بُنِيَ مختبر "زيويغ لاب" Ziwig Lab في أشهر قليلة في بلدة تيرسيس ليه بان الصغيرة بالقرب من داكس في جنوب غرب فرنسا، وهو قيد العمل اليوم.

وقال رئيس المختبر حكمت شاهين لوكالة فرانس برس قبل افتتاحه الرسمي الخميس (الرابع من نيسان/أبريل 2024) إن "العيّنات الأولى تصل من الشرق الأوسط أو من الدول الأوروبية (ألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها) حيث بدأ تسويق الاختبارات".



وتولت شركة "زيويغ" للتكنولوجيا الحيوية في ليون بوسط شرق فرنسا ابتكار اختبارات الكشف عن التهاب بطانة الرحم بواسطة اللعاب باستخدام تحليل الحمض النووي الريبي وتسلسله (Endotest).

في كانون الثاني/يناير الفائت، أعلنت الهيئة العليا للصحة الفرنسية، بناء على دراسات عدة، أن الاختبار الذي وصفته بـ"الواعد" و"المبتكر" يوفّر تشخيصاً تبلغ نسبة دقّته 95 في المئة.

ما هو الحمض الريبي النووي المصغّر؟

ورأى مؤسس "زيويغ" ورئيسها يحيى المير في هذا التقويم "اعترافاً واضحاً" بهذا الاختبار. ويقوم اختباره على تحليل جزيئات الحمض الريبي النووي المصغّر miARN، وهي فئة جديدة من المؤشرات الحيوية التي تؤدي دوراً مهماً في التعبير الجيني.

وأوضح المير لوكالة فرانس برس أن "الحمض الريبي النووي المصغّر موجود في كل سوائل الإنسان، وميزة اللعاب هي أن الحمض فيه مركّز من حيث العدد ومحفوظ بشكل جيد جداً".

ومن بين أكثر من 2600 نوع من الحمض الريبي النووي المصغّر اكتُشفت حتى الآن لدى البشر، رصدت "زيويغ" نحو مئة متصلة بالتهاب بطانة الرحم وموجودة في اللعاب.

وعادة ما يتسبب هذا المرض المزمن الذي يصيب نحو واحدة من كل عشر نساء، بألم شديد أثناء الدورة الشهرية و/أو مشاكل في الخصوبة. ولا يزال تشخصيه إلى اليوم يحصل في الغالب مصادفة، مع متوسط تأخير يصل إلى سبع سنوات.

وتأمل "زيويغ" في أن يساهم اختبار اللعاب الذي وصفه بأنه "بسيط وموثوق به"، في إحداث ثورة في الرعاية الطبية للنساء المصابات.

وتوقعت طبيبة الأمراض النسائية كلير تيودور التي ستجري معاينات في المركز الصحي المجاور للمختبر أن "يؤدي الاختبار إلى تغيير الكثير من الأمور"، لا سيما من خلال إتاحته "إلى حد كبير، تقصير فترة" الغموض التشخيصي الممتدة من ظهور الأعراض الأولى إلى تاريخ إجراء التشخيص الدقيق. إلا أن تكلفة هذا الاختبار عالية، إذ تبلغ نحو ألف يورو.


"طلب عالمي"

واستباقاً لطلب قوي من فرنسا والعالم، استثمرت "زيويغ" في مختبرها لتوفير وسائل الاستجابة السريعة. وقال حكمت شاهين إن المختبر الذي لم يكن يُجري إلى اليوم "سوى نحو مئة اختبار يدوي في الأسبوع"، سيصبح قادراً "على تحليل ما بين 4500 و9000 في المختبر الجديد".

وعلى مساحة 120 متراً مربعاً، تنفّذ مراحل مختلفة بشكل آلي بالكامل. فمن الممصات التي تحتوي على لعاب المرضى، يُستخرج ميكرولتران من السائل، أي ما يعادل قطرة واحدة. وتتولى الآلات مزج السائل بكواشف، قبل مرحلة "التسلسل" التي تستخدم خصائص الضوء لقياس كمية جزيئات الحمض النووي الريبي بدقة.

وبفضل الذكاء الاصطناعي الذي يتيح التحليل السريع لكمية كبيرة جداً من البيانات الناتجة عن التسلسل، يمكن للاختبار أن يُظهر بشكل شبه مؤكد، في غضون أيام قليلة، ما إذا كانت المريضة تعاني التهاب بطانة الرحم.

في مرحلة أولى، سيوصى بإجراء اختبار اللعاب بعد التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للمريضات البالغات، بهدف تجنب تنظير البطن، وهي عملية جراحية غازية.

ورجّح يحيى المير أن يصبح هذا الاختبار على المدى الابعد "أداة تشخيصية روتينية" في حالات الاشتباه بالتهاب بطانة الرحم. لكنّ الشركة لا تريد أن ينحصر الأمر بهذا المرض، بل سبق أن أطلقت دراسات لاستخدام الحمض النووي الريبوزي اللعابي وتسلسله في تشخيص أمراض نسائية أخرى (كيسات المبيض والأورام الليفية وسواها وبعض أنواع السرطان، كتلك التي تصيب الرحم والمبيض والثدي).

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: بطانة الرحم

إقرأ أيضاً:

شراكات استراتيجية للتوعية وتعزيز علاجات حساسية الأنف

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أخبار ذات صلة نهيان بن مبارك: «اصنع في الإمارات» منصة استراتيجية تدعم الرؤية الصناعية للإمارات «الظاهرة» تعقد شراكة استراتيجية مع «Getreide AG» بأوكرانيا

أعلنت جمعية الإمارات للصيدلة وجمعية الإمارات لأمراض الأنف والأذن والحنجرة، عن إبرام شراكة للتوعية والوقاية من أمرض حساسية الأنف والارتقاء بعلاجات التهاب الأنف التحسّسي في دولة الإمارات والمنطقة، وذلك بالتعاون مع شركة «باير» العالمية. ووقع مسؤولو الجهات الثلاث، في جلسة إعلامية إقليمية للتوعية بأمراض الحساسية في دبي، مذكرة التفاهم؛ بهدف  تعزيز التوعية والاستثمار الدوائي في مجال حساسية الأنف، من خلال تكثيف البحث العلمي والتجارب السريرية، واستخدام العلاجات المبتكرة لإزالة احتقان الأنف، ودعم تطوير تخصص طب الانف، سواء في التشخيص أو العلاج. 
ويؤثر التهاب الأنف التحسّسي على نسبة كبيرة من سكان المنطقة، بما ينعكس سلباً على جودة حياة الأفراد اليومية ومستوى إنتاجيتهم وصحتهم النفسية والجسدية بشكل عام (بنسبة تصل إلى 45%)، وهو ما يستلزم توفير الحلول الفعّالة لهذه الحالة، ورفع الوعي العام بها من خلال التوعية والتثقيف.

مقالات مشابهة

  • سرقوا كنيسة بواسطة الخلع والكسر... وهذا ما حلّ بهم!
  • المستشفى السلطاني يستحدث تقنية مبتكرة في جراحات النساء
  • التهاب السحايا ينتشر.. هلع بين الأهالي وتطمينات من الجهات الطبية
  • دعاء التهاب الصدر
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • شراكات استراتيجية للتوعية وتعزيز علاجات حساسية الأنف
  • الجيش يحبط تهريب مواد مخدرة بواسطة درون في المنطقة الشرقية
  • امتحان تقييمي لـ 183 ألفا من طلبة الصف الثالث اليوم
  • «الأوقاف» تعلن موعد الاختبار الشفوي للأئمة وخطباء المكافأة من الإسكندرية والبحيرة للعمل بالخارج
  • علاجات مختصرة تحسن حالات مرضى السرطان.. ماذا نعرف عنها؟