"مأساة فى اللبيني".. حكاية أم فقدت عقلها وطفلها
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
في أحد شوارع مدينة الجيزة، هزت جريمة مروعة أهالي منطقة اللبيني هرم، حيث أقدمت أم على قتل طفلها الرضيع البالغ من العمر عام واحد، برميه من الطابق الخامس.
حيث تلقت غرفة عمليات نجدة الجيزة بلاغًا من الأهالي يفيد بوجود جثة طفل رضيع ملقاة أسفل عقار سكني، وبانتقال رجال الشرطة إلى مكان البلاغ، تبين وجود جثة الطفل "يوسف" البالغ من العمر عامين ونصف، وحيد والديه، ملقاه على الأرض، بينما تجلس الأم "ندى" بجوار جثته في حالة ذهول.
وبإجراء التحقيقات الأولية مع الأم، اعترفت بارتكاب الجريمة، حيث ذكرت أنها تعاني من مرض نفسي منذ فترة قصيرة، وفقدت السيطرة على أعصابها، فقامت بإلقاء ابنها من الطابق الخامس.
ووفقًا للزوج، فقد تزوج من "ندى" منذ 3 سنوات، وأنجبا "يوسف" كأول مولود لهما، وعندما لاحظ تغيرًا في سلوكها مؤخرًا، اصطحابها إلى الطبيب النفسي الذي أكد إصابتها بمرض نفسي، ووصف لها العلاج المناسب.
ولكن يبدو أن المرض تفاقم مؤخرًا، مما أدى إلى هذه الواقعة المروعة.
ومن جهتها قررت النيابة العامة عرض جثة الطفل على الطب الشرعي لتشريحها وبيان ملابسات الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية كما قررت إيداع الأم تحت الملاحظة بإحدى مستشفيات الأمراض النفسية و العقلية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أرتكاب الجريمة الصفة التشريحية الطب الشرعي النيابة العامة
إقرأ أيضاً:
السودان.. حرب بلا معنى (2)
اشتهر أشقاؤنا السودانيون بروح الأخوّة والجماعة والتعاطف بينهم إلى الدرجة، التي يصاب فيها المرء بالحيرة، عندما يحاول فهم هذه الحرب البغيضة بينهم داخل السودان. ولهذا يجد المرء مرارة في قراءة هذا الصراع بين السودانيين، خاصة الطريقة الغامضة، التي نشأت فيها وبرزت ميليشيا الدعم السريع، التي تضم مقاتلين من خارج السودان، بعضهم في سن المراهقة، وتتلقّى الدعم من قوى أجنبية لا تهمها مصلحة السودان. لقد اقترفت هذه الميليشيا الكثير من الجرائم في هذه الحرب العبثية.
من الصحفيين القلائل الذين حاولوا نقل الصورة البشعة لهذه الحرب وعواقبها الوخيمة على الشعب السوداني، الصحفي البريطاني أنتوني لويد، الذي تمكّن من الدخول إلى الخرطوم وأم درمان، وكشف عن جانب مظلم تستخدمه ميليشيا الدعم السريع؛ كسلاح في هذه الحرب.
يسرد الكاتب البريطاني هذه القصة بعد أن أجرى مقابلة مع والدة إحدى الفتيات التي تعرّضت للاغتصاب. اختارت الفتاة المراهقة أن تنام في غرفتها بدلاً من النوم مع أمها وبقية الأطفال في الرواق؛ حيث النسيم العليل القادم من النيل في أحد أحياء الخرطوم، الذي كانت تسكن فيه هذه الأسرة، والذي يخضع لاحتلال ميليشيا الدعم السريع. لم يدر بخلدها أنه في الهزيع الأخير من الليل سيدخل ثلاثة جنود يحملون السلاح من نافذة المنزل ذي الدور الواحد، ثم إلى غرفتها دون أن تلحظ ذلك الأم التي كانت تغط في نوم عميق. لم يكن والدها موجوداً في المنزل ذلك اليوم. كان هؤلاء يبحثون عن أي شيء يسرقونه، وإذا لم يجدوا شيئاً أمعنوا في إهانة أهل هذا الحي بارتكاب جرائم الاغتصاب التي يحجم الكثير من الضحايا عن التصريح بها؛ مخافة العار والفضيحة في مجتمع ديني محافظ. لم يجد هؤلاء الجنود الثلاثة أي ذهب أو مال أوهاتف محمول؛ فأقدموا تحت تهديد السلاح على ارتكاب هذه الجريمة، التي أصبحت- بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة- “منتشرة” في هذه الحرب، رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات؛ بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب، وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. عندما وجدت الأم ابنتها ترتجف خوفاً بجانبها في الظلام، أدركت أنها أمام وقت عصيب. لم تجد الصرخات التي أطلقتها في الشارع، وأيقظت الجيران الذين ملأوا ساحة بيتها، ولم تنفعها الشكوى لدى نقطة التفتيش التابعة للدعم السريع في نفس الشارع. تكرر نفس السيناريو بعد ثلاثة أشهر عندما هجم ثلاثة أفراد من الميليشيا على المنزل وأخذوا الفتاة من يدها، لكن الجيران أنقذوا الموقف بعد سماع صيحات الأم. لم تخبر الأم والد الفتاة الغائب بما حلّ بابنته، ولا تدري كيف سيكون ردة فعله لو أخبرته بالأمر. غادرت الأسرة هذه المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيا متوجهة إلى أم درمان دون التفكير في العودة للمنزل، الذي أصبح مكاناً للذكريات المؤلمة.
لم تنته قصة الأم المكلومة فأمامها الكثير من الجهد لتساعد ابنتها على تجاوز هذه المعضلة.
هذا جانب واحد فقط من الأعراض الجانبية للحرب. فما بالكم في الحرب نفسها؟
khaledalawadh @