تعد مدينة كاردف بمثابة القلب النابض لويلز؛ إذ تتمتع بماض عريق وحاضر غني، كما تتيح للسياح فرصة الاستمتاع بإطلالات ساحلية مميزة، بالإضافة إلى ريفها الساحر ومطبخها، الذي يسيل له اللعاب.

ورغم أن كاردف لديها مطار خاص بها، فيمكن أيضا استقلال القطار من محطة بادينغتون في لندن؛ للانتقال إلى وسطها مباشرة في أقل من ساعتين، كما أن هناك قطارات متاحة من جميع أنحاء بريطانيا للقادمين من مدن أخرى كبريستول ومانشستر وريدينغ وبليموث وأكسفورد.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4رحلة أوليا جلبي.. الحج الأوروبي المسيحي إلى القدس العثمانيةlist 2 of 4مسجد المسيح عيسى بن مريم في الأردن.. أصالة التعايش الدينيlist 3 of 4متاحف قطر تقدم القصص والجماليات العربية في "بينالي البندقية" بإيطالياlist 4 of 4من أعلام القدس.. مجد هدمي الطبيب القارئend of list أماكن إقامة مثالية

تقدم العاصمة الويلزية مجموعة متنوعة من الخيارات، التي تلبي مختلف الميزانيات، وتوفر أماكن الجولات القريبة من المدينة والبعيدة عنها، وعروض الإقامة المريحة، ففي وسط هذه المدينة، يمكن اكتشاف الكثير من الجواهر المخبوءة، التي ستجعل لإجازتك المبهجة في المدينة مذاقا آخر.

فإن كنت من الباحثين عن موقع حيوي إلى جوار متنزه بوت الساحر مباشرة، فهناك فنادق صغيرة وأنيقة، فضلا عن الطعام الرائع، الذي تقدمه.

أما الباحثون عن جولات ساحلية نشطة، فما عليهم سوى التوجّه إلى فنادق الواجهة البحرية لخليج كاردف، كملاذ فاخر يجمع بين التصميم الحديث والإطلالات الشاطئية الهادئة، وخيارات استثنائية لتناول الطعام.

وهناك فنادق تجسد الأناقة الفيكتورية قرب الجوهرة التاريخية قلعة كاردف، والتي تغمر الزوار بسحر المعالم الثقافية ومناطق الجذب السياحي في المدينة.

عبق التاريخ يفوح من قلعة كاردف الشهيرة (الألمانية) المطبخ الويلزي.. لكل مذاق قصة

ولمشهد تناول الطعام في كاردف ونكهاته المتنوعة جاذبيته المميزة، حيث ينسج كل مطبخ قصته الخاصة، في رحلة التذوق من الخيارات المعروفة عالميا، مما يضمن إنهاء يومك بشعور غامر بالرضا مع لوحة براقة من ألوان الطعام الشهية لتجربة طعام عصرية تركز على المنتجات الموسمية الطازجة.

فإذا كنت تبحث عن أكثر من مجرد وجبة، تتخطى في الواقع تناول الطعام إلى الاحتفاء بفن الطهو الويلزي وتراثه المتنوع، وعن الأطباق التقليدية إلى آخر الابتكارات الحديثة، التي تتجاوز كلاسيكيات فن الطهو وتذوق غارقة في التقاليد وسخاء الضيافة الويلزية، فهناك خيارات متنوعة.

وبغض النظر عما إذا كنت تتوق إلى المأكولات الويلزية الحديثة أو الأطباق العالمية، فمن المؤكد أن قائمة المطاعم سترضي ذوقك، حيث تجد مزيجا من المأكولات الأوروبية الحديثة واللمسات الويلزية، سواء كنت ترغب في عشاء رومانسي أو تجربة طهو لا تفارق الذاكرة.

كما يمكنكم تناول طعام يحتفي بأفضل المنتجات الويلزية وإبداعات الطهو؛ يعكس مختلف المواسم والبيئات الطبيعية الغنية في ويلز، مع قائمة طعام محدّثة على الدوام، وتسلط الضوء على أصناف مبتكرة وكلاسيكيات عريقة من الأطباق، إضافة إلى تشكيلة واسعة من الخيارات النباتية التي تمثل مختلف الثقافات، فمن كعك الباو التقليدي إلى برغر جذور الشمندر الأحمر.

الغرفة العربية بقلعة كاردف تتمتع بالفخامة والأبهة (الألمانية) غنى الماضي

تجذب كاردف السياح منذ اللحظات الأولى، ابتداء من قلعة كاردف، التي تقع وسط المدينة. ورغم أنها لم تكن مقر إقامة ملكية، فإنها تتمتع بتاريخ غني بالمظاهر الملكية، فالتصاميم الداخلية الباذخة للقلعة، كالغرفة العربية الفخمة وبرج الساعة المذهل، تُظهر تأثير الطراز القوطي الفيكتوري.

وتعد هندسة القلعة المعمارية شهادة على غنى القرن الـ19، وتقدم صورة للأذواق الملكية في ذلك العصر، ويتميز هذا الصرح بأجواء المتعة بسحر الأفلام والتجارب السينمائية الاستثنائية تحت النجوم في "سينما لونا" المقامة داخل أراضي القلعة.

ويعد متحف كاردف الوطني مساحة تنسج ماضي المدينة وحاضرها ومستقبلها من خلال المعروضات الجذابة والعروض التفاعلية، وتوفر فرصة للتماهي في حياة سكان كاردف، واستكشاف الروابط التاريخية العالمية، والانخراط في تجارب تفاعلية يتجسد فيها التاريخ على مرأى من أعين الزوار.

تتمتع كاردف أيضا بمظاهر الحضارة العصرية (الألمانية) حاضر نابض بالحياة

ومع التجول في المتحف سيتمكن الزوار من الاطلاع على جوهر المدينة، والغوص في تراث كاردف الغني، وتخيّل ما سيكون عليه مستقبلها، والتواصل مع النسيج المتنوع، الذي يعبر عن هذه العاصمة الحيوية، وسيعود المتحف بزواره ملايين السنين إلى الوراء بصورة أكثر خيالية تستجلي تفاصيل تاريخ ويلز في رحلة عبر الزمن بتقنية الواقع الافتراضي؛ حيث ينغمس الزوار في تجربة مذهلة تستكشف النظم البيئية للأرض وجمالها الطبيعي.

وللتجول عبر أروقة كاردف متعة أخرى؛ إذ تُبرز هذه الأروقة الحافلة بالمحال التجارية والمقاهي والأجواء الفريدة، الجانب الإبداعي للمدينة، وتتيح تجربة تسوق مميزة وميسورة؛ نظرا لانتشارها في جميع أنحاء المدينة.

ولكن لإلقاء نظرة على المشهد المحلي النابض بالحياة، لا بد من التوجه إلى سوق كاردف، الذي يعد مكانا مثاليا للتعرف على الثقافة المحلية، والعثور على مجموعة من المنتجات الطازجة ومصنوعات الحرف اليدوية وغيرها من السلع الفريدة.

خليج كاردف يتمتع بمناظر طبيعية ساحرة (الألمانية) خليج ساحر

وبالوصول إلى خليج كاردف ثمة متّسع للزوار للاستمتاع بتناول الطعام على الواجهة البحرية، وبمزيج من الأنشطة الترفيهية؛ حيث تشكل منطقة الخليج مركزا فريدا للمعالم الثقافية والفعاليات الترفيهية، فالباحثون عن الإثارة سيكونون في هذا المكان على موعد مع مغامرة حقيقية مليئة بالحماسة في "كاردف إنترناشيونال وايت ووتر"، وهو مركز تجديف بمعايير أولمبية يقع في القرية الرياضية الدولية على الخليج؛ حيث ينظم سلسلة من الأنشطة المحببة، مثل ركوب الطوف والتجديف في المياه البيضاء وركوب الأمواج في الصالة المغلقة.

ولاستكشاف منطقة الخليج بشكل أكبر، لا مفر من البدء في رحلة بالقارب السريع حول خليج كاردف والقيام بجولة حافلة بالمغامرة بين المناظر الخلابة في جزيرة فلات هولم الصغيرة الواقعة في أقصى الطرف الجنوبي لويلز، كذلك سيكون بالإمكان المشاركة في جولات بقوارب الكاياك مصحوبة بمرشدين وتلبي مختلف الأعمار والقدرات، مما يسمح للجميع باستكشاف جمال الخليج الآسر.

ريف مبهر

ولو ابتعدت قليلا عن كاردف المدينة ستكون في قلب لوحة آسرة من المناظر الطبيعية الهادئة، وتحديدا في "بريكون بيكونز، وهي حديقة جبلية وطنية تقع شمال كاردف، وتتميز بجمالها الطبيعي وشلالاتها المتدرجة، وتُبرز الوجه الآخر الأكثر نضارة وتكاملا مع جمال مناظر مدينة كاردف.

ولمغامرة لا تخلو من الإثارة والتشويق، يمكنك التحليق حقيقةً عبر الريف الويلزي بالانزلاق الحر بالحبال في مركز "باركوود آوت دور دوليغير" والاستمتاع بتجربة اندفاع مبهجة وأنت تنحدر بالحبال فوق المناظر الطبيعية الغارقة في الخضرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

التصدي لأشباح الماضي: حظر البعث إلى الواجهة مع اقتراب الانتخابات

13 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يواجه العراقيون مجددًا شبح العودة إلى الماضي، حين أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، تشكيل 19 لجنة لتطبيق قانون حظر حزب البعث، في خطوة وصفتها أطراف سياسية وناشطون بأنها “رسالة تطمين انتخابي” تزامنت مع تصاعد المخاوف من إعادة تدوير بعض الوجوه البعثية بلباس ديمقراطي جديد.

وأطلق ناشطون على منصات التواصل وسم “#لا_عودة_للبعث”، تزامنًا مع حديث متزايد عن محاولات بعض الكتل الدفع بمرشحين متهمين سابقًا بالتمجيد لحزب البعث أو الانخراط غير المباشر في مشروعه السياسي، في وقت تسابق فيه المفوضية الزمن لاستكمال استعداداتها للاستحقاق الانتخابي المزمع أواخر هذا العام.

وأكّدت المفوضية أنّ اللجان ستعمل بالتنسيق مع هيئة المساءلة والعدالة، وجهازي المخابرات والأمن الوطني، للتحقيق في الشكاوى وملاحقة المخالفين، بينما أوضح المستشار القانوني للمفوضية أنّ الإجراءات تشمل تحييد المرشحين الذين يثبت تورطهم بتمجيد البعث أو مخالفة أحكام قانون الحظر، سواء عبر تصريحات علنية أو علاقات غير مباشرة.

وشهدت انتخابات سابقة في العراق محاولات مشابهة لخرق هذا القانون، حيث أُقصي في انتخابات 2014 أكثر من 400 مرشح بعد تدقيق ملفاتهم وفق قانون المساءلة، فيما واجهت انتخابات 2018 انتقادات واسعة بعد تسجيل خروقات سمحت لبعض المرشحين بالتسلل تحت غطاء أحزاب جديدة. ولم تخفِ أوساط عراقية مخاوفها من تكرار السيناريو نفسه، خاصة مع تراجع وتيرة التدقيق خلال السنوات الماضية.

وليس العراق وحدة في هذا المجال، فقد تماثلت هذه المخاوف مع ما شهده الأردن عام 2016، حين أقرّ قانون يحظر على أي حزب ذي مرجعية عنفية أو إرهابية خوض الانتخابات، في خطوة أغلقت الطريق أمام أي نشاط سياسي ذي صبغة بعثية أو متعاطفة معها.

كما شهدت الجزائر عام 2019 محاولة مشابهة لحظر رموز النظام السابق عن الترشح بعد انتفاضة شعبية ضد “العهدة الخامسة”، في تحرك أظهر كيف تُستخدم الانتخابات أحيانًا وسيلة لإعادة تدوير أنظمة مرفوضة شعبيًا.

وواجهت ليبيا، في العام نفسه، تحديًا مماثلاً حين أقرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات شروطًا تمنع أتباع النظام السابق من الترشح، إلا أن الانقسام السياسي أفسح المجال لبعضهم للعودة تحت يافطات “مصالحة وطنية” أثارت جدلاً واسعًا.

ويستعيد العراقيون اليوم صورة عام 2003، حين بدأ ملف اجتثاث البعث يشكّل إحدى أهم أدوات الانتقال السياسي بعد سقوط النظام. لكنّ غياب معايير العدالة الانتقالية الشفافة أفرز، في سنوات لاحقة، موجات تسييس للقانون أسهمت في عودة بعض الوجوه تحت غطاءات جديدة.

وتعكس الإجراءات الأخيرة للمفوضية محاولة استعادة ثقة الشارع بآليات الترشح، وتطويق موجات القلق الشعبي من تكرار تجارب انتخابية خيّبت آمال العراقيين.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أعقاب السجائر تهدد دورة الطبيعة.. سم يلوث النباتات ويقتل الحشرات
  • استعدادًا لموسم حج 1446هـ.. "السياحة" تتفقد مرافق الضيافة في المدينة المنورة
  • "السياحة" تواصل جولاتها التفقدية لمرافق الضيافة في المدينة المنورة استعدادًا لموسم حج 1446هـ
  • السوداني:زيارة ترامب لدول الخليج أثرت على مؤتمر قمة بغداد والمشاريع الاقتصادية التي ينفذها العراق هي لخدمة إيران
  • محمود عبد الشكور عن تتر ظلم المصطبة: أفضل أغنية مسلسل في رمضان الماضي
  • بنك الإسكان يجدد رعايته الماسية للجمعية العربية لحماية الطبيعة للعام الخامس على التوالي
  • أبو الغيط: رفع العقوبات عن سوريا خطوة تتيح لسوريا طي صفحة الماضي
  • التصدي لأشباح الماضي: حظر البعث إلى الواجهة مع اقتراب الانتخابات
  • محافظ سوهاج: توريد 130 ألف طن قمح بزيادة 20% عن العام الماضي
  • رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين