دبي - محمد إبراهيم:
رصد عدد من الخبراء والأكاديميين ورؤساء الجامعات، 6 توصيات تُمهد الطريق أمام حكومات المستقبل لتحقيق التنمية الرقمية المستدامة، أبرزها توظيف التكنولوجيا والرقمنة لمواجهة التحديات الإنتاجية التي تواجه العالم الثالث، مؤكدين، أن الرقمنة وضرورة وضع حوكمة ومسؤولية للذكاء الاصطناعي منعاً لاتساع الفجوة الرقمية بين الدول، وإيجاد حلول للحد من الطاقة المستهلكة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ تبين أنه يستنزف كمية كبيرة من الطاقة
جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني العلمي السنوي الذي نظمه نادي الإمارات العلمي في ندوة الثقافة والعلوم بعنوان «دور الحكومات المستقبلية في تحقيق التنمية الرقمية المستدامة»، بحضور بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة، والدكتور صلاح القاسم المدير الإداري والدكتور عيسى السويدي، والدكتور محمد جمعة رحمة، أعضاء مجلس إدارة النادي وجمع من المهتمين والمعنيين والإعلاميين.


وتضمنت التوصيات ضرورة بناء الشراكات والمنصات على المستوى الوطني دعم الشراكات الفعالة بين أصحاب المصلحة المتعددين ومنصات وآليات الشراكة لإشراك قطاع الأعمال وأصحاب المصلحة الآخرين على المستوى الوطني، ودعم الجيل الجديد من منسقي الأمم المتحدة المقيمين والفرق القطرية، وتعزيز التعاون بين القطاعات وأصحاب المصلحة تعزيز الثقة والتفاهم والتعاون بين مختلف القطاعات وأصحاب المصلحة، لتعزيز الشراكات والمشاركة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وضرورة إيجاد تطبيقات نزيهة ومطابقة لاحتياجات الجمهور تتسم بالشفافية وقابلية التفسير وغير متحيزة. خطط وسياسات أكد د. عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، رئيس نادي الإمارات العلمي، الذي أدار الجلسة، أن حكومات العالم تتحمل دوراً مهماً في توجيه التحول الرقمي المشهود عالمياً نحو التنمية الرقمية المستدامة، لاسيما في مجالات الاقتصاد والمجتمع والبيئة، وعلى الحكومات المستقبلية التفكير بشكل استراتيجي وشامل في توجيه التنمية نحو الرقمنة، ولابد من وضع الخطط والسياسات التي تعزز من تبني التكنولوجيا الرقمية في جميع جوانب الحياة اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً.
وشدد على أهمية تعزيز التعليم وتطوير مهارات العمل في المجالات التقنية، ووجود قاعدة مهارية قوية تستطيع التعامل مع التحديات الرقمية المتغيرة بسرعة وكفاءة، وتعزيز الشفافية وحماية الخصوصيات في البيانات الرقمية، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية الرقمية وتوطين إنتاج التكنولوجيا، فضلاً عن التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص للإسهام في تعزيز عجلة التقدم العلمي والتقني لتحقيق رؤى المستقبل. ضبط الأداء أكد وكيل وزارة الاقتصاد، عبد الله أحمد آل صالح، أهمية دور الحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بسن تشريعات توجه وتضبط الأداء، موضحاً أن هناك فجوة بين الدول المتقدمة والناشئة أو النامية أو الأقل نمواً، والسبيل لسد هذه الفجوة يكمن في عنصر الرقمنة أو تحقيق الاقتصاد القائم على المعرفة والتحول التكنولوجي.
وقال: إن الرقمنة واستخدام التكنولوجيا هي السبيل لمواجهة المشكلات والتحديات، إذ أن إدخال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في أعمال الحكومات تقلل الكلفة وترفع وتحسن الإنتاجية، وستقوم بمهام 70% من وظائف العنصر البشري، وهناك فرص لأن تسعى الحكومات لتحقيق إنجازات وقفزات لتحقيق التنمية المستدامة. حوكمة ومسؤولية أفاد د. سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة دبي، بأن التنمية المستدامة تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بمقدرات الأجيال القادمة، مضيفاً، أن الذكاء الاصطناعي متاح للجميع، إذ أسهم في تعزيز الإنتاجية، وبحسب تجارب ودراسات عدة، تبين أن 40% من ساعات العمل ممكن أن تتأثر بالذكاء التوليدي وتزيد الإنتاجية.
وحول الإدماج الاجتماعي نجد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم والتعلم أحدث نقلة نوعية وتطور غير مسبوق ويراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وكذلك استخدامه في الصحة لتوليد مركبات لعلاج مرض السرطان، مؤكداً أهمية التأهيل والتدريب لإكساب القوة العاملة مهارات تواكب التطور التقني، وضرورة وضع حوكمة ومسؤولية للذكاء الاصطناعي منعاً لاتساع الفجوة الرقمية بين الدول، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يستنزف كمية كبيرة من الطاقة ما يستوجب العمل على إيجاد حلول للحد أو التقليل من الطاقة المستهلكة لاستخدام الذكاء الاصطناعي. اقتصادات العالم استعرضت مهرة المطيوعي، مدير المركز الإقليمي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو، دور التعاون الدولي والشركات في تحقيق التنمية المستدامة التسلسل التاريخي لأجندة التنمية المستدامة، موضحة كيفية تطوير الأهداف، إذ ظهرت ما تحاكي التمويل والتجارة والاقتصاد إضافة إلى 7 أهداف تركز على الفقر والجوع والصحة والتعليم والشراكات الدولية.
وأكدت، أن قضية التنمية المستدامة الشاملة تتطلب الحلول التي تعمل عبر مختلف القطاعات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، وأهم خصائص أجندة التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة دعوة إلى تغيير في أساسيات اقتصادات العالم، وعدم إهمال أحد والحث على العمل العاجل، والعمل على خطة الاستثمارات البديلة.
كما شددت على أهمية زيادة الشراكات العالمية باعتبار أنها تسهم في بناء قدرات أصحاب المصلحة المعنيين لتطوير وتنفيذ شراكات من أجل أهداف التنمية المستدامة، ودعم المنظمات لتطوير سياساتها واستراتيجياتها وأنظمتها وعملياتها واتفاقاتها القانونية وثقافتها لدعم التعاون. أربعة محاور أكد بشار كيلاني، الخبير في الاقتصاد الرقمي، أن الذكاء الاصطناعي هو التقنية الأكثر تأثيراً في تاريخ البشرية، وهناك أربعة محاور رئيسية لتحقيقه تضم البنية التحتية الرقمية، ووجود الإطار التنظيمي والتشريع، وفي الإمارات اليوم هناك قوانين عدة في هذا الإطار وتخلق بيئة تنظيمية تسهم في الاقتصاد الرقمي، والمحور الثالث يحاكي المهارات ورأس المال البشري، وأخير التفاعل مع البيئة المشاركة.
وأشار إلى أن التطور الاقتصادي يقاس بالإنتاجية، والذكاء الاصطناعي أكثر الوسائل لزيادة الإنتاجية بمقدار 4 أو 5 أضعاف، وسيكون هناك تطور ونمو مستقبلي ليس له مثيل، مشيراً إلى تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي، أهمها مخاطر بعض التطبيقات، كذلك التقنيات التي تصنف البشر، وسن تشريعات جديدة لمواكبة التطور المتسارع، وضرورة إيجاد تطبيقات نزيهة ومطابقة لاحتياجات الجمهور تتسم بالشفافية وقابلية التفسير، ونزيهة وغير متحيزة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات التنمیة الرقمیة المستدامة التنمیة المستدامة الذکاء الاصطناعی من الطاقة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الإبداع بجامعة البترا يدعو لربط البحث العلمي بالأولويات الوطنية وخدمة التنمية

صراحة نيوز ـ دعا أكاديميون وخبراء، خلال مؤتمر “الإبداع والاختراع والبحث العلمي” الثالث الذي نظمته جامعة البترا، إلى ضرورة توجيه مخرجات البحث العلمي نحو الأولويات الوطنية وربطها بمتطلبات التنمية والصناعة لمواجهة التحديات الاقتصادية. عقد المؤتمر برعاية المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها الأستاذ الدكتور عدنان بدران، شارك فيه رؤساء جامعات وممثلين عن قطاعات صناعية وبحثية متنوعة.
أكد رئيس جامعة البترا الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم في كلمته الافتتاحية أن البحث العلمي يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، مشددا على أهمية مواءمته مع الأولويات الوطنية الأردنية. مستعرضًا المجالات الحيوية التي يجب أن يركز عليها البحث في الأردن، ومنها الطاقة المتجددة، واستغلال الصخر الزيتي، وتطوير بطاريات الليثيوم، بالإضافة إلى صناعة الأسمدة ومنتجات كيمياء البحر الميت، خاصة مادة البرومين التي يطمح الأردن أن يكون من أكبر منتجيها عالميا من خلالها، وكذلك مشاريع تحلية المياه.
وقال عبد الرحيم: “المجال البحثي العلمي غير محدود، فنحن نتحدث عن أكثر من مئتي مليون مركب كيميائي معروف، مما يعني وجود مئات الملايين من الخصائص والتطبيقات المحتملة”.
واعتبر عبد الرحيم أنه بالرغم من التطور في عدد الأبحاث في الأردن فإن هناك ضعف في انعكاس مخرجات البحث العلمي على الاقتصاد الوطني وهو ما يمثل تحديًا، مشيرًا إلى أن عدد أبحاث “سكوبس” المنشورة من باحثي جامعة البترا وحدها بلغ 460 بحثا في عام 2024، ونشر 43% من باحثي الجامعة بحثا واحدا على الأقل في “سكوبس” العام الماضي.
وأضاف عبد الرحيم أن جامعة البترا قررت استحداث مشاريع “البحث العلمي الابتكاري” اعتبارا من العام القادم. قائلا إن “البرنامج لا يكتفي بتقديم الأوراق البحثية، بل يتطلب أن يتوج البحث بمنتج جديد يمر عبر حاضنة الأعمال في الجامعة لمناقشة جدواه الاقتصادية وتسويقه، بهدف ربط البحث والتطوير بمتطلبات السوق الفعلية”.
وتحدث رئيس الجامعة الأردنية معالي الأستاذ الدكتور نذير عبيدات عن أهمية دور الجامعات في البحث العلمي المؤدي للإبداع، داعيًا إلى التركيز على العلوم الأساسية كمنطلق للبحث العلمي الرصين، واقترح إنشاء مختبرات وطنية متقدمة لدعم هذا التوجه.
قال عبيدات: “لا يجوز أن تظل أبحاثنا الطبية، تدرس المرض بشكل عام دون التعمق في الآليات الخلوية والجزيئية الأساسية، فالأبحاث التي أدت إلى تطوير لقاحات بتقنيات جديدة، انطلقت من أبحاث أساسية في الخلية تتعلق بعلاج أمراض كالسرطان”.
قدم أمين عام المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي عرضا لواقع البحث العلمي، مشيرا إلى أن الإنفاق العربي على البحث والتطوير يبلغ حوالي 0.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو منخفض مقارنة بالدول المتقدمة، موضحًا أن الحكومات العربية تمول أكثر من 70% من هذا الإنفاق، بينما لا تتجاوز مساهمة القطاع الخاص في الأردن 15%.
وعدد الرفاعي أسباب تراجع البحث العلمي منها غياب الأولويات البحثية الواضحة، وضعف البنية التحتية، ونقص التمويل، وضعف التعاون مع القطاع الخاص، حيث أظهرت دراسة أن 79% من المؤسسات الصناعية الأردنية ترى عدم وجود تعاون كاف مع الأكاديميا. وأشار إلى مشروع الأولويات الوطنية للبحث العلمي (2026-2035) الذي يشرف عليه المجلس ويشمل خمسة عشر قطاعا حيويا.
وأوضح الرفاعي أن صندوق دعم البحث العلمي والابتكار سيركز في مرحلته المقبلة على دعم المشاريع ذات الأثر الاقتصادي والاجتماعي، والمشاريع التي تخدم الأولويات الوطنية، وتعزز التشبيك بين الجامعات والصناعة.
واستعرض نائب رئيس جامعة البترا الأستاذ الدكتور مياس الريماوي إنجازات الجامعة في مجال البحث العلمي، مبينًا أن أكثر من ثلاثمئة وستة وثلاثين بحثا علميا من إنتاج الجامعة ساهمت في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة.
استعرض الريماوي الشراكات البحثية الدولية للجامعة مع مؤسسات من خمس عشرة دولة وعرض براءات اختراع وشركات ناشئة التي تولدت من البحث العلمي في جامعة البترا.
عقدت جلسه حوارية قدمها مدير مكتب التمويل الخارجي الدكتور علي المقوسي الذي استضاف فيها الأستاذ الدكتور مياس الريماوي وهو أكاديمي ومخترع من جامعة البترا وصاحب التكريمي الملكي حيث حصل على وسام التميز من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ومدير منصه دمج الأكاديميا بالصناعية (٢) الدكتور خالد خريسات ومن مديرية حماية الملكية الصناعيه في وزارة الصناعة والتجارة ميساء السبع ومديرة مشروع طرق مبتكرة لدعم (GIZ) اليسافيتا كوستوفا بالإضافة إلى ممثلة شركة الزيتونة لصناعة الشوكلاته والسكاكر المهندسة لينا هنديله.
حضر المؤتمر نقيب المهندسين المهندس عبد الله غوشة والرئيس التنفيذي لمنتدى المستثمر العربي العالمي نظيم الصباح وعدد كبير من عمداء الكليات وأعضاء الهيئات التدريسية من مختلف الجامعات الأردنية، وممثلون عن القطاع الخاص والمؤسسات الصناعية ونقابات مهنية، إلى جانب طلبة الدراسات العليا والباحثين المهتمين.
وعلى هامش المؤتمر، أقيم معرض واسع عرض فيه باحثو وطلبة جامعة البترا مجموعة من براءات الاختراع المسجلة، ونماذج لشركات ناشئة انبثقت عن الجامعة، بالإضافة إلى مشاريع بحثية ممولة وأبحاث منشورة في مجلات عالمية

مقالات مشابهة

  • «الشارقة الرقمية» تستقبل وفداً كورياً للتعاون في الذكاء الاصطناعي
  • تقدم عُماني ملحوظ في مؤشر الابتكار العالمي وسط جهود متواصلة لدعم البحث العلمي وتطوير البنية الرقمية
  • الإمارات تعرض مبادرة مبتكرة في الذكاء الاصطناعي خلال كوسباس - سارسات
  • مستقبل وطن: تحسين مناخ الاستثمار خطوة أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة
  • “تصديري الصناعات الغذائية”: الطباعة الرقمية والاتجاهات المستدامة تقود الثورة الجديدة
  • مؤتمر الدوحة يناقش الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان.. رؤى لمستقبل إعلامي أكثر إنسانية
  • «أدنوك» تساهم في تطوير مهارات طلاب الإمارات بمجال الذكاء الاصطناعي
  • عام الشباب.. من الاحتفالية إلى السباقات الإنتاجية المستدامة
  • “تواصل” يناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأردن
  • مؤتمر الإبداع بجامعة البترا يدعو لربط البحث العلمي بالأولويات الوطنية وخدمة التنمية