تعد قديما من اللحم المفروم النيئ، لكن تمت الاستعاضة عنه -في ما بعد لأسباب صحية مرتبطة بأضرار تناول اللحوم النيئة- بالبرغل الناعم مع إضافة الطماطم والبهارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فول الصویا

إقرأ أيضاً:

“وداعا للسرطان”.. 5 أسئلة عن اللقاح الروسي القريب

روسيا – يجري مركز “غاماليا” الروسي حاليا التجارب ما قبل السريرية على لقاح ثوري للسرطان، فهل سيعالج هذا اللقاح أحد أشهر أمراض العصر؟

وفي لقاء صحفي أجري معه مؤخرا أجاب الأكاديمي الروسي ورئيس المركز، ألكسندر غينتسبورغ على بعض الأسئلة التي تتعلق باللقاح المنتظر.

كيف سيعمل اللقاح؟

حول آلية عمل اللقاح قال غينتسبورغ:” لقاحنا للسرطان علاجي، أي أنه مخصص للأشخاص الذين يعانون بالفعل من السرطان، يطلق على هذا الدواء اسم اللقاح لأنه مصمم لتنشيط جهاز المناعة لدينا، بفضله سنجعل الخلايا الليمفاوية تعمل لتتعرف على الخلايا السرطانية وتدمرها، سيتم إنتاج لقاح فردي لكل مريض، ولكن باستخدام نفس التكنولوجيا، سيأخذ الأطباء عينات من الأورام ومن الخلايا السليمة، وسيقوم الباحثون بمقارنتها وتحديد الأجزاء التي حدثت فيها الطفرة، وهذه الأجزاء بالتحديد ستصبح الأساس للقاح، وبمجرد دخولها إلى الجسم ستجذب انتباه الخلايا الليمفاوية التي ستدمر الخلايا المحقونة، وتتذكرها وتبدأ في محاربة الخلايا السرطانية. طبقت هذه الآلية على الحيوانات المخبرية بنجاح، وهذا يدل على أن هذه الطريقة واعدة.

أين سيتم حقن اللقاح؟

أشار غينتسبورغ إلى أن اللقاح لن يعطى عن طريق الوريد، فبسبب تركيبته سيذهب بهذه الحالة إلى الكبد، ولن يشكل أية فائدة، لذا من الأفضل أن يتم حقنه في الورم مباشرة في حال تمكن الأطباء من الوصول إلى الورم، أو يمكن حقنه في العضل، إذ أظهرت الدراسات أن هذه الطريقة ستساعد على توزيع الدواء بالتساوي في جميع أنحاء الجسم، مما يعني أنه سيكون فعالا.

كم حقنة يحتاج المريض ليشفى تماما؟

أشار غينتسبورغ إلى أن هذا الأمر سيعتمد على الاستجابة المناعية في الجسم تجاه الأجسام التي سيتم حقنها مع اللقاح، إذ سيكون بالإمكان وضع عدة خلايا مختلفة في لقاح واحد، وسيكون رد الفعل في الجسم مختلفا بشدته بالنسبة لكل خلية، وكلما كانت الاستجابة المناعية أقوى، كلما قل عدد الحقن المطلوبة، إذ من الممكن أن يتطلب العلاج حقنة أو اثنتين، وفي حال كانت الاستجابة المناعية ضعيفة فمن الضروري زيادة عدد الحقن، ولكن في المتوسط حتى خمس حقن.

هل يمكن للقاح أن يصبح وسيلة بحد ذاتها لعلاج السرطان أم من الأفضل استخدامه مع طرق أخرى؟

يجيب غينتسبورغ:” في البداية، اعتقدنا أن اللقاح يمكن أن يعالج السرطان بمفرده، لكن أصبح من الواضح أنه سيكون أكثر فعالية في حال استعماله مع طريقة معروفة لدى أطباء الأورام، والتي تسمى (حصار نقاط التفتيش)، بدون اللقاح، وعندما تبدأ الخلايا الليمفاوية القاتلة بالتأثير على الورم يتم إنتاج بروتينات توقف نشاط هذه الخلايا، لذلك تم تطوير أجسام مضادة تمنع الورم من إطلاق هذه البروتينات، لذا يجب تطبيق هذا النوع من العلاج مع استخدام اللقاح حتى تتمكن الخلايا الليمفاوية المدربة من تدمير الورم بسهولة.

إذا سارت التجارب السريرية للقاح بشكل جيد، فماذا يمنحنا هذا الأمر؟

تبعا لغينتسبورغ، “إن نجاح التجارب السريرية للقاح الجديد سيساعد على محاربة أنواع مختلفة من السرطانات التي لا يوجد علاج فعال لها بعد، مثل بعض أنواع سرطانات الجلد وسرطانات الرئة وسرطانات البنكرياس على سبيل المثال، فمع هذه الأمراض حتى الطرق القديمة والموثوقة لإزالة الورم جراحيا لا توفر نتائج فعالة لأن الانتكاسات قد تحدث لاحقا، وتقنية اللقاح تساعد الخلايا المناعية للمريض في التعرف على الخلايا السرطانية وتذكرها، ومحاربتها في حال ظهر لديه المرض من جديد”.

المصدر: فيتشيرنايا موسكفا.

مقالات مشابهة

  • خطر الإجهاد الحراري يهدد الصحة في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالمية
  • ضبط قضايا اتجار في العملات الأجنبية بـ 5 ملايين جنيه
  • اعتراف إسرائيلي: فشلنا في إيجاد بديل لحماس
  • ارتفاع التضخم في نيجيريا إلى أعلى مستوياته منذ 28 عاما
  • المشي بعد الأكل وتناول الخضروات والفاكهة.. أهم النصائح لتناول لحوم العيد
  • 22 إجراء مهما من الحكومة لاستقبال عيد الأضحى المبارك.. اعرف التفاصيل
  • سبعة مرشحين للرئاسة في موريتانيا.. من الأوفر حظا؟
  • نصائح للحفاظ على وزنك في عيد الأضحى.. احرص عليها
  • على الطريقة النيجيرية.. اصنعي سويا لعيد الأضحى
  • “وداعا للسرطان”.. 5 أسئلة عن اللقاح الروسي القريب