مع دخول السباق إلى البيت الأبيض أشهره الحاسمة في الولايات المتحدة الأميركية، يدفع كل حزب بقضاياه الأقوى إلى الواجهة لحسم معركة الإعادة المرتقبة في نوفمبر القادم.

وبرز الإجهاض كقضية مهمة في حملة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، مقابل الهجرة لدى منافسه الجمهوري، دونالد ترامب.

وركز ترامب حملته هذا الأسبوع على ما يسميه "حمام دم بايدن الحدودي" في إشارة إلى الهجرة التي يراها أنها القضية الأكبر في الانتخابات، والأكثر إلحاحا حتى من الاقتصاد، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

على الجانب الآخر، هاجم بايدن منافسه بإعلان انتخابي في ولايات متأرجحة يظهر ترامب يقر بأنه فخور بفضله في قلب قضية "رو ضد وايد"، وذلك في أعقاب قانون سيدخل حيز التنفيذ في فلوريدا، يحظر على النساء الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل.

وكان ترامب خلال رئاسته عين قضاة محافظين في المحكمة العليا، مما مهد الطريق في يونيو 2022 إلى إلغاء، قانون "رو ضد وايد" الذي يكرس الحصول على حق الإجهاض في أي مكان في الولايات المتحدة.

وفي مؤتمر صحفي، قال الزعماء الديمقراطيون في الولايات التي تفرض حظرا على الإجهاض إن ترامب هو المسؤول، وتحدث عشرات الديمقراطيين عن القضية في المقابلات الإخبارية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات ما يضع الإجهاض في قلب قضيتهم في عام الانتخابات.

يتصارع الديمقراطيون والجمهوريون على الملفات الأساسية التي ستكون محور انتخابات عام 2024، ويحاولون دفع أقوى قضية لديهم إلى الواجهة، وفق الصحيفة.

يستفيد ترامب من معدلات التأييد المنخفضة لتعامل بايدن مع الحدود الجنوبية ، بينما يطرق الديمقراطيون القضية التي بالكاد يتحدث عنها ترامب وهي الإجهاض.

وستكون الهجرة والإجهاض محور المناقشات بين الجانبين، رغم أن العديد من الناخبين قالوا إنهم يركزون على مواضيع أخرى، مثل التضخم وعمر بايدن وقضايا ترامب الجنائية والحرب في الشرق الأوسط.

وزادت أهمية الهجرة بالنسبة للناخبين في الأشهر الأخيرة وتصنف الآن على أنها القضية الأولى التي تؤثر على اختيار الأميركيين للرئاسة، وفقا لبعض استطلاعات الرأي العام. 

وارتفع عدد المعابر الحدودية غير القانونية منذ تولي بايدن منصبه ، وكانت حملة ترامب حريصة على التباهي بمواقفه تجاه الهجرة، إذ يحرص الرئيس السابق في تجمعاته الانتخابية على التحذير من "غزو"، ووعد بتنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.

ويتحدث عن عمليات القتل المنسوبة إلى المهاجرين غير الشرعيين، والتي يعترف الديمقراطيون بأنها تلعب دورا في زيادة مخاوف الناخبين، حتى في الوقت الذي يتهمون ترامب بشيطنة المهاجرين بشكل عام واستغلال الحالات المأساوية.

وعلى الجانب الآخر من الشارع من مركز المؤتمرات حيث تحدث ترامب في غراند رابيدز، احتجت سوزان لينكر البالغة من العمر 60 عاما بلافتة باللونين الأسود والبرتقالي "ترامب للسجن"، وقالت "الحقوق الإنجابية للمرأة" عندما سئلت عن القضايا الأكثر أهمية في هذه الانتخابات.

لكن مؤيدا لترامب يدعى جيمس نابير سألها "هل تعرفين كم عدد النساء اللواتي يغتصبن على الحدود؟"، لترد عليه "هل تعرف كم عدد النساء في أميركا اللواتي يغتصبن من قبل رجال أميركيين؟ 

واتهم  نابير بايدن "بعدم القيام بأي شيء" بشأن الحدود"..

ويحاول الديمقراطيون إضعاف ميزة ترامب بشأن الهجرة من خلال مهاجمة دوره في إفساد صفقة أمن الحدود بين الحزبين - مما دفع حتى بعض الجمهوريين إلى القول بأن ترامب مهتم بحملته أكثر من إيجاد حل للمشكلة.

لكن نجاح بايدن في نوفمبر قد يتوقف على قدرته على رفع موضوع الإجهاض في وجه الهجرة، وفق الصحيفة.

وعزز الإجهاض باستمرار الديمقراطيين في سباقات التجديد النصفي ، لكنه حاليا موضوع ينقصه الحماس، رغم أن الديمقراطيين يجادلون بأن القضية قد برزت على رادارات الناخبين بعد حكم محكمة في ألاباما يهدد بوقف الإخصاب في المختبر في الولاية من خلال اعتبار أن الأجنة المجمدة بشر.

يقضي الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا في ألاباما باعتبار الأجنة المحفوظة بالتجميد بمثابة "أطفال".

ووجه  بايدن انتقادا حادا للحكم الصادر في ألاباما واصفا إياه بأنه "شائن وغير مقبول". وأضاف "لا تخطئوا: هذه نتيجة مباشرة لإلغاء قضية رو ضد وايد".

واستغل ترامب بالمقابل، جريمة قتل حديثة في غراند رابيدز، والتي تنسبها السلطات إلى مهاجر غير شرعي يدعى براندون أورتيز فيت، اعتقل سابقا وتم ترحيله في عام 2020، خلال رئاسة ترامب. ويقولون إنه عاد إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وأطلق النار على صديقته روبي غارسيا البالغة من العمر 25 عاما الشهر الماضي.

ويلقى خطاب ترامب ضد الهجرة غير الشرعية تجاوبا من بعض الديمقراطيين في تكساس مثل أساليا كاساريس (52 عاما)، التي تقول إنها كانت دائما ديمقراطية و صوتت لبايدن في عام 2020 تماما مثل الكثيرين في مقاطعة مافريك بالقرب من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهي معقل نادر للديمقراطيين في ولاية تكساس ذات الأغلبية الجمهورية.

لكن كاساريس قالت إنها قلقة بشأن المستويات المرتفعة للهجرة غير الشرعية، وبينما تتعاطف مع المهاجرين، فإنها تشعر بالقلق على سلامة السكان والأسر المهاجرة، مشيرة إلى مخاطر عبور نهر ريو غراندي وتشير إلى حادث عثر فيه على ثلاثة أشخاص مختبئين خلف منزل أحد الجيران المسنين.

وتقول كاساريس إنها على الأرجح ستصوت لترامب لأنها تعتقد أنه قادر على وقع عبور الحدود.

وقبل أشهر من المعركة الحاسمة بينهما، يتقدّم بايدن بفارق كبير على خصمه الجمهوري لجهة جمع التبرعات في وقت يدفع ترامب أموالا طائلة لسداد الرسوم القانونية فيما يواجه العديد من القضايا الجنائية وفي المحاكم المدنية..

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

روبيو: نقترب من حسم نوايا روسيا وترامب يعتزم إنهاء حرب أوكرانيا

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأحد، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتوقع أن تتضح الأمور "قريبًا جدًا" بشأن ما إذا كانت روسيا "تتلاعب بنا" في محادثات السلام المتعلقة بأوكرانيا، في إشارة إلى حالة الإحباط التي يواجهها ترامب في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشار روبيو، خلال مقابلة مع برنامج "Face the Nation" على شبكة CBS، إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول معرفة ما إذا كانت روسيا جادة في إنهاء الحرب دبلوماسيًا، مؤكدًا: "سنكتشف ذلك قريبًا. لقد التقوا مؤخرًا في تركيا، واتفقوا على تبادل مقترحات مكتوبة بشأن وقف إطلاق النار".

وأوضح روبيو أن محتوى هذه الأوراق سيكون حاسمًا: "إذا كانت تحتوي على أفكار واقعية وعقلانية، فهذا يعني أننا أحرزنا تقدمًا، أما إذا كانت مليئة بمطالب غير واقعية، فسنقيم الأمور بشكل مختلف".
قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يرغبون في التباحث مع ترامب قبل محادثته مع بوتينالسفير محمد حجازي يكشف عن أهمية زيارة كبير مستشاري ترامب لمصر

الحرب الروسية الأوكرانية دخلت عامها الرابع منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022. 

وكان ترامب قد وعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة بعد عودته إلى البيت الأبيض، إلا أن المفاوضات لا تزال متعثرة. 

وصرّح الرئيس الأمريكي مؤخرًا بأن بوتين قد لا يرغب فعليًا في إنهاء الحرب، بل "يماطلنا"، ملمحًا إلى أن واشنطن قد تحتاج إلى تغيير نهجها مع موسكو.

وفي هذا السياق، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تركيا الأسبوع الماضي، وعرض لقاء بوتين وجهًا لوجه، لكن الرئيس الروسي رفض المشاركة، وأرسل وفدًا منخفض المستوى. ولم تسفر المحادثات عن نتائج ملموسة.

وردًا على ذلك، أعلن ترامب الجمعة أنه يعتزم التحدث مع بوتين هاتفياً يوم الاثنين "لوقف حمام الدم"، تليها مكالمة مع زيلينسكي، وقال: "سيتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وستنتهي هذه الحرب العنيفة، وهي حرب لم يكن يجب أن تحدث من الأساس".

وأكد الكرملين، الأحد، مشاركة بوتين في المحادثة الهاتفية، لكنه شدد على أن أي اتفاق لن يكون ممكنًا إلا إذا عالج "أسباب هذه الأزمة"، مضيفًا أن السلام الدائم يتطلب ضمان أمن الدولة الروسية ومصالح المواطنين الروس، خصوصًا في المناطق التي تسكنها أغلبية ناطقة بالروسية.

وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن يناقش مجلس الشيوخ الأمريكي فرض عقوبات جديدة على روسيا. 

وقال روبيو إن العقوبات لا تهدف إلى عرقلة المفاوضات، موضحًا أن إدارة ترامب كانت شفافة مع الروس بشأن هذا التحرك، ويدعمه أكثر من 73 عضوًا في مجلس الشيوخ.

وفي تصريحات سابقة، قال ترامب إن نحو 5,000 جندي روسي وأوكراني يُقتلون أسبوعيًا، مؤكدًا أن "حمام الدم هذا لا يُصدق"، معربًا عن أمله في أن تؤدي محادثاته مع بوتين وزيلينسكي إلى وقف إطلاق النار.

وتعكس تصريحات ماركو روبيو إصرار إدارة ترامب على حسم نوايا موسكو، في وقت حساس تتزايد فيه الضغوط لوقف القتال وإيجاد تسوية سياسية دائمة.

طباعة شارك ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي دونالد ترامب روسيا أوكرانيا محادثات السلام فلاديمير بوتين

مقالات مشابهة

  • كشف هدف وتكلفة "القبة الذهبية".. وترامب يحدد الموعد
  • مسؤولون أوروبيون: محادثة بوتين وترامب انتصار كبير لموسكو
  • جو بايدن مصاب بسرطان البروستاتا.. إليك أبرز المعلومات التي يجب معرفتها عن المرض
  • القاهرة الإخبارية: انتهاء الاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب
  • ترامب يطالب بتحقيق في دفع أموال للمشاهير لدعم هاريس في الانتخابات
  • تشخيص إصابة بايدن بسرطان البروستاتا من الدرجة 9 وترامب يعلق
  • مرشح الائتلاف الحاكم في بولندا يتقدم في الانتخابات
  • الكشف عن إصابة بايدن بسرطان عدواني انتشر في العظام وترامب يعلق
  • اليابان: الاتصال المرتقب بين بوتين وترامب بالغ الأهمية
  • روبيو: نقترب من حسم نوايا روسيا وترامب يعتزم إنهاء حرب أوكرانيا