إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد

عندما تقع كارثة إنسانية أو تندلع حرب في أية منطقة من العالم، تأتي المنظمات الإنسانية إلى هذه الأماكن لتقديم يد العون والمساعدة للناجين والضحايا.

فهناك منظمات تقدم المساعدات الطبية مثل "أطباء بلا حدود" أو "أطباء العالم" ومنظمات أخرى تسمح للضحايا بالاتصال بذويهم بشكل عاجل لطمأنتهم مثل منظمة "اتصالات بلا حدود".

وهناك منظمات أخرى مهمتها تقديم الأكل والغذاء للمحتاجين والمتضررين مثل منظمة "المطبخ المركزي العالمي" التي كان بعض موظفيها الإثنين هدفا لضربة إسرائيلية في قطاع غزة، أدت إلى مقتل سبعة منهم.

تأسست هذه المنظمة، التي تقدم وجبات طازجة للمتضررين من الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعة، في العام 2010 من قبل الطاهي الأمريكي إسباني الأصل الشهير خوسيه أندريس في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي والذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص وخلف عددا كبيرا من المفقودين. وكانت تلك المرة الأولى التي تقدم فيها منظمة "المطبخ المركزي العالمي" مساعداتها في الميدان.

منظمة "المطبخ المركزي العالمي" وزعت وجبات غذائية لسكان غزة بعدما قامت بايصالها عبر البحر من قبرص. مارس/آذار 2024. © رويترز

ومنذ ذلك الحين لغاية يومنا هذا، قدمت المنظمة أكثر من 250 مليون وجبة غذائية عبر العالم، معتمدة على مساعدات وتبرعات مالية يقدمها أفراد وهيئات خاصة من جميع أنحاء العالم. وجمعت المنظمة هذا العام ملايين من الدولارات. وهو مبلغ معتبر مقارنة بالمنظمات الإنسانية غير الربحية الأخرى التي تشكو من نقص في التبرعات.

"عندما يشكو الناس من الجوع، يجب إرسال الغذاء لهم"

منظمة "المطبخ المركزي العالمي" منظمة غير ربحية وغير حكومية تتخذ من واشنطن مقرا لها، لكنها تملك العديد من المكاتب عبر العالم. تعرف نفسها على أنها "الأولى في الخطوط الأمامية خلال الكوارث الطبيعة والأوضاع الاستثنائية مثل الحروب"، فيما يكمن عملها في تقديم وجبات غذائية للمتضررين من النزاعات والكوارث مثلما هو الحال بقطاع غزة. خوسيه أندريس مؤسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي" ولد في إسبانيا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة وعمره 21 عاما وليس في جيبه سوى 50 دولارا.

باشر مهنة الطبخ عندما كان شابا في الجيش الإسباني ثم أصبح طباخا معروفا في الولايات المتحدة بعد ثلاثين عاما من العمل في هذا المجال. وكان دائما يسأل نفسه كيف يمكن أن "نغير العالم إلى الأحسن بواسطة المساعدات الغذائية".

وكتب خوسيه أندريس على الموقع الإلكتروني لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" أنه "بدأت من فكرة بسيطة تقاسمتها مع زوجتي باتريسيا مفادها: عندما يشكو الناس من الجوع، يجب إرسال الغذاء لهم. اليوم وليس غدا".

176 مليون وجبة ساخنة للأوكرانيين

وأضاف: "عندما تحتاج إلى خدمات طبية، تأتي بالأطباء والممرضات. وعندما تريد إعادة بناء البنية التحتية، تأتي بالمعماريين والمهندسين. لكن إذا أردت أن تقدم الغذاء للناس، فتحتاج إلى طباخين محترفين".

وبعد سبع سنوات من تأسيسها، أطلقت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" برامجها في منطقة الكاريبي وفي بعض دول من أمريكا الوسطى ثم فتحت مدرسة للطبخ في العاصمة بورت أوبرانس بهايتي تحت إدارة أحد الطباخين المحليين المعروفين وهو سول شوفاليه.

عملية نقل موظفي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الذين قتلوا بغارو إسرائيلية إلى المستشفى أبريل/نيسان 2024. © رويترز

وفي 2017، عندما ضرب إعصار هورغان ولاية هيوستن، سارع الشيف خوسيه أندريس وطاقمه إلى عين المكان لتقديم وجبات غذائية للمتضررين. كما قدم مساعدات مماثلة للاجئين الذين فروا من فنزويلا هربا من العنف والفقر، وللأوكرانيين.

اقرأ أيضاما هي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" التي توفر المساعدات الغذائية للنازحين في غزة ولبنان وإسرائيل؟

ففي كييف أسست المنظمة جمعية اسمها "طهاة من أجل أوكرانيا" تنشط من سبع دول - مولدافيا وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا والمجر وألمانيا وإسبانيا- وتقدم الغذاء للمحتاجين. وقدمت المنظمة ما يقارب 176 مليون وجبة ساخنة للأوكرانيين ومستلزمات الطبخ للعائلات الأوكرانية بالداخل والخارج، وفق موقع "شير أمريكا" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.

منظمة "المطبخ المركزي العالمي" تعلق نشاطها في غزة

وتابع نفس الموقع أن "موظفي منظمة وورلد سنترال كيتشن" أي "المطبخ المركزي العالمي" يتعلمون من المجتمعات المحلية كيفية إعداد وجبات طعام لها مذاق مثل المذاق الذي اعتاد عليه الناس في بيوتهم. فمثلا، عندما خدموا الناس في هايتي أو جزر البهاما، كانوا يطهون الحساء المحلي، وهو حساء خضار يقدم مع الأرز الأبيض. وفي أوكرانيا، قدم العمال وجبات مع حساء أوكراني مصنوع من البنجر (الشمندر) الأحمر".

وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكدت المنظمة أنها قدمت حوالي 41 مليون وجبة غذائية فقط عن طريق الجو والبحر والبر، وفتحت 60 مطبخا في عدة مناطق بخان يونس ورفح ودير البلح وتقوم بتوظيف حوالي 400 فلسطيني في هذه المطاعم التي تقدم حوالي 170 ألف وجبة غذائية في اليوم. ما رفع عدد الوجبات الغذائية التي قدمت في غزة منذ 175 يوما حسب المنظمة إلى 42 مليون وجبة.

لكن هذه المنظمة قررت وقف أنشطتها الإنسانية بعدما قتل سبعة من موظفيها أمس الإثنين في ضربة جوية إسرائيلية بقطاع غزة. وفي تغريدة على موقع "إكس" كتب جوزيه أندريس مؤسس المنظمة: " اليوم منظمة ’وورلد سنترال كيتشن‘ فقدت العديد من الإخوة والأخوات في قصف إسرائيلي على غزة. لهذا السبب قررنا تعليق مهامنا في هذه المنطقة".

وأضافت الجمعية: "المتطوعون السبعة هم من أستراليا وبولندا وبريطانيا وكندا إضافة إلى متطوع يحمل جنسية مزدوجة أمريكية كندية وفلسطينية".

سفينة مواد غذائية من قبرص إلى غزة

من جهتها، أكدت وكالة الأنباء أن أحد مراسليها شاهد في مستشفى في غزة خمس جثث وثلاثة جوازات سفر أجنبية. ومن بين القتلى مواطنة أسترالية تدعى زومي فرانكوم (43 عام). ولدت في مدينة ملبورن والتحقت بمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" في سبتمبر/أيلول 2019. شاركت في عمليات الإنقاذ خلال الزلزال الذي ضرب مدينة مراكش في 2023. واعترف رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيس بمقتل مواطنته، واصفا ما وقع بـ"غير المقبول" وداعيا إلى "تحديد المتورطين في هذا الفعل الذي أودى بحياة متطوعين إنسانيين".

من جهته، وعد الجيش الإسرائيلي بإجراء "تحقيق معمق لكشف أسباب هذا الحادث"، مضيفا أنه سينشر نتائج التحقيق بكل "شفافية".

وكانت منظمة " المطبخ المركزي العالمي وراء إرسال باخرة محملة بالمواد الغذائية من قبرص تجاه غزة، وهي التي بنت رصيفا مؤقتا في بحر غزة، لكي ترسو فيه البواخر.

 

طاهر هاني

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات البلدية التركية ريبورتاج غزة أوكرانيا غزة غزة غزة حصار غزة مساعدات إنسانية الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل تركيا انتخابات معارضة الحرب بين حماس وإسرائيل الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا المطبخ المرکزی العالمی خوسیه أندریس ملیون وجبة فی غزة

إقرأ أيضاً:

عُمان .. عندما تُعشق الشوكولاتة!

حامد منصور - 

فلنبدأ من البداية، عزيزي القارئ، فعندما عَلِمتُ بموعد سفري إلى سلطنة عُمان لأول مرة، كان عليّ أن أستعد ببعض الترتيبات وشراء المستلزمات، كالمَلابس وغيرها من الضروريات، وقد اشتريت - فيما اشتريت - حذاءً جديدًا غالي الثمن، فخمًا جميلا، وقد ارتديته في رحلة السفر.

وعند الوصول، كان في انتظاري بالمطار صديقٌ لي ليُوصلني إلى سكني الذي رتبه لي في العاصمة مسقط. وفي الطريق، ارتفع صوت أذان العصر، فتوقف صديقي أمام أول مسجد قابله حتى نؤدي الفريضة في الجماعة الأولى. وعند باب المسجد، خلعت حذائي وحملته في يدي لأدخل به المسجد حتى أضعه في مكان آمن، كما نفعل في مصر، خوفًا عليه من السرقة، خاصةً إذا كان غالي الثمن. وهنا تبسّم صديقي قائلا لي: «اتركه أمام باب المسجد ولا تخف، فلن يسرقه أحد».

فمزحت معه قائلا: «ومن يضمن لي ذلك؟» فتبسّم ضاحكًا مرة أخرى، وقال: «لا تقلق، الوضع هنا في عُمان مختلف تمامًا».

نفذتُ رأيه دون اقتناع مني، فتركتُ الحذاء أمام باب المسجد، وأنا في الحقيقة خائفٌ عليه وغير مطمئن.

وبعد انتهاء الصلاة، خرجتُ مسرعًا إلى حيث تركتُ الحذاء، فوجدته كما هو، لم تمتدّ إليه يد.

كان هذا هو انطباعي الأول عن عُمان، بأنها بلد لا تُسرق فيها الأحذية الفاخرة، حتى وإن تُركت بالطرقات. وقد كان هذا أول مؤشر لي عن مدى الأمان الذي ترفُل فيه عُمان.

ومضت بي الأيام مقيمًا في عُمان الحبيبة - نعم الحبيبة، هكذا أُناديها، وهكذا يناديها أغلب المصريين المقيمين بها - فأنت لن تستطيع أن تمنع نفسك من أن تُناديها بهذا الاسم طالما أنك مقيم فيها.

مضت بي الأيام في هذا البلد الرائع، الذي ما زلت أكتشف فيه، يومًا بعد يوم، ما يُثلج الصدر ويُسعد القلب.

وإن كان المثال الذي سقته آنفًا بسيطًا جدًا، إلا أنه عميق المعنى، وليس استثنائيًا؛ فالحكايات عديدة، والروايات كثيرة عن أمن وأمان عُمان.

وفي أول إجازة لي، عدتُ إلى مصر، وبدأت أحكي وأحكي عن جمال هذا البلد، وطيبة ورُقي الشعب العُماني، ومدى الأمن والأمان الذي ترفُل فيه عُمان.

وحين كان يسمعني السامعون، كانوا ينقسمون إلى فريقين: الفريق الأول يقول: إنك مبالغ فيما تقول، فهي بلد كغيرها من البلدان، فيها الصالح والطالح من البشر، وليست يوتوبيا (المدينة الفاضلة).

وكنتُ أُجادلهم بالحجج القوية، قائلاً: نعم، أعلم أنها ليست يوتوبيا، وأعلم أن بها الطالح من البشر، لكن انظر إلى نسبتهم في المجتمع، حتى تنجلي لك الصورة؛ فالنسبة بسيطة جدًا جدًا مقارنة بباقي الدول والشعوب.

فالشعب في مجمله شعبٌ طيب، راقٍ، ودود، إنساني النزعة إلى أقصى الحدود، ويظهر ذلك جليًا في سلوكهم ومواقفهم وتعاملاتهم اليومية البسيطة.

فمن أبسط السلوكيات التي استوقفتني أنك قد تقف في الطريق تُلوّح لسيارة خاصة - ليست سيارة أجرة - فيقف لك صاحبها ليُوصلك حيث تريد، وأحيانًا يقف لك من تلقاء نفسه دون أن تُلوّح له، بل قد يُغيّر اتجاهه من أجل أن يُوصلك إلى وجهتك.

وحين تبادره بالشكر، يرد قائلا: «هذا واجب»، أو يقول الكلمة الدارجة عندهم: «أفا عليك»، وهي كلمة تعني: عيبٌ عليك أن تقول هذا الكلام، وتُنطق بفتح جميع حروفها، وعادةً ما يخطفها القائل عند النطق بها.

وحين يعلم بأنك مصري، لا يلبث أن يكيل المديح لمصر والمصريين، قائلا: «عَلَّمَنا المصريون، ودَرَّسونا في المدارس والجامعات، ولهم فضل علينا لا ننساه».

وهذا يُؤكّد مروءة وفضل العُمانيين، وذلك وفقًا للمقولة الشهيرة المنسوبة إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب: «إنما يعرف الفضلَ لأهلِ الفضلِ أهلُ الفضل».

أما الفريق الآخر، فكان يُصدّق على كلامي، ويبدأ في سرد قصص يعرفها عن جمال عُمان، وطيبة شعبها، ومدى رُقيّهم.

وهي قصص - رغم أنها تبدو أشبه بالخيال - إلا أنها واقعية، صادقة، متشعبة، تُؤتي نفس المعنى الذي يجعلك تنتشي وتندهش من سمات وخصال هذا الشعب الراقي.

أخي القارئ، إني أصدقك القول، وأقول ذلك بناءً على ما رأيت، وما شهدت، وما سمعت، دون مبالغة، ولا إفراط، ولا تفريط.

فهو بلد بحق من أسمى وأرقى الأمم.

وفي التراث الإسلامي، جاء في الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا لعُمان وأهلها.

وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه، من حديث أبي برزة الأسلمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى حيٍّ من أحياء العرب مبعوثًا، فسبُّوه وضربوه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أنَّ أهل عُمان أتيت، ما سبُّوك ولا ضربوك».

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أحببتُ هذا البلد حبًا جمًّا، وقد أكرمني الله فيه، فتحققت بعض أحلامي، والباقي في طريق التحقق بإذن الله.

وهو بلد متقدم جدًّا، ولا أقصد هنا التقدُّم الاقتصادي المادي فحسب، بل أقصد الرُّقي والتقدُّم الحضاري، فهما - في رأيي - المعيار الحقيقي للتقدُّم.

كذلك، فإني أحكم على مدى رقيّ شعبٍ من الشعوب بعاملين بسيطين جدًا، ولكنهما شديدا البيان والدلالة: أما العامل الأول: فهو أسلوب تعامل أهل السلطة والنفوذ داخل الدولة مع أفراد الشعب العاديين، وخاصة تعامل أجهزة الأمن مع العامة.

وفي هذا، حدث ولا حرج عن دماثة أخلاق ورُقيّ جهاز الشرطة العُماني، وغيره من الأجهزة الأمنية، في التعامل مع المواطنين والمقيمين، مهما اختلفت جنسياتهم أو دياناتهم، فهي معاملة تحفظ كرامة الإنسان، ولا تُهين آدميته، بأي صورة من الصور، حتى وإن كان مخطئًا أو مذنبًا.

أما العامل الثاني: فهو النظافة العامة للبلد؛ من طرق، ومنشآت، وحدائق عامة، بل وحتى الحمامات العامة - أعزك الله - فكل هذا في عُمان جميل، مرتب، نظيف.

وتحتل العاصمة مسقط ترتيبًا ممتازًا في قائمة أجمل مدن العالم.

أما الوازع الديني لدى العُمانيين، فحدِّث ولا حرج، فهم شعبٌ محافظ، متدين، سمح جدًا مع المذاهب والمعتقدات.

ودائمًا ما أجد عدد المصلين في صلاة الفجر في المسجد مقاربًا جدًا لعددهم في صلاة العشاء، وذلك مؤشر - إن علمت - عظيم.

كما أن الله عز وجل رزقهم شيوخًا وعلماء أجلاء، أصحاب هممٍ وعلمٍ وفقه.

ويأتي على رأسهم سماحة الشيخ أحمد الخليلي، الرجل ذو المواقف الشامخة، الذي لا يخشى في الله لومة لائم، والذي يُحبه أهل عُمان، ويُبجلونه جدًا، عن جدارة واستحقاق.

وبذكر الحب، لاحظتُ مدى حب العُمانيين لسلطانهم ووليّ أمرهم، حبًّا حقيقيًا، صادقًا، قويًا.

وقد ظهر ذلك جليًا مع السلطان المغفور له السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -، ورائد نهضتها الحديثة، المحبوب من أمته ومن الأمة العربية جمعاء.

وقد امتد هذا الحب الكبير إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق - أعزه الله - فجلالته خير خلف لخير سلف، حفظه الله وسدد خطاه.

ويبقى في الختام أن نُشير إلى حضارة عُمان الكبيرة، وتاريخها التليد الممتد لآلاف السنين، وبأسماء مختلفة.

فهي «مجان»، أي أرض السفن، لشهرة أهلها في صناعة وركوب السفن، كما تُرجمت أيضًا على أنها «أرض النحاس»، تأسيسًا على شهرتها باستخراج وصناعة النحاس منذ القدم.

ثم تأتي بعد ذلك «مزون»، وهو اسم مشتق من كلمة «المُزْن»، أي السحاب والماء الغزير، دلالة على الخير والرخاء.

أما في التاريخ القريب - القرن التاسع عشر - فقد كانت عُمان إمبراطورية ضخمة تمتد من بحيرات وسط إفريقيا غربًا، إلى مشارف شبه الجزيرة الهندية شرقًا.

وهي رقعة جغرافية شاسعة، انقسمت لاحقًا لعدة دول في واقعنا المعاصر، وكلها كانت تتبع الإمبراطورية العُمانية.

عذرًا، أخي القارئ، إن أطلتُ عليك الحديث، ولكن لديّ الكثير والكثير لأبوح به عن عُمان وأهلها. وأظن أن مقالة واحدة لا تكفي، ففي حب عُمان تُسطر السطور، وتُؤلف الكتب، وهذا أقل القليل تجاه هذا البلد الجميل.

فهي دولة حقًا جميلة، بل أكثر، وتستحق أن تُعشق. والمعيشة فيها أشهى من الشهد، وألذ كثيرًا من طعم الشوكولاتة.

ونختم كلامنا بقولنا: بسم الله ما شاء الله، تبارك الله على هذا البلد الطيب المبارك، اللهم احفظ عُمان وأهلها من كل مكروه وسوء، اللهم آمين، آمين يا رب العالمين.

مقالات مشابهة

  • سلسلة غارات صهيونية على جنوب لبنان
  • غارات إسرائيلية عنيفة على جنوب لبنان
  • الإعلان عن أفضل آيس كريم في العالم: تركيا في الصدارة!
  • عُمان .. عندما تُعشق الشوكولاتة!
  • المعبقي يكشف سر تحسن العملة والحكومة تنشر معلومات عن المؤسسات التي قيل أنها لا تورد الى البنك المركزي
  • شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو يستعد لبناء فندق شمال تل أبيب
  • غارة جوية تستهدف موقعاً عسكرياً قرب جبلة وصوت انفجار يهزّ المنطقة
  • الهلال الأحمر المصري يدفع بقوافل «زاد العزة» محملة بالخبز الطازج إلى غزة
  • على امتداد سبعة عقود.. ما هي أبرز المحطات في مسار الموقف الفرنسي من الاعتراف بفلسطين؟
  • مسؤولة في منظمة إسرائيلية تكشف لـCNN سبب وصف ما يحدث في غزة بـالإبادة الجماعية