الدعم السريع تكشف تفاصيل هجوم وإشتباكات “بالخطأ” مع قوات “عبد الواحد نور” وإتصال حول الحادثة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
الفاشر – متابعات تاق برس – اعلنت قوات الدعم السريع الإثنين، عن وقوع اشتباكات “بالخطأ” بينها وقوات حركة جيش تحرير السودان يقادة عبد الواحد محمد نور في منطقة شمال دارفور ما اسفر عن سقوط قتلى وخسائر في الارواح من الطرفين.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إطلع عليه “تاق برس”، ان الحادث وقع بالخطأ لعدم توفر الاتصال والتنسيق الميداني بين القوتين في شمال دارفور.
واكدت طبقا للبيان انه جرى اتصال في ذات اليوم بين القيادة في الطرفين وتم احتواء الموقف ومعالجة الحادث والاعتذار عنه.
وحول تفاصيل الحادث قال بيان الدعم السريع”رصدت قواتنا تحركات لقوة في منطقة شمال الفاشر وهو الطريق الذي تستخدمه قوات البرهان لإمداد الفرقة السادسة المحاصرة من قواتنا.
واضافت ” وفور توفر المعلومات تحركت قواتنا لاستطلاع الموقف في المنطقة المعنية وعند وصولها اشتبكت مع قوة اتضح لاحقا إنها تتبع لحركة تحرير السودان بقيادة القائد عبد الواحد محمد نور كانت في طريقها لمناطق سيطرة الحركة ونتج عن الاشتباك خسائر في الارواح من الطرفين”.
وتأسف في البيان على هذا الحادث الذي وقع بالخطأ نتيجة لعدم توفر الاتصال والتنسيق الميداني بين القوتين في شمال دارفور.
وامتدحت قوات الدعم السريع في البيان موقف حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور وقيادتها بإلتزام الحياد منذ بداية الحرب.
واكدت انه تم ترتيب التنسيق الميداني تفاديا لوقوع اي حادث مماثل في كافة دارفور.
ودعت قوات الدعم السريع في البيان “جميع حركات الكفاح المسلح التي تقف في الحياد للتنسيق في حركة قواتها حتى نتفادى أي حوادث مماثلة. واضافت “قواتنا لن تسمح لمن اسمتهم بـ”المرتزقة” الذين يشعلون الحرب بحرية الحركة في كافة مناطق سيطرتنا بدارفور وخارجها”.
وجددت اسفها على وقوع ما اسمتها بالاخطاء الميدانية التي تكلف ارواح من مقاتليها.
واكدت سعيها المستمر للتواصل مع الجميع من اجل بناء سودان العدالة والحرية والمساواة.
الدعم السريعالفاشرحركة عبد الواحد محمد نورالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الدعم السريع الفاشر قوات الدعم السریع عبد الواحد
إقرأ أيضاً:
كيف أنقذ الإيمان ضابطًا سودانيًا من معتقلات الدعم السريع؟
وبدأت القصة عندما طوقت قوات الدعم السريع منزل عائلة يوسف في منطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، وجاؤوا بسيارات كثيرة وقوة مسلحة، وبدؤوا بإطلاق النار بكثافة، وكانوا يبحثون عن والده، الضابط العسكري الكبير، وعندما لم يجدوه، اعتقلوا يوسف وحراس العائلة، حسبما روى يوسف لحلقة 2025/5/15 من برنامج "بودكاست حكايات أفريقية".
"قلت لأبي أن يهرب عبر النهر، وعندما سألني ماذا سأفعل أنا، أجبته: أنا سأتصرف معهم، وأردت أن ينجو هو"، يروي يوسف، الذي تم تقييده وتعصيب عينيه فورًا ونقله إلى معسكر عسكري تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وفي مركز الاستجواب، الذي كان في مصفاة الجيلي للبترول، شاهد يوسف كيف قام ضابط من الدعم السريع يدعى عباس بإعدام معتقل مدني أمامه، وذلك بعد أن أصر على أنه "مدني" ولا علاقة له بالجيش.
وكانت جلسات التعذيب روتينية، وشملت:
إجبارهم على حفر قبورهم الخاصة ودفنهم حتى الرقبة. إجبارهم على الوقوف لساعات على حجارة ساخنة. سحبهم وهم مربوطون بالسيارات. حقنهم بمواد مجهولة قالوا لهم إنها سم أو مخدرات لإجبارهم على الاعتراف.
ظروف قاسية
وكانت ظروف الاعتقال قاسية للغاية، حيث كان الطعام يتكون بشكل أساسي من الإسباغيتي بدون أي إضافات، يُقدم في أماكن مليئة بالذباب، وكان الماء الصالح للشرب شبه معدوم، يقول يوسف.
إعلانبعد محاولة فاشلة للفرار من قبل بعض المعتقلين، ساءت الظروف وتم حبس جميع المعتقلين في زنزانتين، ولم تكن هناك مساحة كافية للنوم، مما أجبر المعتقلين على النوم قعودًا.
واستخدمت قوات الدعم السريع الابتزاز والمساومة حيث كانوا يرسلون مقاطع فيديو من يوسف وهو يتعرض للتعذيب لوالده، مطالبين بمبالغ ضخمة من المال، بلغت في مجموعها 50 مليارا من الجنيهات السودانية.
كان لهذا الابتزاز والتأثير العاطفي لرؤية ابنه يتعرض للتعذيب عواقب وخيمة على صحة والد يوسف، الذي لم يكن يعاني من مشاكل صحية، لكن بعد تلقي تلك الفيديوهات، أصيب بجلطة ومضاعفات، أدت إلى وفاته، بينما كان يوسف لا يزال في الأسر.
وكان السجناء يُجبرون بانتظام على القيام بأعمال شاقة، بما في ذلك المهمة "المروعة" المتمثلة في دفن الموتى بعد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
خطة الهروب
وأوضح الضابط أن عساكر الدعم السريع كانوا يخرجونهم ليلًا لدفن موتاهم، وفي بعض الأحيان كان عليهم جمع أجزاء الجثث المتناثرة، حيث يجدون ساقًا هنا، وذراعًا هناك، وحتى الرأس في مكان آخر، وكانوا أحيانًا يدفنون 15 أو 20 قتيلا من الدعم السريع في قبر واحد.
وبعد معرفته بوفاة والده ورؤية الظروف المتردية في المعسكر، قرر يوسف و18 معتقلًا آخر المخاطرة بحياتهم للهروب، وخلال عدة ليالٍ، حفروا نفقًا في جدار المعتقل.
واختاروا ليلة ذات طقس بارد عندما كان الحراس سكارى، وخرجوا تحت جنح الظلام الدامس من الفتحة وركضوا وكان عليهم عبور نهر النيل سباحةً للوصول إلى الضفة الغربية التي يسيطر عليها الجيش.
لم يكن الجميع يعرفون السباحة، لكنهم فضلوا الموت غرقًا على البقاء في الأسر، وبطريقة معجزة، نجا من حاولوا عبور النهر ووصلوا إلى بر الأمان، ما عدا واحدا منهم غرق أثناء السباحة في النهر.
ورغم تمكن يوسف من الاجتماع بعائلته، فإنه ما زال يعاني ندوبا نفسية ناتجة عن التجربة، وأصبح يعاني من كوابيس أثناء النوم تعيده إلى لحظات التعذيب.
إعلانويقدم يوسف نصيحة لمن قد يواجهون مواقف مماثلة: "أول شيء هو الصبر والحفاظ على إيمان قوي، حتى في أحلك اللحظات، حافظ على ثقتك بالله".
"وكان أبي يقول لي دائمًا: خليك مع ربنا في الرخاء عشان تلقاه في الشدة، وهذا التعليم أبقاني على قيد الحياة".
الصادق البديري17/5/2025