تزامناً مع فعاليات شهر القراءة الوطني لدولة الإمارات، زوَّدت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، مؤسَّسة الإمارات للتعليم المدرسي بنسخٍ من “معجم الغني الزاهر” لتوزيعها على المدارس. والمعجم من تأليف الدكتور عبد الغني أبوالعزم، بإشرافٍ من سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.


تنطلق هذه الخطوة من سعي المؤسَّسة لتعزيز القاعدة المعرفية السليمة باللغة العربية، وتوسيع آفاق القرّاء وزيادة رصيدهم من المفردات ومعانيها، ودعماً للجهود الرامية إلى بناء مجتمع متمكِّن من لغته العربية وقواعدها السليمة.
ويعدُّ المعجم الجديد أحد إصدارات مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ويشكِّل إضافةً لغوية قيمة تُثري الرصيد المعرفي العربي، حيث يتميز بانفتاحه على المستعمل والمتداول من الكلمات، بما في ذلك المعرب والدخيل والمولد، بغية الوصول إلى أوسع نطاقٍ من جمهور قُرَّاء اللغة العربية في مختلف الدول.
كما يتميز “معجم الغني الزاهر” بكونه يضمُّ مفردات اللغة العربية القديمة والمعاصرة، ولغة الأدب والصحافة في سياق دلالتها ومضامينها الفعلية والمجازية، وفي ضوء صيغها وتراكيبها، فضلاً عن آلاف الشواهد الأدبية المستقاة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية ودواوين الشعراء، ومؤلَّفات الأدباء والكتاب قدماء ومحدثين من مختلف الأقطار العربية. كما يشمل المعجم أنواع المتلازمات العربية والأمثال، ويورد أيضاً الكلمات المولدة والمعربة والدخيلة، ويعيدها إلى أصولها مكتوبة بالأحرف اللاتينية، إضافة إلى المصطلحات الدينية والحضارية والعلمية والتقنية، إلى جانب مئات الرسوم الإيضاحية لنباتات وحيوانات وأدوات. ويضمُّ المعجم أيضاً خرائط جغرافية ولوحات فنية، ويعدُّ في جوهره مَنهلاً لغوياً موجهاً إلى طلبة الجامعات والأساتذة الباحثين والكتاب.
وأكَّد سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن “معجم الغني الزاهر” إضافة مميزة للمكتبة العربية، ونتاجٌ لغوي لأحد أعلام اللغة العربية البارزين، والذي أعد المعجم بصيغةٍ مميزة وأسلوبٍ مبتكر، حرص خلاله على وضع مادة ثرية بالفوائد اللغوية كثيراً ما تفتقر إليها المعاجم العربية المعاصرة. ولفت إلى أن المعجم تناول الألفاظ بطريقة لم تتطرق إليها المعاجم القديمة، معتمداً منهجية ترتيب المداخل حسب نطقها للتيسير على الباحث، بحيث يجد مبتغاه من الألفاظ بحسب النطق لا بحسب الجذر.
وأوضح بن حويرب أن أهمية توزيع “معجم الغني الزاهر” تكمن في تشجيع القُرَّاء والباحثين والأكاديميين والجمهور على الاستعانة به واتخاذه مرجعاً لهم، بفضل شموليته من حيث معاني الكلمات وأصولها وتراكيبها وأمثلتها السياقية، مؤكِّداً حرص المؤسَّسة على المضي قُدُماً في نهجها لإثراء الموارد المعرفية بمختلف اختصاصاتها، انطلاقاً من ثقتها بأن الكتاب أساس المعرفة والأداة المُثلى لبناء جيلٍ يدرك تميّز اللغة العربية وغناها.
وتتجلى انعكاسات المعجم الجديد على المجتمع المعرفي في كونه يعزز ويُثري اللغة العربية ومفرداتها، حيث يعد مرجعاً مهماً للباحثين والطلبة والأكاديميين في مجال اللغة العربية والأدب العربي، وأداةً يُستعان بها في إجراء البحوث المستفيضة والدراسات المعمَّقة. كما يساعد المعجم على تعزيز فهم العرب للغتهم وتراثهم وتعبيرهم اللغوي، ما يسهم في تعزيز الهوية المعرفية والوعي اللغوي. ويغطي المعجم بمصطلحاته طيفاً واسعاً من المجالات، مثل الدين، والفلسفة، والعلوم، والتقنية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

“حلب: تراث وحضارة” كتاب لباحث فرنسي صادر عن مركز أبو ظبي للغة العربية

أبو ظبي-سانا

يسلط كتاب “حلب: تراث وحضارة”، للباحث الفرنسي جان كلود دافيد الضوء على مدينة حلب كواحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يقدم قراءة معمقة لتاريخها الحضاري وتطورها الجغرافي عبر العصور المختلفة.

يتوقف مؤلف الكتاب عند احتفاظ المدينة بشواهد حية من تاريخها البيزنطي والروماني والهلنستي والآرامي والحيثي والأكادي، مقابل وجود آثار قد تبدو صامتة لا تنطق سوى بما تبقى من تاريخها.

ويتناول الكتاب جدلية الذاكرة والهوية في السياق الحلبي، معتمداً على قراءة متعددة الأبعاد تبرز خصوصية المجتمع الحلبي وتراثه الغني ومهاراته الحرفية، التي تكونت بعيداً عن أنماط العولمة السائدة.

ويظهر المؤلف وعياً نقدياً بخلفيته الاستشراقية، ساعياً من خلال قراءة موضوعية إلى تجاوز النظرة النمطية السائدة، وإنصاف مدينة حلب وتراثها، بعيداً عن الأحكام الجاهزة.

يُذكر أن جان كلود دافيد هو من أبرز المتخصصين في الجغرافيا العمرانية والتراث الثقافي للمدن التاريخية، وقد بدأ اهتمامه بحلب من خلال أطروحة الدكتوراه التي تناول فيها “المناظر الطبيعية الحضارية في حلب” وعمل لاحقاً مستشاراً في بلدية المدينة، حيث ساهم في إعداد مخططها العمراني وحماية مدينتها القديمة.

وصدر الكتاب عن مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي، ضمن مشروع “كلمة” للترجمة، وترجمته إلى العربية الدكتورة هلا أحمد أصلان، وراجع ترجمته كاظم جهاد.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» تكافح سوء التغذية في 3 دول إفريقية بـ 5.5 مليون درهم
  • الكتاب المدرسي على طاولة “العابد” بعد تكليفه بوزارة التربية والتعليم
  • طباعة الكتاب المدرسي على طاولة “العابد” بعد تكليفه بوزارة التربية والتعليم
  • حكام الإمارات يعزون خادم الحرمين الشريفين في وفاة الأمير فيصل بن تركي
  • لغة الانزياح وتعدد الأشكال الشعرية في مجموعة “الغسق المسافر”
  • الإمارات.. عقد قران ولي عهد أم القيوين على كريمة محمد بن حمدان آل نهيان
  • مراسل سانا: انطلاق أولى رحلات شركة الطيران “فلاي شام” من مطار دمشق الدولي إلى مدينة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة
  • “حلب: تراث وحضارة” كتاب لباحث فرنسي صادر عن مركز أبو ظبي للغة العربية
  • محمد بن راشد يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة من “جائزة محمد بن راشد العالمية للمياه”
  • محمد القرقاوي: محمد بن راشد مبتكر.. ووظيفتنا التصميم (فيديو)