بدأت التغيرات والتقلبات الجوية السريعة المفاجئة تظهر بوضوح منذ أيام قليلة، ما بين رياح شديدة مصحوبة بالأتربة والغبار، ثم الحرارة الشديدة، الأمطار فى بعض المناطق، ثم اعتدال درجات الحرارة، أو البرودة ليلاً فى بعض الأحيان، ويتأثر الأطفال بتغيير العوامل البيئية بطريقة واضحة ومؤثرة فى حالتهم الجسمانية والنفسية، ومن المؤكد أن تغيير العوامل الجوية والطقس يزيد من معدل إصابات الأطفال بأمراض الجهاز التنفسى والهضمى والأمراض الجلدية والحساسية.

ويوضح الدكتور زياد محيى الدين، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، أن تكرار التغير اليومى فى درجات الحرارة من بارد إلى ساخن مع تيارات الهواء المحملة بالأتربة وحبوب اللقاح، يؤدى إلى التهابات الجهاز التنفسى والحساسية الصدرية المزمنة، خاصة عند الأطفال ذوى الاستعداد الوراثى.

وكذلك فإن تغير الجو ونمط البيئة المحيطة بالطفل «قلة النشاط والحركة والاعتماد على الأطعمة السريعة والحلوى» تؤدى إلى الكثير من الأوبئة، ونقل الأمراض المعدية للجهاز الهضمى، مثل الإصابة بأمراض النزلات المعوية والجفاف وأمراض الالتهاب الكبد الوبائى الفيروسى، وذلك نتيجة نشاط الفيروسات والميكروبات والطفيليات المؤذية والضارة للأطفال والكبار على حد سواء، وكذلك التأثير الضار على جلد الإنسان وخاصة فى مرحلة الطفولة، والذى يكون متأثرًا بالعرق وإفرازات الجسم صيفًا، نتيجة قلة إتباع أحتياطات وأدوات النظافة الشخصية، وكذلك فى فصل الشتاء نتيجة لرغبة الأمهات فى عدم استحمام الأطفال خوفا من البرد وأنخفاض درجات الحرارة، وهو شىء غير طبى، وغير نظيف على الإطلاق، ولذلك نجد أن الأمراض الجلدية حالياً من التهابات وحساسية أصبحت أمراضاً على مدار شهور العام، وليست أمراضاً فى الصيف كما كانت فى أكثر الأحوال.

ويقول الدكتور زياد محيى الدين: يضاف إلى تغيير العوامل البيئية، قلة النشاط الرياضى لكثير من الأطفال، والجلوس فى المنزل والأماكن المغلقة لفترات طويلة، ما يؤدى إلى الإصابة بأمراض سوء التغذية، بداية من النحافة لضعف الشهية، أو السمنة الناتجة عن الإكثار من تناول الحلويات والأكلات الدسمة، مع قلة الحركة، وأيضا من العوامل المؤثرة والهامة فى البيئة المحيطة للطفل هو استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية فترات طويلة على مدار اليوم، مثل الهاتف المحمول والألعاب الإلكترونية والكمبيوتر، وللاسف تترك الأمهات الأطفال مع الأجهزة الإلكترونية لانها تستحوذ على عقل الطفل وحواسه كاملة، ولا يسبب أى مشاغبات طفولية بالبيت، ولكن هذا يؤدى إلى قلة النوم والتركيز، مما يؤثر على درجة الأبصار وأمراض الجهاز الحركى، من انحناء والتواء فى العمود الفقرى، وهذا بالإضافة إلى أعمال المدرسة الذهنية وزيادة حجم وثقل شنطة المدرسة الغير آدمية بالنسبة لسن وحجم الطفل.

د. زياد محيى الدين

ويشير الدكتور زياد محيى الدين إلى أن أطفال اليوم غير محظوظين لصعوبة تحمل البيئة المحيطة بهم، من عوامل جوية وغذائية وعادات صحية سيئة وأسلوب الحياة، لكن الأمهات فى الأجيال السابقة كانت أقدر من الأمهات حالياً فى الاهتمام بالأطفال، بسبب عامل الوقت وقلة الطموح اللامتناهى الاستهلاكى للأطفال.

وينصح الدكتور زياد محيى الدين، الأمهات والآباء بالاهتمام بالصحة العامة للطفل، والحرص على التغذية الصحية السليمة المعتمدة بالأساس على تناول الخضراوات والفاكهة والإقلال قدر المستطاع من الحلويات والسكريات والوجبات سريعة الطهى، واتباع الأساليب البسيطة للنظافة الشخصية، وتعليم وتشجيع الأطفال على ممارسة النشاط الرياضى فى المنزل، وعدم السماح للطفل بالاسترسال فى استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة لضررها البالغ على صحته، وحالته النفسية. ويختتم الدكتور زياد محيى الدين، أخيراً لا بد أن نعى جميعًا أن البيئة ليست هى فقط العوامل الجوية، بل هى أيضا التغذية الصحية السليمة المناسبة حسب سن الطفل، والنظافة الشخصية والنشاط البدنى، وهى عوامل مؤثرة بطريقة مباشرة وغير مباشرة على الطفل وعلى حاضره ومستقبله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحرارة الشديدة الطقس أمراض الجهاز التنفسي

إقرأ أيضاً:

إطلاق مبادرة «10KSA» لتعزيز الوقاية والكشف المبكر عن السرطان في مكة

فعّل تجمع مكة المكرمة الصحي المبادرة الوطنية «10KSA» في مراكز الرعاية الصحية الأولية، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوقاية من أمراض السرطان، ودعم مفاهيم الكشف المبكر، ضمن جهوده المستمرة للارتقاء بالصحة العامة وتحسين جودة الحياة.

وأوضح التجمع أن المبادرة تتضمن تنفيذ برامج توعوية وأنشطة تثقيفية متكاملة، تركز على التحفيز على الفحص المبكر، وتشجيع ممارسة النشاط البدني بانتظام، واتباع نمط غذائي صحي ومتوازن، بما يسهم في تقليل عوامل الخطورة المرتبطة بالإصابة بالسرطان.

أخبار متعلقة مركز الملك سلمان يقدم مساعدات جديدة في اليمن ولبنان وأفغانستانقفزة عالمية.. السعودية تتقدم 9 نقاط في مؤشر التغطية الصحية الشاملةالمبادرة الوطنية «10KSA»

وأشار إلى أن الأنشطة المصاحبة للمبادرة تستهدف مختلف فئات المجتمع، وقد جرى تنفيذها في جميع منشآت التجمع، بما يعزز مستوى الوعي الصحي ويرسخ مفهوم المشاركة المجتمعية في تبني السلوكيات الصحية الإيجابية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إطلاق مبادرة «10KSA» لتعزيز الوقاية والكشف المبكر عن السرطان في مكة - اليوم

وبيّن تجمع مكة المكرمة الصحي مضيه قدمًا في تحقيق أهداف الصحة الوقائية، عبر تبني خطوات استباقية للحد من انتشار الأمراض، وتعزيز مفهوم الصحة المجتمعية، ورفع معدلات الكشف المبكر، بما يسهم في تحسين فرص العلاج وجودة الرعاية.

أنواع السرطان

وأكد التجمع حرصه على توفير سبل الوقاية والعلاج لمختلف أنواع السرطان، وتعزيز الوعي الصحي للحد من فرص الإصابة، وزيادة معدلات الاكتشاف المبكر، بما ينعكس إيجابًا على صحة المستفيدين.

ويأتي تفعيل مبادرة «10KSA» امتدادًا لدور تجمع مكة المكرمة الصحي في دعم المبادرات الوطنية وتحسين منظومة الخدمات الصحية، وجعل الإنسان محور الرعاية الصحية، تحقيقًا لمستهدفات التحول الصحي ورؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • إطلاق مبادرة «10KSA» لتعزيز الوقاية والكشف المبكر عن السرطان في مكة
  • حسام موافي يوضح طرق الوقاية من مضاعفات القدم السكري| فيديو
  • حسام موافي يوضح طرق الوقاية من مضاعفات القدم السكري.. فيديو
  • كمادات الأمان.. سر خفض حرارة الأطفال دون مخاطر
  • الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي
  • برد الشتاء ليس بسيطًا.. مضاعفات خطيرة قد تبدأ بمشروب مثلج
  • عاجل- الصحة توصى بالحصول على 3 لقاحات هامة فى فصل الشتاء
  • يُشبه الملفوف.. كيف يساعد كرنب بروكسل في الوقاية من الأمراض؟
  • إلهام شاهين في الحرم المكي تؤدى مناسك العمرة لوالدتها
  • دموع على فقدان الأم .. إلهام شاهين تؤدي عُمرة لوالدتها الراحلة وتوجّه رسالة مؤثرة